مشــاكسة / ســـــلاما ايتهــا المضطهدة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 12, 2013, 07:59:10 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشــاكسة
ســـــلاما
ايتهــا المضطهدة



مال اللـــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com


كالعادة ,تطل علينا وعلى العالم اجمع واحدة من اكبر مناسبات النفاق الاجتماعي الدولي السنوية ' واشدها اثارة للعجب العجاب وللدهشة والاستغراب ' ممثلة باليوم العالمي للمرأة.
ففي هذا اليوم النسوي بامتياز ,تحضر الازدواجية في اوضح اشكالها ومعانيها ' ففي الوقت الذي تقام فيه اوسع مهرجانات الاحتفاء بالمرأة والاحتفال بها في مختلف انحاء العالم والاشادة بعطائها وبانسانيتها وبدورها التربوي والاجتماعي والمهني والاسري ' وهي باعتراف مختلف المنظمات الدولية تمثل نصف المجتمع ' الا ان هذا النصف ما يزال مضطهدا ومعنفا ومهمشا و نصف معطل 'على الرغم من التفوق العددي للنساء على الرجال'وفقا للاحصائيات الرسمية ' مما يجعلهن يمتلكن الاغلبية العددية المطلقة التي تؤهلهن لرئاسة وتشكيل البرلمانات والحكومات وفقا للتقاليد الديمقراطية 'الا انهن ما زلن في الكثير من البلاد بالاخص المتخلفة والمتعففة محرومات من تخطي عتبات برلمانات بلدانهن ' او التعلق بأذيال (الكوتة).
وفي الوقت الذي نطلق فيه على هذه الانسانة الرائعة الرقيقة الحالمة الوادعة التي تختزن ارق وارقى وأخصب الاحاسيس الانسانية المضمخة بارهف المشاعر الشفافة ' والتي كانت لنا جميعا ودون استثناء من خلال رحمها الوطن الاول ونسغ الحياة الاول وقطرة الدم الاولى ونبتة المشاعر والاحاسيس البكر, اروع الاوصاف واسماها التي تستحقها بجدارة ' وهي الام والاخت والحبيبة والزوجة والصديقة والمربية ورفيقة الدرب في الازمات وبوابة الاجيال نحو المستقبل , والاهم انها واهبة الحياة وعنوان خصبها وتجددها' الا اننا لا نتورع عن تعنيفها وتهميشها ومصادرة حقوقها والعبث بمشاعرها وخداعها واستغلالها والتشكيك بقدراتها وحجب فرصها الطبيعية والتعامل معها غالبا عبر منظار المتع الحسية وحسب ' وبذلك فان ازدواجيتنا تجاه هذه الانسانة الرقيقة المترعة باروع المشاعر والاحاسيس والتي اضفت على حياتنا لونها البهيج وطعمها اللذيذ ونكهتها الانسانية ' وهي تملا قلوبنا عشقا ومكابدة واشواقا ولهفة ولوعة ورغبة وارتواءا ' تتجلى في اوضح صورها باحتفائنا بها في يومها العالمي' حيث نحتفي بها يوما ' ونضطهدها او ننساها طوال   ايام السنة.
وحيث يتألق عالمنا في الثامن من اذار بمعالم الاحتفالات السياسية والرسمية والبرلمانية والاجتماعية وحتى الاسرية احتفاء بعيد هذه الانسانة التي تمثل كنزا للتضحية والعطاء ' فان المنظمات الدولية نقلت وما تزال صورا مأساوية عن واقع العنف والاضطهاد والكبت والتهميش الذي تعيشه مئات الملايين من النساء في العالم ' اللائي سحقت انسانيتهن بقسوة وامتهنت كرامتهن وتحولت معظمهن الى بضائع  للمتاجرة بهن في اسواق الدعارة وبيع الاعضاء وتأجير الارحام والاعمال الشاقة والضارة والمرهقة والعبودية الجنسية.
