سد الموصل: العبادي أمام خيارين.. «فيضان كارثي» أو «عطش قاتل»

بدء بواسطة matoka, يناير 28, 2016, 07:30:12 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

سد الموصل: العبادي أمام خيارين.. «فيضان كارثي» أو «عطش قاتل»








برطلي . نت / متابعة
بغداد – علي طلال

عادت قصة انهيار سد الموصل، وما يسببه من كوارث، لتعود إلى الواجهة مجددا، بعدما نشر نشطاء تسريبات وتحذيرات تؤكد خطورة الوضع في السد، ووصول تشققاته السفلية إلى مراحل متقدمة.
وفيما جدد وزير الموارد المائية نفيه لهذه الأنباء، معتبرا أنها تهويل لحقيقة الأوضاع، تقول مصادر سياسية مطلعة إن رئيس الوزراء يشرف شخصيا على هذا الملف، ووجه باتخاذ جملة من الإجراءات لتلافي وقوع الكارثة.
وبحسب مقربين منه، فإن رئيس الوزراء عليه الاختيار بين أمرين، الإبقاء على مناسيب المياه مرتفعة في بحيرة السد، ما يفتح الباب على إمكانية وقوع فيضان كارثي، أو خفض مناسيب المياه والتسبب في حرمان مناطق واسعة من المياه، ما يعرضها لخطر العطش القاتل.
ومنذ إنشائه، منتصف الثمانيات، يعاني سد الموصل من تشققات وصدوع، بسبب إنشائه على أرض جبسية، ما استلزم حقنه بشكل يومي بمادة اسمنتية خاصة لمعالجة التشققات والصدوع. لكن أعمال الصيانة توقفت منذ احتلال "داعش" لمدينة الموصل في حزيران الماضي وسيطرته على السد.
وبرغم طرد داعش من سد الموصل على يد قوات عراقية مدعومة بالبيشمركة، فإن أعمال صيانته متعثرة منذ العام الماضي.
وعبر مواقع التواصل الاجتماع، أطلق الناشط الديني والحقوقي، الشيخ غيث التميمي، نداء الى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني ورئيس الوزراء حيدر العبادي، تحت عنوان "شعب الطوفان العظيم"، قال فيه إنه لديه "معلومات مؤكدة من اعلى سلطات في البلاد ومن أشخاص مطلعين ومؤسسات معنية تؤكد ان انهيار سد الموصل بات وشيكا خلال ايام وان محاولة انقاذه أصبحت شبه مستحيلة رغم ان السيد رئيس الوزراء وقع امس عقدا مع شركات اجنبية مختصة لكن الوضع خارج عن السيطرة وان انهيار السد او جزء منه شبه مؤكد خلال أيام".
وبحسب التميمي، فإن انهيار السد "يعني اختفاء مدينة الموصل (بطهرها ورجزها) بالكامل حيث يتوقع ارتفاع الماء مقدار 21 مترا هناك وهكذا يستمر السيل في جرف مدن عراقية وقرى وقصبات المنخفض ويقدر ارتفاع الماء في بغداد لمستوى 4،50 أربعة أمتار ونصف في المناطق المنخفضة منها.. وهذا يعني ان حياة اكثر من خمسة ملايين إنسان مهددة بالخطر ويتوقع موت ما لا يقل عن 195،000 إنسان وبعض التقديرات تقول 500،000 إنسان في بغداد وحدها".
وأكد التميمي أن "هذه معلومات وليست تحليلا لشخص او مؤسسة"، داعيا السيستاني"للتدخل الشخصي المباشر في متابعة الحكومة حول هذا الموضوع"، في حين دعا رئيس الوزراء "للخروج شخصيا بمؤتمر صحفي مباشر لتأكيد هذه المعلومات او نفيها وتقديم الإرشادات والتطمينات الواضحة بهذا الخصوص".
ويقع سد الموصل على مجرى نهر دجلة شمالي محافظة نينوى، وعلى بعد 50 كم عن مدينة الموصل، حيث الكتلة السكانية التي تزيد عن 1.5 مليون نسمة، حتى بعد مرور عام ونصف العام على سيطرة "داعش" عليها.
واُنشأ عام 1983 ويبلغ طوله 3.2 كيلومتر وارتفاعه 131 مترا، ويعد أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط.
لكن وزير الموارد المائية، محسن الشمري، لا يتفق مع التميمي، مجددا نفيه للأنباء التي تشير إلى قرب انهيار سد الموصل.
وقال الشمري إن خبراء متخصصين في وزارته أكدوا في تقارير حديثة أن وضع السد طبيعي، وليس هناك ما يهدده، مؤكدا أن أعمال صيانته تجري بشكل طبيعي.
ويبدو أن رئيس الوزراء حيدر العبادي يولي ملف سد الموصل أهمية كبيرة، إذ طرح قضيته خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس الأول الثلاثاء، كما عرض تفاصيله في لقائه مع عدد من الإعلاميين مؤخرا.
ونقل إعلاميون حضروا اللقاء عن العبادي القول، إنه يشرف شخصيا على ملف سد الموصل، وسيوقع العراق قريبا اتفاقات مع شركات أجنبية لصيانته.
ووفقا للمتحدثين، فقد اقر العبادي بإمكانية انهيار سد الموصل، لكنه يقول إن ذلك يرتبط بوقوع زلزال أو تفجير كبير قرب السد، فيما شدد على أن أعمال الصيانة مستمرة.
وكشفت مصادر مطلعة أن العبادي وجه باتخاذ جملة من الإجراءات لتلافي الكارثة، من بينها تحويل المياه إلى بحيرات كالرزازة والثرثار، في وقت خفضت تركيا نسب التدفق الى ما دون الثلث. لكن العبادي يخشى أن تصاب مناطق واسعة بالجفاف جراء خفض مناسيب المياه، لذلك تحتاج عملية معالجة السد إلى خطة دقيقة.
وتحت عنوان "فوبيا انهيار سد الموصل والفيضان العظيم .. معلومات وحقائق"، كتب الباحث عصام الفيلي تقريرا تفصيليا عن حالة السد، والتوقعات بشأن تداعيات انهياره.
ويقول الفيلي، إنه "منذ عام 2006 كانت هناك اجتماعات سرية اعلنت لاحقا من قبل الجانب الامريكي تجرى مع الحكومة العراقية بشأن تقديم حلول ناجعة لمعالجة التشققات التي تحدث باستمرار في الجدار السفلي لسد الموصل. الشقوق في جسم السد تعالج بحقن مادة اسمنتية خاصة باستمرار وهذه حلول وقتية لا تضع حدا نهاية للمشكلة".
ويضيف أن "المحادثات تلك تعقدت كثيرا وتعثرت حتى تم ايقافها، وبطبيعة الحال القيت اللائمة على الجانب العراقي لاهماله وعدم اقتناعه باحتمال انهيار السد، وشكوكه بان الولايات المتحدة ترغب باستثمار بعض الشركات واستحصالها ملايين الدولارات مقابل لا شيء، سيما وان الاميركيين اقترحوا حلا جذريا يتمثل ببناء سد بديل في منطقة اخرى لتفريغ مياه السد، وهذا يحتاج لمبالغ طائلة".
وتابع، "عادة ما تثار المخاوف من انهيار سد الموصل عندما ترتفع مناسيب مياه نهر دجلة في بحيرة السد، وذلك في مواسم الامطار التي تبدأ من شهر كانون الاول/ ديسمبر، وكذلك موسم الربيع وهو وقت ذوبان الثلوث في سلسلة الجبال الواقعة الى الجنوب من تركيا حيث منبع النهر".
ويضيف أن السد، بني على قاعدة من الجص وكبريتات الكالسيوم سريعة الذوبان في الماء، والنتيجة تكون كهوف كبيرة في جسم السد تحتاج الى حقن مستمر بمادة اسمنتية ذات خواص معينة، موضحا أن الحلول السابقة كانت ترقيعية فقط، فضلا عن ايقاف العمل في سد بخمة وسد بادوش في الموصل منذ عام 1990.
ويقول الفيلي، إن "المقاومة الضعيفة للخط الزلزالي وللزلازل التراكمية والهزات الضعيفة والارتدادية التي حدثت منذ انشاء السد حتى الان. حيث ان الخطأ التصميمي للسد وضعف المقاومة الزلزالية له ساهم في تعميق مشكلة التشققات والانهيارات الداخلية لتربة قاعدة السد. لذا ان تعرض السد لزلزال بقوة 5 الى 6 رختر فانه سيكون كفيلا بانهياره بالكامل. كما ان اي انفجار كبير قريبا منه قد يؤدي الى انهيار جزئي من ثم كلي اثر ذلك". ما الذي يحدث اذا ما انهار السد؟ يجيب على هذا السؤال الدكتور د. شكري الحسن‏ المتخصص في مجال البيئة، بالقول "سوف ينطلق طوفان خاطف (Flash flood)، بارتفاع يتراوح بين 20 – 40 مترا وسيغمر في غضون ساعتين الجزء الاكبر من الموصل". ويضيف الحسن، "سيستمر الطوفان الهائج دون توقف عبر مجرى دجلة الأدنى (Downstream) والضفاف المحيطة به، ليكتسح المدن والقرى حتى يداهم بغداد ويُغرق المناطق المنخفضة فيها متسبباً بمقتل الآلاف ونزوح الملايين".
ومع استمرار موجة الطوفان جنوباً تماشياً مع انخفاض منسوب الأرض والمنحدر الهيدروليكي لحوض دجلة ستتعرض مناطق وسط وجنوبي العراق لدمار كبير وصولا الى البصرة.
ووفقا لتقديرات المختصين، سيكون هناك نحو 5 ملايين عراقي بين غريق ومشرد خلال يومين فقط من انهيار السد، فضلا عن تلف محاصيل زراعية واراض قد تشكل 15% من اراضي العراق الصالحة للزراعة. اما الدمار المادي فيقدر بحسب احصائيات اولية باكثر من 200 مليار دولار، الى جانب اربع سنوات من العمل لازالة اثاره التدميرية.
ويكشف مصدر مطلع ان السفارة الاميركية في بغداد وضعت ثلاث خطط لاجلاء رعاياها وموظفيها، اثر التحذيرات المتكررة من خبراء هندسيين وجيولوجيين تابعين للجيش الاميركي قاموا بالغوص اسفل السد، وقدموا تقريراً ختاميا ورد فيه ان السد قد وصل الى مراحل متقدمة للغاية من التشققات، و"على السفارة الاستعداد لأسوأ الاحتمالات". وتقول مصادر مطلعة إن السفارة الأميركية تجري تدريبات على الإخلاء بمعدل مرة كل 10 أيام منذ ازدياد التحذيرات من انهيار سد الموصل، فيما زادت عديد حمايتها من 250 إلى 700 جندي.




http://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=35841
Matty AL Mache