تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

تسعيرة ... وجبة العشاء!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, نوفمبر 08, 2012, 07:39:17 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO


تسعيرة وجبة العشاء

متي كلو

"أغنى الأغنياء من لم يكن للبخل أسيراً"


ينتظر بفارغ الصبر أية دعوة ، خاصة أو عامة، اجتماعية أو سياسية ، لاسيما منها التي  يقدم فيها "عشاء". يحضر مبكرا وهو في كامل "قيافته"، ويختار آخر بدلة باهتة اللون ،اشتراها قبل 80 شهرا وربطة عنق زاهية الألوان والوضوح والمعالم،  لتجذب الانتباه، ويذهب قبل يوم الى الحلاق ليسرح شعره الأسود المصبوغ بمادة الحناء السوداء القاتمة ذات العلامة "المشهورة" التي لا تؤثر عليها مياه الحمام الدافئة ولا الصابون الحلبي المستورد خصيصا للسمانة العربية ... ولا الشامبو ذو العطر الفواح، ثم يسحب قنينة العطر التي يستخدمها بصورة خاصة في المناسبات القومية والوطنية والاجتماعية والشعرية أو الاعراس وحتى المآتم .
يدخل الصالة ويسير وهو يوزع الابتسامات الباهتة يمينا وشمالا ومبتهجا ومسرورا وفرحا  ومنشرح النفس والصدر والفكر، ثم يأخذ مقعدا وبعد أن يجلس يبدأ يراقب المدعوين، وبين حين وآخر ينهض من مقعده ويصطنع ابتسامة ويتجول بعينيه ويحرك رقبته ليلقي التحية على أحدهم ولسان حاله يقول"انا هنا .. انا هنا .. انا هنا" ، .
بعدها يراقب مدخل  المطبخ وموعد تقديم وجبة العشاء، ومن عادته ان يكون من اوائل الحاضرين، لأنه يستطيع أن يلتهم أكبر كمية ممكنة مما يقدم من المقبلات التي توضع على الطاولات قبل حضور المدعوين ولا يهمه ماذا يجد على الطاولة من يأتي بعده، لأنه السباق في الحضور، فيقوم بمهمة تنظيف الأطباق واحدا بعد الآخر وبين التهامه لقمة بعد اخرى لابد أن يتذوق المشروبات الغازية بعدة أقداح وعند تقديم وجبة "العشاء" وتكون من  الدجاج، يسرع في التهام الدجاج ولا يترك سوى قطعة صغيرة، ينهض من مقعده وهو ينادي على النادل، ويطلب منه تغيير طبق الدجاج المشوي بطبق اللحم وبعدها يسطو  على طبق السلاطة ليأخذ  نصف محتوياته ويترك الباقي للآخرين من المدعوين الذين يتقاسمون الطاولة معه وعددهم تسعة فقط !! .
بدأ مهمة التهام   شريحة اللحم  وما جاورها من السلاطة والخضروات المسلوقة ، توقف لحظات ، وضع الشوكة والسكينة امامه على الطاولة لينادي النادل مرة اخرى ليطلب منه صحنا من الجزر والبطاطة المسلوقة!.
انتهى من مهمته بنجاح ساحق، واعتدل  مرة أخرى في جلسته لينادي النادل للمرة الثاثة ويسأله:
- هل هناك شاي أو قهوة أو حلويات.بعد  طبق العشاء .
أجابه النادل:
- نعم يا سيدي  ويتم ذلك بعد انتهاء الجميع من عشائهم.
- وهل هناك بعض المثلجات.
- لا أدري يا سيدي.
- أين مسؤول الصالة.
في المطبخ سيدي.
- اتجه نحو المطبخ وألقى التحية على العاملين في المطبخ، ثم قال لمسؤول الصالة.
قدمت الدجاج واللحوم ولكن كان عليك تقديم وجبة من الاسماك، لأن الأسماك صحية أكثر من اللحوم والدجاج .
- يا سيدي، ان  تقديم الوجبة يتم بالاتفاق بيننا وبين  صاحب الدعوة، والمتعارف عليه تقديم نوعان من الأطباق، وفي الدعوات العامة لا نقدم حسب رغبة المدعو.
نظر الى مسؤول الصالة نظرة"استخفاف" وعاد الى مقعده  وجد طبق من الحلوى على الطاولة ، مد يده والتهم واحدة بسرعة، أحس برغبة شديدة في الحصول على أخرى ، فمد يده مرة أخرى وأخرى ، وكانت الحصيلة 5 قطع من مجموع 10 قطع  في الطبق.
أخذ قدحا من الشاي وآخر من القهوة والثالث قهوة بالحليب، وبعد أن أكل وشرب وارتوى قال لمن جاوره:
- لم يعجبني العشاء اطلاقا .
مد يده الى جيب سترته وأخرج ظرفا ورقيا، فتحه بعناية بالغة، سحب منه فئة نقدية من 50 دولار، ووضع مكانها فئة نقدية من 10 دولارات، وكتب على الظرف " بالرفاه والبنين " واتجه نحو العروسين مهنئا، بعد أن وضع الظرف على الطاولة
.

http://panoramanews.com.au/oldsite/index.php?option=com_content&view=article&id=2345:2012-10-31-21-20-22&catid=36:mati-kalo-articles&Itemid=

يوسف الو

كم رائع أنت يا أستاذي العزيز متي كلو لقد جعلتني أعيش تلك اللحظات مع هذا الشخص الذي كنا نرى الكثير منه أبان الحفلات والتجمعات الشعبية والجماهيرية خاصة تلك التي يقدم فيها الطعام والشراب

walaa

عاشت ايدك استاذ متي احيانا يصير هالشي مع الاسف

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة