مسيحيـو العـراق يبتهلون من ‏أجـل السـلام في عيـد الميـلاد

[matoka]

مسيحيـو العـراق يبتهلون من ‏أجـل السـلام في عيـد الميـلاد

   

الطقوس ابتعدت عن مظاهر ‏الفرح لتزامنها مع زيارة ‏الأربعينية

برطلي . نت / متابعة
الصباح :بغداد ـ المحافظات
26/12/2012
12:00 صباحا


بخشوع تكلل بالشموع ‏والتراتيل وعبق الخشب ‏المبخر صلت أم نور مع ‏زوجها أمام نموذج مصغر ‏لمشهد ميلاد السيد المسيح ‏مبتهلة  بالتماعات من دمع ‏ان يعود السلام ويتوقف ‏العنف. ‏
لم تكن ام نور وحدها هناك ‏فكثيرة هي الالوان والروائح ‏والتمتمات الخافتة وكثير هو ‏الخشوع الذي حل على ‏كنيسة مار يوسف بشرق ‏العاصمة. الوان مكللة بالورع ‏حيث كانت تسبح الانغام ‏لترتعش لها قلوب النساء ‏والرجال والاطفال.‏

وتوجه آلاف المسيحيين في ‏العراق امس الثلاثاء إلى ‏الكنائس لحضور صلاة عيد ‏الميلاد المجيد. وشارك ‏المسيحيون رجالا ونساء ‏وأطفالا في أبهى ملابس ‏العيد في قداس خاص بهذه ‏المناسبة بمختلف الكنائس ‏في العاصمة بغداد ‏والمحافظات الاخرى. ‏

وفي كنيسة مار يوسف في ‏بغداد قاد الأب سعد سيروب ‏قداس عيد الميلاد مبتهلا ‏إلى الله أن يعم السلام في ‏العراق وسوريا وسائر البلاد ‏العربية الأخرى. ‏

وقال الأب سيروب "نحن ‏صلينا من أجل كل البلدان ‏في الشرق الأوسط وطلبنا ‏من الله أن يحل بأمنه ‏وسلامه على البلدان التي ‏تعاني من نزاع مسلح." ‏

وصلى العراقيون أيضا خلال ‏قداس العيد راجين الله أن ‏يعيد ذويهم وأصدقاءهم الذين ‏تركوا العراق هربا من أعمال ‏العنف التي أعقبت سقوط ‏نظام الحكم عام 2003. ‏وقالت أم نور "إن شاء الله ‏السنوات القادمة ستكون ‏سنوات رفاهية ونجتمع مع ‏احبتنا ونمارس حياتنا بشكل ‏طبيعي بلا خوف ونرى من ‏جديد كل الذين فارقونا بحثا ‏عن حياة اخرى بلا عنف ‏وبلا دماء". ‏

واجمع عدد من المحتفلين  ‏في احاديث لـ "الصباح" على ‏انهم اصروا على ان تقتصر ‏فعاليات الاحتفال بعيد السيد ‏المسيح هذا العام على ‏طقوس محددة والاكتفاء ‏بالذهاب الى الكنائس واقامة ‏القداس والصلوات داخلها ‏حصرا، عازين اسباب ذلك ‏الى انهم حرصوا على مراعاة ‏مشاعر الملايين من ‏المسلمين الذين يؤدون هذه ‏الايام شعائر زيارة اربعينية ‏الامام الحسين عليه السلام، ‏مؤكدين انهم يكنون كل ‏الاحترام لشخص الامام لانه ‏يمثل رسول المحبة ‏للانسانية جمعاء، معبرين ‏عن تمنياتهم بأن تسود ‏مبادئ المحبة والسلام التي ‏نادى بها السيد المسيح بين ‏جميع فئات الشعب العراقي ‏بعيدا عن كل ما يعكر صفو ‏العلاقة بين اطياف الوطن ‏الواحد.‏
وقال ابراهيم حنا متي ان ‏‏"طقوسنا لهذا العام اقتصرت ‏على الذهاب الى الكنائس ‏واقامة القداس والصلوات ‏الخاصة بالمناسبة وتخللتها ‏التراتيل الدينية وتبادل ‏الزيارات بين الاهل والاقارب"، ‏مذكرا بان الاحتفال بعيد ‏ميلاد سيدنا المسيح يتحدد ‏في يومي 25 و26 كانون ‏الاول من كل عام.‏

واشار في تصريح لـ"المركز ‏الخبري لشبكة الاعلام ‏العراقي"، الى ان اقاربه في ‏المحافظات الاخرى شاركوا ‏باقامة القداس والصلوات ‏داخل الكنائس فقط مؤكدا ‏الغاء جميع مظاهر ‏الاحتفالات والافراح مراعاة ‏لمناسبة اربعينية الامام ‏الحسين. ‏

ووصف متي الاجواء ‏المحيطة بدور العبادة ‏بالمطمئنة ما اشعرنا بالامان ‏خلال اقامة القداس ‏والصلوات في الكنائس ‏لاسيما ان قوات الامن ‏انتشرت حولها وفي الطرق ‏المؤدية اليها لتوفير الحماية ‏الكافية.‏

وفي محافظة البصرة اعلنت ‏الطائفة المسيحية ايقاف ‏جميع مظاهر الفرح خلال ‏الاحتفال باعياد الميلاد ‏مراعاة لمشاعر المسلمين ‏في ذكرى احياء  اربعينية ‏الامام الحسين( ع).‏

‏ وافاد عضو مجلس محافظة ‏البصرة سعد متي بطرس بان ‏الطائفة قررت اقتصار ‏احتفالاتها بالمناسبة على ‏اقامة الصلوات في الكنائس ‏فقط لتزامنها مع زيارة ‏الاربعين، مذكرا ان الطائفة ‏قامت كذلك  خلال العام ‏الماضي بالعمل نفسه ‏تضامنا مع المسلمين بذكرى ‏استشهاد الامام الحسين ‏‏(ع).‏

وبين ان موقف الطائفة في ‏مشاركة اخوتهم المسلمين ‏والطوائف الاخرى بالمناسبات ‏كافة ياتي تأكيدا على عمق ‏الروابط التاريخية والانسانية ‏والاجتماعية التي تشد ابناء ‏البصرة  وابناء البلد وتوحدهم ‏تجاه المواقف العامة. واشار ‏سعد متي الى مواقف ‏المراجع الدينية في النجف ‏تجاه اخوتهم المسيحيين ‏ايضا وتآزرهم معهم في ‏المواقف الصعبة التي مرت ‏على البلد ابان المدة ‏الماضية. ‏

كما شهدت كنيسة وكاتدرائية ‏القلب الاقدس في مركز ‏محافظة كركوك اقامة قداس ‏شارك فيه العشرات من ابناء ‏المحافظة من مختلف ‏القوميات.‏ وقال عضو مجلس ‏المحافظة صفاء صباح ‏لـ"المركز الخبري لشبكة ‏الاعلام العراقي" لمناسبة ‏اعياد الميلاد ورأس السنة ‏الميلادية اقيم في كاتدرائية ‏القلب الاقدس الواقعة في ‏مركز محافظة كركوك قداس ‏موسع شارك فيه العشرات ‏من ابناء المحافظة من ‏مختلف اديانها وقومياتها ‏المسيح والعرب والكرد ‏والتركمان، مشيرا الى ان ‏القداس تضمن اقامة ‏الصلوات والدعاء الى الله ‏عز وجل بان يجعل العام ‏المقبل عام سلام ووئام ‏ومحبة وتماسك بين جميع ‏ابناء العراق وكذلك التراتيل ‏والصلوات الخاصة بمناسبة ‏عيد ميلاد السيد المسيح، ‏لافتا الى ان الحاضرين ‏تبادلوا في نهاية القداس ‏التهاني المعبرة عن المحبة ‏والتعايش السلمي بين اديان ‏وقوميات كركوك. وحضر ‏القداس النائب عماد يوحنا ‏واعضاء مجلس المحافظة ‏وقائممقام مركز كركوك وعدد ‏من الشخصيات العربية ‏والكردية والتركمانية ‏والاهالي.‏

وفي السياق نفسه وجه ‏القس لويس ساكو رئيس ‏اساقفة كركوك والسليمانية ‏رسالة الى الشعب العراقي ‏بمناسبة اعياد الميلاد دعا ‏فيها الى التماسك والتلاحم ‏للوقوف بوجه المخططات ‏الارهابية التي تريد النيل من ‏الوحدة الوطنية وتمزيق ‏الاخوة بين مكونات الشعب ‏وتمنى للجميع عاما مليئا ‏بالامن والامان والسلام ‏والمحبة لردع  جميع ‏المخططات وتفويت الفرصة ‏على الاعداء واستغلال هذه ‏المناسبة لتجديد الاخوة ‏والعهد والتعايش بسلام ودعا ‏الكتل السياسية الى نبذ ‏خلافاتها جانبا وايجاد الحلول ‏لجميع المشاكل لخدمة ‏الوطن والمواطنين.‏