تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

التجربة اللبنانية / ج 1

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, يونيو 23, 2011, 11:17:20 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

التجربة اللبنانية / ج 1

لا ادري كلما اتابع نمط سير الحياة الاجتماعية والسياسية لدى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مدننا وقرانا اراه لا يختلف كثيرا عن نمط سير الحياة لدى شعبنا المسيحي في لبنان لكن بوتيرة اقل .
ربما يقول قائل وما العجب في ذلك اليس الشعبان ينتميان الى نفس الاصول التاريخية والجغرافية والاجتماعية ويعودان الى نفس الجذور  ، بالاضافة الى ان الشعبين يتواجدان في منطقة او محاطان بنفس المجتمعات التي تحمل من الثقافة والعادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية والدينية والمذهبية تختلف عما يحمله ابناء شعبنا منها  .
ان قبول ابناء شعبنا المسيحي في كلا البلدين الى التطور وتقبل التغيير في نمط الحياة الاجتماعية والممارسات اليومية بصورة خاصة جعل من الفارق والاختلاف كبيرا بينه وبين مكونات المجتمع الاخرى المحيطة به ، سيما وان هذه اصبحت متشددة اكثر في تقييد الحرية الاجتماعية لدى افرادها وان كان في الظاهر فقط ، ان كان بسبب او بغير سبب ، وفق ما تفرضه المفاهيم الدينية والقبلية والعشائرية  ، ووفق ما تفرضه الايديولوجيات التي تطرحها الجهات المسيطرة على المجتمع  السياسية او الدينية المذهبية او الاجتماعية .
هذا الاختلاف في نمط الحياة جعل من ابناء شعبنا المسيحي ان يظهر بمظهر المختلف او الغريب وحتى الشاذ عن القاعدة وسط بيئة ومجتمع تقاليده ونمط حياته مختلف .
هذا الاختلاف ايضا جعل شعبنا المسيحي وخصوصا في العراق ان يكون هدفا مشروعا للاعتداء عليه وقتله وتهجيره وحتى مشروعية الاستيلاء على ممتلكاته من قبل المتشددين .
لقد اتيحت لي الفرصة ان ازور لبنان واقف عن كثب على طبيعة الحياة اليومية التي يعيشها ابناءه المسيحيون في احيائهم ومدنهم وقراهم والتي لم تـُبقي قنواته التلفزيونية وبرامجها الاستعراضية شيئا الا واحاطتنا علما به ومدى محبة هذا الشعب للحرية وتقليد الحياة الغربية وعيشها في شرقنا وفي احيان اخرى حتى التفوق عليها ، مما جعله قبلة لابناء المجتمعات الاخرى المحيطة بنا ليكون محطة استراحة شهرية او سنوية يخلع فيها ثوبهم الايماني المتشدد ويطلقوا لنزواتهم العنان وكانهم ليسوا هم اولئك الذين يُكـَفـّرون ويُحرّمون ويعوذون من الشيطان.
لقد سنحت لي الفرصة ان التقي برجال دين مسيحيين وبأناس مهتمين بالشأن القومي واشخاص مثقفون وعاميون ومن المجتمع الراقي ووجدت ان نفس الظروف التي يمر بها ابناء شعبنا المسيحي في العراق كان قد مر بها ويمر ابناء شعبنا المسيحي في لبنان .

لن ادخل في تفاصيل الوجود المسيحي في لبنان وكيف كان المسيحيون يشكلون في الثلاثينيات من القرن الماضي اكثر من ستين في المئة من نسبة السكان ليصبحوا الان وبسبب الهجرة والحروب والاقتتال الطائفي وثقافة الانجاب يشكلون ثلاثين في المئة هذا مما يجعلهم يفقدون حتى الامتيازات التي يتمتعون بها وهي الإمساك بسدة رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والمصرف المركزي أي رأس النظام السياسي ، وما يطرح الان من تدوير السلطة بين مكونات الشعب اللبناني ما هو الا دليلا على ذلك .
كذا الامر في الوجود المسيحي في العراق وما مر على البلاد من حروب وويلات وحصارات وهجرة ادت الى تقلص عدده من مليون وستمائة ألف مسيحي ، إلى أقل من أربعمائة ألف مسيحي ، لا يشكلون أكثر من واحد ونصف بالمائة بعد هروبهم وتقاعس الدولة عن حمايتهم ، هذا النقصان العددي ادى الى حدوث خلل في التركيبة السكانية في مدن شعبنا وقرانا في مناطق تواجدهم ( سهل نينوى ) التي كانوا يشكلون الاغلبية فيها ، ورجحان كفة المكونات الاخرى المشاركة لها في نفس المنطقة ، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار التزايد العددي بسبب ثقافة الانجاب التي يحملونها التزاما منهم بالمفاهيم الدينية والعشائرية ، هذا النقصان في التواجد العددي لدى ابناء شعبنا يجعلهم يفقدون ادارة مدنهم وقراهم وبالتالي منطقة تواجدهم التاريخية .

ماهر سعيد متي

فعلا هناك تشابه شديد بين شعبناالمسيحي العراقي ومسيحيي لبنان في تجاربهم المريرة ..تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

بهنام شابا شمني

التجربة اللبنانية / ج 2


في لبنان الطائفية والمذهبية الدينية والمناطقية بين مكونات الشعب اللبناني ككل وبين ابناء الشعب المسيحي ظاهرة بوضوح ، وكانت سببا في تشكيل تيارات سياسية على اساسها واذرع عسكرية ملحقة بها ن حتى وصل بها الامر في السبعينيات من القرن الماضي الى الاقتتال والدخول في حرب استمرت خمسة عشرة سنة انهكت البلاد والعباد ، وراح ضحيتها الملايين ولا زالت اثارها ممتدة الى الان ولكن بشكل تجاذبات وصراعات سياسية مما جعلت الشعب المسيحي اللبناني ضعيفا على المستوى السياسي وافقده قوته على الساحة البنانية .
كذلك الامر لدى ابناء شعبنا ومؤسساته الدينية والسياسية ، ففي السياسة وصلت احزابنا القومية الى عدد دائما ما ننسى بعضها عند ذكرنا لها لكثرتها ، ومحاولة كل منها ان تبين نفسها هي القائد وهي المتحدث الوحيد باسم شعبنا ، وعلى الصعيد الديني ، نحن الطائفة الاكبر والمكون الاكثر عددا فنحن يجب ان ناخذ زمام القيادة ومن يمثلنا في المؤسسات الحكومية يجب ان يكون من طائفتنا ، وبالرغم من ادعاءنا الوحدة والانتماء الى اصل واحد الا ان انتماءنا الطائفي وحتى المناطقي هو الغالب عند تسلم المسؤولية ، هذا الشيء اصبح محيرا لشركاءنا في المنطقة وفي العملية السياسية في العراق ايضا . 

المتجول في لبنان وفي الجانب المسيحي منه يلفت نظرك كثرة الكنائس والاديرة والمؤسسات الدينية والاجتماعية التابعة لها والتي تعود الى مختلف طوائف لبنان المسيحية وبعددها ، وما يشدك ايضا الى هذه الاديرة والكنائس النظام الهندسي والمعماري الذي بنيت عليه ، لكن عند دخولك الى هذه الاديرة لا تجد فيها الا عددا قليلا من الرهبان واحيانا لا يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة في هذا البناء الضخم ، اما في الشوارع فتستوقفك دائما النصب والتماثيل الدينية للعذراء والقديسين وظاهرة اشعال الشموع تحت اقدامها ، اما الاحتفالات في الاعياد والمناسبات الدينية فتكون كالكرنفالات لكثرة من يشاركون فيها ، كل هذا يقودك لان تقول مدى عمق الايمان لدى هذا الشعب ، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك والمناسبات الدينية ما هي الا مهرجانات للنزهة والترفيه .
ونفس الامر يقال عن ما نجده في مدننا وقرانا المسيحية ، فالكنائس فخمة وكثيرة والاديرة تاريخية وكبيرة ، وفي الفترة الاخيرة صرفت عليها من الاموال ما تكفي لاقامة مدن فاصبحت اكثر حداثة وضخامة ، بينما لا يسكنها الا قليل من الرهبان ، اما الاحتفال بايامها ( شيرا ) فلا يكون فرصة لتقديم الصلوات والتعبد وانما يكون فرصة للتحرر من القيود الاجتماعية داخل المدينة والاتيان بكل ما هو ممنوع فيها من الملبس والمشرب والتصرفات .

قلنا ان الشعب اللبناني المسيحي محبٌ للحياة ، ويعيشها يوما بيوم ، ولا يترك مناسبة الا واحتفل بها ، بل يختلق المناسبات ليضيف يوما آخر الى ايامه المليئة بالمهرجانات والمناسبات ، يـُريد بها تجاوز المآسي والازمات التي ابتليت بها البلاد ، وما ان وقعت ازمة حتى تجده ينفض غبارها لينطلق يعيش الحياة من جديد .
طبيعة الحياة الاجتماعية واسلوب ممارسة الحياة اليومية لهذا الشعب والحرية التي يتمتع بها ابناؤه الرجال والنساء على السواء والتي تكفلها القوانين ، والبناء الأسري المختلط التركيب ما بين الاسلوب الشرقي والغربي ، جعله مجتمعا مختلفا وفريدا عن باقي المجتمعات المحيطة به ، فاصبح قبلة لاصحاب رؤوس الاموال من ابناء المجتمعات المجاورة ليكون محطة استراحة وترفيه وفي نفس الوقت مركزا لتشغيل رؤوس اموالهم ، فأخذوا في اغراء ابناء البلدات المسيحية التي تتميز بهذا النمط الحياتي لبيع اراضيهم وعقاراتهم حتى وصل الامر بالمؤسسة الكنسية في لبنان الى توجيه نداء الى الرعية بعدم التفريط باراضيهم وعدم الامتثال للاغراءات المادية التي تـُعرض لهم ، بعد ان لمست ان اصحاب الارض قد اصبحوا غرباء فيها .
هذا الامر اصبح واضحا وجليا في الفترة الاخيرة في مدننا وبلداتنا وقرانا المسيحية في العراق ، فلم تعد هذه المدن والقرى الا اماكن ترفيه واستجمام ومرح ولهو ٍ لابناء المكونات الاخرى المحيطة بنا ، فرواد البارات والكافتريات هم من الغرباء ، ولا ابالغ ان اقول اننا اصبحنا فرجة لهم ، ولو توفرت في مناطقنا الظروف والقوانين والنظرة الاجتماعية المنفتحة والتحرر الاسري كما في لبنان ، لاصبحنا لبنانا ثانية .
هذه الاغراءات الحياتية دفعت بالكثيرين منهم الى طرق باب التجارة في السوق والعقارات بل والتملك في مدننا ، فاخذوا ينافسوننا في مصادر رزقنا والمتاجرة باراضينا من خلال تقديم شتى الاغراءات المادية للاستحواذ على السوق والعقارات ، وبالتالي ستكون هذه ، دقُ اسفين الخطر في تواجدنا في الوطن .

خلاصة القول انه ما يجري في مجتمعاتنا المسيحية في مدننا وقرانا كان قد حدث في لبنان أي بمعنى آخر اننا نسير على خطى لبنان ، لذا يتوجب على مؤسساتنا الكنسية والسياسية والاجتماعية وابناء شعبنا ، الاتعاظ من ما جرى ويجري للتواجد المسيحي في لبنان والاستفادة من تلك الدروس كي لا نقع في نفس الخطأ وعلّنا ننقذ ما بقي .   



تيسيرفرو

#3
عاشت ايدك استاذ بهنام