القمـة تطـرق الابـواب .. فكيـف سـيكون الجـــــواب ؟ / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 14, 2012, 07:32:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

القمـة تطـرق الابـواب ..
فكيـف سـيكون الجـــــواب ؟   





مال اللــــه فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

      على الرغم من الاستعدادات المكثفة التي نهضت وتنهض بها مختلف الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها الجهد الدبلوماسي المكثف والمبرمج بمدياته الواسعة لاستضافة الحدث السياسي الابرز ممثلا بالقمة العربية في بغداد نهاية الشهر الحالي وما يمثله هذا الحدث من بوابة تمهد لعودة العراق تحت الاضواء وعلى الساحة العربية ليمارس ثقله ومسؤولياته ودوره القومي الى جانب اشقائه بغض النظر عن القرارات والتوصيات التي سوف تتمخض عن القمة المنتظرة وعن مستوى الحضور والتاثير لقمة تجد نفسها في قلب العواصف السياسية بفعل اعصار المتغيرات على الساحة العربية , بيد ان تعقيدات الاوضاع السياسية العراقية ومتاهاتها وتناقضاتها امست تهدد بالفعل ان لم يتم تداركها في الوقت المناسب بعكس صورة سلبية , وربما غير مقبولة وغير مشرفة عن مستوى الوعي السياسي والحرص الوطني , مما سوف يختزل من رصيد العراق عربيا ودوليا ويضعف من ثقله وتاثيره ودوره وسمعته وهذا ما لا يتمناه اي عراقي غيور على سمعة وطنه وعلى مصالح وكرامة شعبه .

       في خضم الاستعدادات المكثفة للقمة  لا احد من العراقيين يستطيع ان ينكر وجود تقاطعات ومشاكل واتهامات ومصادمات وخلافات حادة وعميقة بين اطراف العملية السياسية القت بافرازاتها ليس على المشهد السياسي المعقد اصلا ولكن وهو الاخطر والاهم ان هذه الافرازات السلبية القت بكوارثها على الحياة اليومية للمواطنين عموما وعلى الفقراء والمعدمين وذوي الدخول المحدودة بشكل حاد بل وماساوي .

      فبدلا من ان تنشغل الحكومة والبرلمان وشركاء العملية السياسية كفريق عمل واحد يمثل العراقيين بكل اطيافهم واتجاهاتهم برسم وتنفيذ الخطط والبرامج ذات العلاقة المباشرة بحياة المواطنين اليومية وفي مقدمتها توفير الخدمات الحيوية المختلفة واعادة بناء المرتكزات الاساسية  للبنى التحتية وتحديث الاقتصاد ورفع المستوى المعاشي للمواطنين وانتشال حوالي ثلث العراقيين من تحت مستوى خط الفقر وتوفير فرص العمل والاهتمام بالشباب وخريجي الجامعات والمعاهد وتنمية المحافظات والاقاليم واجتثاث الارهاب والجريمة المنظمة ومافيات الفساد التي تستبيح المال العام وتعزيز المؤسسات الديمقراطية والحريات العامة وفي مقدمتها حرية الصحافة وحقوق الانسان ووضع حد للاعتقالات العشوائية واطلاق سراح غير المدانين واحداث نقلة نوعية في المجتمع العراقي , نجد وللاسف الشديد انشغال معظم هذه الاطراف والمكونات بالصراعات الثنائية وتبادل الاتهامات والتخطيط للتهميش والاقصاء والتفرد ومحاولات الاطاحة بالاخرين في وقت تتحدث فيه جميع الاطراف عبر بياناتها وتصريحاتها ولقاءاتها الاعلامية عن المصلحة العامة وحقوق الشعب وتدعوا للارتقاء بالمجتمع وتوفير الخدمات ومحاربة الفساد حتى امست الشعارات الثورية في واد .. والافعال والممارسات والمواقف الحقيقية في واد اخر .

        لقد ادت افرازات المشهد السياسي تلك الى عرقلة مسيرة الانجازات والاصلاحات , والى انكفاء البرنامج الوطني والى فسح افاق واسعة امام الارهاب ليعيد تنظيم صفوفه وتجديد فاعليته وممارسة استهدافه المنظم والواسع لمختلف القطاعات الرسمية والشعبية والسياسية على حد سواء , فضلا عما اتاحته تلك الصراعات المعلنة والخفية من ظروف مناسبة لتنامي الفساد المالي والاداري بشتى صوره واشكاله , وبدل ان يلمس المواطن تقدما في الخدمات والضمانات ومستوى الحياة فانه على العكس من ذلك لم يلمس الا التراجعات والاخفاقات والمزيد من الماسي والكوارث الامنية  والاجتماعية المختلفة .

      وبينما كان بعض المسؤولين يزدادون غنى وثراء , فأن معظم الفقراء ازدادوا فقرا ومعاناة وانسحاقا , ولعل من اقسى انواع المذلة الوطنية والاجتماعية والاسرية ان يعمد عدد من الاباء والامهات (رغم محدودية اعدادهم) الى بيع اطفالهم , فلذات اكبادهم لتوفير لقمة العيش ومستلزمات الحياة الضرورية لبقية افراد العائلة في بلد يطفو على بحيرات هائلة وربما خرافية من النفط وفي وقت انشغل وينشغل فيه معظم السياسيين بصراعاتهم واتهاماتهم ومصالحهم وبحثهم عن المزيد من النفوذ والمواقع والمكاسب .

     ولعل من المخجل والمشين في الوقت نفسه ان بعض الدول التي كانت قبل عقود وعندما كان العراق دولة ناهضة رائعة ومركزا حضاريا مؤثرا كانت اشبه بقرى بدائية لكنها امست اليوم دولا متقدمة ومراكز اقتصادية مهمة , بينما تراجع العراق خجلا  منكفئا على نفسه ليصبح اشبه بدولة بدائية مهدمة محطمة متأخرة يحاصرها العنف والفساد والارهاب ويكتنفها الظلام غير قادرة برغم مواردها الضخمة على توفير الكهرباء والخدمات الاساسية (الضرورية والمستوى اللائق من الحياة لشعبها مما يضع فعلا كل الاطراف المعنية في دائرة المسؤولية للنهوض بهذا الواقع الماساوي والانشغال كل من موقعه وحسب مسؤولياته باعادة بناء العراق الجديد بدل الانشغال بالصراعات السياسية التي لم ولن تقود الا الى التراجع المهين , وذلك يفترض من الجميع ( سياسيون وبرلمانيون ومسؤولون حكوميون ) تحمل هذه المسؤولية  المصيرية الثقيلة المشتركة بروحية وايمان وارادة الفريق الوطني الواحد على طريق المستقبل العراقي الواعد .

     ان القمة العربية تكاد تطرق الابواب , فكيف سيكون الجواب ؟؟؟  هل سنرحب بها ونستقبلها موحدين ام مشتتين ؟ وهل سنطرح امامها برنامجا وطنيا ستراتيجيا ورؤية موحدة ؟ام سنصدمها بمشاكلنا وتقاطعاتنا وخلافاتنا واتهاماتنا السياسية ؟

    ان الشارع العراقي وفي ظل الواقع الذي اشرنا اليه بات يتوقع مواقف سلبية متوجسا من ان يحاول البعض توظيف مشاركته وحضوره الى القمة ولقائه بضيوف العراق لطرح ازماته السياسية الخاصة ومحاولة استمالة هذا الجانب العربي او ذاك الى جانبه على حساب المشروع الوطني وفي مقدمة ذلك الخلافات بين العراقية ودولة القانون , ومعضلة الهاشمي وازمة الوزارات الامنية وتهميش هذه الجهة او تلك وقضية الاقاليم واغطية الفساد وسواها من المعضلات التي تمثل هموما وطنية داخلية لا يصح باي حال طرحها على ضيوف العراق , ذلك لان ساحتها الطبيعية هي الحوار الوطني , في حين تشكل الهموم العربية والاقليمية واتجاهات الاحداث في ظل المتغيرات السياسية والتكامل العربي والاخطار والتهديدات الاقليمية والاتفاقيات الدولية والتنمية العربية المستدامة  وحرية انتقال الايدي العربية العاملة وتخفيف الاعباء الكمركية وتبادل الخبرات وسواها من الهموم القومية المواضيع الاساسية على جدول القمة العربية بعيدا عن القضايا الداخلية .

     وحيث كان الشارع الشعبي عامة والسياسي على وجه الخصوص يتطلع لالتئام المؤتمر الوطني قبل عقد القمة العربية لاطفاء لهيب الخلافات ووضع حد للاتهامات ومعالجة معظم القضايا العالقة وفي مقدمتها الوزارات الامنية وقضية السيد الهاشمي والخلافات بين اطراف العملية السياسية والاتهامات بالتهميش والاقصاء وادعاءات التفرد والدكتاتورية والاخلال بمبدأ الشراكة الوطنية وباتفاقية اربيل  من اجل بلورة موقف وطني موحد يكون داعما للموقف العراقي داخل القمة بوحدته فضلا عما يتيحه من توفير امكانات النجاح للقمة , الا ان تعذر عقد المؤتمر الوطني قبل القمة يتطلب جهدا على جبهة اخرى يتمثل بضرورة الاتفاق المبدئي الشامل بين جميع الفرقاء السياسيين على تجميد كل الخلافات والتقاطعات ووقف الحملات الاعلامية وتأجيل الصراعات وتبريد سخونة الاتهامات بينهم واستقبال القمة بروحية فريق وطني عراقي موحد قادر على ان يسمو فوق قضاياه ومشاكله ومطاليبه وتقاطعاته السياسية خدمة للقضايا المصيرية الوطنية  العليا .

       في هذا الاطار ومن بين المواقف والتصريحات السياسية المختلفة اكد السيد فرهاد امين الاتروشي , النائب عن ائتلاف الكتل الكوردستانية على ان البروتوكولات الدبلوماسية لا تسمح بطرح القضايا الداخلية لاي بلد ضمن القمة العربية وانما يتم فقط طرح القضايا الاساسية المتعلقة بالدول ومن بينها الخلافات الدولية , في حين رجح النائب عن ائتلاف العراقية عثمان الجحيشي طرح المشاكل الداخلية للعراق ضمن جدول اعمال القمة في حال عدم حسم الخلافات قبل انعقادها , معربا عن امله في ان لا تصل الامور الى هذه المرحلة وحل الخلافات قبل عقد القمة , اما النائبة عتاب الدوري , عن العراقية ايضا فقد اوضحت ان قائمتها تبني امالا كبيرة على انعقاد المؤتمر الوطني قبل قمة بغداد مما يعطي صورة ايجابية للشارع العراقي وللدول المشاركة في القمة حول استقرار المشهد السياسي العراقي , لافتة الى انه اذا لم نحل مشاكلنا الداخلية , فكيف سنحل مشاكل الاخرين ؟ مطالة جميع الجهات المعنية وخاصة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني بتقديم موعد عقد المؤتمر الوطني لكي يستعيد المشهد السياسي عافيته , ولكي نقول للعـالم ان العـراق عاد يمارس دوره الريادي كباقي الدول .
     الى ذلك وحيث ما تزال قضية الهاشمي وتعقيداتها تفرض نفسها بقوة على المشهد السياسي أكد التحالف الكردستاني أنه لا يدافع عن شخص نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، بل يسعى إلى حماية العملية السياسية في العراق، مشيرا إلى أن الهاشمي لم يتوجه إلى إقليم كردستان بناء على دعوة من الاقليم .  وانتقد    "التصريحات التي أتهمت فيها كتل سياسية التحالف الكردستاني بالدفاع عن الهاشمي".وأوضح أن "الكردستاني يعتقد أن القضايا جميعها مرتبطة ببعضها البعض"، مؤكداً على أن "قضية الهاشمي ملف قضائي، لكن القضية أخذت بعدا سياسيا وهي مرتبطة بمسألة الخلافات القائمة بين إئتلافي دولة القانون والقائمة العراقية".مضيفا أن "الكردستاني لا يدافع عن شخص متهم بقضايا إرهاب، لكن التحالف يدافع عن الشراكة الحقيقية في العراق".
       في خضم ذلك كله فأن العملية السياسية في العراق تقف وهي تستعد لاستقبال هذا الحدث الكبير امام الامتحان الحقيقي لقدرتها حول تجاوز خلافاتها وصراعاتها او تأجيلها على الاقل واستقبال ضيوف العراق بفريق عمل وطني موحد يسمو على كل خلافاته الذاتية وليعمل الجميع تحت شعار مركزي واحد هو ( العـــــراق اولا ) فهل سيجتاز سياسيونا هذا الامتحان بامتياز ؟؟؟ ام ان لمواقف البعض وخياراته ومصالحه وحساباته قول اخر ؟؟؟
 


ورد الينا عبر بريد الموقع

رشا كايرو

اتهم شاب جماعة الاخوان المسلمين بتعذيبه وسرقته في ميدان التحرير
                 
اضغط هنا لمشاهدة الفيديو

ماهر سعيد متي

لربما كان الواجب علينا ان نسمو على خلافاتنا الداخلية قبل ان نقحم انفسنا في قمة عربية .. شكرا لك على المقال .. تقبل مروري
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة