صراعات في كتلة الحدباء تهدد بتغيير الخارطة السياسية في نينوى

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 21, 2011, 02:18:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

صراعات في كتلة الحدباء تهدد بتغيير الخارطة السياسية في نينوى




نينوى/ أصوات العراق: كشف مصدر عن خلافات داخل كتلة الحدباء بمجلس محافظة نينوى تهدد وحدة الكتلة ما سيقود لتحالفات جديدة ستحدث تغييرا جذريا في الخارطة السياسية بنينوى، فيما انتقد رئيس حركة تملك الحصة الأكبر من مقاعد الحدباء أداء المحافظ، معتبرا انه لم ينفذ وعوده وبدأ بالتقارب مع قائمة المتآخية الكردية على حساب مصلحة مواطني نينوى، في وقت نفى مسؤول كردي حصول اتفاق أو تقارب حقيقي على الأرض بين القائمتين.
وقال مصدر مقرب من كتلة الحدباء في مجلس محافظة نينوى، ان الكتلة "تشهد صراعا بين مكوناتها منذ أشهر على خلفية تقاطع مصالحها ومع ورود مؤشرات حول قيام رئيس الكتلة المحافظ أثيل النجيفي بالتفاوض منفردا مع الجانب الكردي وهو ما ترفضه أطراف أخرى"، مبينا أن "الكتلة مهددة بالتفكك لتتشكل تحالفات جديدة، وهذا ما سيحدث تغيير جذري في الخارطة السياسية بنينوى".
واوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة (أصوات العراق) ان "كتلة الحدباء تواجه مشاكل عديدة تهدد استمرارها ككتلة موحدة، فقد برزت انقسامات بين مكوناتها بسبب اختلاف آرائهم حول الأحداث التي تشهدها الساحة السياسية مؤخراً، وأهمها المظاهرات الاحتجاجية التي شارك فيها محافظ نينوى أثيل النجيفي، وشكوك عن تفاوض المحافظ مع قائمة نينوى المتآخية التي تمثل الكرد في صفقة سياسية".
وما يؤكد وجود خلافات داخل الكتلة تهدد استمرار وحدتها، هو تعالي الأصوات المنتقدة لأداء المحافظ واسلوب ادارته، من داخل الكتلة نفسها (19 مقعدا من مجموع 37 مقعدا في مجلس نينوى) والتي تسيطر على جميع المناصب الرئيسية في المحافظة، فقد برزت أصوات في الايام الأخيرة تتهم المحافظ بالفشل في تنفيذ وعوده الانتخابية.
وقال رئيس حركة العدل والإصلاح عبدالله حميدي الياور لوكالة (أصوات العراق) ان "المسؤول التنفيذي مطالب بتنفيذ وعوده الانتخابية التي انتخبه الناس على اساسها، وكان من ابرز ما وعد به المحافظ في برنامجه الانتخابي هو اخراج قوات البيشمركة التي تعتدي على المواطنين ومحاربة الفساد وتقديم الخدمات، وكما نعلم جميعا فان قوات البيشمركة ماتزال متواجدة والفساد مستشري ولم يتم تقديم اي خدمات للمواطن، رغم أن ميزانية نينوى من تنمية الاقاليم تبلغ 300 مليون دولار".
واضاف الياور، الذي تعد حركته أحد أكبر مكونات قائمة الحدباء، ان "المسؤول التنفيذي مهمته ادارة المحافظة واصدار القرارات الضرورية لذلك وليس المشاركة في التظاهرات التي هي من واجبات المواطن، لكن المسؤول عندما يخفق في مهامه وتنفيذ وعوده التي قطعها للمواطن يتوجه الى امور اخرى لاشغال المواطن بها، وهي طريقة للتهرب من الواجبات، وهذا ما حدث مثلا في سوريا حيث شهدنا تحركا في الجولان التي لم يحدث اي تصعيد فيها منذ اكثر من 40 عاما، لكن مع بدء المظاهرات ضد الرئيس السوري بدأ التصعيد في الجولان".
وعلق الياور على الأنباء التي تتحدث عن تقارب بين محافظ نينوى والقائمة الكردية، قائلا: ان "التقارب موجود وهو مخالف للوعود التي قطعها المحافظ لناخبيه من ابناء نينوى، فتبين ان الوعود لم تكن الا جسرا للوصول الى المنصب والمصالح الخاصة"، متسائلا: "كيف يصوت الكرد لصالح اسامة النجيفي ليكون رئيس للبرلمان رغم الخلافات بين الطرفين، ورغم أن النجيفي كان يتهم اطراف كردية بالتورط في جرائم قتل وتهجير المسيحيين والشبك وغيرهم؟ وما هو ثمن هذا التصويت؟ وهل هذا نتج عن اتفاق سياسي في مؤتمر أربيل".
وكانت مبادرة اربيل التي قدمها رئيس الاقليم مسعود بارزاني لحل ازمة تشكيل الحكومة في العراق، تضمنت عدة بنود لفك العقد السياسية بين القوائم المختلفة باتجاه تشكيل حكومة شراكة وطنية وتقسيم المناصب بين الكتل الفائزة، وكان من ضمنها منصب رئيس البرلمان الذي انيط باسامة النجيفي.
وتابع ان "التفاوض مع قائمة نينوى المتآخية بالنسبة لنا سيكون على اساس حفظ مصالح المواطن في نينوى وليس ضمان مصالح شخصية".
وتعتبر حركة العدل والاصلاح من اكبر مكونات قائمة الحدباء حيث تملك 11 مقعدا من مقاعد قائمة الحدباء 19 في مجلس محافظة نينوى، ويقود الحركة عبدالله حميدي الياور، وهو شيخ عشيرة شمر المتمركزة في منطقة ربيعة غرب الموصل.
من جهته، قال السكرتير الاعلامي لمحافظ نينوى علي محمود، إن "المحافظ أثيل النجيفي لم يقد اي تظاهرة، لكنه وبسبب قطع قوات الجيش الطريق على المعتصمين للوصول الى ساحة الأحرار للتعبير عن رأيهم، توجه الى المكان وتقدم المعتصمين لايصالهم الى ساحة الأحرار، خاصة انهم لم يعتصموا ضد الجيش ولا المحافظة، وانما اعتصموا للمطالبة بخروج قوات الاحتلال، والمحافظ يؤكد دائما على تلبية مطالب المواطنين".
وعن تنفيذ المحافظ للوعود الانتخابية التي قطعها أثناء الانتخابات، قال محمود ان "محافظة نينوى ستكون خلال فترة المئة يوم من بين المحافظات الثلاث الأولى في تقديم الخدمات، لأن الأجندة التي يتبعها المحافظة تقوم على اساس تقديم الخدمات وتحقيق مصالح المواطن الموصلي".
وشهدت، مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في نيسان ابريل الماضي تظاهرات في ساحة الأحرار وسط المدينة، استمرت بشكل يومي نحو ثلاث اسابيع، شارك فيها المئات من أهالي المدينة، خاصة من أبناء العشائر، فضلا عن وفود قدمت من محافظات أخرى كالأنبار، للمطالبة بمحاسبة المتورطين في الفساد وإطلاق سراح المعتقلين ورفض تمديد بقاء القوات الأمريكية في البلاد، التي من المقرر ان تغادر نهاية العام الحالي وفق الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية.
وعن حقيقة الأنباء التي تحدثت عن مفاوضات مع الجانب الكردي، قال محمود إن "آخر خطوة في حل الازمة بين القائمتين (الحدباء ونينوى المتآخية) هو تشكيل لجنة برلمانية في بغداد، وما زالت الأمور تراوح في مكانها ولم تحدث اي خطوات ملموسة"، نافيا "وجود اي اتفاق سياسي بين المحافظ والجانب الكردي.
وأضاف ان "المحافظ اثيل النجيفي و رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي لا يقومون بصفقات سياسية مع اي طرف من اجل المناصب على حساب مصالح المواطن، فهم دائما مع مصلحة المواطن".
فيما قال الناطق الرسمي باسم قائمة نينوى المتآخية درمان ختاري، ان "ما يشاع عن وجود اتفاق وشيك بين قائمة نينوى المتاخية ومحافظ نينوى سببه زيارات محافظ نينوى الى اربيل ودهوك ومشاركته الأخيرة في مؤتمر أقامته منظمة امريكية في منطقة رواندوز، وكذلك التقارب الواضح ببين أسامة النجيفي رئيس البرلمان وكتلة التحالف الكردستاني في برلمان العراق".
وأستدرك قائلا ان "هذا التقارب لم يشهد لحد الان اي خطوات ملموسة على ارض الواقع، وان المفاوضات بين كتلة الحدباء وقائمة نينوى المتاخية في حالة سكون منذ قرار تشيكل لجنة برلمانية في بغداد لتقوم بدور الوساطة لحل الأزمة بين الطرفين".
وشهد مجلس محافظة نينوى خلافات عميقة بين أبرز قائمتين فيه (نينوى المتآخية والحدباء) منذ نيسان 2009 حيث انسحبت نينوى المتآخية والتي تمثل الكرد، من المجلس فور تشكيل الحكومة المحلية بعد أن سيطرت الحدباء على جميع المناصب السيادية في المحافظة، ومنذ ذلك الوقت تشهد المحافظة ازمات سياسية يؤكد مراقبون انها تؤثر سلبا على مفاصل الحياة بالمحافظة.
وعن آفاق التحالفات المحتملة في حال حصول انشقاقات في كتلة الحدباء، لم يستبعد مصدر مطلع على طبيعة الخلافات داخل الحدباء، "تشكل تحالف بين المحافظ اثيل النجيفي الذي يملك خمسة مقاعد في المجلس، مع قائمة نينوى المتآخية ولها 12 مقعدا ما سيشكل 17 مقعدا، وربما يتحالفون مع الحزب الاسلامي ولهم 3 مقاعد ما سيعطيهم الأغلبية في المجلس المكون من 37 مقعدا".
وأشار المصدر ان "نتائج تلك الخلافات السياسية بدأت تظهر بشكل جلي من خلال التحركات التي تشهدها نينوى وتصريحات بعض المسؤولين فيها المنتقدة لأداء الحكومة، وبينها المؤتمر الذي عقد في مدينة الموصل يوم الثلاثاء الماضي (17/5) بمشاركة شخصيات سياسية وعشائرية وناشطين مدنيين، وتم فيه المطالبة باقالة محافظ نينوى".
وكانت مدينة الموصل قد احتضنت مؤتمرا شاركت فيه قيادات سياسية وممثلون عن عشائر عربية وكردية في نينوى ومجموعة من منظمات المجتمع المدني، طالبت باقالة المحافظ لعجزه عن حل مشاكل المحافظة، فضلا عن دعوتها لحل مجلس المحافظة وتشكيل مجلس انتقالي مؤقت والمطالبة بخروج القوات الأمريكية وعدم تمديد وجودها واخراج الابرياء من المعتقلين.



http://ar.aswataliraq.info/Default1.aspx?page=article_page&id=277972&l=1