حقيقة البطريرك مار بنيامين من الاحداث المرعبة في زمانه/ عبدالاحد قلو

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 20, 2012, 10:37:30 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

حقيقة البطريرك مار بنيامين من الاحداث المرعبة في زمانه




عبدالاحد قلو

   يقول المفكر والفيلسوف سبينوزا عن الحقيقة ( بأنه لايمكن ان يكون هنالك شيئا اكثر وضوحا ويقينا من الفكرة الصادقة التي تصلح ان تكون معيارا للحقيقة. فكما ان النور يكشف عن نفسه في الظلمات هكذا الحقيقة تكشف نفسها في كومة الاكاذيب). وعليه عندما نكتب مقالاتنا بمجالات عدة وبالاخص التاريخية منها ، يجب الاستعانة بالمصادر التي تؤكد ما نسطّره حيث ترائ لي ان بعض اخوتنا الكتاب بأن لهم كليشتين احداهما للمدح والاخرى للذم وفقط يغيرون الاسماء والعناوين مالين صفحات دون الاشارة الى  حقيقة مايكتبون (ربما مطلوب منهم ذلك ) ولكنهم نسوا بأن الذي يريد ان يعرف الحقيقة ، اصبح ذلك متاح وها قد فعلتها !. طالبا من القراء ان يتحروا على ما اكتبه ايضا وبذلك سنعرف الحقيقة جميعا لكي لانسمح المجال لتشويهها وبأي ثمن كان.
  لقد جاءت رسامة البطريرك بنيامين  صاحب الستة عشر سنة(وهنا المأساة) بعد وفاة عمه البطريرك مار روئيل شمعون في سنة 1903 متأثرا بجروحه بعد سقوطه من الحصان ولكن قبل ان يموت اراد ان يضمن سدة البطريركية لأفراد عائلته. فأختار ابن اخيه بنيامين بالرغم من صغر سنه فرسمه شماسا رسائليا وفي نفس اليوم رسمه مطرانا( استخفاف بالدرجات الكهنوتية) ولكنه توفي مار روئيل قبل تنصيب الصغير بطريركا . ولكن بعدها نصبوا مار بنيامين بطريركا في 12 نيسان 1903 في قوجانس. وحدث هذا بدون علم  ال نمرود ابناء عمومتهم ايضا والذين كانوا يتفاوضون في الموصل مع الكلدانين لاصلاح الامور للاتحاد معهم(كم كان عظيما لو تحق ذلك في حينها وخلصنا من المزايدين منهم على اثارة النعرات في يومنا هذا ) . وعند رجوع ال نمرود لقوجانس الذين تركوا المفاوضات مع الكلدانين، ابتدأت الخصومات فيما بينهم لأن ال نمرود كانوا يعتقدون بأن الخلافة ستكون  لمار اوراها الذي كان ميطراقوليط قلاية البطريرك والمرشح الساخن لتولي البطريركية.ولكن حصلت المؤامرة وحدث ما حدث. ونتيجة لذلك ضعف موقف البطريرك المرسوم قسرا ذي الستة عشر ربيعا والذي كان يستمع لارشادات اخته الاكبر منه سورما خانم وقد عادتْه(ضده) العشائر الاثورية الاخرى الموجودة في تياري العليا والسفلى وحيكاري ايضا، ولكن تدخلت فطنة الانكليز  السيد براون من البعثة التبشرية الانكليكانية المصاحب لسورما خانم التي دعيت بالراهبة الطاهرة،  حيث نصحهم براون بتزويج اخت البطريرك الكبرى( رومي) والتي كانت جميلة ايضا الى شليمون ابن ملك اسماعيل(التياري العليا) لضمان كسب عشائر تلك المنطقة وكان له ما اراد. ان الاثورين جميعهم في هذه المناطق كانوا تحت رحمة الاكراد والاتراك الذين كانوا يحكمون في حينها هذه المناطق الخاضعة للامبراطورية العثمانية.  ومع ذلك  لم يحتكم مار بنيامين الى الحكمة في تصرفه، فقد قام بمراسلة الروس وبمشورة من اخته سورما (أيدته لغاية ما) ومن احدى هذه المراسلات ، وصلت لأيدي العثمانيين الذين شكّوا بمصداقية ولاء الاثورين لهم حيث كانت هذه المراسلات تتضمن مطلبهم لتجهيزهم بالسلاح من قبل الروس. وعليه ثارت ظنون وشكوك الاتراك والاكراد على جميع الاثوريين حتى الذين لم يكونوا موالين للبطريرك بنيامين. وقد شعر البطريرك بالخطر المحدق عليهم ، فأمر اتباعه بالرحيل  من قوجانس صوب عشائر ديز من جهة ايران، ولكن ال نمرود وعوائلهم بقوا فيها رافعين العلم التركي معلنين ولائهم للاتراك. وما كان من البطريرك بنيامين الاّ القيام بأرسال 40 شخصا من حاشيته الذين قتلوا جميع الرجال الذين كانوا باقين مع ال نمرود عدا واحدا منهم هرب وقتل ايضا في طريقه وكانت هذه المذبحة نكاية ومؤامرة على ال نمرود واتباعه ولها تفاصيل اخرى لايحتاج ذكرها الان. وبعدها واصل اتباع البطريرك سيرأ على الاقدام بينما البطريرك وتبعيته على ظهر الاحصنة المجهزة لهم بما يحتاجونه اثناء السفر الطويل ولايام عديدة .اما اتباعه انهكم الجوع والعطش والتعب  ليواجهوا الموت المحتوم تاركيهم للحيوانات البرية يفترسونهم كل ذلك بحكمة ودهاء البطريرك الصغير واخته الطاهرة سورما خانم الذين وصلوا سالمين للمكان المقصود اليه. ولكن نهاية هذا البطريرك لم تسلم ايضا من نكاية وغدر فقد قرأت من مصدر اخر والتي هي جميعها من مصادر اثورية كتبوها مستندين على مخطوطات وشواهد لأناس عاشروا هذه الفترة وقبل وفاتهم، بأن الانكليز ارادوا من سورما خانم المقربة لهم بالانصياع والتوقيع لطلب التبعية لهم بعد ان ارادت الرجوع الى العراق، وبعد ان علموا ان اخيها بنيامين ذاهب لمقابلة الروس وعند رجوعه الحّ الانكليز على توقيعه لهذا الطلب ولكنه رفض، فأحيكت مؤامرة عليه من قبل الانكليز وبمعرفة اخته سورما عندما همّ لمقابلة رئيس عشيرة شيكاك  الكردي سمكو الذي قتله بعد خروجه من الاجتماع مع اتباعه وذلك في سنة  1918  وبتنسيق من الانكليز مع سمكو. وبعدها لضمان السلالة الشمعونية اختير الاخ الآخر الاصغر من بنيامين وهو بولس للبطريركية الذي لم يدم طويلا حتى قتل في سنة 1920  ولضمان بقاء هذه السلسلة الشمعونية ايضا، اختير بيبي آخر لتولي البطريركية وهو ايشا ذي الحادي عشر من العمر وعندما حضر مطرابوليط الهند مار طيماتيؤوس للعراق في سنة 1920 لسيامة هذا الصغير كبطريرك، تأسف وتألم كثيرا لهذا الاختيار حيث وجدهم منقسمين على ذاتهم ومع جماعة اغا بطرس الذي كان مختلفا مع سورما خانم التي طلبت بعدها من الانكليز بطرد مار طيماثاؤوس من العراق بعد تدخله لاصلاح الموقف وعدم اقتناعه في اختيار البطريرك الصغير ، وكذلك طلبه التصالح فيما بينهم ومع القائد اغا بطرس ولكن كان له ما ارادت بعد ان طرد من العراق الى غير رجعة. واستمر البطريرك الجديد الذي كان يمشي بارشادات اخته سورما خانم  في السدة البطريركية لغاية 1975 والتي لم تسلم فترته بالمآسي للاثوريين  لأنقيادهم الاعمى للانكليز وحدث ما حدث لهم من قتل وتشتيت  في موقعة سميل في سنة 1933 وتحت حكمة ودهاء السلالة الشمعونية والطاهرة النقية سورما خانم. واللملوم المتبقي من اخوتنا الاثورين يكملون المآسي مع اخوتهم من الكلدانيين المكون الاكثرية بفرض تسميتهم الاشورية  مستغلين نفوذهم مع السلطة لتكملة ملحمتهم الشمعونية المأساوية في يومنا هذا، واقولها صراحة بأنني لم اجد اي تنويه عن التسمية الاشورية لأتباع هذه السلسله واتباع المذهب النسطوري من كنيسة المشرق في اكثر المصادر التي اطلعت عليها منذ بداية الالفية الاولى الى حين نهاية القرن التاسع عشر، لم الاحظ اي ذكر على وجودها الاّ بعد ملازمتهم للانكليز المبشرين للانكليكانية  ( نهاية القرن التاسع عشر) والمانحين لهم لهذه التسمية نكاية بأخوتهم من الكلدانيين الكاثوليك  ليس الاّ، وبعد ان اصبح(طشارهم مالا والي) بمكايد الانكليز لهم وجهلهم في اختيار القادة. والتاريخ يشهد لما اقول ومن له اذان ليسمع فليسمع ومن له عيون ليقرأ  فليقرأ ودمتم لمعرفة الحقيقة.

                                                                                                  عبدالاحد قلو
المصادر  :                                                                                     
-   حقيقة الاحداث الاثورية المعاصرة/ يوسف ملك خوشابا، بغداد 2000
-   كتاب (كليانا) ، كليانا يونان شيكاغو 1969
-   تاريخ كنيسة الاثوريين في القرن العشرين/ مار ابرم كيرلا 2003
-   كتاب (قصة الثورة) للمهندس زيا اوديشو