كيف يجب ان تكون ادارة الكنيسة للشباب

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, مارس 05, 2012, 07:17:10 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

كيف يجب ان تكون ادارة الكنيسة للشباب


لو اخذنا المعنى الروحي للكنيسة لوجدنا انها تعني ( جماعة المؤمنين ) والمؤمنون هنا بالتاكيد على اختلاف اعمارهم ومستوياتهم ونضجهم الروحي ، ويصفهم الكتاب المقدس في رسالة بطرس الاولى بانهم ( حجارة حية ) ، حجارة في بناء الكنيسة . في البناء المادي ولاجل ان يأتي البناء قويا وجميلا ، يهتم البنّاء في ان يضع كل حجر في مكانه ، يتعشق الواحد بالاخر ، فيكون البناء مترابطا ، يهتم بكل الاحجار صغيرة كانت ام كبيرة ، ولكنه يضع كل حجر في مكانه المناسب ، الاحجار الجيدة يضعها في الواجهة لتزين البناء ، وهنا الشباب هم زينة الكنيسة ويجب ان يوضعوا في المكان الجيد لان هم اساسها ومستقبلها كما هم اساس ومستقبل الشعوب .

في مجتمعاتنا في السابق كان للبيت دورا كبيرا في تنشئة افراد العائلة تنشئة روحية بحكم الرابطة القوية التي كانت تربط البيت بالكنيسة ، وبحكم ان هذه المجتمعات كانت حياتها اليومية عبارة عن فلاحة الارض والبيت والكنيسة ، ولا شيء يُشغلهم غير ذلك ، فكانت العائلة تدفع باولادها الى الكنيسة منذ بداية تعلمهم الكلام ويستمر الفرد كذلك حتى مماته ، فتستلم الكنيسة الفرد خام ، تبدأ بتلقينه المفاهيم الروحية والعقائدية والطقسية وتبقى هذه معه في صباه وشبابه ورجولته وحتى مشيبه وان اراد زاد عليها مما يطالعه من كتب الكنيسة والاباء ، فلم يكن هناك شيئا اخر ينافس الكنيسة وتعاليمها في اهتمامات الفرد ، ولهذا كنا ولا زلنا مرتبطين ارتباطا وثيقا بالكنيسة وتعاليمها فاصبحت هذه التعاليم حصنا يقينا من الافكار والمفاهيم الغريبة ، وترسا ندافع به عن عقائدنا وايماننا .

في سنوات العسكرية والحرب مثلا ، حكمت الظروف ان نتواجد مع رفاق يختلفون معنا في الايمان والمفاهيم والعادات والتقاليد في موضع واحد ، نواصل الليل مع النهار مجتمعين ندخل في نقاشات وحوارات في امور دينية وعقائدية فكنا نفوز دائما بالاحترام والتقدير لما نحمله من معلومات وتمسك بديننا وايماننا .

اما الان وقد اختلفت اساليب الحياة اليومية فظهر التلفاز والانترنيت واماكن الترفيه المختلفة كالنوادي الرياضية والمقاهي والكافتريات وتعددت اهتمامات الشباب بسلبياتها وايجابياتها ، ولم تعد الكنيسة الوجهة الوحيدة للشباب مع اختلاف نمط التربية البيتية فلم يعد باستطاعة الاب او رب الاسرة التحكم في اختيارات وتوجهات افراد الاسرة وخصوصا الشباب ، بل لم تعد الكنيسة امرا مهما للكثير من العوائل ، واصبح ارتباطهم بها ارتباطا مؤسساتيا تؤدي خدماتها تجاههم مقابل ثمن ، فكيف لمثل هذه العوائل ان توجه ابنائها الى الكنيسة وكيف للكنيسة ان تنافس هذا الكم الهائل من اهتمامات الشباب في خضم مجتمع يسير نحو العولمة بسرعة البرق .

لا يمكن ان ينتهي دور الكنيسة في مجتمعاتنا الشرقية ، وعلى مدى التاريخ كان لها دورا مهما في تنشئة المجتمع تنشئة روحية واجتماعية ، ولكن لكل فترة زمنية لها طابعها الخاص ، لذا فيجب على القائمين على الكنيسة اكليروسا وعلمانيين ان يفهموا ان الاسلوب المتبع في زمانهم يختلف عن اسلوب الزمن الحاضر .

صحيح ان الكنيسة لا زالت تمارس هذا الدور من خلال اهتمامها بالافراد في سنوات العمر الاولى من حياتهم ، بينما يعود الاخرون في سنوات عمرهم الاخيرة الى الكنيسة عندما لا يعود هناك شيئا اخر يهتمون به ، وهنا نجد حلقة بين الفئتين بعيدة عن الكنيسة الا القلة وهم الشباب . 

في الزمن الماضي لم تكن الكنيسة تحتاج لان تدعوا الناس اليها ، بل الناس هم الذين كانوا يُقبلون الى الكنيسة ، ان كان بالايمان او بالفطرة او بسبب التربية البيتية ، اما الان فعلى الكنيسة ان تتوجه هي الى الناس ، في بيوتهم ومدارسهم اوفي اماكن عملهم او في مناطق تجمعاتهم وخصوصا شريحة الشباب . وهذا واجبها حيث يقول الكتاب ( اذهبوا وتلمذوا .. ) بذلك تكون قريبة من همومهم ومشاكلهم وفي تماس مباشر مع البيئة التي يتواجدون فيها , عندها يشعر الشاب باهمية الكنيسة وحرصها عليه واهتمامها به ، فيُقبل اليها ليتعرف عليها عن قرب ويتفاعل معها ويصير عضوا فاعلا في هيكلها لا رقما يُحسب الى المنتمين اليها .

ولكن لكي يتواصل الشاب مع الكنيسة لا بد من مراعاة نقاط مهمة يجب اخذها بنظر الاعتبار حتى لا يتفاجأ بالبون الشاسع بينه وبين افكاره واهتماماته ، ومن هذه النقاط:

اولا ـ اصبح الشباب في وقتنا الحاضر اكثر علما ومعرفة واطلاعا وثقافة ، بامكانهم الوصول الى اية معلومة والتحقق من صحتها وهو جالس في مكانه عن طريق الانترنيت ، لذا يتوجب على المشرف الروحي لاي تجمع شبابي ان يمتلك من المعرفة في الامور الدينية وخصوصا الايمانية منها والثقافة العامة ما يمكنه من كسب ثقة الشباب في صحة ما يطرحه .

ثانيا ـ يجب ان تُعطى الاهمية لاهتمامات الشباب ولا يُنتقص منها خصوصا ما هو جديد على الكنيسة كمواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك وتويتر ) والجات والكومبيوتر والموبايل والتي اصبحت جزءا من حياتهم اليومية وتوجيههم نحو ايجابياتها .

ثالثا ـ عدم استخدام الطرق التقليدية في ادارة اجتماعاتهم ولقاءاتهم باتباع اسلوب الاستاذ والطالب واملاء المعلومات عليهم وانما استخدام اسلوب الحوار والنقاش وابداء الراي بعد طرح المعلومة ليخرج مقتنعا بصحتها ومفعولها .

رابعا ـ جعلهم هم من يقودون انفسهم ، وهم الذين يُديرون اجتماعاتهم ، بعد ان يتم وضع الخطوط الاساسية والهدف من اقامة هذه اللقاءات والاجتماعات الروحية .

خامسا ـ لاشراك اكبر عدد ممكن منهم في الادارة ، تُشكل لجان مختلفة تكون المسؤولة عن تهيئة برامج هذه اللقاءات والنشاطات التي تقوم بها هذه التجمعات .

سادسا ـ وقت اللقاء ضروري جدا لضمان الحضور والمشاركة ويجب ان يكون مناسبا لهم ولا يُعارض اهتماماتهم .

سابعا ـ الاهتمام بالامور الشبابية التي لا يمكنهم القيام بها او تنفيذها او الحصول عليها في اماكن اخرى .

ثامنا ـ الحرص على ان تضم هذه اللقاءات والتجمعات اعضاء من فئات عمرية ومستويات ثقافية وتوجهات متماثلة ومتقاربة الى حد ما ، كان يكون لقاء لخريجي الجامعات والمعاهد أو لقاء لطلبة الجامعة واخر لطلبة الاعدادية ورابع لطلبة المتوسطة وهكذا .
 

ماهر سعيد متي

التقدم محتم لذا علينا ان نساير الجبل الناشي ونواكب الزمن .. ومن المهم ان نغير وسائلنا نحو كسب الشباب ... شكرا لك على دراسة المعضلة والحلول الناجعة .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

Emad Dawoud

شكرا عزيزي واخي بهنام على هذا التقرير الوافي والمستند على أسس علمية لمعالجة واقع شبابنا من خلال فتح قنوات جديدة للأتصال بهم والاستماع اليهم . للأسف فأن الذين يتعاملون مع الشباب لا يحاولون الاستماع اليهم ولا اعطائهم الفرصة لأبداء آرائهم ومقترحاتهم لغرض دراستها والعمل بما هو مفيد منها .

لابد ان نكون مدركين بأننا شبابنا اليوم لا يفكرون بنفس الطريقة التي كان الشباب يفكرون بها قبل عشر او عشرين سنة . ولكي نواكب هذا التغيير لابد من ايجاد نوع خاص من القادة يتمتع بقدرات خاصة ليقدر ان يتعامل مع شبابنا . وعملية ايجاد القادة النموذجيين ليست بالسهلة لأنها تتطلب أناس مرنين ، يستقبلون كل الافكار مهما كانت ، يعطون اهمية لكل رأي ، يعترفون بأخطائهم ويطلبون السماح ، قادر على المعايشة مع تطورات العصر ، يعطي قبل أن يأخذ ، دائم الابتسامة وخفيف الظل ، مضحي بلا مقابل ، قدوة بكل معاني الكلمة و قادر على التأثير . ثم يجب ان يتلقى هؤلاء القادة تدريبات خاصة وبشكل مستمر من اجل كسر حاجز الروتين في التعامل مع الشباب .

مقترحاتك يا أخ بهنام بناءة وعملية ولكن هذا لا يكفي اذا لم تجد هذه الافكار تربة صالحة لتخرج نبتة صالحة تكون تحت رعاية ايادي خيرة تعمل بكد وتعب من اجل ان تتحول هذه النبتة الفتية الى ثمرة . ارجو ان تتحرك مشاعر المسؤؤلين من اجل تبني هذه الافكار ونقلها الى ارض الواقع . وواجب شبابنا هو الضغط على من بيده سلطة اتخاذ القرار - ومعظمهم غير مؤهلين وجديرين بهذه المسؤؤليات - من اجل تفتح مثل هذه الطروحات افاقا جديدة لمستقبل مشرق لشبابنا .

مرة اخرى اشكرك اخ بهنام على اهتمامك بشبابنا ومحاولة اقديم كل ما يفيد نموهم الفكري والثقافي والاجتماعي .
عماد داؤد

د.عبد الاحد متي دنحا

#3
شكرا استاذ بهنام على الموضوع المهم والحساس جدا وعلى المقترحات الهادفة اذا اخذت بنظر الاعتبار, واتمنى ان يشترك المثقفين و من ضمنهم الاباء الكهنة واعضاء المجلس الكنسي للطائفتين في مناقشة واغناء الموضوع بابداء رايهم فيه.
هنا اريد ان اضيف ان دور الكنيسة في هذه الظروف المعقدة يجب ان تلعب دورا اكثر من التربية الروحية وخاصة في رعاية الشباب ذات الطاقة العالية فيجب استغلالها بفعاليات اجتماعية وثقافية مختلفة , لنكون موضوعيين, ان اكثر ما يفكر فيه الشباب بالاضافة الى الدراسة او العمل هو انجذابهم الى الجنس الاخر ونسبة كبيرة منهم خاصة في المراحل النهائية من الجامعة والمتخرجين منهم يفكرون في الزواج والاستقرار, لذا من الضروري والتاكيد على اختلاط الجنسين في جو امن كالكنيسة.
وهنا اتذكر عندما كنت في السنة الاولى (1965) من الجامعة وحضرت احد تجمعات الكنسية الكاثوليكية لطلاب الجامعة حيث قالها احد الكهنة في الحرف الواحد اننا نجمعكم هنا لتكونوا قريبين من بعض ويقصد الشباب والفتيات.
ولكن في جانب اخر خلال وجودي في برطلي, علمت بان سحبت مسؤولية من احد الشباب وقد كان ولا زال شماسا(لا اريد ذكر اسمه) بحجة انه يقترب من الفتيات!

مع تحيات

عبدالاحد

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير