مسيحييو الموصل النازحون إلى سهل نينوى بين تعلم السورث والبقاء على العربية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 15, 2012, 09:24:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسيحييو الموصل النازحون إلى سهل نينوى بين تعلم السورث والبقاء على العربية

عنكاوا كوم - سهل نينوى - خــاص

هَجَرَت العوائل المسيحية التي كانت تقطن مدينة الموصل منذ قرون طويلة لغتهاالأم السريانية كونهم كانوا يعيشون في مدينة ذات غالبية عربية، ما حدا بهم تبني اللغة العربية ويكون لهم تراث شعبي في تلك اللهجة الموصلية.

وبعد التهجير الذي طال مسيحي الموصل خلال الـ 7 سنوات المنصرمة، نزحت من المدينة آلاف العوائل وأستقرت في منطقة سهل نينوى والتي تسكنها غالبية مسيحية، يتحدثون لهجات متعددة للغة السريانية.

يُـشخص هيثم عزيز والذي يعمل مدرساً في ثانوية كرمليس للبنين عدم إتقانه السورث، لموقع "عنكاوا كوم"، قائلا " أنا بالأصل من بلدة مار ياقو وقبل مائة عام قدم أجدادي إلى الموصل وأنا أتأسف لعدم إتقاني لغة أجدادي".

ويضيف عزيز "كوني مدرساً لمادة اللغة العربية وأتعامل مع الطلبة بالعربية فقد جعلني هذا ألا أتقن السورث، والمشكلة إن لهجات السريانية في سهل نينوى تختلف من بلدة إلى أخرى، فمثلاً في كرمليس للنزول يستعملون مفردة ( نخوث ) بينما جارتها برطلة تستعمل مفردة ( شتور ) وهكذا بالنسبة لكلمة ( قف ) ففي كرمليس يقولون ( كلي ) بينما بغديدا تستعمل مفردة أخرى وهي ( سموخ ) ولهذا لم أستطع السيطرة على أيلهجة".

ويقول الطالب بسمان زهير يقول "قدمنا عام 2009 إلى كرمليس وبعد مرور عام على قدومنا أتقنت السورث ويرجع سبب ذلك إلى إحتكاكي المباشر بالأصدقاء الذين يتحدثونبها".

أما الطالب سلام خليل فله رأي آخر مخالف إذ يقول "منذ خمس سنوات تركنامدينة الموصل ولم أستطع تعلم لهجة كرمليس والتي تسمى محلياً بالسورث بسبب عدم الإحتكاك مع أهل المنطقة ، والسبب الآخر هو وجود الكثير من الموصليين هنا الأمر الذي جعل علاقاتنا السابقة كما هي".


قداديس باللغة العربية...

الكنيسة في بلدة كرمليس كان قداسها قبيل عدة سنوات إما باللغة السريانية الفصحى أو باللهجة المحكية السورث ولكن قبيل عامين تقريباً جرى مشاركة اللغة العربية إلى جانب السورث والسريانية خلال قداديس الآحاد والأعياد في قراءة الإنجيل والموعظة، وذلك بسبب تواجد أعداد من مسيحي الموصل ضمن الكنيسة في البلدة.

يقول رئيس جمعية كرمليس للثقافة والفنون الشماس حبيب يوسف "تقيم جمعيتنا وخلال السنة دورات تعليم اللغة السريانية لأهالي البلدة وللوافدين أيضاً، حيث ضمت دوراتنا السابقة عدد من الوافدين والذين حصل معظمهم على تقديرات جيدة خلال الدورة التعليمية وكانوا من المتفوقين".

ويضيف يوسف "في الوقت الحاضر تقيم جمعيتنا دورة اللغة السريانية للطلبة ومن بينهم عدد من الطلبة الوافدين الذين يتعلموا اللغة السريانية وبعدها يكون بإستطاعتهم تعلم السورث من الأصدقاء كون هناك كلمات مشتركة بين اللغة الفصحى ولهجات السورث".

الشاب ياسر عامر يقول " رغم إختلاطي ومنذ عدة سنوات مع الأصدقاء في البلدة والمدرسة لكني حافظت على لهجتي الموصلية، بينما أتقن أخي الصغير السورث والأساسي عود إلى الرغبة في تعلمها".

خورنة مار أدي الرسول في كرملش أوقفت تعلم اللغة السريانية ضمن دورات التعليم المسيحي للأطفال وذلك بسبب تدريس اللغة السريانية في المدارس الرسمية وبشكل أكثر تنظيماً كون لهم مناهج دراسية رسمية، وإمكانية إستغلال هذه الفقرة من التعليم بفقرات أخرى خاصة بالتعليم المسيحي حسب قول راعي الخورنة الأب بولس ثابت حبيب.

مسيحيو الموصل رغم نزوحهم إلى سهل نينوى، إلا أنهم ضلوا محافظين على خصوصيتهم من تقاليد ولهجة وتجمعات رغم الإبتعاد عن مدينتهم التي يحنون إليها دائماً.