هوية للأدب السرياني المعاصر المكتوب بالعربية أمسية للمديرية العامة للثقافة والفن

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 16, 2013, 07:52:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

هوية للأدب السرياني المعاصر المكتوب بالعربية
أمسية للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية

برطلي . نت / متابعة

موقع عنكاوا
استضافت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية الدكتور محمد صابر عبيد والدكتور خليل شكري هياس والقاص هيثم بردى في أمسية ثقافية حملت موضوعاً مميزاً "الأدب السرياني المعاصر المكتوب بالعربية" وذلك في الساعة السادسة من مساء الخميس 14/2/2013، على قاعة متحف التراث السرياني في عنكاوا. بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ونخبة  من المثقفين والباحثين والإعلاميين والمهتمين من أربيل وعنكاوا فضلاً عن عدد من وسائل الإعلام.
كان القاص هيثم بردى أول المتحدثين وتناول موضوعة أدب الاطفال للكتاب السريان بالعربية الذي يعد عنه كتابا ضمن سلسلة مبدعون عراقيون سريان، فاتحاً بعدها نافذة حول نشأة ادب الطفل في العراق في مستهل عشرينيات القرن الماضي شأنه شأن القصة القصيرة وصدور أول مجلة مختصة بادب الطفل عام 1922 بعنوان التلميذ العراقي مسترسلاً بسرد اسماء رواد ادب الطفل في العراق من امثال طالب مشتاق ويوسف عزيز وسامي عبد العزيز افندي بطرس وغيرهم، والمجلات الخاصة بادب الطفل من امثال الكشاف العراقي، والتلميذ، وصندوق الدنيا، وسند وهند، وغيرها، مضيفاً بان الانعطافة الكبرى في ادب الطفل في العراق حدثت عندما صدرت مجلة مجلتي عام 1969 اعقبتها المزمار عام 1970. منوها الى الدور الرائد الذي لعبه الاديب السرياني في ادب الطفل في العراق شأنه شأن ريادته في تأسيس القصة والرواية متخذاً من القاص الراحل زهير رسام أنموذجاً كونه يحتل مكانة مرموقة في الادب العراقي وتحديداً قصة الطفل الذي خاطب من خلالها فئة عمرية صعبة محققاً بذلك نجاحاً في ايصال الهدف بطريقة فنية رائعة بعيداً عن الوعض والارشاد الذي يحنط النص بحسب قوله.
أعقبه الناقد الدكتور خليل شكري هياس وموضوعة تجربة هيثم بردى السردية قراءة أولى فاشار في بداية حديثه الى أن هذه الورقة هي في الاساس مقدمة لكتاب حول سرديات هيثم بردى يعده ويقدمه ويشارك فيه بمعية مجموعة من الاساتذة الاكاديميين والنقاد والباحثين العراقيين. وأضاف: "ان الاديب هيثم بردى يشتغل في اكثر من منطقة ابداعية حيث يتطلب رؤية ابداعية واسعة من جهة ورؤية انسانية حساسة تجاه كل ما تلتقطه الحواس من جهة ثانية، ومعرفة واعية بالادوات والمرتكزات التي تتطلبها الفنون القولية التي كتب فيها هيثم بردى من جهة ثالثة، ليتمكن معها من نسج نصوصه الابداعية على نحو خلاق ومثير تتمتع بخزين عميق وخصب من طاقة التدليل والتصوير والتشكيل وعلى نحو يثري النص ويعمق من حواريته المتبادلة بين النص والقارئ وصولا الى انتاج نص القارئ المنبثق من نص المؤلف". مؤكداً: "بأن هذا ليس بالعمل السهل مع هذه الثورة الحداثوية التي قوضت من سياقية المعايير الثابتة والحاسمة للنوع أو الجنس الادبي من جهة وهشمت المركز والمرتكزات داخل النوع او الجنس فيما بعد الحداثة من جهة اخرى".
أما الدكتور محمد صابر عبيد فتحدث عن علاقة النص بالهوية في الادب السرياني قال: "ان اشكالية الاكثرية والاقلية اشكالية مهمة وخطيرة في معظم الثقافات فحين يكتب الاديب السرياني باللغة العربية شأنه بذلك شأن الاقليات الاخرى يهاجر من لغته الى لغة الاكثرية، هذه العلاقة تنطوي على اهمية ثقافية اساسية وجوهرية فضلاً عن انها علاقة ملتبسة على الصعيد الفكري والاجتماعي، فالاكثرية صاحبة اللغة المهيمنة مهما بالغت في تسامحها ازاء الاقليات لا تتنازل عن مركزيتها على الاطلاق، من جانبها الاقلية مهما بالغت في الاذعان للاكثرية الا انها في المقابل تختزن الكثير من "النقمة" ازاء الاكثرية، والاديب القادم من الاقلية يسعى الى ضبط ادواته بدرجة عالية من الاتقان كما يسعى الى تقويض البنية الاساسية المهيمنة للغة الاكثرية واصطناع لغة جديدة باعراف وتقاليد جديدة داخل اللغة العربية الام"
وتناول عبيد موقف العديد الأدباء السريان في البحث عن هويتهم القومية والثقافية من خلال ابداعاتهم باللغة العربية أمثال سركون بولص ويوسف الصائغ وجان دمو والأب يوسف سعيد وهيثم بردى وسعدي المالح وشاكر سيفو وآخرين.
أفسح بعد ذلك المجال لمداخلات وأسئلة الحضور، أجاب عنها الباحثين بسعة صدر وإسهاب.