مشاكسة الشــــعوب تقــــدم اســتقالاتها / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 26, 2014, 09:33:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


مشاكسة
الشــــعوب
تقــــدم اســتقالاتها



  مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تزخر مسيرة الانسانية الراهنة باستقالات عجيبة غريبة لقادة ثوريين ولرؤساء حكومات ورؤساء برلمانات ووزراء ومسؤولين رفيعي المستوى,  ربما لاسباب قد يراها البعض (تافهــــة) أو غير منطقية او انها لا تستدعي أن يضحي المسؤول المعني بموقعه ويقدم استقالته , خصوصا عندما يكون نزيها وعادلا وأهلا للمسؤولية وملتزما بالدستور وبشبكة القوانين المختلفة.
رغم كثرة استقالات المسؤولين , بيد ان التاريخ لم يوثق لنا عبر مسيرته ان شعبا من الشعوب قدم استقالته من رئيسه او من حكومته رغم تضجر بعض القادة والرؤساء من شعوبهم النزقة الطائشة المشاكسة التي تود احصاء انفاسهم وتشكك بنزاهتهم وتلوح بمحاسبتهم على مصائر الميزانيات السنوية والعائدات النفطية وطريقة منافسة ثرواتهم الشخصية لسرعة الصوت والضوء في نموها وتناسلها وتحولها الى فلل وقصور وطائرات والى مقاطعات اقتصادية والى النسب الاضخم في الكارتلات المالية العالمية والى حصص كبيرة , سواء في الشركات النفطية أم في شركات الاتصالات الحديثة وفي مقدمتها نوكيا وأبل وكالكسي وغيرها، مما شكل ويشكل ظاهرة خطيرة قد تدفع بعض المسؤولين الى الثأر لكراماتهم بالاستقالة وترك شعوبهم النزقة الطائشة للضياع على الرغم من ان بعض المسؤولين في هذه الدولة او تلك اصبحوا من شدة عشقهم (الرومانســـي) للكراسي التي يجلسون عليها جزءا منها وربما يفكر بعضهم باستحداث مادة لاصقة تتيح لهم الالتصاق بهذه الكراسي مدى الدهر ليستمروا في (خدمـــة) شعوبهم بمنتهى النزاهة والاستقامة والشعور العالي بالمسؤولية.
وتبعا لذلك فهم لم ولن ولا يمكن ان يقدموا استقالاتهم او يتنازلوا عن خدمة شعوبهم (المحظوظـــــة) بهم مهما تعرضت تلك الشعوب على ايديهم للكوارث والفواجع والازمات، مما يضع تلك الشعوب (المحظوظــــة) بأمثال هؤلاء الحكام المبدئيين الثوريين الديمقراطيين الاشتراكيين امام خيارين لاثالث لهما، إما الاستسلام لحكامها الثوريين الملتصقين بكراسي حكمهم، او تقديم استقالاتها من اولئك الحكام وترك اوطانها وحمل متاعها (والتوكل على الله) والانخراط في صفوف المهاجرين الضائعين في متاهات الغربة واوجاعها, مما قد يوثق التاريخ ولاول مرة هجرة شعوب باكملها حتى لا تزعج حكامها.
الى ذلك تحدثنا الوقائع عن الكثير من الاستقالات العجيبة الغريبة، فقد استقال مسؤول ياباني رفيع بعد أن أوردت إحدى المجلات خبرا مفاده أنه ركب القطار ببطاقة مجانية! واستقال وزير ياباني آخر احتجاجا على تقاعس حكومته عن سن تشريع لإصلاح البريد، ودفعت الصحافة الفرنسية مسؤولين فرنسيين إلى تقديم استقالتيهما إثر انتقادات لهما بإساءة استخدام المال العام! واستقال وزير بريطاني بسبب نفقات الإيجار؛ واستقال وزير استرالي بعد انتقاداته لأنه رقص بالملابس الداخلية! واستقال وزير الزراعة الإسباني بسبب عبارة واحدة قالها، هي ان (الاعتناء بالري كالاعتناء بالمرأة)، واستقال رئيس الوزراء الياباني إثر فشله بالوفاء بعهد انتخابي قطعه للناخبين! واستقالت وزيرة التجارة السويدية بعداعترافها بعدم دفعها لأجور المربيات اللائي كانت مهمتهن رعاية أطفالها الاربعة في منزلها خلال التسعينيات من القرن الماضي، واستقال رئيس وزراء دلهي، أرفيند كيجريوال، بسبب رفض نواب المعارضة في برلمان الولاية تمرير تشريعات مكافحة الفساد التي تقدم بها، واستقال وزير شؤون الهجرة البريطاني مارك هاربر بعد ان علم ان خادمته التي تعمل في منزله كانت تقيم في بريطانيا بطريقة غير شرعية، واستقال وزير العلاقات بين المقاطعات الكندي ورئيس المجلس الخاص للملكة في أعقاب الكشف عن إنفاقه أموالا تعدت السقف المسموح به خلال الحملة الانتخابية .
بيد أن الاعجب والاغرب كان إقدام وزير الزراعة الياباني على الانتحار بشنق نفسه في مكتبه على خلفية فضيحة (ادارية) في وزارته، مما اضطره لمعاقبة نفسه قبل ان يعاقبه القانون، وذلك بالإنتحار ندما على ما حصل من تقصير في عمله، كما سبق ان استقال وزير النقل والمواصلات الياباني اثر سقوط طائرة يابانية حتى قبل ان يعلن عن تشكيل لجنة تحقيق، وعلل استقالته بالقول أنه ليس بأهلٍ لشغل هذا المنصب , مؤكدا : (ولو كنت اهلا له لما سقطت هذه الطائرة)، واستقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر نيكاس، على خلفية فضيحة فساد، واستقالت وزيرة اخرى في احدى الدول الاسكندنافية اثر توبيخها لاستعارتها علبة مناديل ورقية (كلينكس) من مكتبها الرسمي واستخدامها في سيارتها الشخصية، والقائمة تطول.
يحدث هذا في الدول (المتأخرة) والساذجة، اما في دول العالم الثالث والرابع والعاشر ذات الانظمة الثورية التقدمية الاشتراكية التي تتفنن في رفع الشعارات الروحية والسياسية والاخلاقية حول الصدق والنزاهة والشرف والمساواة والعدل والقانون والالتزام بالدستور فان القادة وورؤساء الحكومات ورؤساء البرلمانات واعضاءها والوزراء وذوي الدرجات الخاصة لا يستقيلون ولا يمكن ان يستقيلوا ابدا مهما حدثت في ازمانهم من ويلات وكوارث ومجاعات ونهب وسلب للثروات ومن فواجع ومن اقتتال ومن بحار الدم ومن الازمات ومن المصائب ومن الكوارث والانهيارات الامنية ومن انفجارات ثورات الربيع والخريف والصيف والشتاء الجماهيرية ضدهم، لأنهم آلوا على انفسهم ان يخدموا شعوبهم بطرقهم الخاصة شاءت تلك الشعوب المبتلية بهم أم أبت.
ولعل المضحك المبكي في مثل هذه البلدان ان مسؤولي النزاهة هم الذين يستقيلون اما المسؤولون الفاسدون فيبقون هم سادة وفرسان الميدان مهما اغرقوا شعوبهم بالويلات والمصائب والكوارث والاحزان.
وهذه ابرز واخطر معضلات الانسان في هذا الزمان.



ماهر سعيد متي

ان جلبنا هؤلاء المستقيليين للعمل في العراق لأستفاق من غفوته وتجاوز ازماته خلال عدة اشهر .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة