في أكيتو.. الإعتذارُ ليس عيباً / جورج هسدو

بدء بواسطة matoka, مارس 20, 2012, 06:36:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

في أكيتو.. الإعتذارُ ليس عيباً




جورج هسدو
g_hasado@yahoo.com

إن أكثر ما يسيء إلى العلاقة بين السلطة والجماهير هو عدم مصارحة الحاكم لشعبه والتعامل معه وكأنه مجرد تابع مسيّر دون أن يكون له رأي أو مشاركة في بناء القرار، ومهما تنوعت أسباب قيام الشعوب برفض حكامها والإنقلاب عليهم ومهما اختلفت الظروف المحيطة من بلد لآخر، يكاد يكون سبب عدم إحترام عقلية العامة وعدم الإلتفات إلى أهمية إلتزام الصراحة بين من في أعلى الهرم ومن هم في أسفله العامل المشترك الذي يجمع بين جميع التجارب.
في العام الماضي وأثناء التحضير للاحتفال بالعيد القومي (أكيتو) طرحت على بعض الأخوة في تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الأشورية والذين كانوا معنيين بترتيب برنامج الاحتفال مسألة مهمة وحساسة تدخل في باب الإلتزام الأخلاقي مع الجماهير، خاصة وأن الاحتفال كان الأول من نوعه بعد إتفاق الأحزاب سياسياً ومن ثم اشتراكها في تنظيم احتفال رأس السنة القومية بعد أن كان كل منهم يحييه منفرداً.. حيث اقترحت عليهم أن يتم من خلال الكلمة الرسمية للتجمع مصارحة أبناء شعبنا (وخصوصاً المحتفلين منهم) بأسباب وحيثيات الإختلافات السابقة بين أحزاب التجمع والتي تجاوزت في كثير من الأحيان حد تبادل الإتهامات لتصل إلى التشهير والتجريح، تلك الأسباب التي كانت بمجملها أما شخصية أو بتحريض من أطراف خارجية تستهدف وحدة الخطاب السياسي لشعبنا.. إلى جانب أهمية إعلان الأسف على ما مضى والإعتذار من شعبنا الذي لم يتراجع يوماً عن إلتزامه القومي ودعم قضيته الأساسية في الوطن ومساندة الأحزاب في حراكها السياسي لنيل حقوقنا المشروعة، وأخيراً معاهدة أبناء شعبنا على الإستمرار بالعمل المشترك ونبذ الفرقة والتشرذم.
لكن للأسف فأن كلامي أو إقتراحي هذا لم يلق آذاناً صاغية من القائمين على الاحتفال أو من قادة التجمع (في حال وصول المقترح إليهم)، ناهيك عن أني لم أرى أو أسمع أي أحد منهم لحد الآن يتطرق إلى الموضوع رغم تأثيره المعنوي على أبناء شعبنا وأهميته المادية لعمل التجمع ومستقبله السياسي.. وبدلاً من ذلك شهد عيد أكيتو الذي تمنيناه جامعاً في كل شيء العديد من الملابسات والمنغصات (غير المبررة) التي بات يتخوف من تكرارها المعنيين باحيائه قبل المتابعين الحريصين على مصلحة شعبنا العليا دون أي مصلحة أخرى.. كما شهد أكيتو العام الماضي إنفراد البعض بالاحتفال به بعيداً عن الجموع المؤتلفة وإحيائه كمناسبة حزبية لم تخلو من الفوقية وإستعراضات الأنا التي ساهمت (وما زالت) في نسف القرار الجماعي وشرذمة الجهد القومي.
أما تطرقنا للموضوع وإعادة طرحه من على المنابر الإعلامية فيأتي لسببين، الأول: حث المسعى الناقد (التقييمي) المعني بالشأن القومي للتركيز على التعامل الموضوعي مع أداء تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا وعدم الإنجرار خلف الأمور الثانوية، حيث في الوقت الذي علينا دعم الإيجابي فمن واجبنا أيضاً نقد السلبي.. وبما أنه من غير المنصف التغاضي عن المنجز والأداء الجيد والمقبول على أساس دعمه وتوظيف جوانبه الإيجابية لمصلحة القضية، فأن في الشؤون السياسية ليس هناك ما هو مقدس لا يجوز المساس به، خاصة عند تعلق الأمر بمصالح شعبنا العليا مقابل تحقيق بعض المكتسبات الحزبية أو مجاملة المقامات الرفيعة.. أما السبب الثاني: فهو من ناحية لإطلاع الرأي العام لشعبنا على المقترح ومشاركته في الوقوف على أبعاده الجوهرية، ومن ناحية ثانية لإعادة طرحه على قادة تجمع التنظيمات السياسية عسى أن يلقى عندهم القبول هذه المرة بما أن الفرصة ما زالت متاحة.
أخيراً، نتمنى من قادة التجمع التفكير جدياً بمصارحة أبناء شعبنا بحقيقة ما بدر منهم بحق بعضهم البعض وبحق أعضاء ومؤازري تنظيماتهم والعمل على إشاعة ثقافة التسامح بينهم، وأن يتحلوا بالشجاعة ويعتذروا عن ما تسببوا به من خلافات وإحتقان في الساحة القومية وبين الجماهير.. وأن يعاهدوا شعبنا على عدم تكرارها مستقبلاً ويقتربوا أكثر من نبض الشارع الذي بات يتشكك بجدوى تحالفهم، ولا يعتبروا الإعتذار عيباً لا يليق بهم، لأنه عندها سيكون الاحتفال برأس السنة البابلية الأشورية مجرد تقليد سنوي وسيتحول عيد أكيتو إلى.. كذبة نيسان.





ورد الينا عبر بريد الموقع

Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة