بتريوس: لا يمكن دحر "داعش" بالقوة العسكرية فقط

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 01, 2015, 09:09:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

بتريوس: لا يمكن دحر "داعش" بالقوة العسكرية فقط


خندان - قال الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والقائد السابق للقوات الأمريكية في العراق، الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس إن تنظيم "داعش" الارهابي لا يمكن دحره باستخدام السبل العسكرية فقط، بل يجب أن يكون للسياسة دور في محاربته.

وقال بتريوس في مقابلة مع (BBC) إن المتطرفين الذين يتمتعون بما وصفه "بقوة على مستوى صناعي" لا يمكن التعامل معهم "بقوة السلاح لوحدها".

ويعود لبتريوس الفضل في ابتكار الاستراتيجية التي شهدت "دفقا" في عدد القوات الامريكية في العراق وحصلت على دعم رجال القبائل السنة في الحرب ضد تنظيم "القاعدة" فيما يعرف بالصحوات.

ووصف بتريوس تنظيم "داعش" الارهابي الذي يحاول الجيش العراقي زحزحته عن الاراضي الشاسعة التي تمكن من السيطرة عليها، بأنه "عدو قوي".

وقال "إن تنظيم داعش في الحقيقة عبارة عن جيش نظامي تقليدي يتحلى ببعض صفات جيش عصابات اضافة الى عناصر ارهابية مهمة".

وعند سؤاله عن اجراء مقارنة بين "داعش" وسلفه تنظيم القاعدة (الذي لعب بتريوس دورا مهما في هزيمته)، قال إن الاخير "كانت له جذور أعمق في العراق، كما كان عدد مسلحيه أكبر من عدد مسلحي داعش".

ووصف الجنرال الأمريكي المتقاعد سقوط الرمادي مركز محافظة الأنبار مؤخرا بأيدي تنظيم "داعش" الارهابي بأنه "خسارة استراتيجية لأنه برهن على أن النظرية القائلة إن التنظيم كان في وضع دفاعي "نظرية خاطئة."

وأضاف "أعتقد أن الرمادي ستسترد في غضون اسابيع أو أقل من ذلك."

الا انه استدرك قائلا "ولكنها كانت هزيمة كبيرة. وفي وقت كهذا ينبغي النظر الى الاستراتيجية المتبعة وعلى التحسينات التي مكن ادخالها عليها وعلى الجهود التي ينبغي مضاعفتها وتعزيزها. وأنا اعلم ان ذلك يجري فعلا الآن."

نظرة بتريوس للموقف في العراق الآن لا تختلف عن تلك التي روج لها دوما، وهي نظرة تلخص في ان الجانبين العسكري والسياسي للاستراتيجية يجب ان يسيرا جنبا الى جنب.

وقال "لا يمكنك أن تتصدى لمشكلة متطرفين بهذا الحجم باستخدام القوة المسلحة فقط، بل عليك ان تضمن استراتيجيتك عنصرا سياسيا أيضا."

ويدعو بتريوس الى ان يبدأ التغيير السياسي في القمة. وأهم شيء، حسبما يقول "أن يمنح السنة العرب المحفزات الضرورية لاقناعهم بدعم العراق الجديد بدلا عن معارضته."

أما فيما يتعلق بالسؤال الجوهري، وهو هل بامكان الجيش العراقي التغلب على "داعش"، فلا تساوره الكثير من الشكوك، إذ قال "خلال فترة الدفق وفي السنوات التي تلته، قاتلت القوات العراقية باستماتة ومات الجنود العراقيون في سبيل وطنهم باعداد اكبر بكثير من القوات الأمريكية والمتحالفة. نحن نعرف أن العراقيين قادرون على القتال".
وقال "نعرف أنهم قادرون على القتال، ولكنهم سيقاتلون فقط اذا توفرت لهم قيادة كفوءة واذا تأكدوا ان جهة ما ستدعمهم اذا دخلوا في معركة صعبة."

اذا كان ذلك يوحي بمشاركة أمريكية أكبر قرب خطوط القتال الأمامية، لم يتطرق بتريوس الى ما عناه بكثير من التفصيل.

وتساءل "هل ينبغي أن يوجد المستشارون العسكريون الأمريكيون مع القوات العراقية على مستويات دون مستوى قيادات الفرق، هل ينبغي أن تتشكل فرق مشتركة للسيطرة الجوية مع الوحدات الضرورية للمحافظة على أمن هذه الفرق، هل ينبغي تعزيز جهود التدريب والتسليح، هل بمقدورنا تسريع عملية تزويد العراقيين بالاسلحة والمعدات التي يحتاجون اليها؟"

هذه النقاط تبدو وكأنها تشكل خطة لتدخل أمريكي جديد، ولكن هناك ايضا ولع بتريوس بالبعد السياسي.

إذ قال القائد العسكري الأمريكي السابق "هل نبذل كل ما لدينا من جهد لدعم اولئك القادة العراقيين، ومنهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذين يؤمنون بضرورة اعادة دمج السنة العرب في نسيج المجتمع العراقي؟ والموضوع الأهم، هل تقوم عناصرنا وهياكلنا العسكرية بتوفير الدعم الضروري للمكون السياسي من الاستراتيجية والعكس بالعكس؟".

وقال الجنرال بتريوس ردا على تعليق بأن كل ذلك كان يمكن قوله قبل سنة من الآن إنه قال ذلك فعلا قبل سنة. فليس هناك شيء جديد فيما يقول.

وأضاف "علينا استخدام كل العناصر التي ساهمت في حملة محاربة تنظيم القاعدة في الماضي، ولكن هذه المرة بقيادة عراقية بمساعدة الأمريكيين."

يذكر ان بتريوس ما زال يزور العراق بشكل دوري، وهو على معرفة شخصية بكثير من اللاعبين الاساسيين، ورغم تقاعده من الخدمة العسكرية ما زال ينظر اليه بوصفه الشخص الذي انجز شيئا ما في العراق.

http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3869874
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة