منتديات برطلي

منتديات برطلي الثقافية.... => مقالات وكتابات........ => الموضوع حرر بواسطة: sheet nooh في أبريل 11, 2017, 01:32:38 صباحاً

العنوان: (من فلوكلور برطلي الجميل ) يوم ربيعي خالد بين أطلال دير مار دانيال وكلي عين الصف
أرسل بواسطة: sheet nooh في أبريل 11, 2017, 01:32:38 صباحاً
( من فلوكلور برطلي الجميل )

يوم ربيعي خالد بين أطلال دير مار دانيال وكلي عين الصفره




عندما تحمل بعض السنوات ملامح الخير والعطاء يكون ذلك بهطول المطر باكرا واستمراره أبتداءا من فصل الخريف مرورا بالشتاء والربيع لتكتسي الارض بحلة قشيبه زاهيه من الزرع الاخضر والورود الزاهيه الجميله التي تظهر كل في وقتها المحدد على امتداد البصر من جميع جوانب بلدتنا الحبيبه برطلي مبشرا بخير عميم وافر من المحاصيل الزراعيه . واذا ما سار كل شئ على ما يرام فاننا في مثل هذه السنين نستقبل الربيع بروعه على الطبيعه ويكون شهر نيسان هو الذروه وحكايتي هذه هي مع يوم من ايام ربيع نيسان عام 1954 حيث كنا كالفراشات ننتقل في الايام الاعتياديه بين المدرسه والبيت وفي ايام العطل والاحاد تجدنا بين الكنيسة وساحات اللعب الا ان الليلة السابقه لذلك اليوم ابلغنا من الاهل بوجوب النوم باكرا لان علينا النهوض غدا صباحا للتوجه الى عين الصفره وهي عين ماء تقع في احضان الكلي المسمى باسمها ضمن جبل عين الصفراء الذي يسمى في برطلي جبل مار دانيال وتسميه بعض المصادر جبل زردك . نصل الى العين بعد الاستداره من طرف الجبل الى اليمين لنكون مباشرة في احضان الكلي . هكذا كان صباح ذلك اليوم حيث انتشرت السيارات رغم قلتها على بداية الطريق المشار اليه ونقلت هذه السيارات قسم من الناس بما يحملونه من اغذيه ومفروشات وخيم بسيطه والقسم الاخر توجه راجلا حيث اصبح الطريق الواصل الى العين مثل خلية نحل للبشر الراجلين المتوجهين الى العين وفي حوالي الساعه وصل الجميع . وما ان حط الكل على سفح الجبل وفي بطن الكلي فوجئنا بذلك المنظر الخلاب الذي لايمكن ان تصنعه يد  انسان ابدا اذ لا بد ان يكون من ابداع الخالق الطبيعه كلها مكتسيه بهذا الورد النيساني الرائع بلونه الاحمر القاني وبعد الاستمتاع بهذا الابداع الازلي للخالق توزع الحاضرون على جنبات الكلي وفي السفوح بمفروشاتهم البسيطه وكبراتهم مع اهتمام الجميع باعداد مكان الطعام وجلب الحطب اللازم وكنا ننتقل بينهم بفرح بالغ  فهذه عائلة العم وتلك عائلة الجار وذلك استاذنا الجليل مع عائلته وكنا نلاقي الترحاب من الجميع .
تجمع الشباب ممن يجيدون السباحه حول العين التي كانت ملئ بالمياه الوفيره شادين طواف من الخشب على ظهورهم تسمى الكرك لتساعدهم على السباحه وتتوسط العين بئر هي اعمق من بقية العين وهكذا واصل الشباب السباحة فرحين فيما واصل آخرون الرقص والدبكه على تل مار كبوله وهو تل اثري كانت فيه على الاكثر كنيسه او دير قديم لان كلمة مارتعني بالسريانيه قديس وهو يقع على الطريق الواصل الى قريتي اسقف وباعذره وهذه اسماء سريانيه مستعمله الى اليوم .
ومار كبوله كان يرد على لسان جداتنا وامهاتنا عندما كانوا يرنمون لاطفال المهد ليأتيهم النوم بقولهم

             ناطيرخ مار كبوله                     ديلي حيطا برؤولا
             برخوذه لتلي خورا                     قطاله ما كبورا

اضافة حلقات الرقص والدبكه بهجة وسرور الى المكان وليس افضل من كون الناس فرحين زاد فرحتهم طيب المكان وطيب ما كانوا يحملون من طعام الى مابعد منتصف النهارحيث بدأت الكثير من الجموع بالتسلق عبر الجبل فرادى وجماعات قاصدين دير مار دانيال لاقامة قداس وصلاة التشمشت وهذا  الدير يقع في اعلى قمه في هذا الجبل الى الشرق وهو يشرف على كل السهول المترامية الاطراف حتى نهر دجله سمي هذا الدير بدير مار دانيال نسبة الى مؤسسه مار دانيال الناسك احد رفاق القديس مار متى الذي في جبل الفاف ( مقلوب ) بينما اختار مار دانيال هذا الموقع ولا تزال آثار الدير باقيه الى الان حيث يمكن معاينة الحيطان وخزان مياه الشرب فهو بالكامل ماثلا الى اليوم يحكي
ببساطه قصة اؤلائك الرجال العظام الذين قاتلوا قساوة وبنوا الاديره رغم الاضطهاد الذي كان يلاحقهم والى اسفل الجبل باتجاه الغرب تقع قرية باسخراي التي كان جميع اهلها من وكان مشهود لهم بالشجاعه لدفاعهم المتكرر عن دير مار متى لذا كانت لهم حظوه في ذلك الدير لكنهم بعد ذلك تعرضوا للمصائب والنكبات مما حدا بالباقين للانتقال الى برطلي وفي اربعينات القرن الماضي قام الطيب الذكر الخوري الياس شعيا بنقل جرن المعموديه التابع لكنيسة باسخراي الى كنيسة  مارت شموني وهي لاتزال الى اليوم في حوش الكنيسه وعليها كتابه تاريخيه نفيسه جاء فيها (ان جرن المعموديه هذا قد انجزا لكنيسة باسخراي في عهد المفريان متي بن حنو البرطلي ) اما الباقون في الكلي والعين كنا نواصل فرحتنا واذا نفاجئ باصوات الصلوات وهي تشق عنان السماء وبصوت هادر {طوبشلم رعيوا شاريرو ومدبرونوا حاكيموا_---شيتستوا دعيتوا اخ بطرس} من سفح الجبل دخولا الى بطن الكلي هذه الصلوات اضافة بهجه ما بعدها بهجه الى المكان يتقدم المصلين المثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل مار غريغوريوس بولس بهنام العلامه الملفان مطران ابرشية الموصل وتوابعها للسريان الارثودكس انذاك وعلى الفور باشر الجميع وخاصة المؤمنات بنثرالورود على المطران الجليل والاباء الكهنه والشمامسه وجمهور المصلين الىدرجه ان معالمهم ضاعت بين الزغاريد والصلوات وتلك الورود الزاهيه واستمر الموكب بالصلاة حتى اماكن وقوف السيارات وبعد ان نال الجميع بركتهم من  المطران الجليل صعد سيارته وغادر المكان وغادر جميع الموجودين الراجلين منهم  والراكبين وهم يشكرون الله على نعمه التي اعطاها للجميع هكذا كانت تعيش برطلي ايامها مع احبارها الاجلاء وكهنتها الافاضل وشعبها السرياني+++


شيت نوح رمو

العنوان: رد: (من فلوكلور برطلي الجميل ) يوم ربيعي خالد بين أطلال دير مار دانيال وكلي عين الصف
أرسل بواسطة: بهنام شابا شمني في أبريل 11, 2017, 05:56:11 صباحاً
ذكريات جميلة وسرد رائع لتفاصيل ومفردات حياتية كان يعيشها آبائنا واجدادنا في برطلي يوم كانت برطلي بلدة تغفو وسط سهل فسيح تحيط بها حقول الحنطة والشعير وسائر المحاصيل الاخرى والطبيعة بكل اشكالها متجسدة حولها حيث السهل والوادي والهضبة والجبل .. تحية للاستاذ شيت نوح رمو على هذا المقال وابارك له جهده الذي جعلنا فيه ان نتعرف على أيام خلت واصبحت من الماضي الجميل ولكن بامكاننا استرجاعها عندما يقوم هو وغيره من الذين عايشوا تلك الفترة ويجعلوننا نعيشها بالكلمة ..  انا متأكد أن هناك من الكثير ممن عاشوا وعاصروا لحظات جميلة في حيات تلك الفترات وبامكانهم تدوينها حتى وان كان ذلك باسلوب بسيط ولينتقل ذلك من تاريخ شفاهي الى تاريخ مدون يكون مرجعا لكل قاريء وباحث.

بهنام شابا شمني