تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المناطحة بالعدد

بدء بواسطة متي اسو, أكتوبر 11, 2014, 07:27:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

المناطحة بالعدد
المفاهيم في العالم العربي والاسلامي اصبحت من الغرابة قلما تجدها في مجتمعات اخرى ، نعم ، هناك بعض المجتمعات الافريقية لا زالت تنافسنا في هذا المضمار .
ما يهمنا هنا هو العراق والعراقيين .
اصبح العراقي الآن لا يفتخر بإنتمائه الوطني ، بل يفتخر بانتمائه العددي الطائفي ... " نحن الاكثرية "... يصيح بفخر واعتزاز وكأن انتمائه العددي يجعله مميزا ومؤهلا اكثر من اي فرد آخر من" الاقلية العددية" بمفهومها الطائفي ، يجعله صاحب حقوق اكثر من الاخرين .
انتمائه العددي " للأكثرية العددية الطائفية " يجعله مؤهلا ومُهيئأِ لتولي اعلى المناصب في الدولة حتى وإن لم يكن صالحا لادارة مزرعة صغيرة ، ويحرم المؤهل الفعلي فقط لانه ينتمي الى " الاقلية العددية "... ميزة الاول هي انتمائه " للأكثرية "، وجريرة الثاني انتمائه" للأقلية " بهذا المفهوم .
المتعلمون من " الأكثرية " ( بعضهم بشهادات عالية ) ،والذين ضمنوا مواقع حزبية طائفية  (البزنس الذي لا تبور تجارته حاليا) يؤكدون على اهمية "الكثرة العددية "هذه  كي يضمنوا الوصول الى كراسي الحكم بالانتخابات  الديمقراطية !!  . وبعدها يعم الفساد .
إنه لمن المؤسف والمحزن حقا ان ترى الجماهير وفقراء الطائفة يندفعون بحماس اعمى خلف الشعار نفسه ،( شعار الاكثرية الطائفية ) بدواعي دينية او عشائرية ، قلة منهم انتهازيون يركضون خلف المعممين و وكلائهم "المتعلمين" الوارد ذكرهم كي يحصلوا على بعض المكاسب ، وهم بمثابة حلقة وصل ، لكن الاكثرية المسكينة لا تبغي سوى رؤية من ينتمي الى الطائفة في قمة هرم السلطة ، هذا الشعور الداخلي يمنحها شعورا بـ "الأهمية " الذي حُرمت منه طوال حياتها ، حتى لو افترشت الأرض وأكلت الفتات ، حتى لو دفعت اولادها الى أتون المعارك الطائفية التي يقودها الكبار .
لن أكون مبالغا لو قلت بأني سوف أشك بأي حزب علماني او تقدمي إن فاز حتى بعشرين مقعدا في هذا الزمان ... انها الديمقراطية وأنا  لا أشك بذلك ...حتى لو كان هناك تزوير فإنه عديم الاهمية ولا يغيّر من النتيجة شيئا . انها ديمقراطية جماهير بمفاهيم طائفية ، فكيف نتوقع ان يفوز حزب تنويري او تقدمي وسط هذه المفاهيم ؟ ... ما يضحكني احيانا عندما يتهكم " مثقف ما "  ويقول : "حزب فاشل يفتقر الى قاعدة شعبية " !!!. القاعدة الشعبية التي لا تعدو عن كونها " عددية طائفية "
احيانا اقول لنفسي : ربما هذا القتل العشوائي الذي يطال تجمعات النساء والأطفال في الاسواق والباصات والساحات العامة ، والقتل على الهوية ، ما هو إلا تناطح من اجل التفوق العددي والفوز بالأكثرية العددية . انه مرض وعقيدة  في آن واحد .
انه مرض لازم بعض الناس حتى بعد هجرتهم الى الغرب ،
التقيت بشخص بعد سنوات قليلة لم أره فيها ، كان مع عائلته وأطفاله الصغار الثلاث ، قلتُ له فرحا : ما شاء الله ، ثلاثة اطفال خلال هذه المدة القصيرة ؟ أجاب : نعم ، إننا نغزوهم !!
ساءني ما قاله وسألته : من هم هؤلاء الـ "هم " ؟ ، انك تحمل جنسيتهم واقسمت على الاخلاص لها ... ودّعني وهو يقول : كل واحد له رأيه ... ان الرجل يأمل ان يغزو البلد الذي احتضنه وآواه بالعدد !! . 
ولنفس السبب فـإن " المتناطحين " يستوردون " اعدادا " من دول الجوار كـقوة عددية و " فزعة " تضاف الى أعدادهم .
الاكثرية العددية في العالم اجمع هي الاكثرية الحزبية الغير طائفية ، وبذلك تكون هناك فرصة لأي شخص ، لأي شخص من اية طائفة ومن اي دين ومن أية قومية ، فرصة  تجعله  من الاكثرية وينال ما يستحقه . والاقلية هنا ، هي الاقلية الحزبية ( وليس الطائفية ) والتي غالبا ما تشكل المعارضة .
لذا نرى إن  "الاكثرية " و " الأقلية " متغيرتان تتبادلان المواقع حسب قناعة الناخبين وليس حسب انتماءاتهم الطائفية .
فمتى تُلغي الاحزاب الدينية والقومية  والعشائرية من بلداننا ؟؟؟
متى تتغير المفاهيم البالية في مجتمعاتنا ؟
لا يتم ذلك إلا بالتثقيف والوعي .
يقولون  " لا وجود للظلم بدون وعي " .

   

ARAMI

كمية وليس نوعية ، مع الاسف، وها هم يجرون العالم الى الحضيض، ويقولون ان كل ما يحدث مؤامرة ضدهم
ولله في خلقه شؤون
شكرا على المقالة

متي اسو

أشكرك أيها الأرامي العزيز