هل اصبح الفن العراقي عاجزا عن توثيق التأريخ والحقائق ؟؟

بدء بواسطة يوسف الو, يوليو 25, 2011, 01:12:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو


هل اصبح الفن العراقي عاجزا عن توثيق التاريخ والحقائق ؟؟
لكل بلد تأريخه القديم والحديث وهذا التاريخ يشتمل على جميع الأحداث التي مر بها البلد وشعبه خلال حقب مختلفة من الزمن فمنها ما كانت تحتوي على مآسي وصعاب وأنتكاس وتاخر وتخلف ومنها ما كانت فترات انتعاش وتقدم وتطور وازدهار وكل تلك المراحل بالتأكيد وثقت ( بتشديد الثاء ) من قبل الباحثين والأدباء والكتاب في تلك الحقب التي مر بها البلد وشعبه , وما يهمنا هنا هو وطننا العراق وشعبه الأبي الصابر الذي لم يذكر لنا التأريخ بأنه مرة في حقب كانت تحمل معالم التطور والأزدهار ألا ما هو القليل جدا منها وقد يكون قبل قرون مضت ولو بدانا منذ قرنين خلت فبالتاكيد سوف لانرى الأنتعاش ولا التطور ولاالتقدم ألا في مجالات بسيطة جدا وضئيلة لاتذكر قياسا بالبلدان النامية الأخرى التي تمكنت من اللحاق بركب التطور والتقدم والأبداع .
نعم كان العراق وشعبه بلد التأريخ وبلد الجمال والحضارة والثقافة ولازال ليومنا هذا لو مدت له اياد الخير والعمل الشريف ولو تمكن المسؤولين الذين يتربعون على عرش السلطة من نزع روح الطائفية والعنصرية من قلوبهم وتفكيرهم ولو وضع المفسدين والسراق حدا لطمعهم وجشعهم من اجل وطنهم وشعبهم فقليل من التضحية وصحوة الضمير تساوي الكثير الكثير من الطمانينة والرفاه لشعب لازال يحلم بها منذ اكثر من قرنين من الزمان خلت !! .
موضوعنا اليوم هو هن توثيق حقيقي لتلك الحقب بمرارتها وحلاوتها ان وجدت من قبل الفن والفنان العراقي القادر بالتأكيد لتحويل الماضي الى احداث يتلمسها جيل اليوم كي يستفيد منها في حاضره ومستقبله , نعم ظهرت بعض الأعمال الفنية التي لم تنقل الحقيقة كاملة مع كل الأسف بل بالعكس حرفت الكثير من الحقائق الدامغة التي يعرفها الشعب العراقي جيدا وعلى سبيل المثال لاالحصر مسلسل الباشا ( نوري السعيد ) الذي انتجته قناة الشرقية قبل ثلاث سنوات ! كان المفروض من قناة الشرقية او غيرها من المنتجين ( المقتدرين ) والذين ينتجون ما يحلو لهم فقط ولا ما يتطلع اليه المشاهد !! ولأن الأنتاج الفني وللأسف الشديد ايضا لم يعد مدعوما من الحكومة لأسباب عدة في منها نبذ بعض المراجع الدينية للفن من اساسه وهو ما تعمل به الأحزاب الدينية المتسلطة ارضاءا لرغبة المتخلفين والمتشددين والذين كما يظهر اصبح لهم اليد العليا في مثل هذه القرارات !! ثم الطائفية المقيتة التي سيطرت على مسالك الدولة عامة ويأتي اخطر الأسباب وهو الفساد الأداري المستشري والذي اصبح كالسرطان ينخر في جسد المجتمع العراقي ومكوناته ومؤسساته ومنها ما يهمنا هنا هو الفن الذي بواسطته تقاس وتقيم ثقافة الشعوب ومنها شعبنا الغني بالثقافة الفنية المكتومة !! كان المفروض بالشرقية ان تقدم مسلسلا او فلما عن الزعيم العراقي الراحل الشهيد عبد الكريم قاسم وتعريف جيلنا الحالي وخاصة الشباب منهم ومن هم في دفة الحكم اليوم بمآثر ذلك الرجل الوطني الذي نذر نفسه واعطى روحه قربانا لوطنه وشعبه دون ان يملك شبرا واحدا من ارض العراق او دينارا واحدا في بنوكه او البنوك العالمية !! هكذا عمل كان سينال تقدير وأعجاب الشعب العراقي عامة او انتاج فلما او مسلسلا عن الحركات الوطنية العراقية التي ولدت ابان الحكم الملكي للعراق والسيطرة البريطانية الكاملة عليه والتي تمكنت من خلال نضالها الدؤوب وقوافل الشهداء التي أعطيت من اجل الحرية والكرامة ومن خلاله يظهرون وحشية وقسوة نوري السعيد وحكومته على كل من كان وطني شريف مخلص لوطنه وشعبه , لو كانت الشرقية فعلت ذلك لكانت اضهرت الحقيقة كما هي غير ما اضهرته في مسلسلها ( الباشا ) الذي واجه انتقادا لاذعا من اغلب ابناء شعبنا خاصة اولئك المعاصرين لتلك الحقبة المظلمة من تاريخ شعبنا ! .
ايضا هناك العديد من الحقب المظلمة والأحداث المريرة التي مرت على وطننا وشعبنا بعد اغتيال ثورة 14 تموز من قبل الأنقلابيين القتلة في 8 شباط الأسود المفروض اعادتها الى الأذهان وتوثيقها ليرى شعبنا وحشية البعث وقسوته على شعبه منذ توليه زمام الأمور في 8 شباط الأسود مرورا بالفترة المظلمة السوداء القاتمة التي عاشها العراق والعراقيين خلال ثلاثة قرون ونيف حكم فيها البعث الفاشي والطغاة العراق والعراقيين بالحديد والنار وكم الأفواه والحريات ! .
هذه هي الأعمال الفنية الهادفة التي من المفروض ان يفكر بها المنجون ومنهم الشرقية وغيرها ولأعتقادي أنهم سوف لن يتجرؤوا على انتاج أعمال كهذه لأسباب معروفة لدى الجميع !!, مع علمنا الكامل بمعاناة الفنان العراقي خلال هذه الفترة بالذات وخاصة تلك التي تهم حياتهم المعاشية لكن يحذونا الأمل ان نشاهد اعمالا فنية ناضجة ادبيا وفكريا وتتعامل مع الأحداث السياسية التي مر بها البلد بجدية وواقعية وجرأة فنية عالية كي يساهم من خلالها منتجوها بدعم حقيقي للفن العراقي الهادف الذي كان مثار اعجاب ابان الفترة التي رافقت ثورة 14 تموز .
                                                         يوســـف ألـــو  22/7/2011