"..." وصديقه.. الصحفي .. !!

[برطلي دوت نت]

"..." وصديقه.. الصحفي .. !!

الاستاذ متي كلو

سأل الأصمعي رجلاً كذاباً: هل صدقت قط؟ فقال الكذاب: نعم             
فقال الأصمعي: عجباً
فرد الكذاب: خفت أن أقول "لا" فاصدق!

1

سأل "أكرم" صديقه الصحفي:

هل حضرت الندوة التي عقدت بمناسبة زيارة الشخصية السياسية المعروفة إلى هذه المدينة. أجاب الصحفي: طبعا ودعيت شخصيا وكنت في الصفوف الأولى من القاعة وبعد انتهاء الندوة سال عني، شاكرا حضوري.

ثم سال"أكرم" صديقه الصحفي:
وهل أجريت معه حوارا صحفيا؟

أجاب الصحفي : نعم..

وستجده على صفحات العدد القادم من الجريدة .

وبعد صدور العدد الجديد لم يجد "أكرم"الحوار مع الشخصية السياسية، .

فاتصل على الفور بصديقه الصحفي مستفسرا عن السبب في عدم نشر الحوار في الصحيفة، أجاب الصحفي صديقه "أكرم":

مع الأسف حصل خلل في مسجل الصوت  "لمراسلنا" الصحفي.

وعندما سال احد "الخبثاء" مرافق الشخصية السياسية عن الحوار مع هذا الصحفي، ابتسم قائلا: لم يتم أي لقاء أو حوار!!

ابتسم أكرم .

2

سال أكرم صديقه الصحفي: كم عدد النسخ التي تطبع من الصحيفة؟

أجاب  الصحفي صديقه أكرم :

بين 8 ألاف و 10 ألاف نسخة لكل عدد بالرغم من أن هناك عشرات من الطلبات التي ترغب بزيادة النسخ.

وفي اليوم التالي التقى أكرم بأحد المحررين طوعيا في الصحيفة وقال له :

أهنئكم بزيادة طبع عدد النسخ من الصحيفة إلى 10 ألاف نسخة، توقف المحرر برهة وباستغراب ودهشة وامتعاض من الرقم وقال لأكرم:

من قال لك ذلك!

أجاب أكرم: صديقي الصحفي الذي تعمل معه طوعيا! رد على أكرم قائلا:

نحن لا  نطبع أكثر من 1000 نسخة يا سيدي!! وأنا الذي أرافق الصحفي أحيانا إلى المطبعة وهناك إعداد تبقى مكدسة في الكثير من المحلات.

وابتسم أكرم .

3

قال أكرم لصديقه الصحفي :

هل هناك قأئمة بأسعار الإعلانات في صحيفتكم؟

أجاب الصحفي:

ليس هناك قائمة والتسعيرة نغيرها في كل لحظة ولا نرفض أي سعر، وسال أكرم صديقه مرة أخرى:

وهل تسددون ضريبة الإعلان للدولة، قهقهة الصحفي وقال لأكرم:

نحن نأخذ من الدولة فقط ولا أحبذ كلمة "الضريبة"، .

دهش أكرم من صديقه وقال: ولكن الدولة وفرت لك الملاذ الأمن والحرية، وهنا التهرب من الضريبة جريمة.

وابتسم أكرم .

4

سال اكرم  صديقه الصحفي :

هل سوف تحضر الأمسية الثقافية في الأسبوع القادم؟  أجاب الصحفي:

كلا! لاني استلمت دعوة واحدة فقط وباسمي الشخصي وأنا لا ألبي أي دعوة إلا بعد يتلقى جميع أعضاء هيئة التحرير دعوات مماثلة، واتصل أكرم بالقائمين على الأمسية وطالب بإرسال دعوة لجميع أعضاء هيئة التحرير العتيدة.

فاستجيب لطلبه فورا وتم إرسال ما طلبه الصحفي وعقدت الأمسية الثقافية ولم يحضر الصحفي ولا احد من هيئة تحريره ومراسليه ومندوبيه ومصوريه ومخرجيه!!

وعلق احد "الخبثاء" قائلا بان عدم الحضور كان بسبب عقد اجتماع طارىء فوق القعدة لهيئة التحرير في المطبخ.

وابتسم أكرم .

5

سال أكرم صديقه الصحفي :

هل حضرت احتفالية توقيع كتاب الشاعر الفلاني؟ أجاب الصحفي قائلا: كلا كنت مشغولا.

وهنا سال أكرم صديقه الصحفي مرة أخرى: ولكن قرأت في إحدى الصحف تغطية تحت اسمك عن الاحتفالية كما نشرت نصا في الصحيفة، قاطع الصحفي أكرم قائلا:

أنا نقلت التغطية من صحيفة محلية إلى صحيفة دولية مع إضافة اسمي فقط.

قاطع أكرم صديقه الصحفي قائلا:

ولكن هذه سرقة !

أطبق الصحفي شفتيه وصمت.

ابتسم وقهقه أكرم من أعماق قلبه وقبل أن يغادر قال للصحفي:

يقول أفلاطون: قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه.


المصدر :
جريدة بانوراما / جريدة عربية تصدر في سدني / استراليا