كيف يراك الآخرون – 6- الإعلام وشيطنة إيران 1- التدخل الإيراني

بدء بواسطة صائب خليل, أبريل 17, 2012, 10:42:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

في حديث أدلى به لقناة «الآن» اللبنانية قال أياد جمال الدين "التدخل الإيراني في العراق شيء يدرك ولا يوصف مثل الحبّ مثل الكُره، الانسان يشعر بالحبّ ولكن لا يستطيع ان يراه لا يستطيع ان يشير له ويقول هذا حبّ. ولا يستطيع ان يقول هذا كُره. التدخل الإيراني من هكذا نمط. يُدرَك ولا يوصَف، ايران تُسيطر وتُهَيمن على كل مفاصل الحياة في العراق، السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية وغير ذلك، البرلمان والحكومة ومجالس المحافظات القادمة أو الحالية والحكومات المحلية كل ذلك خاضع للنفوذ الإيراني، من يخالف إيران لا مكان له في العراق،"

في الحلقة الخاصة بصورة السنة لدى الشيعة، أشرت إلى تأثر السنة بشكل خاص بالإعلام المضاد لإيران، وتحولهم إلى ضحايا سهلة لأكاذيبه، مما جعلهم يبدون كطائفيين غير منطقيين في موقفهم هذا أمام الشيعة، والأخطر من ذلك أن هذا التأثر والخوف من إيران جعل مواقف الكثير من السنة تقترب من مواقف إسرائيل كثيراً، وقد قدمت في تلك المقالة فيديو لأحد السياسيين الإسرائيليين وهو يتحدث عن تعاون إسرائيل المرجو مع السنة ضد إيران. وليس الأمر مزحة أو كلام إعلامي، فهاهو بيريز أيضاً يعزف على نفس وتر تعاون إسرائيل مع السنة، و يريد تخليص السنة العرب من خطر إيران والشيعة! (1)

لهذا ورغم أن معرفة الحقيقة كما هي بلا مبالغة أو تشويه من مصلحة الجميع، إلا انها بشكل خاص مهمة للسنة فيما يتعلق بإيران. فالخوف من إيران، إضافة إلى ما يثيره من إشكالات طائفية، فإنه يستخدم لدفع السنة في الوطن العربي في طريق خطير، نهايته التعاون مع إسرائيل وما قد يعني ذلك من كوارث مادية ومعنوية لا يمكن تقديرها. إن من يكون هذا ثمن خوفه، عليه أن يراجع ذلك الخوف ألف مرة قبل أن يستجيب له، وأن يتأكد من أن ما يقال، حقيقة لا تشويه فيها ولا مبالغة.

ولقد وعدت في تلك المقالة أن أقدم الأدلة الكثيرة التي تجمعت لدي على أن العراقيين خصوصاً، والعرب عموماً (بل والعالم كله) يتعرضون لسيل هائل من الإعلام الكاذب الموجه لشيطنة إيران.. ورغم أني قسمت المقالة إلى ثلاثة أقسام، يختص الأول الذي بين ايديكم بموضوع التدخل الإيراني في الشأن العراقي، وسيكون القسم الثاني مخصصاً لبقية الإدعاءات حول علاقة إيران بإسرائيل والإرهاب ومجموعة كبيرة من الإشاعات المتفرقة، وسيخصص القسم الثالث لتحليل دور الإعلام الغربي وأسلوبه في تلك الشيطنة، وما ينشر في الوسائل الغربية وردود أفعال الناشطين اليساريين على ذلك.

أنبه إلى أن ما أقدمه هنا هو ما وصل إلي عن طريق الإنترنت من أخبار ومقالات نشر بعضها في الصحافة الورقية أو استند إلى التلفزيون، ومما لا شك فيه أن هذه كلها ليست سوى رأس جبل الجليد الطافي من الكم ا لهائل من الإعلام الموجه لشيطنة إيران، وآمل منها أن يتخيل القارئ حجم الجبل الكلي، وأن ينتبه إلى دقة الأخبار، خاصة عندما تتعرض لخصوم أميركا وإسرائيل عموماً، وليس إيران فقط، وفي أي مكان في العالم.

لاحظوا الخطوط العامة للأكاذيب، وأهمها الإستناد إلى "المصادر المجهولة"! والحقيقة أني لم اجد في العالم إعلاماً يعتمد على المصادر التي "ترفض ذكر إسمائها" بقدر ما في الإعلام العراقي. أما تحليلي لذلك فهو أن هذا الإعلام المرفوض عادة، نجح في العراق بشكل خاص، بسبب شدة الإستقطاب والوضع الطائفي بالذات. والسبب هو أن "المستفيد" من خبر "المصدر المجهول" لن يزعج نفسه بالمطالبة بمعرفته، بل يحتج منزعجاً إن طالب أحد باسم مصدر ذلك الخبر، لكنه يسارع إلى المطالبة به إن كان الخبر لا يناسبه، كما لاحظت بشكل خاص من تعليقات قراء أحد المواقع ذات الأكثرية الشيعية التي أكتب فيها، وكذلك لاحظت أن بعض العلمانيين والسنة مستمرين بالغمز بموضوع علاقة المالكي بـ "السبح" حتى بعد كشف تزوير الصورة، وهو أمر مؤسف يدل على أن نسبة لا بأس بها من العراقيين، مستعدة لتبني أي شيء يساند موقفها، حتى لو كان كذباً، وأني لن أستغرب أن استمر البعض باستخدام الأكاذيب حول إيران حتى بعد أن يقرأ زيفها في هذه المقالة أو غيرها.
وعدا المصادر المزيفة التي يستطيع كاتب الخبر من خلالها أن يصب أكاذيبه بلا قلق، فان هناك الكثير من وسائل التزوير، ومنها الإيحاء بما يريد، كأن يذيل الخبر بكذبة صغيرة أو رأي هلامي مثل: "ويذكر أن.....(ويضع ما يريد هنا)".
وهناك الترجمة المتعمدة الخطأ. لقد وصل الأمر أني شاهدت مؤخراً مقابلة لأحمدي نجاد في "الجزيرة" وقد اصطحب مترجمه الخاص، لكثرة ما تم تزويره من أقواله من خلال الترجمة، مثل "محو إسرائيل من الخارطة"  و "تصريحات سليماني" من التي سنمر عليها لاحقاً، وغيرها كثير.
كذلك هناك التزوير المباشر للصور، وكلنا نذكر أيضاً صورة البحرانيين اللذين كانا يرفعان لافتة عن سلمية تظاهراتهما، فغيرت الكلمات بأخرى بواسطة الفوتوشوب، لتضرب كل من ثورة البحرين وإيران بحجر (كذبة) واحدة.
وهناك تزوير لا يقل أهمية لكثرة انتشاره، وهو إعطاء رأي بلا برهان أو دليل، عن قضية خطيرة. فالكثير يتبرع بتأكيد التدخل الإيراني وتأكيد خطر إيران، دون أن يكلف نفسه أن يقدم ما يستند إليه، أو يعطي تبريراً تافهاً لا يصمد للمناقشة.

لكن "التخويف" يبقى السلاح الأكثر استعمالاً في الإعلام، ربما منذ مشى الإنسان على هذه الأرض وحتى اليوم. والغريب أن الحيوانات أكثر حكمة ومنطقية من البشر في هذا الأمر. فالحيوانات عموماً تعرف قوتها وضعفها وتتصرف ضمن قياس سليم للغاية. ومن النادر أن تجد حيواناً يخاف من آخر أضعف منه، أو يهاجم من هو اقوى منه دون أن يكون مضطراً لذلك. سيكون من الصعب علينا تماماً أن نقنع فيلاً بأن يخاف من ارنب، ولو نجحنا لضحكنا عليه كثيراً. لكن الشعب الأمريكي والبريطاني لم يضحكا حين أخبرهما ساستهما أن صدام يشكل خطراً عليهما، ربما خلال 45 دقيقة، وأقنعاهما بشن الحرب عليه.

في منتصف القرن الماضي، دعا الرئيس كندي، المكسيك إلى التعاون مع أميركا لمواجهة "خطر" كوبا، فأجابه وزير الخارجية المكسيكي: "بودي أن اتعاون معكم، لكني إن قلت أن كوبا تشكل خطراً على المكسيك، فسيموت خمسين مليون مكسيكي من الضحك". ويعبر البروفسور نعوم جومسكي الذي ينقل الحادثة، عن قلقه من أن لا أحد "يضحك" اليوم عندما يخبر الرؤساء الأمريكان شعبهم أن كوبا تشكل خطراً عليهم، رغم أن أميركا أقوى بما لا يقاس من المكسيك، وهو ما يعني بالنسبة لجومسكي أن الشعب الأمريكي، وتحت تأثير سياط إعلامه الشديدة التأثير، صار يتقبل ما لا يعقل، وكأنه أمر ممكن!
والآن تحولت أضواء هذه "المضحكات" إلى إيران، وهاهو رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر لا يجد مشكلة بالقول أن  "إيران اکبر خطر على العالم!!" (2) دون أن يقلق أن يموت الكثير من الكنديين من الضحك على ما يبدو، لذا يحق لجومسكي أن يقلق على سلامة الكنديين العقلية ايضاً.
إذن كثرة الإعلام الكاذب وطول استمرار قصفه للرؤوس يسبب العمى حتى لأرقى الشعوب، وما نريده هنا أن نقف بوجه هذا الإعلام السام وفضحه أمام شعبنا قدر الإمكان. هناك جهود هائلة تبذل لتشويه الحقائق علينا، و لإيران منها حصة الأسد كما يبدو.

من المؤسف أن نحتاج إلى القول البديهي، إن البحث عن الحقيقة، وليس "الحقيقة المناسبة" يجب أن يكون هدف كل إنسان، على الأقل كل إنسان يحترم عقله ومواقفه، وبالتالي فأن علينا ايضاً أن نكره الكذبة التي تدعم موقفنا مثلما نكره الكذبة التي تظلمنا، وأن نحتقر الذي يكذب لتشويه "يناسبنا" مثلما نحتقر من يكذب لتشويه لا يناسبنا، بل أكثر منه، لأن من يكذب لتشويه "يناسبنا" إنما يستهدفنا بالذات في خداعه. إننا إن لم نفعل أدخلنا أنفسنا في عالم من الكذب المتبادل والضياع المتبادل وصرنا بجيمع أطيافنا ضحية إعلام شرس قبيح يبذل الكثير من الطاقة والمال من أجل أن نتيه عن أهدافنا ونكمكش كالعميان بين توجيهاته التي يديرها كما يشاء من وراء الستار بسيطرته الكبيرة على وسائل إعلامنا، ليكون هو في نهاية الأمر "المفتح" الوحيد القادر على توجيه البلاد ببشرها وثرواتها.

يستدل جومسكي على النجاح الكبير في التزوير للإعلام الأمريكي على الشعب من خلال عدم استسخاف الشعب لكذبة "الخطر الكوبي" وجرأة الساسة والإعلاميين على تكرار هذا الخطر الوهمي على الناس دون أن يخشوا ردة فعلهم ضدهم، رغم أن الأمر لا يختلف عن محاولة تخويف فيل من "خطر" أرنب.

كيف أوصلت أميركا وإسرائيل العرب إلى تلك الحالة؟ عندما نراجع الكمية الهائلة من سيول الإعلام المخادع الموجه التي أمطرنا بها من وسائل الإعلام العربية والعراقية المملوكة لتلك الجهات، والتي تحاصر المشاهد والمستمع والقارئ العربي، فأن العجب يزول قليلاً، وهذا البحث محاولة من أجل ذلك.

لذا لا يجب أن يؤخذ هذا البحث بجزئيه كدفاع عن إيران. فرغم أنه سيكون كذلك كتحصيل حاصل، وهو كشف للكذب وبالتالي دفاع عن الحق في رأيي على أية حال، فأن الغرض الأساسي المرجو منه هو الدفاع عن سلامتنا العقلية وسلامة بصرنا الضروريتان لكي يتمكن الإنسان الفرد والمنظمات والمجتمع من اتخاذ مواقف صحيحة مما يجري حوله وحولها في الحياة، ويعرف ما هي الأخطار التي تهدده وما هي الفرص التي لديه، من هم أعداءه الحقيقيين ومن هم أصدقائه ومع من تلتقي مصالحه ومع من تتضارب، وبمن يمكنه أن يثق وإلى أية درجة، وممن يجب أن يتوقع الأذى، ليستطيع الصمود في المعارك الجارية في عالمه هذا بلا هوادة.

في هذا الجزء من المقالة الذي سيركز على التشويه في الإعلام العربي، وبشكل خاص العراقي، قدمت الأدلة والمؤشرات على التزوير الإعلامي بشكل نقاط منفصلة كأمثلة من بحر كبير من تلك الأكاذيب الإعلامية، وغالباً بلا تعليق للإختصار. وقد تم تجميع الأمثلة بشكل مجموعات لسهولة متابعة خارطة التضليل الذي يراد للعقل العربي الإقتناع به، وهنا ما وجدته عن موضوع التدخل الإيراني:

إيران والتدخل

لقد بدأت مقالتي بمقطع من تصريح لأياد جمال الدين، المرشح السابق للبرلمان العراقي، والذي حظي بدعم غير مسبوق من الجهات الأمريكية تضمن تخصيص قادة إنتخابات كبار كان أحدهم مديراً لإنتخابات الرئيس الأمريكي نفسه! فأياد جمال الدين شخصية لها أهميتها الخاصة، وتجربة أمريكية في العراق (يبدو أنها فشلت) للجمع بين عواطف المشاعر الدينية والطائفية، مع التقدير الخاص الذي تكنه الجماهير العراقية للعلمانية وحرية الفكر والنفور من الضغوط الحكومية على تطبيق الدين. وقد صرف على المرشح أياد جمال الدين وفريقه الإنتخابي، أموال وخبرات أمريكية هائلة باعترافه هو، لكن كذبه المفضوح كان أكبر من ذكائه الحاد، ففشل فشلاً ذريعاً حتى بالحصول على مقعد واحد في البرلمان! ومن المحتمل أن الكره العراقي لأميركا لعب دوراً في ذلك الفشل.

لكن لو فحصنا عبارة اياد جمال الدين التي أوردتها في المقدمة، فإننا لا نرى رأياً، بل هو أقرب إلى خطة عمل إعلامية. إنني أقرأ في سطور اياد " يجب أن نقنع الناس أن ... التدخل الإيراني في العراق شيء يدرك ولا يوصف...وأنها تسيطر على كل مفاصل الحياة في العراق". ويبدو لي أنه بسبب عدم تواجد الأدلة على صورة الشر والسيطرة التي يحاول الأمريكان وفريقهم تقديمها عن إيران ، فقد استعانوا بصورة "شيء يدرك ولا يوصف"، وطبعاً لا يستطيع أحد أن يطالب بدليل على ما "يدرك ولا يوصف"!

لذلك فأن المراقب المتابع يرى حالة تناقض غريبة: فمن ناحية، هناك كثافة هائلة في الشكوى من إيران في الإعلام العراقي (والعربي والغربي)، عن التدخل الإيراني وعن علاقتها مع إسرائيل وتمويلها الإرهاب، ليس على المستوى الشيعي فقط، بل تعدته إلى القاعدة، ومن ناحية اخرى فأن هناك بالمقابل فقر شديد في الأدلة التي تساق على تلك الإدعاءات. كذلك هناك صياغة غير دقيقة للخبر، وهناك قلة محاججة وتكاد لا توجد أية إشارات لحقائق موثقة في المقالات والأخبار التي تتناول نقد السياسة الإيرانية، إضافة إلى ذلك يلفت النظر وجود نسبة هائلة من تلك الأخبار، منسوبة إلى مصادر مجهولة "رفضت الإفصاح عن إسمها"، وهو ما يثير الريبة في كل الموضوع. وعدا هذا فأن العديد من تلك الأخبار والإتهامات تبين زيفها فيما بعد وتراجع بعض من جاء بها عن صحتها. فكأن كل الجهات من أمريكية وإسرائيلية وغربية، عجزت عن تقديم دليل مقنع واحد، رغم كثافة ووفرة الأعمال الإيرانية المدانة، حسب ادعائها.

يكتب عماد الاخرس في مقالة بعنوان: "شائعات التدخل الايرانى فى عراق مابعد صدام .. من يقف وراءها ؟"(3) حائراً فيقول: "حقائق وشائعات كثيره لاتعد ولاتحصى تتناول التدخل الايرانى فى عراق مابعد صدام ... اقول حقائق او شائعات لان بصراحه تشابكت الاحداث وضاعت الحقيقه ولايستطع احد التأييد او النفى !"
ثم يناقش أهم الإتهامات الموجهة لإيران، فيعترف بوجود تدخل ما، إلا أنه نوع التدخل الطبيعي المتوقع بين أية دولتين جارتين، لا اكثر، ليصل إلى أن ليس كل ما يقال من تلك الشائعات معقول، وأن العراق يجب أن يسعى ليكون له علاقة جوار جيدة مع إيران، وأن ذلك مسألة خطيرة الأهمية بالنسبة للعراق. وأنا هنا أتفق مع عماد الأخرس، فالتدخل موجود بالطبع، ولكن السؤال ما هو حجمه؟ وما هو تأثيره الحقيقي على قرارات الحكومة العراقية؟ وهل وصل حداً مقلقاً كما يحاول الإعلام أن يقنعنا؟ نعم أتصور أن التدخل الإيراني أكبر من المعتاد بين دولتين، لكن هذا الأمر مفهوم لقوة العلاقة بين الدولتين، ولتسيب الأوضاع في العراق، وهو ما يؤمل أن يتوازن بشكل مناسب متى ما زال هذا التسيب الذي يمنح الفرصة للتدخل من جهة، ويبرر التدخل من جهة أخرى لما يثيره من قلق الجيران على من يسيطر على الأوضاع في هذا البلد.

حسب تقديراتي فأن ما يضغط على المالكي ويدفعه في قراراته بشكل رئيسي هو الضغط الأمريكي وليس الإيراني المعاكس له، فنحن نرى قرارات مضادة لإيران أكثر بكثير من تلك التي تود إيران لو أن الحكومة العراقية اتخذتها، ولكن المجال هنا لا يتسع لهذه المناقشة التي أرجو أن أخصص لها مقالة منفصلة في المستقبل. أما الآن فأكتفي بالقول أن اياد جمال الدين كان منافياً للحقيقة تماماً، وأن إيران في العراق تهمة وليست نقطة قوة، ومن يريد أن يقول كلمة في صالحها يحسب ألف حساب كما سأبين مستقبلاً، على العكس من أميركا التي يحاول التمسح بها كل اللصوص، ويدعون عداءهم لإيران ليكسبوا الرضا الأمريكي ويتم تهريبهم، وأن من قتل من الزوار الإيرانيين كثير، واعتقل من السياسيين الإيرانيين دون غيرهم العديد، والتفجيرات قرب السفارة الإيرانية والأموال المستحقة لإيران لا تدفع ومجاهدي خلق صمدت حتى الآن رغم الحكومة ورغم إيران فأية سيطرة هذه التي يتحدث عنها أياد جمال الدين؟

أترككم مع مقتطفات صحفية توضح مدى التشويه الإعلامي الذي يتعرض له موضوع التدخل الإيراني. بعضها أكاذيب مباشرة وغيرها لا يمكن التأكد منها، وبعض المقتطفات تبين الخطأ في الصورة التي قدمهاه ذلك الإعلام عن إيران للقارئ العربي. لقد أدرجت روابط لمعظم المقتطفات، لكن قسم قليل منها لم يعد يعمل فأزلته، لكنها جميعاً موثقة.

* عضو مجلس النواب العراقي محمد الدايني (يتحدث) عن عمليات تحقيق وتعذيب يقوم بها اشخاص ايرانيون ضد معتقلين عراقيين تتضمن شهادات حية وتقارير طبية موثقة . (أسامة مهدي من لندن  :2007 21 فبراير) (4)
(نذكر هنا الصور التي قدمتها العراقية عن عمليات تعذيب عراقيين في سجون إيران، ليتبين أن من كان في الصورة لم يكن سوى الرئيس الإيراني "المعتدل" السابق خاتمي! كذلك فأن الدايني نفسه متهم بالإرهاب).

* استهجنت حركة العدل والإصلاح التصريحات التي صدرت من قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني وعدتها تدخلاً صارخا وفاضحاً في الشؤون العراقية وانتقاصاً من سيادة البلد. 2012-01-24 (5)
(نفى السفير الإيراني في بغداد ذلك، وقال أن أقوال سليماني تمت ترجمتها خطأً بشكل متعمد)

* كما قال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه ان مئات المقاتلين عبروا الى ايران للتدريب عند قوات القدس وهي وحدات خاصة في الحرس الثوري ويعتقد انها هي التي تدرب حزب الله في لبنان. (6)

* الصدريون يجمعون تواقيع النواب لمنع السفير الاميركي من دخول البرلمان (05 يوليو 2011) (7)

* وزارة الكهرباء:عقوبات مصرفية دولية ( الصحيح: أمريكية وليس دولية!) على ايران تعيق تسليمها 200مليون دولار (18 تموز 2011 ) (8)

* إيران :البارزاني منح منظمة بيجاك الكردية 300 ألف هكتار لبناء مقراء لها في كردستان(9)

* اكد وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان، وجود تدخل ايراني في الشؤون العراقية، واعتبر ان المسؤولين والساسة الذين ينفون هذا او يسكتون عليه، ينطبق عليهم المثل القائل «الساكت عن الحق شيطان اخرس». ... وقال الشعلان ان لديه ادلة على التدخل الايراني في العراق.
(بشكل عام، قال جميع اللصوص الكبار في عراق بعد 2003، أنهم ضد إيران وأنه تم اتهامهم بالسرقة لأنهم وقفوا بوجهها)

* نفى الخبير النفطي عبد الجبار لعيبي وجود تجاوز من قبل السلطات الايرانية على الابار النفطية على الحدود. (10)

* الربيعي: لا دليل على استغلال إيران آبار نفط عراقية(11)

* الأمين العام لإئتلاف أبناء العراق الغيارى الشيخ عباس المحمداوي يتهم إيران بالسعي إلى تقسيم العراق طائفيا(12)
دون تقديم دليل...

* القرضاوي يحذر من حريق إيراني مدمر ينتظر العالم الإسلامي سورية السعودية ليبيا مصر(13)

* واشنطن بوست: هل ستسيطر ايران على العراق ام القاعدة ستفرض سيطرتها؟ (اصوات العراق  18 /07 /2007 )

* هاجم اياد علاوي زعيم القائمة العراقية ايران ووصفها بانها تحاول ان تفرض إرادتها على الشعب العراقي من خلال مساعيها لإبعاده عن تشكيل الحكومة المقبلة

* وصف مصدر إيراني (؟) ..... زيارة رئيس الوزراء العراقي الثالثة لإيران، بـ«الفاشلة من الألف الى الياء». وأوضح المصدر ..... ان الاستخبارات الإيرانية لم تكتف بدعم جيش المهدي والميليشيات الشيعية والسنية المناهضة لحكومته فحسب، بل انها تسعى بكل ما بوسعها، لافشال حكومته من أجل اعادة غريمه ابراهيم الجعفري الى الحكم». لندن: علي نوري زاده(14)

* أتهم رئيس تجمع عراقيون النائب عن/ائتلاف العراقية/ حسن الجبوري، إيران بأنها لها الدور الكبير في الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد. (13-02-2012) (15)

* حسن العلوي : السنة خسروا التمثيل السياسي بمكيدة ايرانية

* بايدن يصف الانتخابات العراقية بأنها شوكة في عين الإيرانيين(16)

* قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إن محاولات إيران في التدخل في الشأن العراقي والتأثير في نتائج الانتخابات التشريعية فشلت في تحقيق أهدافها، مشددا على شرعية النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات.... مشيرا إلى أن طهران أنفقت نحو مائة مليون دولار لدعم الأحزاب الشيعية الدينية في العراق وتهميش قائمة "العراقية" التي يتزعمها إياد علاوي. وجدد بايدن رفض واشنطن لأي محاولات غير شرعية لقلب النتائج، ...(التي قامت أميركا بتزويرها ...) (17)

* أكد نائب رئيس الامريكي جو بايدن ان ايران منيت بهزيمة ساحقة في سعيها للتاثير بالعملية الانتخابية ، مشيرا الى ان طهران دفعت 100 مليون دولار في انتخابات العراق ومُنيت بالفشل. ...واكد بايدن على ان الجهود التي بذلتها طهران بعد الانتخابات للضغط على الزعماء العراقيين الذين زاروا العاصمة الإيرانية أسفرت عن عواقب سلبية وذلك عندما اكتشف هولاء الزعماء ان عليهم ان يرفعوا ثمناً حقيقياً مقابل الحصول على موافقة طهران (2010/4/11) (18)
ربما تكون إيران قد دعمت مرشحين ما سراً، لكن بايدن ينافق بوقاحة تامة وواضحة إن تذكرنا دور السفارة الأمريكية الصريح في تلك الإنتخابات ، والمبالغ الضخمة الخليجية والأمريكية لدعم ليس علاوي فقط وإنما أياد جمال الدين ايضاً، وهو ما لم ينكره الرجل.

* وهذا عنوان إعلامي آخر مشابه من تلك الفترة: "أميركا تنأى بنفسها عن السجال الانتخابي العراقي مقابل تدخل إيراني واضح"

* قال علاوي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان من الواضح ان ايران تحاول منعه من ان يصبح رئيس الوزراء المقبل. (30/03/2010)

* لأسفها على رحيل الشهواني ، واشنطن بوست : العراق سيصبح مستعمرة إيرانية خلال 5 أعوام (26/08/2009 ) (19)

* لوس آنجلوس تايمز: مسؤول عسكري أمريكي (يرفض ذكر اسمه "لحساسية القضية سياسيا"(؟)): ان "احدث دليل على التدخل الايراني، هو ذخيرة صنعت في العام 2008 وجدت في البصرة"(20)

* (وحتى في مصر أيضاً) ..."دخل على الخط ... مرتزقة وعملاء فيلق القدس الذراع الخارجي للعمليات القذرة التابع للحرس الثوري الإيراني سيئ السمعة والصيت وبعض العناصر التابعة لحزب الله اللبناني لغرض تحريك الخلايا النائمة في مصر للمساعدة والعمل والتنسيق فيما بينهما للقيام بعمليات تخريبية خاصة جدآ"(21)

* الهاشمي لـ «الحياة»: المالكي وإيران لفقا الاتهامات ضدي (23 ديسيمبر 2011) (22)

* حيدر الملا: "هيئة المساءلة والعدالة هي الجهة غير القانونية مدت أذرعها نيابة عن فيلق القدس الايراني" (23)

* "البوابة العراقية" :كشف "مصدر بارز" في التحالف الوطني العراقي المؤتلف مع كتلة دولة القانون بزعامة نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية، عن أن «إيران ضغطت على حلفائها في بغداد من أجل دعم السلطات السورية بمبلغ 10 مليارات دولار»، مشيرا إلى أن «المالكي رضخ لهذا المطلب الإيراني وقام بالفعل بدعم الرئيس السوري بشار الأسد ماديا». وأضاف "المصدر القيادي"...... (24)

* اعتبر النائب المستقل حسين الفلوجي تصريحات قائد القوات الامريكية في العراق الجنرل اوديرنو التي يتهم فيها بعض اعضاء مجلس النواب بتلقي رشاوى من ايران تحت ذريعة محاولة ايران نسف الاتفاق الامني المزمع توقيعه بين العراق وامريكا، بأنها محاولة مدانه لابتزاز المواقف الوطنية والمشرفة لاغلب اعضاء مجلس النواب العراقي والذين يقاومون الضغوط والاغراءات وبشتى الوسائل لثنيهم عن مواقفهم الصحيحة.

* اتهم مشعان الجبوري ...الاكثرية البرلمانية موالية لأيران بتهديد هوية العراق القومية.وكشف الجبوري ان الاكراد وافقو على تثبيت فقرة عروبة العراق الا ان اطرافا حليفة لأيران داخل الائتلاف الشيعي رفضت ذلك، مؤكداً ان هذا الموضوع موثق ولا يخضع للشك. (بغداد- الدستور- باسل عدس) (25)

* صرح "مصدر حكومي" إيراني لموقع بازتاب التي (؟) تمتلكه الحكومة الايرانية عن أطماع النظام الايراني التوسعية لابتلاع العراق ... بقوله ان الثمرة العراقية قد نضجت وحان وقت إقتطافها وكشف موقع «بازتاب» على الانترنت بشكل صريح أطماع الحاكمين في ايران لابتلاع العراق ونشر التطرف الى بقية الدول الاسلامية . وأكد هذا المصدر الحكومي: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية يجب أن توسع حدودها الاعتقادية وأن لا تحصر وجودها في الحدود الجغرافؤوية لان الامن لايتوقف عند الحدود الجغرافؤوية." (صوت العراق)
لاحظ هنا: 1- الحديث عن "الثمرة الناضجة" هو نفس أسلوب الأمريكان عن كوبا حين ارادوا الإستيلاء عليها في القرن التاسع عشر ، 2- كثرة الأخطاء الإملائية 3- مبدأ "الأمن لا يتوقف عند الحدود الجغرافية" هو من المبادئ الأساسية الجديدة في حلف الناتو، وليس في إيران. 4- المصدر مجهول مرة أخرى..

* مثال الآلوسي: "قانون النفط و الغاز سيصادق عليه من قبل البرلمان في حالة موافقة إيران والسعودية عليه". وأوضح الآلوسي في تصريح صحفي اليوم الجمعة أن "إيران والسعودية ترفضان تطوير قطاع النفط العراقي، لأنه يعني زيادة الطاقة التصديرية للعراق بشكل يضمن عودته كقوة رئيسة بالمنطقة". وأضاف الآلوسي أن "الكثير من النواب العراقيين لديهم ارتباطات مع السعودية ومع إيران، وهم يمثلون أجندة الدولتين، ولهذا فإن القانون لن يمرر من دون موافقتهما" (26)
قانون النفط الذي يتحدث عنه هوالقانون الذي ضغطت الشركات الأمريكية من أجل توقيعه، وجوبه بمقاومة عنيفة من قبل سياسيين ونشطاء وخبراء نفط عراقيين، ومثال الآلوسي هنا يمارس بوضوح مهمة مكلف بها بتشويه صورتهم من أجل الضغط عليهم، وتصوير أن الامر في صالح العراق، وأن من يمنعه هو إيران (ووضع السعودية إكمالاً للصورة على ما يبدو). وكان مثال الآلوسي يدعو إلى "تشكيل تحالف دولي لحماية النفط العراقي من الأطماع الإيرانية" وليس من أطماع الشركات الغربية!

* إيران تحتل مدينة العمارة تجاريا ومخابراتيا وليس للعراقيين غير الشكوى :
تجد هنا السيارات الصفراء المستوردة من إيران أكثر من أن تحصى...... أينما تذهب تسمع شكوى من أصابع إيران، ولكنك لا ترى منهم غير الظلال... (10 نيسان 2012- ساحات التحرير) (27)

* ضباط في الجيش الإيراني نواب في برلمان العراق؟؟؟
قال "محامون عراقيون" يقيمون في اوروبا انهم يعدون لرفع قضية في المحاكم العراقية لاسقاط عضوية تسعة من نواب الجمعية الوطنية العراقية هم ضباط، حتى الان، في القوات المسلحة الايرانية وعناصر فاعلة في اجهزة مخابرات ايران. واصدر "المحامون العراقيون".....(28)
ومقابل هذه الكذبة التافهة، إليكم الحقيقة الناصعة التالية:

* بعد أن خسرهم بلدهم....عراقـيون عــلى رأس أجــهزة إيــرانية مـهمة
(حقائق تستحق القراءة بتمعن)..... "ومن هؤلاء: اية الله الشيخ محمد علي التسخيري القيادي السابق في حزب الدعوة ومساعد قائد الدولة في ايران فيما بعد، آية الله السيد محمود الهاشمي رئيس المجلس الاعلى الأسلامي العراقي الأسبق ورئيس السلطة القضائية في ايران فيما بعد ، آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي الناطق السابق باسم حزب الدعوة وامين عام المجمع العالمي لاهل البيت في ايران فيما بعد ( برتبة وزير) ، الدكتور علي اكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية ثم وزير الخارجية الايراني، الدكتور محمد رضا الهاشمي وزير التعليم العالي، الدكتور محمد جواد لاريجاني نائب وزير الخارجية، الدكتور علي لاريجاني رئيس البرلمان، الاستاذ محمد حسين الاديب المسؤول في وزارة التربية، الدكتور صباح زنكنه نائب وزير الثقافة، الدكتور محمد علي آذرشب نائب امين عام المجمع العالمي للتقريب، الشيخ محمد سعيد النعماني نائب رئيس منظمة الثقافة والعلاقات (بدرجة معاون وزير). والثلاثة الأخيرون كوادر سابقين في حزب الدعوة ، وغيرهم كثير...
وربما لايعلم احد ان في حكومة رفسنجاني كان هناك ثلاثة وزراء من اصول نجفية وكربلائية وبغدادية؛ إذ ولدوا ونشأؤا ودرسوا في العراق ولايزالون يحتفظون بلغتهم الأم، وكان آباؤهم من التجار او علماء الدين في العراق، بينهم وزير الداخلية ووزير التعليم العالي....وربما يصل عدد النخبة الايرانية من أصول عراقية، والعاملة في أجهزة الدولة الايرانية، من درجة رئيس قسم وحتى وزير؛ الى اكثر من ثلاثة آلاف شخص." (29)

تخيلوا إلى أي مدى سيكون خطاب من يقول بسيطرة العراقيين على مقادير الأمور في إيران، أكثر قابلية للتصديق ممن يقول بسيطرة إيران على مقادير الأمور في العراق! ومع ذلك، فهل يشعر العراقيون أنهم يسيطرون على إيران؟ إذن على أي أساس سيشعر الإيرانيون أنهم يسيطرون على العراق؟ أم أن الفارق هو بمقدار الثقة بالنفس والمناعة ضد الإعلام المضلل والمشيطن للجار؟

(1)  http://www.masress.com/alshaab/14939
(2) http://www.alalam.ir/news/762824
(3)  http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=114152
(4) http://www.elaph.com/Web/Politics/2007/2/213011.htm?sectionarchive=Politics
(5) http://www.ipairaq.com/index.php?name=inner&t=politics&id=49890
(6) http://www.aawsat.com/details.asp?article=411879&issueno=10342
(7) http://daralhayat.com/portalarticlendah/284789
(8) http://www.akhbaar.org/home/2011/07/113823.html
(9) http://hekar.net/modules.php?name=News&file=article&sid=7110
(10) http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=48058
(11) http://www.aawsat.com/details.asp?article=457224&issueno=10662
(12) http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14289
(13) http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=763a910d54d13636
(14) http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=10261&article=432334
(15) http://www.yanabeealiraq.com/n0212/n14021202.html
(16) http://almothaqaf.com/new/index.php?option=com_content&view=article&id=12844
(17) http://www.radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=8038547
(18) http://archive.aliraqnews.com/modules/news/article.php?storyid=36175
(19) http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=338579.0
(20) http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=55498
(21) http://www.almorabit.com/main/ar/almorabit-arabic-articles/34-articles-cat-ar/1574-2011-02-04-20-21-55.html
(22) http://www.yanabeealiraq.com/n0112/n24121106.html
(23) http://www.sotaliraq.com/iraqnews.php?id=59048
(24) http://www.albawwaba.net/arabic-international/40035/
(25) http://www.addustour.com/PrintTopic.aspx?ac=%5CArabicAndInter%5C2005%5C10%5CArabicNews_Issue14845_Day5_ID130713.htm
(26) http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=58713
(27) http://www.albadeeliraq.com/article18882.html
(28) http://arabic.rt.com/forum/showthread.php?t=10399
(29) http://www.almowatennews.com/news_view_15375.html