مشاكسة كذبــــــة الحب في نيســــان / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 05, 2012, 06:25:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
كذبــــــة
الحب في نيســــان




مال اللــه فــرج 
malalah_faraj@yahoo.com

          على الرغم من اختلاف التحليلات والوقائع والتاكيدات حول منشأ وموطن وزمن الانطلاقة الاولى لكذبة الاول من نيسان , وعلى الرغم من مئات الفتاوى والتوجيهات والنصائح والارشادات التي حرمتها وهاجمتها ولعنتها ودعت الى مقاطعتها وشجبها والابتعاد عنها , بيد ان الاول من نيسان , شئنا ام ابينا سوف يبقى يحمل على منكبيه كذبته السنوية هذه اشبه بالهوية الشخصية وبالبطاقة الكذابية اسوة بالبطاقة التموينية التي لا يتم زواج ولا طلاق ولا ولادة ولا بيع او شراء ولا انتقال ولا تعيين ولا دخول المدارس واداء الامتحانات ولا استخراج جواز سفر ولا ايجار ولا شراء او رهن عقار من دونها , فهي ام الوثائق وحقيقة الحقائق , بالاخص بعد ان تم تعميمها دوليا واصبحت في مقدمة الوثائق التي يجب ان يقدمها طالبوا اللجوء السياسي والانساني من العراقيين الى السلطات الدولية المعنية لاثبات عراقيتهم , كونهم شعب الله المحتار الضائع بين غربة الوطن والديار وغربة الدار والجار.

      وفي العودة الى الاول من نيسان واكاذيبه الطريفة اللطيفة مثل الفراشات الربيعية الملونة التي تحط على اغصان القلب الذابلة واذا بها تخضر وتستعيد حيويتها وتدب فيها الحياة ثانية بينما الضحكات المجلجلة تنطلق من القلوب اثر طرائف نيسان واكاذيبه ومقالبه وخدعه ونوادره  لتتحول الى قهقهات تعيد للوجوه العابسة نضارتها وللقلوب الحزينة فرحها وللنفوس الجريحة المتالمة بهجتها ولو للحظات , على الرغم من تحول بعض تلك الاكاذيب الى كوارث حقيقية بفعل سوء التصرف وعدم تقدير حساسية المواضيع المطروحة وافرازاتها وردود الافعال العنيفة لها .

     وبين هذا وذاك يبقى الاول من نيسان سوقا عالمية مفتوحة لترويج مختلف البضائع العاطفية والاسرية والسياسية والحكومية والاجتماعية , بل وواحدا من ابرز وانجع وانجح اساليب الاختبارات العاطفية التي اعتاد البعض على ممارستها بذكاء , فقد تعود بعض الشباب الخجولبن والمترددين على انتظار الاول من نيسان واغتنام حلول يوم الكذب العالمي ليصارح كل منهم زميلته التي يحبها بصمت بمشاعره وهيامه او باعجابه واشواقه او بتمنياته وطلباته , فان صمتت او ابتسمت او اطرقت  برأسها الى الارض خجلا او استجابت فذلك جل ما يتمناه ليواصل طريقه الى النهاية , اما ان غضبت وزمجرت واستنكرت وابرقت وارعدت وصرخت وهددت وتوعدت , عندها سيحتوي (الازمــــة) بابتسامة خجلى او مجلجلة , مدعيا بانه انما كان يمزح معها , فاليوم هو الاول من نيسان والامر كله لا يتعدى كذبه او طرفة او مجاملة ضمن اكاذيب الاول من نيسان.
   
       كذلك الامربالنسبة لمعظم الازواج الذين يسبغون في هذا اليوم ارق تعابير المحبة الكاذبة على حمواتهم اللائي لا يطيقنهن وبالنسبة لمعظم الزوجات اللائي ينثرن ابلغ مشاعر الود نفاقا على رؤوس امهات واخوات ازواجهن .

      وما بين طرائف ونوادر واكاذيب البسطاء في الاول من نيسان , فان من الملاحظ غياب خطب ووعود وتصريحات وانجازات وبيانات ومكارم الملوك والقادة والسياسيين والرؤساء الميامين في هذا اليوم العتيد الفريد , ربما لان معظمهم ادمنوا الكذب على شعوبهم طوال العام بالاخص عندما يسوقون شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة والنزاهة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص والشخص المناسب في المكان المناسب واستقلالية القضاء والتبادل السلمي للسلطة وحرية الرأي والتعبير وعدم وجود اية معتقلات اوسجون سرية وعدم وجود اي نوع من انواع التعذيب لسجناء الرأي والمعارضة  الا ضمن المعايير الدولية وحقوق الانسان وعلى ايدي (خبـــراء متمرســـين) ووفق ضوابط لا تخدش الكرامة ولا تنتهك الشرف ولا تمرغ انسانية السجناء بوحول السادية الاسنة لانها تطبق (اتفاقيات التعذيب الاقليمية والدولية ) بارفع معدات واجهزة وادوات التعذيب الالكترونية الحديثة المقرة دوليا والمجازة من قبل لجان ومنظمات   (الدفاع عن عقـــــوق الانسان)  وبمنتهى الشفافية التي تجعل اقوى السجناء شكيمة واشدهم عزيمة وتحملا ولا مبالاة يلعن اليوم الذي ولدته فيه امه , ويعترف (طوعيـــــا) بكل الجرائم والانتهاكات التي اقترفتها  البشرية منذ بدء الخليقة ومقرا كذلك (مختــــارا وبملئ ارادتـــه)   بمسؤوليته الكاملة عن كل الجرائم التي سوف تقترف في القارات الخمس منذ الان وفي كل حين والى يوم الدين.

       في  ظل ذلك كله فان الامم المتحدة لو بادرت لاستحداث جائزة نوبل للكذب , يقينا باننا سوف ننجح بانتزاعها ربما لعقود من الزمن بهمة وارادة ووطنية وكفاءة بعض مسوؤلينا الافذاذ الذين مكنونا بكفاءتهم من انتزاع المرتبة الثالثة لاكثر الدول فسادا في العالم وفق تقارير منظمة الشفافية الدولية , والذين تفوقوا في ابرام العقود الوهمية  ومارسوا اروع الصولات في الصفقات الفسادية ونجحوا  نجاحا منقطع النظير في استيراد الاجهزة الفاسدة لكشف المتفجرات باضعاف اسعارها دون ان تستطيع تلك الاجهزة الاضحوكة الكشف عن اصبع واحد من المتفجرات , بالاخص وقد اصبحنا ربما الدولة الاولى في حملة الشهادات المزورة ,  بعد ان اصبح خريجو معاهد سوق مريدي وجامعاته وحملة شهاداته المزورة بالاخص ربما من السياسين والبرلمانيين الوزراء والوكلاء والمستشارين والسفراء والبرلمانيين والمدراء العامين وذوي الدرجات الخاصة ينافسون حملة الشهادات الحقيقية من خريجي المعاهد والجامعات الرسمية.

      وما بين الاكاذيب والطرائف والنكات , ما تزال وستبقى كذبة (التوزيع العادل للثروات) سيدة الايام والاشهر والسنوات . 



وردت الينا عبر بريد الموقع