مشاكسة..التقـــــــــدم الـى الـــــــــــوراء / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 23, 2012, 10:26:25 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
التقـــــــــدم
الـى الـــــــــــوراء




مال اللـه فـرج

malalah_faraj@yahoo.com


من حق العالم كله ان ينظر الينا بدهشة وذهول واستغراب بعد ان تمكنا بكفاءاتنا وارادتنا وموضوعيتنا وعلميتنا واصالتنا (طبعا ليس المقصود هنا الفنانة السورية المثيرة للجدل اصالة نصري) ومنهجيتنا وعبقريتنا وحنكتنا السياسية والرسمية والدبلوماسية والاقتصادية والتنموية والأهم التخطيطية ان ننتزع بجدارة اعجاب كل التجارب العالمية , سواء في الدول النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة والغافية واللاهية والديمقراطية والدكتاتورية , ام في الدول المستيقظة والمتأهبة والراكضة والزاحفة والمتقدمة والمتطورة والمصدرة والمستوردة , وامسى من الصعوبة بمكان ان تستطيع جميع هذه البلدان مواكبة حركتنا وتقدمنا وجرينا السريع في كل مكان , وفي جميع الاتجاهات او فهم سراديب ومنعطفات ودهاليز ومبتكرات وستراتيجية وتوجهات واتجاهات تجربتنا الخاصة مما يؤهلها وباقتدار ان تنافس وتسابق وتسبق كل الدول الناهضة والراكضة ربما  بمئات السنوات الضوئية اذا ما تواصلنا بنهجنا الخاص في بناء تجربتنا الثورية الديمقراطية بعد ان فشلنا سابقا بأقامة  (نهجنا الخاص في بناء الاشتراكية ) .

فتجربتنا الثورية الاشتراكية الديمقراطية التقدمية الشفافة القائمة على (الشراكة الوطنية) و (التوافقــــات السياســـــية)و(الرقابـــة البرلمانيـــــة)  و(الالتزامات الدستوريــــــة)والتي لا تشابه في لونها وطعمها وشكلها ومسيرتها و(انجازاتـــــها) و(تناقضاتـــــها)وتعدد مراكز القوى وصياغة القرار فيها اية تجربة اخرى استطاعت وباقتدار ان تطيح بحوالي( 99%) من المجتمع الدولي لتحتل بمنتهى الكفاءة والاقتدار الموقع الثالث في قائمة الشفافية العالمية لاكثر الدول فسادا كما سبق ان احتلت وبكفاءة ايضا المرتبة الاولى على قائمة اخطر الدول بالنسبة للصحفيين المشاكسين ذوي الالسن الطويلة الذين لاهم لهم الا كشف الفساد وتعكير راحة المسؤولين الفاسدين الذين جاءوا لخدمة المصلحة العامة لكنهم اختصروا كل الاجراءات (الروتينيــــــة) ووضعوا المصلحة العامة في جيوبهم وحولوا ميزانياتها لارصدتهم الشخصية وطوروها وحدثوها وحولوها من مصالح عامة الى مصالح عائلية خاصة في خطوة ثورية غير مسبوقة من اجل سهولة ادارتها والحفاظ عليها من عبث العابثين ومن فساد الفاسدين.

ففي دولةاسكندنافية متأخرة منغلقة معقدة عنصرية لا تمتلك انهارا وبحيرات خرافية من النفط لكنها مع ذلك توفر للاجئي الدول الثورية النفطية  الغنية الفارين اليها هربا من (رفاهيــــــة ) بلدانهم (التقدميـــــــة) المسكن والمأوى والضمانات المختلفة والرعاية الصحية وفرص التعليم والنقل والمأكل والملبس وعلب الدخان وتكاليف تأثيث شققهم مجانا .

اما في بلادنا النفطية الغنية التي تتباهى بالسعي لتجاوز حاجز تصدير الثلاثة ملايين برميل نفط يوميا  يعيش حوالي ثلث السكان تحت مستوى خط الفقر ويحتار معظم المتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة والعوائل المتعففة واطفال الشوارع في كيفية توفير رغيف الخبز وسقف متواضع يأوون تحته.

وفي دولة اسكندنافية متأخرة عنصرية اخرى انفجرت عاصفة الادانة ضد اضخم عمليات الفساد في تأريخها عندما اقدمت عمدة المدينة وهي عضوة برلمانية ورئيسة حزب على ملئ خزان وقود سيارتها الخاصة مستقطعة الثمن من دفتر بطاقات دفع حكومية مما اضطرها تحت تلك الضغوط والاتهامات الى تقديم استقالتها , اما في تجربتنا الثورية ونحن نحتمي بالقانون (فــــي دولــــــة القانـــــــون) فان المئات من الوزراء والوكلاء والمدراء العامين ومن مختلف الدرجات الوظيفية ينهضون سنويا بارفع واجباتهم (الوطنيـــــــة)في استباحة وسرقة عشرات المليارات من المال العام سواء من خلال الاختلاسات التقليدية المباشرة اومن خلال الصفقات الفاسدة والعقود الوهمية والحصص الشخصية ويهرب بغنائمه من يهرب  من ذوي الجنسيات المزدوجة والولاءات المزدوجة الى الخارج على اجنحة جوازه الاجنبي ويحتمي بحصانته من يحتمي ويستظل باغطية الحماية السياسية من يحتمي وينتظر العفو العام من ينتظر , في وقت تسقط فيم من الحسابات الختامية  للموازنة العامة عشرات المليارات (ســـــــــهوا)ومع ذلك فاننا ما نزال نواصل  تقدمنا الخطابي والشعاراتي الملحمي الى الامام في حين (تتقــــــدم) تجربتنا واوضاعنا  وانجازاتنا ومكاسبنا الثورية وبسرعة جنونية ولكن الى الوراء.

وفي دولة (رجعيــــــــة)اخرى عندما وصلت احدى المواطنات المريضات الى عاصمة بلادها اتصلت بشرطة المطار واوضحت لهم بانها لا تملك سكنا للاقامة ولا اقاربا ولا اموالا فما كان من رجال الشرطة (الكســــالى الاميـــــون المتخلفــــــون) الا الاسراع باجراء اتصالاتهم بالجهات المعنية ولم تمض الا ثلاثة ساعات حتى كانت تلك  المواطنة(المتجنســـه) قد استقرت في سكن مناسب وحصلت على معظم احتياجاتها , في حين يفترش الشوارع في دولة نفطية(ثوريــــــــة) غنية تمتلك ثاني احتياطي نفطي عالمي الالاف من المتسولين والمعوقين واطفال الشوارع وكبار السن واليتامى والارامل بملابسهم الرثة وهم يمدون ايديهم بذلة وانكسار مستجدين احسان الاخرين  , ولعل الاقسى والامر اضطرار سيدة لبيع ابنتيها لتوفير لقمة العيش والسكن لبقية ابنائها.

في الدول الاستعمارية المارقة يوظف الملاك الطبي كل دقائق الدوام الرسمي لاستقبال المرضى وعلاجهم وتخفيف الامهم , اما في بلادنا التقدمية فان المريض في بعض المؤسسات الصحية الرسمية ربما يضطر للانتظار نصف ساعة او ساعة كاملة حتى يفرغ هذا  الطبيب او تلك الممرضة من تناول وجبة  طعام خلال الدوام الرسمي , او وجبة قهوة مع حكايات النميمة النسائية , وهناك يبادر البروفيسور الاختصاصي  بمنتهى الانسانية والتواضع لنزع احذية مرضاه من ذوي الاحتياجات الخاصة بيديه مبتسما ليزرع الثقة والاطمئنان في اعماقهم , اما في مستشفياتنا ومستوصفاتنا فيبادر بعض (اشبـــاه الاطبــــــاء) من المتدربين بالصراخ والزعيق باوجه المرضى متجاوزين اداب المهنة والاداب العامة ايضا وما على المريض الا الصمت وتحمل مثل هذه (الاعتـــــداءات) السافرة خشية ان يتطور الصراخ الهستيري الى ما هو اشد اهانة واعمق ايلاما وتجريحا , ومن المخجل والمعيب والمؤسف والمحزن والمدان والمرفوض  في الوقت نفسه صمت بعض الاطباء عى خروقات وتجاوزات واهانات زملائهم للمرضى المساكين , بل ودفاعهم عن تجاوزاتهم امام اللجان التحقيقية مما يفقد مهنة الطب النبيلة التي يمارسونها قيمها الانسانية بعد ان تجرد منها امثال هؤلاء من اشباه الرجال واشباه الاطباء الذين اساؤوا ويسيئون بتصرفاتهم المخجلة والمدانة هذه الى كل الاطباء الحقيقيين .

من جانب اخر وفي بقية الدول والتجارب الديمقراطية تكون نتائج صناديق الاقتراع الحكم والفيصل في تشكيل الحكومات التي لا تحتاج الا الى ساعات وربما الى ايام قلائل لتشكيلها, في حين احتاجت تجرتنا (الديمقراطية)الى اراء قضائية لتفسيراحكام الدستور(الغامــــض) واحتاج الفرقاءالسياسيون الى سنة كاملة لتشكيل الحكومة وقضت الحكومة التي ما تزال (ناقصــــــة) اكثر من سنة حتى تختار وزراءها الامنيين الذين ما يزالون في عالم الغيب والغموض .

في ظل مثل هذا الواقع القلق المضطرب والمستقبل المجهول , يبرز التساؤل المسؤول الى أي حال على ايدي بعض سياسيينا ومسؤولينا سنؤول؟؟؟
 


ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة