العراق ممر لنقل المخدرات من إيران وأفغانستان إلي أوربا

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أغسطس 12, 2011, 08:22:19 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

العراق ممر لنقل المخدرات من إيران وأفغانستان إلي أوربا



بغداد ــ وسيم باسم:
يزرع سليم الحسني في مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد) أزهارا بنفسجية مخروطية الشكل، دائمة الخضرة، في ركن من حديقة بيته. وفي ذروة السعادة التي انتابته وهو يري حديقته تزهو بالأزهار اليانعة، اكتشف الحسني ان هذه النباتات تحتوي علي مادة مخدرة، ليسارع بإزالتها. وفي منطقة حي بابل في مركز مدينة الحلة، تجمّل جزيرة الدوران الوسطية في الشارع الرئيسي، أزهار يانعة بشكل (البوق) بألوان مختلفة، حيث اكتشف المسؤولون والمواطنون فيما بعد انها تحتوي علي مادة مخدرة ايضا. ومنذ العام الماضي منعت بلدية الحلة زراعة نبتة (الداتورا) الزاهية، و اعلمت المواطنين والمزارعين بالتوقف عن زراعتها.
لكن الحسني يقول ان الأمر انقضي، فالداتورا انتشرت في حدائق البيوت والمزارع، بل ويحرص البعض اليوم علي زراعتها لمردودها المادي، ولجمالها ايضا.فيما أبدت الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق قلقها من تزايد أنشطة عصابات تهريب المخدرات داخل العراق، خاصة بعد إعلان الحكومة العراقية موافقتها علي استئناف دخول الزوار الإيرانيين للأراضي العراقية وبواقع 1500 زائر يوميا، مؤكدة أن آفة المخدرات والمواد ذات التأثير النفسي أصبحت عاملا آخر يضاف إلي طرق الموت العديدة التي تستهدف شريحة الشباب العراقي كل يوم وتنذر بتخلي البلد عن موقعه ضمن قائمة الدول الفتية، ودمارا آخر يزيد من أعباء الحكومة الجديدة. وفي سابقة تعد الأولي من نوعها في بلد مثل العراق، أعلنت وزارة الصحة العراقية، وعلي لسان مدير برنامج مكافحة المخدرات، الدكتور سيروان كامل، عن حدوث العديد من حالات الوفاة الناجمة عن تعاطي المخدرات، وأغلبها وقعت في محافظة كربلاء، بعدها تأتي محافظات ميسان وبغداد وبابل وواسط، فيما سجلت الإحصائيات ورغم حداثتها وجود أكثر من 6037 متعاطيا للمخدرات وبنوعيات مختلفة في المحافظات كافة، تأتي في مقدمتها محافظتا كربلاء، التي سجلت 679 متعاطيا، وميسان 286، وفي بغداد وصل عدد المدمنين علي المخدرات إلي 717، فيما سجلت مدينة كركوك 240، مؤكدا أن مثل هذه الإحصائيات ما زالت غير دقيقة لاعتمادها مقارنة بالدول الأخري وكذلك افتقارها للبيانات السابقة التي ظلت طي الكتمان بسبب سياسات النظام السابق وتعمده حجب مثل هذه المعلومات عن المجتمع الدولي، وخاصة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، والتي كانت جميع التقارير إلي وقت قريب تشير إلي خلو العراق من هذه المشكلة. وأوردت تقارير حديثة لمكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة، أن هناك ممرين رئيسيين نحو العراق، الذي تحول إلي مخزن تصدير تستخدمه مافيا المخدرات، مستفيدة من ثغرات واسعة في حدود مفتوحة وغير محروسة، فالعصابات الإيرانية والأفغانية تستخدم الممر الأول عبر الحدود الشرقية التي تربط العراق وإيران. أما مافيا تهريب المخدرات من منطقة وسط آسيا فتستخدم الممر الثاني الذي يسير عبر إقليم كردستان وصولا إلي أوربا الشرقية. إضافة إلي ذلك هناك الممرات البحرية الواقعة علي الخليج العربي الذي يربط دول الخليج مع بعضها. وأضافت التقارير أن العراق لم يعد محطة ترانزيت للمخدرات فحسب، وإنما تحول إلي منطقة توزيع وتهريب، وأصبح معظم تجار المخدرات في شرق آسيا يوجهون بضاعتهم نحو العراق، ومن ثم يتم شحنها إلي الشمال، حيث تركيا والبلقان وأوربا الشرقية، وإلي الجنوب والغرب، حيث دول الخليج وشمال أفريقيا. وخلال السنتين الماضيتين أصبحت تجارة المخدرات إلي العراق ومنه أكثر تنظيما، ويوجه المسؤولون في مكتب الأمم المتحدة أصابع الاتهام إلي ايران، إذ أنها فضلا عن كونها تعاني من مشكلة المخدرات، باتت تشكل معبرا لتجارة المخدرات وبكافة أنواعها إلي العراق، وهذا ما أكده أحد المسؤولين في وزارة الداخلية العراقية، بعد أن كشفت السلطات الأمنية العاملة في محافظتي النجف وكربلاء عددا كبيرا من عمليات تهريب هذه السموم إلي المدن العراقية، قام بها أشخاص يحملون الجنسية الإيرانية، كانوا قد اندسوا بين زوار العتبات المقدسة.
المصدر:http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2011\08\08-10\995.htm&storytitle=
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة