المدرسة وأهميتها في انشاء الطفل العراقي 2

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أغسطس 23, 2011, 02:44:21 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

المدرسة وأهميتها في انشاء الطفل العراقي 2
من الأسباب التي تؤكد لنا على أهمية الاستثمار في مرحلة الطفولة المبكرة هي:

1.   حقوق الإنسان:
اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1959 إعلان حقوق الطفل ( يجب أن يتمتع الطفل بالحماية الخاصة المناسبة وبالفرص والتسهيلات القانونية وغيرها من الوسائل اللازمة لجعل تطوره الجسمي والخلقي والروحي والاجتماعي تطورا طبيعيا سليما وحرا وكريما), في 1989اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل التي توجب على الدول الأعضاء أن ( تكفل إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموه ) والتزام جميع ومنها الدول العربية والإسلامية باتفاقيات الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الطفل
2.   القيم الأخلاقية والاجتماعية:
تتعرض المنظومة الاجتماعية للتأثيرات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة وخاصة التي تستهدف فئة الشباب مما يجعل من برامج رعاية الطفولة المبكرة أمرا حتميا في توجيه السلوك وزرع المهارات الإيجابية في الأبناء .
3.   اقتصادية:
أ. زيادة الإنتاج: الشخص السليم بدنيا وعقليا واجتماعيا وعاطفيا يتمتع بقدرات إنتاجية أعلى وبرامج الطفولة المبكرة ترتقي بهذه القدرات، فتزيد من التحاق الأطفال بالمدارس وتقلل من نسب التسرب وتحسن من فرص التعليم وتحسين المهارات الإنتاجية فهو استثمار في الزمن القريب والمتوسط والبعيد .
ب. تحسين الوضع الاقتصادي عن طريق: تقليل حالات البطالة/ زيادة فعالية النظم التعليمية / مضاعفة العائد الاقتصادي عند الموازنة بين ما أنفق في العملية التعليمية والعائد الاقتصادي.
4.    تحسين كفاءة البرامج الأخرى:
الاستثمار في مجال رعاية الطفولة المبكرة ليس بديلا عن البرامج الأخرى مثل التعليم الأساسي والرعاية الصحية بل هو رديف لها فقد أثبتت الدراسات أن التحصيل العلمي عند الطلاب المستفيدين من برامج التدخل المبكر أعلى من تحصيل أقرانهم غير المستفيدين.
5.   علمية :
تشير الدراسات العلمية أن سنوات الطفولة حاسمة في تطور ونماء الذكاء والشخصية والسلوك الاجتماعي وأن تحسن برامج الرعاية في الصغار لها آثار ايجابية كبيرة في المدى المتوسط والطويل.
6.   تغير الظروف الاجتماعية والسكانية :
التقدم في المجال الصحي أدى إلى زيادة نسبة الأطفال الذين يعيشون لما بعد سن الخامسة و انخراط أعداد متزايدة من النساء في العمل يتطلب اهتماما اكبر براعية صغار الأطفال بشكل منتظم.

إن الهدف الشامل من رياض الأطفال في جميع إرجاء العالم و منه العراق هو تمكين الطفل الذي يتراوح عمره بين الرابعة والسادسة من تنمية شخصيته بجوانبها الجسمية والعقلية واللغوية والانفعالية والاجتماعية والروحية والوطنية والقومية، وتسهيل عملية انتقاله التدريجي من البيت إلى الروضة على الوجه الأمثل وفق خصائص نموه. وقد انبثقت من الهدف الشامل أهداف سلوكية خاصة يسير بموجبها النظام التربوي والعملية التعليمية في رياض الأطفال ويسعى الكادر التعليمي إلى تحقيقها وتشمل المجالات الآتية : النمو الجسمي الحسي الحركي، النمو العقلي، النمو اللغوي، النمو الانفعالي، النمو الاجتماعي، النمو الروحي، النمو الجمالي، نمو الوعي الوطني والقومي).
إلا أن الملاحظ أن الأسرة العراقية تعرضت إلى ضغوط كثيرة منها الحروب والحصار الشامل أدت إلى تدني المستوى المعيشي للأسرة مما شغلها في الجري وراء لقمة العيش أدى بالتالي إلى إهمال الطفل وثقافته. كما أن انتشار الأمية بين الغالبية العظمى من الغوائل (الأم والأب) أثر بصورة سلبية على تربية وثقافة الطفل، وانحسر دور المؤسسات التي تعنى بشؤون ثقافة الطفل، كدار ثقافة الأطفال مثلاً والتي كانت تسد حاجة الطفل الفعلية بما تنتجه من كتب وقصص ومجلات أطفال، كما توقفت الكثير من البرامج التربوية والإذاعية والتلفازين الخاصة بثقافة الأطفال عن الإنتاج والبث، إضافة إلى ندرة النوادي والمسارح التي تعنى بالجوانب التربوية والثقافية للطفل وانصراف عدد من الأدباء والكتاب والفنانين المهتمين بثقافة الطفل إلى مجالات أخرى وتسرب قسم كبير منهم إلى خارج العراق. وأدى انقطاع العراق عن العالم الخارجي إلى توقف استيراد الأجهزة والأدوات والكتب والمجلات والقصص الخاصة بهذا الجانب بسبب ظروف الحصار.
إن واقع رياض الأطفال في العراق مترد للغاية ولا يمكن النهوض به ما لم تتعاون مؤسسات بعينها لوضع خطط وبرامج ومناهج وتأهيل كوادر ورسم سياسات وتقديم تصورات لتغيير السلوك التقليدي في التعامل مع واقع الطفولة ومؤسسات رياض الأطفال.
لا توجد في العراق تقاليد تنشئة يتم من خلالها توطيد العلاقة بين الأسرة والمدرسة, وحتى في مجال مجالس الإباء والأمهات لتتلقى الأسرة بعض التوصيات أو للاطلاع على ما يمكن إن يكون الطفل قد تعرض له من مشاكل نفسية أو ذهنية أو سلوكية غير منضبطة ليتم تلافيها والاتفاق على عمل مشترك بين مؤسسة الأسرة والمدرسة.

بعد العام 2003 تلقت البلاد ضربات موجعة في مجال التنمية المجتمعية حالت دون تحقيق قفزات نوعية في مجال تطوير البني الثقافية والبرامج الكفيلة بالنهوض بواقع الطفولة العراقية. ويعد البحث في هذه المرحلة تحديدا في جملة توصيات ترفع إلى جهات ذات شان من أولويات العمل المنظم والهادف.
من المهم إن يتم تخصيص فترات تلفزيونية تعليمية وليست معتادة كأفلام الكارتون والألعاب والمسابقات فالعراق يفتقد إلى برامج متخصصة في مجال علم نفس الطفولة والاجتماع والسلوك التربوي ودور الأسرة في التنشئة الصحيحة.
إصدار كراسات وكتيبات ومجلات مصورة توعية تنهض برؤى الأطفال لجهة توعيتهم بما يجب الابتعاد عنه وما يجب العمل به.ويمكن الاعتماد على مختصين تربويين وعلماء نفس يضعون الآليات الكفيلة بتطوير ثقافة الأطفال
تعاني معظم دور الأطفال دون المرحلة الابتدائية الحكومية تحديدا من اهتزازات واضحة على مستوى هيكلتها المادية هذا فضلا عن إن الشريحة المستعملة لهذه الدور (طفل أو معلم) هي من المؤكد نتاج حاضنة عراقية مرتبكة ضمن مناخان المرحلة السائدة, وغياب ابسط المفردات الأخرى التي يحتاجها الطفل والتي تكشف جزءا من اهتمامه وشخصيته إلا وهي اللعب.
إن عقود الحرمان والتسلط قد امتدت أثارها لمؤسسات التربية والتعليم بصورة عامة ومنها رياض الأطفال بما شكل تساؤلات كبيرة بشأن إمكانية تطوير هذا القطاع التربوي والتعليمي الهام تماشياً مع ما موجود في المحيط الإقليمي وفي باقي دول العالم...

التحديات التي تواجه رياض الأطفال
هناك العديد من التحديات التي تواجه رياض الأطفال في العراق كغيرها من المراحل الدراسية والمؤسسات والقطاعات الأخرى بسبب الحروب والحصار الذي فرض على العراق لأكثر من ثلاث عشرة سنة، ومن هذه التحديات ما يأتي :

1. التحديات الاقتصادية والمالية :
واجه النظام التربوي في العراق بمراحله كافة مشكلات اقتصادية ومالية بسبب قلة التخصيصات المالية للقطاع التربوي وخاصة رياض الأطفال وكان من نتائج ذلك :
أ) التوقف عن التوسع في أبنية رياض الأطفال و عدم اصلاح وترميم المتوفرة منها.
ب) توقف تجهيز رياض الأطفال بالأثاث واللعب والمستلزمات التعليمية الأخرى بدءاً من عام 1985م.
ج) الانخفاض الشديد بالمستوى المعيشي لعضوات الهيئات التعليمية في رياض الأطفال أدى إلى تسربهن وتدني أداء المعلمات وعزوف المتخرجات المؤهلات في تخصص رياض الأطفال عن العمل في رياض الأطفال وانصرافهن للعمل في مجالات أخرى ذات مردود مالي أفضل.
د) تسرب الأطفال من الرياض وانخفاض نسب الالتحاق بها وذلك بسبب تدني المستوى المعيشي للأسرة وعدم تحملها متطلبات الطفل في الروضة من ملابس وغذاء ونقل.
2. التحديات الثقافية :
بسبب ظروف الحرب والحصار الشامل الذي فرض على العراق، فقد حرم المعلمون والمتعلمون من معظم مصادر الثقافة والمجلات والكتب والأدلة الحديثة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والتقنيات التربوية الحديثة والتي يمكن أن تثري ثقافة الطفل ومعلمة الروضة.
3. التحديات الاجتماعية :
نتيجة المعاناة التي عاناها المجتمع العراقي خلال العقود الثلاثة الماضية ضعفت العلاقة الاجتماعية بين الروضة والمجتمع المحيط، إضافة إلى تدني المكانة الاجتماعية لمعلمة الروضة كغيرها من المعلمين والمعلمات مما انعكس سلباً على أدائها.
4. التحديات الصحية :
إن تلوث البيئة والإهمال بأشكاله كافة وقلة الدواء والغذاء أدى إلى تدني الحالة الصحية وانتشار الأمراض والأوبئة بين الأطفال وقلة الزيارات الصحية والميدانية لرياض الأطفال لتقديم الخدمات الصحية وفحص الأطفال الدوري إلا في حالة القيام بحملات إعطاء اللقاحات للأطفال، ونتج عن تلك الأسباب أن تسربت أعداد كبيرة منهم وانخفضت نسبة الالتحاق بالروضة.
5. التحديات الأمنية :
إن عدم الاستقرار وغياب الأمن أدى إلى قتل وهجرة ونزوح العوائل إلى أماكن جديدة سواء داخل العراق أو خارجه, مما أدى إلى التدني بجميع مرافق الحياة وأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على تنشئة الطفل.
كيفية النهوض برياض الاطفال
1.   الاهتمام بالاسرة ورعايتها وتوعيتها وخاصة المراة لتقوم بواجباتها في انشاء طفل سليم.
2.   زيادة التخصيصات المالية للقطاع التربوي وخاصة رياض الأطفال.
3.   زيادة في أبنية رياض الأطفال وترميم المتوفرة منها.
4.   تجهيز رياض الاطفال بالاثاث واللعب والمستلزمات التعليمية الحديثة.
5.   رفع المستوى التاهيلي والمعاشي للهيئة التعليمية وتشجيع المتخرجات المؤهلات منهم في تخصص رياض الاطفال للعمل فيها والحد من تسربهن وانصرافهن للعمل في مجالات اخرى ذات مردود مالي افضل.
6.   رفع المستوى المعاشي للاسرة من خلال القضاء على البطالة, وبذلك تستطيع في تحمل نفقات الروضة ويؤدي الى منع تسرب الاطفال من الرياض وزيادة نسب الالتحاق بها.
7.   توفير مصادر الثقافة من الكتب والمجلات والوسائل الحديثة كالانترنيت ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والتقنيات التربوية الحديثة والتي يمكن أن تثري ثقافة الطفل ومعلمة الروضة.
8.   توفير برامج تلفزيونية متخصصة في مجال علم نفس الطفولة والاجتماع والسلوك التربوي ودور الأسرة في التنشئة الصحيحة.
9.   تقوية العلاقة الاجتماعية بين الروضة والمجتمع المحيط، و رفع المكانة الاجتماعية لمعلمة الروضة  مما يؤدي إلى تحسن أدائها.
10.   الاهتمام بالحالة الصحية وتوفير الغذاء الصحي والدواء والقيام بالزيارات الصحية والميدانية لرياض الاطفال, لتقديم الخدمات الصحية وفحص الاطفال الدوري, بالاضافة الى اعطاء اللقاحات لهم. مما يشجع الاباء والامهات على الحاق اطفالهم فيها.
11.   ان امن واستقرار البلاد, ورجوع العوائل المهجرة والنازحة يؤدي الى زيادة تسجيل والالتحاق في رياض الاطفال.

أدناه أهم المصادر التي اعتمدت عليها:

http://www.alrawashed.com/vb/t52517.html
http://www.isesco.org.ma/arabe/publications/Tofoula%20Mobakira/P8.php#
http://www.dr-saud-a.com/vb/showthread.php
http://www.brooonzyah.net/vb/t28050.html
http://www.aliraqnet.net/2010-09-16-20-06-29/2784-2011-02-08-13-24-53.html
مع تحيات
عبدالاحد

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

Saher Yousef

الاستاذ الفاضل عبد ألأحد المحترم
جيد انك تطرقت الئ هذا الموضوع فهو مهم جدا وبالاخص اذا اردت فعلا ان تنشا جيلا يتحلئ بالاخلاق الرياضية التي قد تكون اسمى من الاخلاق الدينية.
انا لا اعيل الى الحكومة المركزية من اجل ان تنشر هذا الوعي ربما علينا ان نبدا نحن ومن برطلة بالتحديد.
انا اذكر ان برطلة كانت لها في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات ٦ فرق كرة قدم و اربعة فرق ساحة و ميدان. اما الان فلدينا نادي رياضي متواضع مع عدد قليل جدا من الرياضيين. المشكلة الرئيسية هي في المدارس. فدرس الرياضة في معظم مدارس برطلة اصبح درس فراغ دائم. على علمي لدينا اكثر من ٣٠ استاذ خريج كلية التربية الرياضية. السؤال هو ماذا يفعل كل هولاء؟ واين دورهم الرياضي والتربوي؟
وكيف نستطيع ان نستغل هذة القدرات من اجل تنشاة جيل يتحلى بالاخلاق الرياضية. وما هو دور الاباء في المطالبة بحق اولادهم في استغلال درس الرياضة استغلالا ايجابيا؟
احد القسان اخبرني انة لم يعد يستطيع السيطرة على الطلاب خلال دروس الدين الصيفية الا باستخام العصاة.
اعتقد انة من المفضل ان ندع اولادنا يمارسوا الرياضة وان نزرع فيهم الاخلاق و التربية الرياضية الصحيحة قبل ان نعطيهم درس الدين و نضطر لاستخدام العصاة للسيطرة عليهم.

ساهر داود يوسف

د.عبد الاحد متي دنحا

عزيزي الاستاذ ساهر المحترم
شكرا على مشاركتك واغناءك للموضوع وخاصة تركيزك على الجانب الرياضي منه وكما يقول المثل العقل السليم في الجسم السليم
قريبا سانشر مقالة حول مشكلة الضرب

مع تحيات
عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير