وقفة حول زيارة مجلس السريان في برطلة لمحافظ نينوى

بدء بواسطة يوسف الو, مايو 22, 2012, 10:45:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو

وقفة حول زيارة مجلس السريان في برطلة لمحافظ نينوى
بالأمس قام وفد من مجلس عشائر السريان في برطلة بزيارة  لمحافظ نينوى اثيل النجيفي وفق الخبر المنشور مع عدد من الصور في موقع برطلي دوت نت والذي لم يشر الى سبب الزيارة والنتائج التي جاءت بها سوى عرض مقطع فيديو استعرض فيه رئيس المجلس اعضاء وفده بالأسماء وتكلم المحافظ بكلام مفهوم ومعلوم مسبقا وهو اتكيت دبلوماسي متعارف عليه .
لماذا زار وفد المجلس اثيل النجيفي ؟
الكل يعلم بأن مدينة برطلة وبحكم موقعها الجغرافي تقع على مفترق الطريق بين اربيل والموصل وهي تابعة اداريا وتنفيذيا لمحافظة نينوى وهذا الأمر لايمكن تجاهله او التفريط به ابدا ولايمكن لا بل من الصعب جدا فصل المنطقة برمتها وهي قضاء الحمدانية عن محافظة نينوى وان حصل هذا فستكون عواقبه وخيمة  وتأثيره سلبيا بالتأكيد على المنطقة برمتها , كردستان تعتبر قضاء الحمدانية وبعشيقة والقرى المجاورة لهم من المناطق المتنازع عليها والسبب كما يقولون هو تواجد اعداد ليست قليلة من الأكراد في تلك المناطق متناسين تابعية المنطقة منذ الأزل لمحافظة نينوى ومتناسين ايضا نسبة العرب الموجودة في هذه المناطق والذين يرفضون قطعيا تبعيتهم لكردستان , اذن القضية مستعصبة وليس من السهل وجود حل وسط لها بسبب اصرار الطرفين في احقيتهما بضم المنطقة اليهما اداريا ومن ثم تنفيذيا وتشريعيا  اذن برطلة هي احدى المناطق المتنازع عليها وهي ناحية منذ عقود وتتبع محافظة نينوى ويتواجد فيها نفوذ كردي واضح ومكثف من الأساييش والقوات العسكرية والمقرات الحزبية وقد يكون نفوذهم اقوى من سلطة المحافظة !! .
في برطلة يوجد مجلس عشائر السيان وهو بطبيعته لايحمل صفة رسمية بل هو احدى منظمات المجتمع المدني وقد تاسس حسب علمي بعد سقوط النظام الدكتاتوري بفترة قصيرة وكما نعلم ويعلم الجميع كان الدعم والتمويل له ولأفراد الحراسات التي اوجدها مجلس السريان في حينها مقدم من السيد سركيس اغاجان الذي كان حينها وزيرا لمالية الأقليم اي ان التمويل هو من الأقليم بالرغم من ادعاء اغاجان بأن الدعم خاص ولا علاقة له بالأقليم ألا هذا التفسير غير مقنع مطلقا .
أذن برطلة بالذات والمناطق المجاورة لها تقع بين فكي كماشة ( بين حانة ومانة ) فأن اعلنت تبعيتها للأقليم وهذا ليس بالأمر السهل سوف يكون في حينه حديث آخر وأجراء حكومي قد لايكون لصالح البلدة وابنائها الذين لم يعد بمقدورهم اتخاذ قرار نهائي ينقذهم من محنتهم التي وضعوا انفسهم فيها او وضعوا ( بكسر الضاد ) فيها مجبرين بسبب الظروف التي احاطت بهم بعد سقوط النظام !! ام انها اعلنت استمرارها في حالتها الأدارية وكما كانت عليها اي تبعيتها للمحافظة الأم نينوى حينها قد تتخذ حكومة الأقليم اجراءا وقد يكون اول الغيث قطع تمويل الحراسات والمجلس ومن ثم منع اهالي المنطقة من الدخول الى كردستان ومثل تلك الأجراءات بالتأكيد ستتضرر منها البلدة وشعبها الذي يعتمد في تمشية اموره المعيشية على الأقليم بشكل شبه تام والسبب اضافة لما تقدم نشاط العصابات الأجرامية المسلحة في الموصل واستهدافها للمسيحيين والشبك الذين كانوا يسكنون المحافظة قبل السقوط واضطروا لتركها واختيار برطلة والحمدانية بشكل عام ملاذا آمنا لهم ولم يعد بمقدورهم الوصول الى مدينة الموصل وان حصل ذلك فالخطر يمحق بهم .
بعد كل ما تقدم سأجيب الآن على سؤالي حول زيارة المجلس لمحافظ نينوى والذي في الحقيقة هو محافظ للموصل فقط وليس لنينوى وهو الذي لم يفي لحد اليوم ولو بجزأ قليل من وعوده وعهوده لأهالي المحافظة وبالأخص منها الجانب الأمني الذي لم يستقر لحد اليوم بل يشهد هدوءا ملحوظا نسبيا بسبب سيطرة العصابات المسلحة والقاعدة مدعومة من بعض ضعاف الأنفس من بقايا البعث الأجرامي بشكل شبه تام وما الأتاوات التي تفرضها القاعدة على مجمل مناطق الموصل بما فيهم المدنيين وبعلم تام من المسؤولين فيها وعلى رأسهم محافظها اثيل النجيفي الا دليل واضح على فشل المحافظ ومجلس المحافظة من التعامل مع اولك المجرمين الذي ادخلوا الرعب في نفوس الموصليين ! وسكوت المحافظ ومجلس محافظته عن ما يجري في المدينة له تفسيران : فأما المحافظ ومجلس المحافظة متعاونون مع القتلة والمجرمين لغايات في نفسهم وفي هذه الحالة لايجوز التعامل مع أشخاص يتعاملون مع الأرهاب والمجرمين ويحكمون المحافظة بالحديد والنار وبقوة وهيمنة العصابات وبقايا البعث , او ان الخوف من تلك المجاميع جعلتهم يلتزمون الصمت حفاظا على منصبهم وكراسيهم التي لم تكن لهم بأستحقاق شرعي والجميع يدري ما حصل عشية انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة والتي افرزت عناصر غير كفوءة سواءا في نينوى او باقي محافظات العراق , اذن مجلس عشائر السريان اصبح يعي جيدا المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه في هذه المرحلة الحساسة جدا من تاريخ العراق بشكل عام ومحافظة نينوى وبرطلة التي يتكالب عليها الأغراب لطمس عراقتها وتأريخها السرياني الأصيل بشكل خاص خاصة وان الرئيس الحالي للمجلس يتمتع بقوة الشخصية ( مع جل احترامي للأخ ابو فادي ) وبحس وطني اعرفه انا جيدا وعليه فهو قادر بالتأكيد ان يتعامل مع كل الأطراف بالشكل والطريقة التي تتطلبها الظروف الراهنة وعليه ومعه هيئته الأدارية ان يدرسوا المستقبل جيدا كي لايقعوا بأخطاء من سبقوهم وهذا ما اتأمله ويتامله معي ابناء بلدتنا العريقة , هنا لااريد ان اتدخل في عمل المجلس وما عليه فعله لأن هذا هو شأنه وما اطرحه انا وغيري هو مجرد افكار او حلول قد يستفيد منها العاملين والساهرين على راحة وسلامة برطلي وابنائها وايضا لاارغب في الدخول في تفاصيل قد لايكون الظرف والزمن مهيئا لها حاليا بل سنهتم بمراقبة الأحداث اولا بأول ومع التطورات التي قد تستجد على الساحة السياسية بشكل عام ليكون لبلدتنا ومناطقنا حصة فيها وحديث يفسر في حينه .
اتمنى لبلدتي واخواني من ابناء برطلى العيش بسلام وأمان مع الجميع واتمنى ان يتمكن القائمين والمهتمين بأمور شعبها ان يكونوا على قدر من المسؤولية بعيدين عن الأغراءات والسعي للمناصب التي ما دامت ولن تدوم لأحد وامنيتي الكبرى ان يعم السلام والمحبة والتآخي ارض العراق وشعبه كي يتمكن شعبنا من عبور النفق المظلم الذي ظل طريقه فيه الى حين .
                                    يوســـف ألـــو   22/5/2012