تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

عشاء "ابو سيف"

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 17, 2012, 07:35:11 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

عشاء "ابو سيف"


الأستاذ متي كلو

ازور عدد من الاصدقاء كل يوم خميس وأصبحت هذه الزيارة من طقوسي الاسبوعية ، التي لا اتخلى عنها مهما انشغلت، وأحاول ان اوجل مشواري الصباحي ليوم الخميس بعد ساعات ألظهر ليتسنى لي قضاء وقتا ممتعا مع هؤلاء الاصدقاء.

وفي الخميس الماضي ، بعد ان ضيفوني بقدح من القهوة، قال لي احدهم:

- قرأت لك قبل فترة في عمودك الاسبوعي عن "المحافظ وكذبة نيسان" وكيف اعتراك الخوف والقلق من جراء المكالمة الهاتفية مع المحافظ، فتذكرت ما حصل لي مع "ابو سيف"، وتصلح لان تكون موضوعك في العدد القادم او بعدها. قلت له:

- من هو ابو سيف وما هي قصته وأذاني لك صاغية .

- كان والدي يعمل مأمور بدالة، وكانت هذه الوظيفة مهمة في جدول الوظائف المصنفة اهمية ، وغالبا ما يكون مأمور بدالة في اي دائرة يؤتمن به وحفظ الاسرار ، وفي العهد النظام ألسابق كان مأمور بدالة او مأمورة بدالة من المنتمين للحزب وأبي كان من هؤلاء المنتمين !! .



كان بدرجة"رفيق" وكان معروفا عند جميع اهالي المنطقة بطيبته وأخلاقه الحميدة وانتمائه للحزب كان بسبب لقمة العيش ، وكان من ضمن الالاف في انتمائه لهذا الحزب لاستمرار معيشته وتربية عائلته، وعندما بلغت الثامنة عشر من عمري اخذ يستعين بي في العطلة الصيفية في اشغال مكانه عندما يغيب عن البدالة في مشوار عائلي او استصحاب احد افراد عائلته الى الطبيب او المستشفى، وكنت اقوم بعمله بنشاط كبير وخاصة كان لي الفضول في الاستماع الى المكالمات ألخاصة وكنت كثيرا ما استمع الى حديث ممتع عندما كان يكون بين شاب وفتاة.



في مساء احد ايام شهر شباط 1991 اتصل والدي يطلبني للحضور الى البدالة لحاجته الى مراجعته الطبيب ،اخذت مكانه ، وبعد عدة مكالمات اتصل احدهم يؤمرني قائلا:

- اي مكالمة هاتفية لي، تحول الى منزلي لاني ذاهب الى العشاء ، فهمت!

اجبته بتكهم:

- وهل يعنيني اذا ذهبت تتعشى زق....... او تذهب الى الغداء ا والى لجهنم .

- انا "ابو سيف" يا ....

اغلقت سماعة الهاتف في وجهة وانشغلت باستقبال المكالمات الهاتفية، وبعد نصف ساعة عاد والدي لعمله وغادرت البدالة عائدا الى البيت .



لم تمض ساعة إلا وسمعنا طرقا على الباب متكررا وبقوة وبطريقة غير مألوفة سابقا ، سمعت والدي يناديني ويسال والدتي: اين هذا الولد العاق الذي وظعني في مأزق ، خرجت من غرفتي وشاهدته متهكم ويكلمني بعصبية ويسالني:

- كيف ترد على ابو سيف بهذا الاسلوب !

- ومن هو ابو سيف يا ابي؟

انه ضابط امن البلدة الجديد منسب من قبل "الامن الخاص"يا متخلف هل هناك احد في البلدة لم يسمع "بابو سيف "، بعد خروجك حضر وهو هائج وبيده مسدس ويبحث عنك ، ووضعتني في موقف لا يحسد عليه بحيث توسلت اليه وهو يستخدم كافة انواع السباب والشتائم السوقية، ومهددا بكل الوسائل الدنيئة التي يستخدمها امثال ابو سيف ضد كل من لا يستوهيه تصرفاتهم من جراء تهكمك منه وإغلاقك سماعة جهاز ألهاتف ، قلت لأبي :

هو الذي لم يكن محترما، وماذا حصل بعدها ؟

- قلت له: مهلا يا رفيقي، كنت مضطرا بان اذهب الى المقر الحزبي بعد ان اتصل بي امين سر الشعبة ويطلب مني الحضور لأمر حزبي هام ولا استطيع البوح به وأنت تعلم اوامر الحزب في هذه المرحلة ونحن مهددون من دول التحالف ، ولكن خرج كالثور الهائج وقال:

- سوف يدفع ولدك ثمنا غاليا .

تأسفت لوالدي وحزنت كثيرا على موقفه الحرج امام هذا "الضابط" ، انقطعت عن الذهاب لمساعدة والدي وأصبح والدي مهموما وكثير الشرود بعد تلك الحادثة بسبب تهديد ألضابط وكنت استمع من بعض ابناء البلدة بان " ابو سيف " لا ولم ينس كلامي معه،.

وقعت حرب الخليج الثانية وانسحب الجيش من الكويت وحصلت ألانتفاضة وكنت اول المشاركين فيها ولكن بعد الاجهاض عليها ،هربت الى بلد مجاور ، علمت بعدها بفصل والدي من الحزب وإحالته على التقاعد.



وصلت الينا عبر بريد الموقع