مشاكسة ســـفراء النوايــــا الســـوداء / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 27, 2013, 08:16:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكسة
ســـفراء النوايــــا الســـوداء



مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com



على الرغم من اعصار الفوضى الذي ما يزال يهز بعنف اركان وقواعد وارضية وسقف وجدران ومرتكزات العملية السياسية التي امست تدور في ظلمات واحد من اصعب مخاضاتها وهي تستقطب اهتمامات الشارع الجماهيري وتمسك بقوة بتلابيب أسوأ التوقعات وأخطرها ' جراء المساجلات والانقسامات الاميبية السريعة داخل هذا التحالف او ذاك وانبثاق تنظيمات و تشكيلات جديدة وتبعا لذلك بروز مواقف جديدة وتحالفات واصطفافات جديدة ' وما افرزه ذلك كله من تاثيرات حادة وخطيرة سواء داخل   البرلمان او داخل اطار الاسرة الحكومية التي تشكو اصلا من عدم التجانس بين افرادها واتساع ظاهرة هجرة وزرائها وتلويح اخرون بالمقاطعة والالتحاق بأسراب المهاجرين 'حتى فاق عدد الوزاء الذين قاطعوها عدد الذين ما زالوا يتمتعون بدفئ مقاعدها  الوزارية ' مما استفز كل القطاعات الشعبية ووضعها في حالة ترقب وربما تأهب لما يمكن ان تقود اليه هذه الفوضى السياسية من كوارث حقيقية بالاخص في ظل تصاعد حمى الانهيارات الامنية سواء بفعل المفخخات او الكواتم او اقتحامات الدوائر والمؤسسات'الا ان حدثين مختلفين تمكنا من سحب البساط من تحت اقدام الشركاء السياسيين والبرلمان والتشكيلة الحكومية وسرقة الاضواء منهم وتركهم يتخبطون في ظلمات تقاطعاتهم وسجالاتهم  وانهماكهم بالاعداد لجولة اخرى من معاركهم الفاصلة ضد خصومهم.
الحدث الاول امسكت به بقوة اصابع انثوية لتستقطب اوسع قاعدة من المتابعات وردود الافعال المختلفة التي تجاوزت خلال اقل من اسبوع الملايين' تلك هي الانسة رغد عبد الجبار ( مجنونة هيفاء وهبي ) التي شاركت في برنامج (عرب ايدول) لتفجر ربما اعنف ردود الافعال جراء ادائها غير الموفق من جهة والموقف غير النزيه للجنة التحكيم من جهة اخرى'  ولتشعل الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي فيها وبالاخص الفيس بوك واليوتيوب بالاراء والمساجلات والمعارك عبرمختلف الاوصاف المهذبة وغير المهذبة ولتحصد من الاصوات المدافعة والمناهضة اوفق تندر احدهم ضعاف ما حصل عليه مرشحو البرلمانات وحتى الرؤساء في مختلف الدول المتسولة والمتوسلة.
فقد اكتسح تاثيرها تاثيرات كل الدعايات الانتخابية ' وهذا ما دفع الاعلامي اللبناني (توني خليفة) الى استباق بقية القنوات الفضائية و الاسراع باستضافتها ووالدتها لاستثمار المساحة الواسعة التي اثارتها والضجة الكبيرة من ردود الافعال التي فجرتها في الترويج لبرنامجه (للنشر).
الى ذلك فانها رغم كل السلبيات التي قيلت بحقها 'عرت موقف لجنة التحكيم التي اكدت افتقارها لابسط معايير النزاهة والتعامل الموضوعي مع الهواة في حين افتقد احد اعضائها ابسط قواعد الادب المهني وهو يغرق بعاصفة من القهقهات الهستيرية الاستهزائية الساخرة وذلك ما حولها من لجنة لرعاية الهواة الى لجنة لاهانة الهواة.
اما الحدث الاخر الذي سرق الاضواء من الساحة السياسية وتداعياتها  فقد تمثل في اعلان مجلس القضاء الاعلى عن اصدار المحاكم المختصة قرارات(وربما احكاما) بحق المتهمين بتضليل القضاء من خلال تقديمهم بلاغات كاذبة في نطاق قضايا (المخبر السري)' حيث بلغ عدد القضايا المفتوحة للتحقيق بجرائم تضليل القضاء (31) قضية فضلا عن (445) شكوى ضد القائمين على التحقيق ممن يخالفون القانون ويمارسون وسائل غير مشروعة في انجاز مهامهم , مما اعاد من جديد طرح تساؤلات ساخنة ومشروعة عن المسوغات القانونية والانسانية والاخلاقية لاستخدامات (المخبر السري) الذي يمثل ببساطة شبكة تجسس داخلية تحصي على الجميع حركاتهم وعلاقاتهم وانفاسهم عبر تقارير كشفت   الوقائع ان بعضها كان كيديا وادى لكوارث وماسي ضد الابرياء.
وربما يدعي البعض ان عمل شبكة المخبر السري تمثل احدى حلقات الجهد الاستخباري ضد الاوكار والقواعد والادوات والمخططات الارهابية التي تستهدف الحكومة والشعب معا ' ازاء ذلك فان من حق الشعب ان يتساءل ان كان ذلك حقا فاين حضور وفاعلية ومهنية ووطنية المخبر السري من المفخخات التي تسرح وتمرح وتحصد ارواح المئات من الابرياء وتلاميذ المدارس؟ واين تلك الجهود من القتل اليومي بالكواتم؟ واين حضوره من الاعمال الاقتحامية للوزارات والدوائر.
وان كان المخبر السري يمثل احدى عيون الحكومة الاستخباراتية الامينة النزيهة الساهرة على حماية مصالح البلاد والعباد ' فهل تلمست هذه العين معاناة الفقراء والمعوزين؟ وهل رصدت كم اسرة اضطرت لبيع اطفالها وكم مواطن اضطر لبيع كليته او     دمائه ليوفروا رغيف الخبز ' وكم طفلا وطفلة تركوا مقاعد الدراسة وانخرطوا في مستنقعات التسول لاعانة عوائلهم ' وكم عائلة تعيش على مخلفات الطمر الصحي وكم معوقا لا يمتلك ثمن كرسي متحرك للتنقل به في بلد يطفو على بحيرة خرافية من النفط وترصد حكومته اضخم الموازنات السنوية التي تتجاوز الــ (118) مليار دولار' وهل نقلت ذلك بمنتهى الامانة والنزاهة الى الحكومة تجسيدا لنزاهتها وموضوعيتها ووطنيتها؟؟؟ ام ان واجبات هذه العين الاستخباراتية المهنية النزيهة كانت تنحصر في جمع الملفات السوداء لتكون سلاحا في المعارك السوداء في الايام السود والتي لم ولا ولن يجن منها الفقراء والمسحوقين والمعدمين الا الكوارث والمأسي السوداء؟؟؟                         
اخيرا فان امام الجهات  المعنية في مختلف الدول (الديمقراطية ) التي تنتهج نفس تجربتنا (الثورية) فرصة تأريخية في عبور هذه المشكلة (الاستخباراتية )الكأداء باعادة تعيين السيئين المدانين منهم سفراء للنوايا السوداء.