تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الصليبيون ... وشيء من التاريخ

بدء بواسطة متي اسو, نوفمبر 03, 2014, 11:37:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

الصليبيون ... وشيء من التاريخ
الجزء الثاني
  لم يعد للدولة الاسلامية القدرة على تحقيق حلمها باحتلال اوربا ، ظلّت صامتة على "الحلم المؤجل" هذا لمدة 84 سنة بعد الحملة الصليبية الثامنة . بعدها استغل الاتراك الظروف التي كانت تمر فيها اوربا ، فسال لعاب " الاستحواذ المقدس " ثانية لانشاء " خلافة اسلامية في اوربا " ، من هذه الظروف :
               - الخلافات الحادة بين الاوربيين ، خاصة الحرب بين فرنسا وانكلترا التي حدثت   بين عامي 1337م - 1453 م.
- اجتياح الطاعون الاسود للقارة الاوربية ( 1347م- 1352 م) الذي تسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة .
- ظهور حركة الاصلاح الديني في القرنين الرابع عشر والخامس عشر وما ترتب عليه من  خلافات مذهبية عصفت بالقارة التي كانت تعيش في ما تسميها الآن بـ " عصور الظلام " والتي أدّت الى شق التوافق الاوربي .
•   في عام 1356 م احتل الاتراك جزيرة Gallipoli  الواقعة شرق اوربا ( 100 كم من شواطيء مضيق الدردنيل ، كانت الجزيرة قد اصابها زلزال مدمر عام 1354 م وهجرها نصف سكانها اليونانيين ) . اصبحت موضع قدم لهم ليحتلوا بعدها مقدونيا والبانيا وصربيا الكبرى ، استطاعوا عزل وشل القسطنطينية بفرض حصار عليها .
•   توقف الاتراك عن التوغل في اوربا مؤقتا لانشغالهم في قمع تمرد المنغوليين في الشرق .
•   إستأنفوا توغلهم في اوربا مجددا فاحتلوا Salonika  عام 1430 م( ثاني اكبر مدينة يونانية ) .
•   في عام 1444 م احتلوا Wallachia, Verna , Moldavia, Transylvania
، هذه المقاطعات الآن هي رومانيا وبلغاريا .
•   ، زحف الاتراك بجيش بلغ 265 ألف مقاتل من المشاة والفرسان والانكشارية، تصحبهم المدافع الضخمة، وحاصروا القسطنطينية بحرا وجوا . إستمروا ولعدة اسابيع يدكّون اسوارها بالمدافع الضخمة ...سقطت القسطنطينية في 29 أيار 1453 م على يد محمد الفاتح ( وليس الغازي !) . كانت العائلات اليونانية قد التجأت الى كاتردائية القديسة صوفيا الاثوذكسية ، يرنمون المزامير طالبين الرحمة لأطفالهم ، البطريرك اشعل شموعه ، في آخر قداس له ، وهو يذكرهم بقول المسيح " أحبائي ، لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ... " ، النساء حاولن تهدئة الاطفال المرعوبين " لا تخافوا اننا نموت من اجل المسيح  ". دخل عليهم الاتراك ولم يسلم  حتى الرضيع من الذبح . صلبوا وعلّقوا الجنود والشباب ، إغتصبوا النساء وارسلوا الالاف منهم ( رجالا ونساء ) مقيدين الى انقرة ليباعوا في سوق النخاسة ، كسروا الصلبان وحطموا النواقيس وتحولت الكنائس الى مساجد او اسواق...  (هل داعش تفعل الشيء نفسه ؟؟؟ )
أصبح اسم القسطنطينية  " اسلامبول / اسطنبول " .
تحولت كاتردائية صوفيا  الى جامع ايا صوفيا ... صلّى فيها السلطان " الورع " صلاة الجمعة . ( كان قد خنق اخويه ، وقتل خمسة من ابناء عمه كي لا ينافسه احد مستقبلا على السلطنة ) .
( كانت القسطنطينية قد تعرضت الى التخريب والقتل والنهب على يد الحملة الصليبية الرابعة التي ارادت ان تمول نفسها للحملة بالسطو على القسطنطينية، اصبحت ضعيفة جدا مما شجع الاتراك على تطبيق نظرية " الاستحواذ المقدس " عليها.
زار الراحل البابا يوحنا الثاني الكنيسة الارثوذوكسية في اليونان واعتذر عن نهب وتخريب القسطنطينية على يد الحملة الصليبية الرابعة التي كانت من ايطاليا والتي مهدت لسقوطها لاحقا ... ثم زار كاتردائية صوفيا التي حولها المسلمون الى جامع ، ( لكنها الآن أشبه بمتحف ) .
•   في عام 1456 م احتل الاتراك اثينا فأصبحت اليونان بأكملها في قبضتهم ، ( نفس القتل والتخريب وتحويل الكنائس الى جوامع ).
•    هاجموا المجر في معركة موهاكس عام 1526 م بقيادة سليمان القانوني, اصبحت المجر بعدها ولاية تركية . ثم استولى على Buda ( بودابست ) .
واستعمل كل الوسائل لأسلمة رومانيا .
عجّت اسواق تركيا ( اسطنبول – اقسطنطينية سابقا -، دمشق ، بغداد ، القاهرة) بأكثر من مليوني من السبايا والعبيد يُباعون في سوق النخاسة بعد ان اصبحوا " ملك اليمين " .
هناك كتابان : الاول اسمه " بوسنيا كرونيكل " ( تاريخ بوسنيا ) لمؤلفه Ivo Andric  الحائز على جائزة نوبل في الادب ، والثاني اسمه " ديث اند ذي ديرفش    ( الموت والدرويش )  لمؤلفه   Mesa Selimovic ، الكاتبان  يتحدثان عن الفضائع التي اقترفتها تركيا في دول البلقان وصربيا وبقية الدول التي احتلتها في اوربا ، وكيف ان هذه الشعوب فقدت هويتها الوطنية بعد اجبار الكثير منهم على تغيير دينهم ، عندها اصبحوا فجأة اعداء بعضهم البعض ( من أسلم أعتبر خائنا واصبح ولائه للمحتل التركي ، ومن لم يصبح مسلما تحول الى " كافرا" ! ).
•   بعد ان بنى سليمان القانوني جيشا ضخما معززا بالمدافع  ، قام الاتراك بمهاجمة النمسا التي كانت تعتبر " حصن المسيحية " عام 1529 م . لكنه فشل في اقتحامها ، وبعد خمسة اسابيع اضطر الى الانسحاب ، في انسحابه قتل 300000 فلاح إذ لم يجد فيهم أية قيمة تذكر بعد ان إمتلأت اسواق الأمبراطورية العثمانية بالسبايا والعبيد .
•   سمع بمؤامرة في قصره فأمر بخنق ابنيه ( ابنه البكر والذي يليه ) ، مع قتل ستة من أطفالهم .
•   بعد ان تم بناء أضخم اسطول بحري ، قرر غزو اوربا عن طريق البحر المتوسط ، في عام 1565 م هاجم مالطا المسيحية واحتلها .
•    في عام 1566 م مات سليمان القانوني فخلفه ابنه الثالث سليم الثاني ( كان اخواه الكبيران قد قتلا على يد ابيهم )    .
•   في عام 1571 م قام القائد التركي الاعظم " لالا مصطفى " بغزو قبرص . وعندما قدم حاكم الجزيرة Marcantonio Bragadino   ( من اصل ايطالي ) وهو في كامل ابهته وحمايته للتفاوض ، هجمت الفرقة الانكشارية على حمايته فجعلوها اوصالا مقطعة ، انزلوا الحاكم من فرسه فجدعوا انفه وقطعوا اذنيه وطافوا به المدينة لمدة 13 يوما وهو يحمل كيس الزبالة ويقبل الارض تحت اقدام القائد ، بعدها تم شقه الى نصفين وهو لا يزال حيا ، اجبروا القبرصيين على حضور ومشاهدة  إحتفالية عملية القتل .
•   في السابع من اكتوبر من نفس السنة قامت امارة فينيسيا الايطالية الغاضبة جدا من اعمال الاتراك بالتحالف مع اسبانيا وامارات جنوب اوربا وشكلوا اسطولا بلغ 231 سفينة قابلت الاسطول التركي البالغ 300 سفينة وجرت معركة Lepanto  المشهورة حطموا فيها الاسطول التركي .                                           
بهذه المعركة إنتهت والى الأبد احلام تركيا بالغزو البحري .
•   هاجم الاتراك بولندا مرتين . في عام 1621 م و 1672 م .
توقف الحلم التركي بإقامة " خلافة اسلامية في اوربا "  عام 1683 م ... والى الابد .
توقف حلم " الفتوحات والاستحواذ المقدس " عندما قرر الاتراك الهجوم على النمسا وإسقاط فيينا .
حشد القائد الأعظم " كارا مصطفى " 600000 مقاتل وفارس + 1000 مدفع + 40000 حصان + 20000 جمل + 20000 فيل + 20000 جاموس + 20000 بقرة + 10000 رأس غنم وماعز + 100000 كيس من الحبوب + 50000 كيس قهوة + 100 من الحريم والخصيان + طواويس ونعامات .
اخذ كل هذا الحشد ليحاصر فيينا ويستبيحها ، واقام معسكرا من 25000 خيمة .
شعر الاوربيون بالخطر المحدق بهم ، هبّت كل اوربا لمساعدة النمسا عدا فرنسا التي كانت دائما متحالفة مع الاتراك ، لكنها هنا فقط وعدت النمسا بأن تقف على الحياد .
بدأ الحصار في 14 تموز 1683 م ،
في 12 ايلول من نفس السنة ، وبعد ان وجد المُحاصرون بأن ثغرات كبيرة حصلت للأسوار نتيجة القصف المدفعي ، قرروا مهاجمة الأتراك في الصباح ، عند الظهر إستطاعوا شق الجيش التركي الى شقين ، في هذا الوقت بالذات وصلت القوة البولندية من الخارج وباشرت في الهجوم على الاتراك فور وصولها ، كان إنتصارا باهرا إنهزم فيه الاتراك وتفتت جيشهم ...
هرب القائد الأعظم " كارا مصطفى " تاركا وراءه جٍماله وفيله ، جواميسه وبغاله ، حبوبه وقهوته ، نعاماته وطواويسه ، لكنه لم ينسى قتل حريمه وخصيانه كي لا يقعوا بأيدي " الكفار " .
وصل الخبر سريعا الى الدول الاوربية المحتلة من الاتراك ، ثارت وشكلت مجاميع غاضبة تعمل تقتيلا في شراذم الجيش المهزوم  والمنهك ...
لم تستطع تركيا إستعادة قوتها الغازية نحو اوربا بعد ذلك .