فوفقا لتقارير منظمة العفو الدولية فان اكثر من 20% من نساء العالم يتعرضن للضرب والشتم والتعذيب والاغتصاب من قبل افراد اسرهن او من قبل رؤسائهن في العمل ' كما ان واحدة من كل خمس نساء تتعرض لاعتداءات جسدية او جنسية ' وفي الولايات المتحدة تتعرض امرأة للضرب كل (15) ثانية وامرأة للاغتصاب يوميا ' وهنالك امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء في العالم عانت من مشكلات صحية بسبب تعرضها للضرب او للعنف او للاغتصاب 'وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الاولى بين دول العالم في ضرب النساء بنسبة 30% تليها بريطانيا بنسبة 22% ' في حين تضطر (45) الف امرأة معنفة في المانيا سنويا اللجوء الى بيوت خاصة لحمايتهن من عنف الرجال (المتحضرين).
ولعل اقسى واخطر وامر انواع الاضطهاد النفسي والجسدي الذي تتعرض له هذه الانسانة التي تهب الحياة وتحول رحمها الى الوطن الاول للاجيال القادمة يتمثل في تحويلها الى سلعة رخيصة للتداول سواء للبيع او للايجار ' وتشير الاحصاءات الدولية     الى ان هنالك (75) الف امراة من دول امريكا الجنوبية يتم بيعهن للدول الاوربية لممارسة اعمال غير مشروعة كالاستغلال الجنسي وبيع الاعضاء وغيرها ' واوضحت منظمة الهجرة العالمية انه تم الاتجار بــ(200) الف فتاة من اسيا الوسطى ' وفي بورما يتم سنويا بيع عشرين الف فتاة صغيرة ' في حين ازدهرت في دول ومناطق اخرى عملية بيع الزوجات , ومنها احدى المقاطعات الهندية حيث تراوح ثمن بيع الزوجة بين (88—264) دولارا.
من جانبه كشف الاتحاد الاوربي عن ان هنالك (27) مليون انسان تم بيعهم معظمهم من النساء , ولو افترضنا ان ثلثي هؤلاء الضحايا هم من النساء فمعنى ذلك ان هذه الكارثة الماساوية قد اطاحت بكرامة وحقوق وانوثة (18) مليون امرأة  صودرت انسانيتهن وامتهنت كرامتهن بقسوة ليصبحن ضحايا الاستعباد والانحراف وبيع اعضاءهن واجبارهن على السرقة والتسول والعمل الشاق دون مقابل والدعارة وربما استغلالهن كفئران في مختبرات التجارب الخطيرة' وغير ذلك الكثير الكثير ولعل ما يحدث في مصر من تعرض الناشطات والمشاركات في التظاهرات الاحتجاجية لجرائم التحرشات والاغتصابات الجماعية الممنهجة   ' وما يحدث في سوريا من تعرض النساء والفتيات المعارضات او زوجات وشقيقات وبنات المعارضين من انتهاكات وعمليات اغتصاب من قبل اجهزة النظام ' وتعرض الاخريات لنفس الانتهاكات والاغتصابات من قبل ميليشيا التنظيمات الارهابية والمتطرفة ما يقرع جرس الانذار حول اهمية العمل الجماعي الجدي لصيانة انسانية المراة وحقوقها وكرامتها, في ظل حقيقة   عدم كفاية وفاعلية القوانين التي تصدرها الدول لضمان حقوق المراة والدفاع عنها مالم يقترن ذلك بثقافة اجتماعية وبمشاركة جماعية.
في عيدك يا زهرة مسيرتنا وزهو حياتنا وياضوع ارق المشاعرالانسانية المرهفة التي خضبت ايامنا بالمحبة ' وملأت فواصل ازمنتنا عشقا واحتراقا ولهفة ووجعا لذيذ ا الف باقة ازهار ' والف الف اعتذار.               

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة