بشارة الراعي: كل الثورة السورية لا تساوي إراقة دم بريء

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 12, 2013, 08:33:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

بشارة الراعي: كل الثورة السورية لا تساوي إراقة دم بريء
مسؤولون دينيون مسيحيون من سوريا ولبنان يعلنون تأييدهم لنظام الأسد ويدعون لحل الازمة سياسيا.
اطمئن... المسيحيون تحت حمايتنا! 



برطلي . نت / متابعة

ميدل ايست أونلاين

دعا مسؤولون روحيون مسيحيون من كنائس الشرق وفي طليعتهم بطريرك الموارنة بشارة الراعي خلال حفل تنصيب بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس في دمشق الاحد إلى حل سياسي للازمة المستمرة في سوريا منذ 22 شهرا.

وفي اليوم الثاني لزيارته المثيرة للجدل الى العاصمة السورية دمشق استدعى رأس الكنيسة المارونية اللبنانية ذكريات الحرب الأهلية الطويلة في بلاده للتنديد بما وصفه بعبثية الصراع.

وفي القداس الذي اذاعه التلفزيون السوري على الهواء مباشرة بدا الراعي وكأنه يرفض الثورة ضد حكم الرئيس بشار الأسد المستمر منذ 13 عاما بوصفها لا تستحق إراقة الدماء.

وقال الراعي الذي شارك في حفل تنصيب البطريرك الجديد للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في كنيسة الصليب المقدس وسط دمشق "كل ما يقال ويطلب من أجل ما يسمى إصلاحات وحقوق إنسان وديمقراطيات هذه كلها لا تساوي دم انسان واحد بريء يراق".

وخاطب البطريرك اليازجي قائلا "تأتي في زمن صعب في سوريا العزيزة المتألمة ...جئنا لنقول معك كل تضامننا لشعبنا هنا المجروح المتألم ... نحن نحمل معا إنجيل السلام إنجيل الاخوة إنجيل كرامة الانسان وقيمته فكل إنسان بل كل دم بريء يسقط على الارض الطيبة هو دمعة من عيون المسيح".

ومضى يقول ان اللبنانيين عاشوا مثل هذا الجرح العميق نتيجة حروب عبثية.

وتوترت العلاقات بين الزعماء الموارنة اللبنانيين وسوريا وقادوا دعوات تنادي بإنهاء وجودها العسكري في لبنان عام 2005. ولكن منذ اندلاع الصراع في سوريا خشي المسيحيون من دعم المعارضين ضد البعثيين الذين ينتمي إليهم الأسد والذين كفلوا حرية العقيدة للأقليات الدينية.

وانتقد الراعي نفسه الربيع العربي وقال إن العنف وإراقة الدماء تحوله إلى شتاء. ودائما ما يتوخى الراعي الحذر من دعم أي من طرفي الصراع في سوريا ولكنه تبنى موقفا أقرب إلى الأسد بقوله إن "الإصلاحات لا تفرض فرضا من الخارج بل تنبع من الداخل".

وقال الراعي (72 عاما) إنه شعر بالحزن من رؤية الناس وهم يفرون من العاصمة أثناء توجهه إلى دمشق.

وزيارة الراعي الى دمشق هي الأولى التي يقوم بها بطريرك ماروني لسوريا منذ استقلال لبنان في عام 1943. ويبلغ عدد أتباع الكنيسة المارونية في لبنان 900 ألف ويمثلون ربع سكان البلاد.

وتأتي زيارة الراعي لدمشق في الوقت الذي يشعر فيه المسيحيون في المنطقة بانهم يتعرضون لتهديد بسبب تصاعد قوى التشدد الاسلامي. وفي سوريا نحو 850 ألف مسيحي اي نحو 4.5 في المئة من السكان.

وكما هو الحال حيال الازمة في سوريا فان اللبنانيين انقسموا بشأن زيارة البطريرك الماروني الى دمشق.

وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار المعارضة فارس سعيد " يصر البطريرك الراعي على إعطاء الطابع الرعوي لهذه الزيارة بينما نحن نرى بانها زيارة سياسية بامتياز وكان بنتيجتها بأن استفاد نظام بشار الاسد من هذا المشهد المسيحي للقول بانه أولا يحمي الأقليات المسيحية في سوريا وفي لبنان وبان سوريا بالف خير".

وأضاف "نحن نؤكد بان (إظهار) مشهد الكنائس المشرقية الثلاث الموارنة والروم الكاثوليك والروم الارثوذوكس بمشهد رعوي تحت حماية أمن بشار الاسد وأمن النظام يسيء للجماعة المسيحية ووضعهم في مواجهة الغالبية الاسلامية".

في المقابل قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان للصحفيين انه "مع هذه الزيارة" مضيفا "على البطريرك طبعا ان يقدر مصلحة المسيحيين وليس على رئيس الجمهورية ان يقول له ما هو واجبه".

وعبر بعض المسيحيين عن القلق من ظهور الراعي علنا في دمشق.

وقال بسام اسحاق رئيس المجلس السرياني الوطني السوري وهو جماعة مسيحية معارضة إن الراعي أيد علنا نظاما غير شرعي. ومضى يقول انه كان بامكانه ارسال نائب عنه لحضور حفل التنصيب ثم يجتمع بنفسه مع رؤساء الكنائس الأخرى لبحث مخاوفهم.

وأضاف ان المسيحيين يستطيعون حماية مستقبلهم بلعب دور في الثورة وتأييد اقامة نظام ديمقراطي في سوريا يضمن حقوقا متساوية للمواطنين.

وخرج الكثير من السوريين إلى الشوارع في عام 2011 للمطالبة بمزيد من الحريات مستلهمين الاحتجاجات التي أطاحت بزعماء مصر وتونس وليبيا. غير أن الاحتجاجات السلمية تحولت إلى حرب أهلية في سوريا

وأيد عدد قليل من المسيحيين الانتفاضة المناوئة للأسد إذ يخشون على مستقبلهم في حال اختارت الأغلبية السنية في سوريا قيادة إسلامية لتحل محل نظام حكم أسرة الأسد الذي استمر عقودا.

ووسط تصفيق حار من الحضور في كنيسة الصليب في دمشق شكر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في حفل تنصيبه الرئيس الاسد ومسؤولين سوريين قائلا "نحن على يقين ان سوريا حكومة وشعبا ستجد باب الخلاص بالحوار والحل السياسي السلمي لتتبدد غيمة العنف وتعود سوريا إلى الاستقرار والطمأنينة والسلام".

ودعا الى العمل من اجل المصالحة والسلام والوحدة ورفض كل عنف وبغضاء.

وبحضور شخصيات دينية اسلامية من بينهم وزير الاوقاف السوري محمد عبد الستار قال البطريرك اليازجي "ايها المسلمون نحن بنينا معا حضارة هذه البلاد ومشتركون في الثقافة وفي التاريخ ويجب علينا معا ان نحفظ هذه التركة الغالية في سوريا".

وقال البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكيا والقدس والاسكندرية للروم الملكيين "سنبقى نعمل من اجل وحدة مسيحية اسلامية في سوريا وكي تنتهي الازمة وتبقى سوريا موحدة".

وحضر مراسم التنصيب وزير شؤون الرئاسة السورية منصور عزام ومسؤولون رسميون من بينهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي قال ان "الراعي موجود في أرضه والامور في سوريا ستنتهي بالحوار الوطني".

وكان مجمع الاساقفة الانطاكي الارثوذكسي انتخب في 17 ديسمبر كانون الاول الماضي يوحنا اليازجي بطريركا خلفا لاغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في الخامس من الشهر نفسه.