جندي عراقي هارب من الخدمة: ضباطنا في مصفاة بيجي باعونا

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 13, 2014, 07:59:55 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

جندي عراقي هارب من الخدمة: ضباطنا في مصفاة بيجي باعونا


أربيل 13 تموز/ يوليو (PNA)- كان عمار متحمسا للغاية في صباه للانضمام إلى الجيش العراقي، حتى إنه اضطر إلى الكذب بشأن عمره الحقيقي. وبعد ثلاثة أعوام من التحاقه الفعلي بالجيش، وجد نفسه يدافع عن مصفاة لتكرير النفط تعرضت للهجوم في أواخر شهر يونيو (حزيران)، على يد المسلحين السنة.

ما حدث بعد ذلك، ترك له قناعة راسخة بانكسار الجيش العراقي؛ إذ فر قادة اللواء التابع له، تاركين رجالهم خلفهم. ومع ذلك، قرر عمار و400 جندي من رفاقه في تلك الليلة مغادرة المصفاة النفطية، واللحاق بالآلاف من الجنود العراقيين، الذين فروا من الخدمة منذ بداية سيطرة تنظيم  (داعش) على المنطقة في شمال العراق الشهر الماضي.

وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، خلع عشرة جنود الجيش العراقي العامل بزاتهم العسكرية، طبقا لمايكل نايتس من معهد واشنطن، الذي لديه اتصالات مكثفة مع الجيش العراقي. وقدر المسؤولون العراقيون عدد الجنود الفارين من الخدمة بما يصل إلى ما يقرب من 90 ألف جندي.

تدفع الحكومة العراقية حاليا بعشرات الآلاف من المجندين الجدد من خلال التدريب الأساسي، وقد عززت من تحالفها مع الميليشيات الشيعية ذات الدعم الإيراني، وأدرجت مساعداتهم في العمليات المشتركة. لكن الخبراء والجنود العراقيين يقولون إنه ليس من المرجح للقوة البشرية المتزايدة معالجة الضعف الذي ساهم في انهيار الجيش العراقي، والذي سلط عمار عليه الضوء من خلال الفوضى التي وقعت في مصفاة بيجي لتكرير النفط؛ القيادة الفاشلة.

وقال عمار: «لقد باعنا ضباطنا»، وهو يخشى انتقام الحكومة، متحدثا بشرط ذكر اسمه الأول فقط: «لقد فروا وهجرونا».

ومنذ فراره، تجنب عمار مواجهة السلطات، التي تقبض على الفارين من الخدمة العسكرية، عن طريق التنقل بين بيوت الأصدقاء والأهل في مدينته التي فيها، كان مراهقا مضجرا خلال الاحتلال الأميركي، حاول تزوير هويته الشخصية للالتفاف على شرط السن، بغية الانخراط في الجيش.

يقول عمار: «رغبت في الدفاع عن بلدي. كان شيئا جيدا تقوم به».

عقب الالتحاق بالجيش في عام 2011، جرى إلحاقه باللواء 37 من الفرقة التاسعة بالجيش العراقي، لحراسة مصفاة بيجي، وهي منشأة نفطية تقع شمال بغداد، التي كانت في وقت من الأوقات تنتج ثلث الوقود في البلاد. وتبدو المصفاة كمدينة صغيرة، ويشمل المجمع المحصن عشرات المباني المتناثرة حول الأحواض المعدنية العالية، التي يجري فيها تحويل النفط الخام إلى وقود، ومتاهة ممتدة من خطوط الأنابيب، وصفوف من صهاريج التخزين الأسطوانية، التي تبلغ ضخامة الواحدة منها مساحة الساحة الرياضية الواسعة.

عندما سيطر «داعش» على مدينة الموصل الشمالية في الشهر الماضي، عرف قادة عمار، أنه من المرجح مجيء المسلحين إلى «بيجي». وخلال العقد الماضي من التمرد، جنى تنظيم القاعدة في العراق الملايين من المصفاة من خلال الابتزاز والتهريب. والآن، يدرك «داعش» بكل تأكيد أن السيطرة على تلك المنشأة ستمثل ضربة قوية للحكومة.

وعندما هاجم المتشددون في 18 يونيو (حزيران) المصفاة، كان عمار واثقا من أنهم ليسوا من العشائر المحلية. كان أولئك الرجال يعتمرون لحى طويلة ويرتدون ملابس شبيهة بالملابس الأفغانية، على حد وصف عمار، الذي لا يمكن التحقق من وصفه للهجوم ولكن كثيرا من الجنود في لوائه أكدوا صحته، وكذلك العمال في المصفاة، والمسؤولون العراقيون وزعيم لمجموعة من مسلحي العشائر في المنطقة.

قال عمار: «كنا نسحب جثثهم إلى داخل المصفاة عقب كل معركة، لنتحقق منهم. لقد كانوا من (داعش)».

في بداية الأمر، كان لدى الجنود ميزات قتالية كثيرة، وكانوا يحتمون بجدران المصفاة وأبراج الحراسة، التي كانوا يستطيعون إطلاق الرصاص منها على المهاجمين. وتم تعزيز لوائه ذي الـ400 جندي أيضا بفريق يضم نحو 50 جنديا من القوات الخاصة جاءوا جوا من بغداد. وعند فجر يوم 23 يونيو (حزيران)، هاجم المسلحون من اتجاهين، باستخدام مزيج من إطلاق النيران والجرافات. وبعد هدم الأسوار، انتشر عشرات المسلحين داخل المجمع، واحتلوا أكثر من ثلاثة من أبراج الحراسة.

وفور دخول المسلحين إلى المجمع، تقيدت حركة كلا الجانبين بالأسلحة التي كانت بحوزتهم، وما إذا كانوا يستطيعون إطلاق النار بوهم وسط خطوط الأنابيب والحاويات الممتلئة بالوقود سريع الاشتعال.

وقال عمار: «كنا نخشى أن ينفجر المكان كله»، قال عمار.

استغرق القتال يوما كاملا لطرد المسلحين. وأصيب خلاله 50 جنديا، وقتل خمسة، بمن فيهم ثلاثة كانت جثثهم موصولة بأسلاك القنابل.

يوضح عمار أنه ورفاقه لم تساورهم أي أوهام حول أخلاقيات ضباطهم. إذ يمكن للجنود العراقيين تجنب الخدمة العسكرية الفعلية عن طريق رشوة الضباط بنصف رواتبهم، وكان الضباط يرشون بدورهم الضباط الأرفع مرتبة منهم. وحتى قبيل سقوط الموصل، حرم تسلسل الرشوة والغياب عن الخدمة الجيش من ثلث القوات البالغة مليون جندي، الذين يستلمون رواتب، وفقا لنايتس.

مع ذلك، يقول عمار إن ما حدث عقب معركة يوم 23 يونيو (حزيران) أصابه بالصدمة. فعند غروب الشمس، عبرت حافلة صغيرة من بوابة المصفاة، وسرعان ما بدأ قادته من الضباط (بمن فيهم ضباط برتبة عميد، وعقيد، وملازم) باستقلال الحافلة.

خدمة «واشنطن بوست» صحيفة «الشرق الأوسط»


http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2886347
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة