ملاحظتان.. حول كلام السيد وزير التخطيط

[حكمت عبوش]

ملاحظتان.. حول كلام السيد وزير التخطيط

                                                                                         حكمت عبوش

أجرت قناة البغدادية الفضائية حوارا مع وزير التخطيط الدكتور علي الشكري يوم  11/12/2012 و الأسبوع الذي تلاه وتحدث فيه عن ما يعانيه الواقع العراقي من مشاكل مختلفة وقد لفت انتباهي موضوعين هما:
أولا : تكلم السيد الوزير عن المشاكل التي واجهتها وزارته بسبب منح وزير التخطيط السابق شهادة الدرجة الأولى لـ (4000) أربعة آلاف شركة و لا تستحق ذلك سوى (150) شركة منها ولذلك يلاحظ المواطن ندرة تنفيذ الشركات العراقية مشاريعها بشكل جيد ونرى بوضوح التلكؤ الذي أصبح معتادا في انجاز الأعمال التي تكلف بها هذه الشركات و أصبح طبيعيا أن تحيل الشركة العراقية العمل الذي حصلت عليه من المصدر إلى شركة ثانية وهذه إلى شركة ثالثة وهذه إلى رابعة أحيانا وهكذا حتى ترى ضعف الالتزام بشروط المقاولة و البطء في التنفيذ فيبقى العمل معطلا والخاسر الوحيد هو الشعب ويقول السيد الوزير إن السبب وراء هذه الظاهرة هو انعدام المحاسبة و (من أمن العقاب أساء الأدب ) ويضيف: عندما أوقفتُ منح هذه الشركات الفاشلة صفة الدرجة الأولى وما توفره هذه الدرجة من امتيازات وأرباح هدد أصحابها بالخروج في مظاهرات أمام الوزارة وهنا هز صديقي رأسه وقال  باستهانة وسخرية :إن  تظاهرات هؤلاء ستكون مثل التظاهرات التي هدد بها مزوري الشهادات والبالغة (30000) شهادة ومنها (2000) شهادة مزورة لأعضاء في مجلس النواب  ومجالس المحافظات والمستشارين .
ثانيا : وتكلم وزير التخطيط عن نسبة العراقيين الذين يعيشوا دون مستوى الفقر وقال أنها انخفضت من 23% إلي 16 % ولا اعلم إذن من أين استقى مختصون ومراقبون يعتد بمصداقية معلوماتهم  وقالوا باستمرار معدل (دون مستوى الفقر ) على حاله مثل المركز العالمي للدراسات التنموية الذي نقلت عنه قناة الفيحاء الفضائية يوم 23/ 12/2012 بان عدد العراقيين دون مستوى الفقر هو 8 ملايين نسمة وما نقلته قناة فضائية أخرى من الدكتور محمد داغر أستاذ الاقتصاد عن ابتلاء حوالي ربع العراقيين أو 23 % منهم ببؤس المعيشة دون مستوى الفقر وما قاله النائب عبد الحسين عبطان من الكتلة المواطن النيابية يوم 23/12 /2012 إن نسبة العراقيين دون مستوى الفقر هي 25 % ونسبة الذين هم على خط الفقر يشكلون 42 % إن هذا الواقع الكارثي تؤكده القنوات التلفازية المتعددة من مناظر المساكن المتآكلة السقوف والجدران والآيلة للسقوط والعائمة في شوارع و أزقة أكل الدهر عليها وشرب مليئة بالأمطار و الوحول ومعاناة الآلاف المؤلفة من الأهالي مع أطفالهم من السير ذاهبين إلى أعمالهم أو مدارسهم أو لقضاء أي عمل من أعمالهم .
إن وطأة الواقع السيئ على المواطن الكادح ثقيلة ولكن من اجل التخلص منها ينبغي أن نقر بوجودها أولا لكي نبدأ بدراسة هذا الواقع من الجذور ونكمل بعد ذلك عملية بناء بديلة شامخة تتمتع بالازدهار وذات أساس قوي.

[ماهر سعيد متي]

نطلب من الرب ان يرحم العراقيين واخص بالذكر المظلوميين منهم .. وما اكثرهم .. وزارة تخطيط تتخطى التخطيط .. فعلى الدنيا السلام .. شكرا على المقال .. تحياتي