تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

زواج “أشتي” و "بسعاد"

بدء بواسطة صائب خليل, مايو 18, 2012, 03:14:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

زواج "أشتي" و "بسعاد"         


عاش "أشتي" طفولة قاسية، إضطهدته فيها زوجة أبيه حتى صار يكره كل النساء.. حرمته ثروة أبيه بعد وفاته، ولم يجد "أشتي" ما يلبي حاجاته سوى ما كان يحصل عليه من التحايل عليها وسرقة ما تطاله يده من أشياء. وكان الجميع يرى أن "أشتي" لم يكن ملاماً، وأنه يسرق بعض ماله، مادام طريقه الوحيد ليحصل على بعض حقه على الأقل. وسانده في ذلك الكثير من عائلته الذين وقفوا معه ودعموه في صراعه مع زوجة أبيه، والتي لم تكن تتردد في إنزال أشد الأذى الجسدي به، كلما أمسكت به متلبساً، بل كلما طالبها بشيء من حقوقه.

الناس والأقارب كانوا يغمزون بشجاعة وذكاء "أشتي" وإصراره على استعادة حقوقه وشخصيته، وبكل الطرق. وكان هذا الثناء سعادة إضافية ل"أشتي" وجزءاً هاماً من غنائم غزواته الليلية، ويجد فيه استعادة لثقته بنفسه وبعض لرائحة استقلاله وحريته البعيدة، والتي كانت عنده أثمن من كل شيء.

ومضى الزمن، وتوفت زوجة الأب الشمطاء، فتوارث البيت مجموعة من الأقارب ومن بينهم "أشتي"، الذي خدمته تجربته وخبرته السابقة بأن يحصل من الميراث على "الحق وثلثين الباطل" كما كانوا يقولون. رضي الآخرون، بعضهم خشية من "أشتي" وعدم الرغبة في استعدائه، وبعض آخر قال أن الرجل عانى ما عانى، ولا بأس أن يكون مازاد عن حقه، بعض تعويض عن سنوات عذابه. كما أن البعض كان يرى هذا الشاب الصاعد ومستقبله، ويحرص أن يكون له معه علاقة طيبة قد تنفعه. وفي كل الأحوال، لم يجد هؤلاء الأقارب طريقة يحاسبون بها "أشتي"، فكانوا يتنازلون غصباً لا كرماً، حتى الذين تظاهر منهم بالكرم.

كان "أشتي" بارعاً في الحصول على المال، اكثر من براعته في التخطيط لإستعماله وإنفاقه، فبدد الكثير مما حصل عليه في سعيه لإشباع ما كان محروماً منه، لكن حرمانه بدا كبئر لا قرار لها، وأنه لم يكن يستطيع أن يرتوي أو يتوقف، فأضاعت عليه رغبته في الإنتقام من الفقر، بالبذخ، فرصاً كثيرةً لتأسيس حياة مستقرة آمنة.

وفي يوم ما قرر "أشتي" أن يتزوج! وجد فتاة إسمها "بسعاد"، من أقارب زوجة أبيه وورثتها، وكانت زوجة أبيه تضطهدها مثل "أشتي" وتسرق أموالها، لكنه لم يكن يحبها حقاً، بل يرى فيها صورة زوجة أبيه. رضي "أشتي" بالزواج مرغماً لأنه وجد فيه الطريقة الوحيدة للإبقاء على البيت، وإلا توجب بيعه بالمزاد، الذي حسب "أشتي" أن ما قد يعود عليه منه أقل كثيراً من قيمة البيت، فوافق على الزواج، ووافقت الفتاة. قال البعض أنها كانت تأمل أن يعاملها "أشتي" بطيبة لأنها كانت شريكة له في التعرض لإضطهاد زوجة أبيه، لكنه لم يكن يراها إلا كقريبة لها. كانت قلقة من مشاعر "أشتي" لكن لم يكن لديها خيار آخر. وقال البعض أنها تزوجت عن مصلحة لأنها تخشى أيضاً من خسارة بيع البيت. وفي كل الأحوال كان واضحاً للجميع أنها توقعت أن "أشتي" سيكون زوجاً صالحاً بعد أن يطمئن إليها مع سنوات العِشرة القادمة، وعندما يثمر زواجهما الأولاد والبنات.

لم يخفِ "أشتي" مشاعره المترددة عن "بسعاد"، فقال لها يوم خطبته بصراحة صدمتها، أن 96% من مشاعره مع بقائه أعزباً، لكنه قرر أن يتزوجا ويبقيا معاً في البيت، وقال لها أن استقلاله أعز عليه من أي شيء. أشترط أن يكون الجناح الشمالي للبيت له وحده، على أن يكون بقية البيت لهما معاً. وقال لها أن عليها أن تطرق الباب إن أرادت زيارته في جناحه. وأشترط أن تكون العصمة في يده محتفظاً بحقه في الطلاق في أي وقت يقرره هو!

وكان للبيت بستان مثمرة، اتفق الخطيبان على شراكتها وقسمة مردودها وكتبا ذلك في ورقة علقت نسخة منها على باب البيت والجناح الشمالي.

تم الزواج وعقد القران واحتفل به الشابان وأصدقاءهما والجيران. في اليوم التالي قال "أشتي" أن موارد البستان ستجمع ثم تقسم بينهما بعد أن تستقطع منها مصاريف البيت، فوافقت. ثم قال لها أنه اشترى كلباً جديداً لحراسة جناحه، فسألته، ولم كل هذه المصاريف، ألا يكفي كلب واحد لحراسة البيت؟ هز رأسه بالنفي وفي عينيه نظرة شك أثارت الخوف فيها، فتذكرت أن زوجة أبيه كانت تطلق عليه كلبها أحياناً، فصار لا يأمن إلا أن يكون له كلبه الخاص، فهزت رأسها موافقة ومضت.

وفي أحد الأيام، عندما جاء البقال ليشتري ثمار البستان، فوجئت "بسعاد" بـ "أشتي" يضع أمامها ورقة تقول أن نسبة حصته يجب أن تكون ضعف نسبة ما يستحق. وحين استفسرت قال أنه مؤمن ويستند إلى الآية الكريمة القائلة بأن "حظ الذكر مثل حظ الأنثيين"! صعقت "بسعاد"، فلم تسمع "أشتي" يوماً يتحدث بالدين أو يرجع إلى تعاليمه في شيء أو حفظ شيئاً من القرآن سوى في تلك المرة!
استشاطت "بسعاد" غضباً، وقالت أن القرآن لم يقل ذلك لهذه الحالة، وأنها تمس كرامتها ورفضت أن تتنازل عن فلس واحد من حصتها التي أصرت أن تكون مساوية ل"أشتي"، لكنه أصر بهدوء على رأيه وقال أنها إن لم توقع الورقة فسوف يمنع البيع ويترك المحصول يتلف! وبعد صراخ وعويل وافقت "بسعاد" أن توقع له على نسبة حصة ونصف بدل حصتين، على أن تقاس نسبة القرارات بشأن البيت و "العائلة" بنفس الطريقة.

وبعد يومين فؤجئت "بسعاد" بأن "أشتي" قد باع محصول الحديقة الشمالية لبقال لا تعرفه. ولما احتجت وضع في يدها مبلغاً من المال وقال أنه حصتها المتفق عليها.
: هذه حصة قليلة...محصول الحديقة كان أكثر...اين الباقي؟
: أكلته!
: كيف تأكل كل ذلك؟ ...
:.... هكذا....اكلته!
:ثم كيف تتفق دون علمي؟ ألسنا متزوجين وشركاء بالحديقة؟
احمر وجهه وابيضت عيناه وصرخ..
: كيف تجرؤين على تحدي استقلالي وحريتي بتصرفي بثرواتي؟ أنت ايضاً ستكونين مثل....
:طيب، طيب أين العقد لكي أعرف إن كانت حصتي صحيحة؟
:ألا تثقين بي؟ لن تري العقد إذن...

وبعد عراك وصراخ قبل أن يريها نسخة من العقد فقرأتها وهي تشك أنه أخفى بعض أوراقها، ثم قالت مرتابة
: لماذا كل هذا الأجر للفلاح؟ أنا أعطيه نصف هذا الأجر على هذا العمل ويقبل؟
: هذا فلاح أفضل...
: وماهذ المبلغ عن كلفة زراعة شجرة النومي؟ شجرة النومي كانت موجودة من قبل؟
: لا لم تكن موجودة، كانت هناك أرض تصلح لزراعة النومي لكن بلا شجرة...
: أنا متأكدة أنها كانت موجودة، ...

وارتفع الصياح والعراك ثانية حتى التم الجيران، وفصلوا "الأحبة" عن بعضهما البعض، وذهب كل منهما إلى جناحه وأغلق الباب...
وفي المساء خرجت "شبعاد" تتمشى في بستانها، فإذا بكلب "أشتي" يهجم عليها، ولكنها أفلتت في اللحظة الأخيرة حين أوقفه "أشتي" الذي ظهر عند الباب.
: لماذا كلبك هنا في بستاني؟ سألت "بسعاد" بانزعاج..
: إنها بستاني، قال "أشتي".. أنا أزرعها وأرعاها ..
: منذ متى؟
: منذ أمس!
:أنقضت "بسعاد" على "أشتي" تريد أن تخنقه، ولكنه كان أقوى منها. وبعد أخذ ورد، أتفقا على ترك المشكلة إلى وقت آخر، ووضعا عليها لو حة تقول "أراضي متنازع عليها".

هكذا استمرت الحياة بين جر وعر حتى جاء اليوم الذي اكتشفت فيه "بسعاد" أن "أشتي" يخونها في جناحه، ومع العديد من الفتيات! ومثلما هو متوقع، أقامت "بسعاد" الدنيا ولم تقعدها، لكنها مثل كل مرة، لم تجد طريقة لحل المشكلة. فقد أصر "أشتي" على أن ذلك جزء من حريته واستقلاله ورفض حتى مناقشة القضية. ولما يئست منه لم تجد بداً من أن تتصل بالفتيات، ترجوهم تارة وتهددهم تارة، لعلها تصل إلى حل معهم ما لم تستطعه مع زوجها.....دون جدوى.

ولما يئست، ذهبت "بسعاد" إلى أقاربها تستنجد بهم، فجاءوا اليه وطرقوا باب الجناح حتى فتح لهم واستقبلهم بحفاوة غير متوقعة اشعرتهم بالتفاؤل. لكنهم حين فتحوا الموضوع، قال لهم أن زوجته تحاول أن تضطهده وتحد من حرية واستقلال قراره بشؤونه الخاصة، تماماً كما كانت زوجة أبيه تفعل.
: "لكن كيف يا "أشتي" تريد أن تكون مستقلاً وأنت تشارك شخصاً آخر حياتك وبيتك وبستانك؟
وبدلاً من ان يجيبهم، أسرع يرفع قميصه ليريهم آثار "كي" بالنار حين كانت زوجة أبيه تعذبه، وقال لهم أنه يطالب "بسعاد" أن تعتذر له فوراً عن ما فعلته به قريبتها زوجة أبيه وأن تعوضه عن خسائره.
قالوا له، لكن الموضوع الآن أننا جئنا نقول لك أن "بسعاد" تقول أنه "لا يجوز أن تنام مع فتيات أخريات وهي زوجتك" فما تقول.
فصرخ بهم: "قولوا لها "أشتي" يقول: كلما قالت "بسعاد" "لا يجوز" سأنام مع فتاتين إضافيتين!"

ومازال "أشتي" و"بسعاد" ...يعيشون معاً، "عيشة سعيدة"!.....

صائب خليل

اعتذر لقراء "برطلي" الأعزاء لأني تأخرت بنشر هذه "القصة" في الموقع ، لم أعد أذكر لماذا، لكن اتصور أن السرفر لم يكن يعمل..

المهم، الموضوع يمثل العلاقة المرتبكة بين العرب والكرد في العراق و "أشتي" ليس سوى وزير الطاقة الكردستاني الذي كان يصيح: كلما قالت بغداد لايجوز، وقعنا عقدين إضافيين..

مع التقدير - صائب خليل

ماهر سعيد متي

قصة حب جميلة .. خالية من المصالح ؟؟

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

د.عبد الاحد متي دنحا

#3
الولاء للعراق اولا ثم الى الدين او المذهب او القومية وهذا ما اكد عليه المخرج طه سالم اثناء مقابلته في قناة فيحاء, حيث كرر ان حب الوطن هو الاصل والبقية هي الفروع
فلو كانت جميع الفصائل والحركات السياسية تؤمن به لكان العراق بخير

مع تحيات

عبدالاخد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

صائب خليل

الأستاذين العزيزين ماهر سعيد ود. عبد الأحد، شكرا لمروركما الجميل ولكما مني التحية