بطريرك الموارنة: تسريع التوصل إلى حل سياسي يرضي الجميع

بدء بواسطة anmar_87, مارس 17, 2011, 08:12:06 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

anmar_87

بطريرك الموارنة: تسريع التوصل إلى حل سياسي يرضي الجميع



وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
قال بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان والعالم بشارة الراعي، إن "العلاقة التي تربط الكنيسة بكل الأطراف السياسية في البلاد ممتازة، وقد حضر كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري صباح اليوم" لتقديم التهاني
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة (آكي) الايطالية للأنباء، أشار البطريرك الماروني الجديد الذي انتخبه الأساقفة اللبنانيون خلفاً للكاردينال نصرالله بطرس صفير أمس الثلاثاء، إلى أنه "تم في إطار أعمال المجمع الانتخابي استعراض الحاجات الأساسية العامة للكنيسة وللبلاد وللمنطقة ولمؤمنينا في عالم الشتات"، لكننا "في الاجتماع الأول لأساقفة كنيستنا المزمع عقده أوائل نيسان/أبريل المقبل سنتمكن من تحديد جدول أعمالنا والتركيز على الأولويات التي ينطوي عليها لنعلم على أي خط يمكننا البدء بمسيرة عملنا" وفق تعبيره
وذكّر البطريرك الراعي بأنه "كما هو معلوم فإن الكنيسة لا تدخل في تفاصيل الشؤون السياسية، بل تنطلق من المبادئ الأساسية التي ينبثق منها العمل السياسي وهو مهمة رجال السياسة"، لذا "فعملنا ليس فئويا على الإطلاق ونحن لا نؤيد فئة دون سواها"، بل "نعمل مع الجميع ونحبهم، والذين يتوجب عليهم بدورهم تطبيق المبادئ التي تجمعنا، ومطالبتهم بأن يكون العمل السياسي مطابقا لمبادئنا المشتركة"، مؤكدا أن "من حق التيارات السياسية المشروع والديمقراطي الاختلاف حول تطلعاتها والتنافس فيما بينها"، أما نحن "فنؤكد من جانبنا على المبادئ التي توحد" الجميع
ونوه رأس الكنيسة المارونية بأنه "من صميم دور الكنيسة التوفيق بين الآراء، فالكلمة هي التي تجمعنا، أي المبادئ والثوابت التي لا نتخلى عنها أبدا"، ولا "يخفى على الجميع أننا نعاني من أزمة تشكيل الحكومة في البلاد"، ونأمل أن "يتمكن السياسيون من الخروج بحلول ترضي الجميع"، خاصة وأن "لبنان لم يعد يحتمل تأخير هذا الأمر بعد سنوات طويلة من الحروب والأزمات"، وأنه "بأمس الحاجة إلى انطلاقة اقتصادية واستقرارية واجتماعية ومعيشية"، فـ"لبلادنا وضع دقيق كون شعبها يعاني كثيرا من الهجرة بسبب الأزمات التي مرت بها"، وعلى "السياسيين من ذوي النيات الطيبة إدراك أن جل ما يطلبه الشعب هو التمتع بحقوقه الأساسية الكامنة في العيش بكرامة وتحقيق الذات، وعدم رغبته العيش في ظل القهر والحرمان"، وفهم أن "الناس جميعها سواسية أمام الله، أي أن لكل فرد دوره في التاريخ ومن المفترض أن يكون العمل السياسي خدمة للخير العام وخير الإنسان"، فـ"العالم العربي بأسره يدعونا اليوم إلى مسؤولية كبيرة تكمن في التمكن من تحديد حاجات المواطنين" حسب رأيه
وتعليقا على بعض الدعوات الشبابية حول إبعاد المحاصصة الطائفية عن المناصب السياسية في البلاد، قال البطريرك الراعي إن "الموضع حساس ودقيق جدا من حيث حاجته إلى التفصيل"، فلا "يمكننا القول بأن الطائفية شر للبلاد"، فمن "المعروف أن نظام لبنان فريد من نوعه عالميا، فهو يختلف عن كل الأنظمة العربية والمشرقية والغربية"، فـ"قيمته تكمن في احترامه لجميع الأديان لكنه ليس دولة دينية"، حسب تأكيده
ولفت البطريرك الماروني إلى أن "لبنان وجد صيغة ينفرد فيها بين الأنظمة العربية التي تستند إلى الدين، وليكون من خلالها بلدا ديمقراطيا ومدنيا يحترم الله، وهو من هذا المنطلق يحترم بالتالي كل الديانات ويشركها في إدارته لتحافظ على هوياتها ولا تسئ إحداها إلى الأخرى، فنشأ ما يسمى بالأحوال الشخصية"، التي "تحمي القيم الدينية وهويات كل الطوائف، ومحاربة الأمور البغيضة، كتسليح الدين أو إخضاعه للعمل السياسي الأمر الذي نعارضه تماما"، لذا "فنحن نساند الحركات الشبابية ونبارك عملها، لكن عليها تمييز الأمور التي ينبغي مخالفتها، وإن شاء الله لدينا وقت لنوضح لها هذا"، فـ"علينا من ناحية أخرى أن نحارب دائما النعرات وتسييس الدين"، ولا "ينبغي علينا الخلط بين الصالح والطالح بل الحفاظ على الأول والسعي إلى التخلص من الثاني" على حد قوله
وبشأن ما يحدث في العالم العربي من اضطرابات، قال الراعي إن "علينا معرفة تفسير هذه العلامات"، فـ"كل هذه الثورات التي تقوم بها الشعوب سلاميا واحتجاجيا تهدف إلى شيء واحد وهو العيش بكرامة بعيدا عن أنظمة استبدادية أوتوقراطية تجعل الناس يعيشون في ظل حرمان اقتصادي وصحي وعلمي وهو ما تثبته الإحصائيات التي تجرى في العالم العربي"، الذي "يتمتع بثروات كبيرة بينما تعيش شعوبه محرومة"، فهذه "الحركات الثورية إنسانية يطالبون من خلالها بحقوقهم الأساسية"، وهي "سلمية أيضا كون المشاركين فيها لا يحملون أسلحة أو غيرها لذا علينا احترامهم، والأمل بأن يتم احترامهم أيضا من قبل المسؤولين السياسيين في هذه البلدان"، وختم بالقول إن "صوت الشعب الذي يحتاج الى العيش بكرامة يمثل صوت الله وعلى الساسة أخذ هذا بنظر الاعتبار" على حد تعبيره





http://www.ishtartv.com/viewarticle,34796.html