تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

شباب بلدتي و بلدي.....إلى أين؟

بدء بواسطة حكمت عبوش, يوليو 31, 2011, 09:29:46 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

شباب بلدتي و بلدي.....إلى أين؟

                                                                           حكمت عبوش

بعد التغيير و سقوط حكم صدام الظالم في نيسان 2003 حدث فراغ امني كبير في كل العراق و منه بلدتنا(برطلة)و بلدات سهل نينوى الأخرى و قد سبب هذا تعرض(برطلة)لسرقات دور و تجاوزات عديدة و لكن تشكيل الحراسات و توزيع أفرادها المتطوعين من أبناء البلدة على النقاط الضرورية فيها ساهم في إيقاف هذه السرقات و التجاوزات و كانت البطالة المستشرية -و لا زالت- بين الشباب احد الأسباب التي جعلت دعوة التطوع  تلقى استجابة كبيرة منهم بالإضافة إلى حرصهم و حماسهم للمحافظة على امن بلدتهم بالرغم من أن الكثير منهم يحمل الشهادة الجامعية في الهندسة أو العلوم أو التربية أو القانون أو الاقتصاد....الخ أو يحمل شهادة معهد المعلمين أو التكنولوجيا أو الإدارة و غيرها أو يحمل شهادة الإعدادية و هناك آخرين بشهادات متواضعة و لكن قل لي: هل ما يستلمه هذا الشاب(سواء كان خريجا أم لا) و البالغ(240) ألف دينار هو ما يستحقه في هذا الزمن الصعب؟ و هل استنزاف طاقاتهم و وقتهم في أعمال الحراسة هو الأجدى و الأنفع لمجتمعهم من الأعمال التي اعدوا و اختصوا بها في دراستهم؟ و هذا ليس واقع حال شباب بلدتنا بل هي معاناة شبابنا العراقي كله بسبب التقسيم الخاطئ للشباب على مواقع العمل و هذا ما نستدله من إحصاءات رسمية تقول إن من بين كل 30 مدني عراقي هناك عسكري واحد(في إحصاء اجري في 2009) بينما في البلدان الأخرى التي تعيش أوضاعا طبيعية فان كل(1000) ألف مدني يقابله عسكري واحد كما تقول إحصاءات كثيرة. إن الوضع ألامني الخاص قد يستوجب وجود هذا العدد من العسكريين من الجيش و الشرطة و الحراسات و لكنه لا يبرر أن يزج في الحراسات أو صنوف عسكرية أخرى مثل هذا العدد من الخريجين بمختلف اختصاصاتهم لان هذا يعني إهدار قابلياتهم و مهاراتهم التي امتلكوها و عدم توظيفها في البناء المدني للمجتمع في مختلف فروعه و بالتالي فان هذا يلحق أفدح الأضرار ليس بالاقتصاد الوطني فحسب بل بكل جوانب الحياة فيه و عرقلة الجهود السليمة لبناء عراق متطور و متحضر. إن التزاحم على نيل مثل هذه الأعمال لم يأت من فراغ بل جاء من المعاناة العميقة لشباب العراق من البطالة (المهلكة) و هذا ما تؤكده الأرقام التي أوردها احد موظفي  الدولة الكبار بنفسه فـ (عبد الزهرة الهنداوي) وكيل وزارة التخطيط يقول يوم 19/7/2011 من إحدى القنوات التلفزيونية(إن نسبة البطالة في صفوف الشباب العراقي تبلغ 30% ) و هو تأكيد لما قاله السيد حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في حواره مع مجلة الثقافة الجديدة1

حلول..... لكنها معطلة:
قال السيد عبد الزهرة الهنداوي في نفس حديثه السابق: (إن خطة خمسيه قد وضعتها الوزارة للسنوات 2010 – 2014 للقضاء على البطالة و رغم المعوقات سنحاول انجازها) و لكن حساب البيدر لا يطابق حساب الحقل بل و لا يزال بعيدا عنه و في ندوة أخرى (في قناة الحرية) يوم 19/7/2011 أيضا و كانت عن الإسكان قال الدكتور مظهر محمد المستشار في البنك المركزي العراقي إن نسبة البطالة عموما هي 18% و لكن تفعيل و تنفيذ خطط و برامج الإسكان و التعمير يعني إحياء و تفعيل 200 حرفة و مهنة مرتبطة بها. و هذا يجعلنا نحتاج 20% من القوى العاملة و بهذا لا نقضي على البطالة فقط بل سنحتاج لاستقدام أيدي عاملة من الخارج.

سبب التعطيل:
يقول السيد محمد الربيعي – في الندوة اياها  – و هو عضو مجلس محافظة بغداد و رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي فيها: (إن المحاصصة السياسية هي التي تعرقل تنفيذ مشاريع الإسكان و البناء) و المنطق يقول إن المحاصصة بمختلف أشكالها و التستر على السرقات و الفساد هي التي تتحكم الآن في عرقلة مشاريع البناء في كل مجالات الحياة العراقية يقول السيد موسى في نفس حواره السابق: من أن رئيس مكافحة الرشوة في النزاهة قال إن 90%من مبالغ الاستثمارات تذهب إلى بطون المفسدين و 10% يتم الاستفادة منها و نحن نقول إن هذا لم تنشره صحيفة طريق الشعب وحدها بل وسائل إعلام كثيرة من تلفزيونية إلى صحف و هنا نرى تطابق حساب البيدر مع حساب الحقل و سيادة المعادلة المؤلمة، الفساد النابع من المحاصصة = التعثر في الانجاز و البناء و نعود إلى الإسكان و نقول إذا كنا فيه وحده نحتاج إلى 2% من القوى العاملة الإضافية فكم سنحتاج من قوة عاملة و بنسبة كم سنقضي على البطالة لو فعّلت مشاريع الزراعة و الصناعة و التجارة و التعليم و غيرها؟ إن البقاء و المراوحة في نفق المحاصصة البغيض و عدم الخروج منه لا يعني سوى الاستمرار في إجهاض المحاولات الجادة لبناء مؤسسات الدولة كلها على أسس ديمقراطية حقيقية  تتسم بالعلمية و الرصانة كما لا يعني-مع الأسف- سوى دفن كل محاولات إخراج الشباب من دائرة تأثير الإرهابيين بسبب استمرار بطالتهم و حاجاتهم المادية الماسة لمعيشتهم و عوائلهم فيضطروا لارتكاب الأعمال التخريبية بحق الشعب و الوطن كما إن فقدانهم للتخطيط السليم من -المسؤولين- لتوزيعهم بحسب كفاءاتهم و مهاراتهم و دراساتهم يعني و بشكل صريح منع شبابنا من الانخراط في العزف مع الآخرين في سيمفونية بناء الحياة المتحضرة ليكون أدائهم هادرا و متدفقا بأسرع من مياه الشلال لنستطيع تعويض ليس فقط سنوات المراوحة بل النكوص إلى الخلف الذي فرض في زمن صدام الردئ و حتى السنوات ألثمان بعد سقوطه فنحن لا زلنا نراوح في مكاننا في كثير من جوانب حياتنا و منها جانب الشباب الذين نحن بصددهم الآن. إن الكفيل بتغيير واقع الشباب لا يكمن إلا في ترك فكرة المحاصصة المقيتة بشكل عملي و -ليس بالكلام فقط-  فهو الذي يوفر الإطلال على عالم العراق الفسيح و الامتلاء برؤى و برامج سليمة فحواها التفكير و العمل الجاد لبناء مجتمع عادل تتحقق فيه مصلحة كل الشعب العراقي و ليس مصلحة طائفة أو قومية أو مذهب أو حزب و هذا لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال مجتمع ديمقراطي فدرالي موحد يجعلنا قادرين على حل جميع مشاكلنا و منها مشكلة شبابنا الذي سيكون عاملا و مبدعا في كل مجالات الحياة المفيدة.




1- في حوار أجرته مجلة الثقافة الجديدة(في عددها المزدوج الأخير 343/344) مع السيد حميد مجيد موسى قال: (تبلغ البطالة و البطالة المقنعة و العمالة الناقصة نسبا مرتفعة قد تتجاوز 30% )
 


ماهر سعيد متي

بارك الله بسواعد الحراس الأمينين على برطلة .. ونتمنى ان تحذو الحكومة الحالية حذو الأتحاد السوفيتي بعد الثورة البلشفية حينما قامت بتشغيل الأيادي العامة بحفر الحفر وردمها ليس من اجل العمل بل من اجل القضاء على البطالة .. شكرا على المقالة الجميلة .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة