تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المسيحيون العراقيون (9)

بدء بواسطة عبدالله النوفلي, أبريل 25, 2012, 10:10:12 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

عبدالله النوفلي

المسيحيون العراقيون
الواقع وآفاق المستقبل في العراق (9)
يبدو أن العنف تجاه مسيحيي العراق لن يتوقف أو ربما تخف حدته في المستقبل المنظور، فقد شاهدنا كما شاهد العالم أجمع ما حصل في أقليم كردستان ومحافظة دهوك على وجه التحديد وبلدة زاخو العزيزة التي كانت إلى الماضي القريب ذات كثافة مهمة من المسيحيين، لقد عاث بها الغوغاء فسادا في شهر لدى أخوتنا المسلمين محرم به القتال ولم نجد فيه أثرا للشرطة أو قوات حفظ النظام تتدخل أو تحاول أن تمنع او تفعل شيئا، إنه حقا لأمر غريب أن يحدث هذا في ظل سلطة كانت إلى هذا الحادث تنبدو نزيهة وتعمل جاهدة كي يعم الأمن والسلام والاستقرار في ربوع كردستان العزيزة التي هي عزيزة على قلوبنا ونحزن كثيرا لما حدث بنفس حزننا تماما على ما عانى منه المواطنون هناك ونسبة مهمة منهم كانو من الأخوة الايزيديين وفيهم أيضا من شعبنا الذين يعملون جاهدين كي يكسبو عيشهم بتعبهم وبالطرق والوسائل الشريفة دون المساس بحقوق الآخرين.
فأين بعد كردستان سيلجأ المسيحيون بعد هذا الانفلات الغير مسبوق؟ إن الأصولية المتنامية ليس في وسط وجنوب العراق وحدهما يبدو اليوم أنها تزحف وبانتظام نحو الشمال، والنار التي أكلت الأخضر مع اليابس ستأتي لا سامح الله على الأجزاء الأخرى من العراق الأمر الذي نصلي كي لا يحدث مطلقا ونطالب كي تبقى كردستان آمنة ونعمل ونكتب كي يقتدي بها كافة أجزاء العراق كي نصل يوما ويكون كامل بلدنا آمنا ومحميا من قوى الشر، لأ أن تمتد يد الأشرار كي تفتح لها آفاقا جديدة متذرعين بضعف السلطات بعد الانسحاب الأمريكي من العراق ومتوهمين أن الساحة ستكون خالية كي ينفذوا مخططاتهم الدنيئة كي يكونوا أحرار بأن يفعلوا ما يشاؤون دون رادع، لكننا وحسب خبرتنا فإن حكومة الإقليم لا تنطلي عليها هذه الخطط وستضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطن ومدن كردستان وممتلكات الأشخاص فيها.
وهكذا نجد عزيزي القاريء أننا ونحن نسلط الضوء على الأحداث وبالتحديد الأحداث التي عانى منها شعبنا فنجد أن المزيد يحدث كل يوم والضحايا مازالت غير قليلة والدم الزكي يهرق ويهان والضمير العالمي شيطان أخرس لا يفعل شيئا، أليس هذا دليلا أن شياطين السياسة العالمية لهم يد فيما يحصل ليس في تونس او مصر أو ليبيا وغيرها من دول المنطقة كونهم يرتبون المنطقة لأمر خطير لكن يبدو أنهم لم يتركوا بقعة في هذا الشرق الأوسط إلا وسيجعلونه يتأوه بقوة حتى لو كان من فيها من دول أو أقاليم تعتبر حليفة للدول المخططة لما يحدث أو ما سيحدث لأن كما يبدو فإن القادم أخطر، نطلب من الله أن يحفظ شعبه ويلهم قادة العالم الحكمة كي لا يجعلوا من دماء الشعوب تسيل أنهارا من أجل أن يتم تحقيق مصالحهم، ونطالبهم كي يأخذوا حقوق ومصالح هذه الشعوب المغلوبة على أمرها بالحسبان.
إن شعبنا المسيحي وبعد ما كتبناه بتحليل هاديء ودون تشنج أو ذكر اسم أحد بصورة مباشرة نجد وللأسف من يحاول أن يُحرف هذه المقالات ويجعلها تُفهم كونها تهاجم هذا القسم من الشعب أو هذه الكنيسة، الأمر الذي ليس هدفا لكتابة هذه المقالات وليس هو أسلوب لكتابة الكاتب الذي يعتبر كل مسيحي في العراق هو أخا له وهو من عائلته وأهله، ويحرص على سلامته وينبه للمخاطر التي ربما ستلحق به في القادم من الأيام، لأننا يجب أن لا تلدغنا الأفعى مرات ومرات وان ننتبه لما حدث أو ما سيحدث، فيبدو أن هناك من هو محسوب على شعبنا لا يريد مثل هذا الاسلوب في الكتابة ولا تعجبه النقاشات الهادئة والتي تطلب بالجلوس المباشر والابتعاد عن المهاترات وألغاء الآخر، فحتى الديمقراطيات الغربية لا تلغي أحدا مهما قل حجمه وهو يستطيع أن يحتفظ برأيه ويتكلم علانية عنه وينصتون إليه بأهتمام في البرلمانات الغربية، لكننا يبدو للوهلة الأولى أننا نحاول أن نمسك بالهراوة لردع كل من يحاول وضع النقاط على الحروف.
فالذي كتبته لحد الآن هو أن نُخرج جميعا القذى الموجود في عيوننا وأن نعرف سبب تدهور أمورنا كي نتمكن من تشخيص الدواء، لكن وللأسف نجد من يسبح عكس التيار، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح ويبقى ما أكتبه اليوم رأيا شخصيا وتحليلا يتم من قبل الكاتب ليس ملزم به أحد ولمن يراه جيدا ومفيدا أن يتشجع ويلتقط الأفق الأكثر أشراقا ولمن يراه لا يسير وفق ذلك أن يكتب رؤيته هو أيضا وبالحوار الهاديء نسير نحو الأمام، أما أن أضع العصي في العجلات كي أوقفها عنوة فهذا ليس بالأسلوب الذي نتمناه لأي من أبناء شعبنا ولا للكتابة فيه خصوصا، وإن صفحات الجرائد والمواقع الأليكترونية مليئة بالأفكار وعلى العطشان ان يبحث عن مصدر نقي كي يروي بما فيه ضمأه، وعلينا أخوتي القراء أن نكشف كل قلم يعمل بجر شعبنا إلى المهاترات والكلام الذي لا يليق هنا وهناك أيا كان؛ كلدانيا أو آثوريا أو سريانيا، فاليوم نحن بحاجة للبناء فقد تم تدمير الكثير ولقد نزف شعبنا من وجوده التاريخي في العراق نسبة كبيرة من وجوده، ولا يحتمل هذا الشعب المزيد من النزف، وإلا يجب أن نعد تنازليا للموجودين منهم على أرض ما بين النهرين الخالدة لنصل يوما لا سامح الله ونجدها خالية من شعب كان من أهلها وسكانها الأصليين، وغالبية ما موجود من متاحف وقاعات العرض للمتاحف المهمة في العالم نجدها ملأى بما نضحت منه حضاراتهم المتوارثة منذ آلاف السنين.
يجب أن نفرح عندما نجد ضوءا عند الآثوري بنفس المقدار بفرحنا بتقدم مهم لدى الكلداني فبالنتيجة هي مهمة وتدفع أبناء شعبنا للأمام، وما تقوم به كنيسة المشرق في سدني عبر مدرستي مار نرسي والربان هرمزد هو عمل يجب أن نفتخر به ونؤيده ونعمل كي ينجح ويستمر فنحن بحاجة لمثل هكذا نشاطات كي تحتضن أبناءنا وتعلمهم ليس العلم فقط ومناهج الدروس وإنما اللغة الأم ومبادئ الايمان ومختلف فنون الحياة الأفضل.
إن مثل هذه الأعمال هي التي تقوي جذورنا وأسسنا لغد فيه أمل أفضل، فلنصلِ لربنا كي يأخذ بيد الخيرين أينما كانوا  فليس بالسياسة وحدها تتقدم الحياة، بل بكل عمل مخلص يقوم به أي من أفراد شعبنا مهما كان حجمه صغيرا، فإن ربنا أراد بمثل الإنجيل أن نتاجر بالوزنة التي نحملها وبمحصلة عمل كل منا سنتقدم حتما وسنكون عونا بعضنا لبعض وإن كانت الكنيسة تقوم بدور ما فأين دورنا نحن العلمانيين والأحزاب والقوى والتنظيمات، هل مقراتنا هي للكشخة والنفخة وللمزايدات أم أنها مقرات للبحث والتحليل واكتشاف الخلل أينما يكون والعمل المضني لإيجاد الحلول.
إننا بحاجة ماسة لمثل هؤلاء وما ملتقى سدني الثقافي إلا بودقة صغيرة بالعدد الذي يجتمع فيه ويناقش من خلال حضوره مختلف القضايا التي يراها من يطرحها انها مفيدة لغيره، ويتكلم الجميع بلا قيود ولا تلاحظ على الكلداني تذمره من الآثوري عندما يتكلم ويبدي رأيه وذات الشيء نلاحظه بجلاء لدى الآثوري فهذا الملتقى هو بقعة ضوء صغيرة في عالم اليوم الذي تزداد ظلمته ظلاما أكثر ويبدو ملتقى سدني الثقافي الشمعة الصغيرة التي نأمل انها تنير ظلاما كثيرا.

وللحديث صلة
عبدالله النوفلي

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

عبدالله النوفلي