تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المسيح يولد ُ مصلوبا ً

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, ديسمبر 19, 2014, 11:22:59 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

في الشرق فقط
المسيح يولد ُ مصلوبا ً
*******************

المسيح يولدُ مصلوباً..
يولدُ في خيمة ٍ تنزفُ وجعا ً...
يولد ُ على أرصفة ٍ تبكي برد الشتاء
يولد ُ في منازلٍ عارية ٍ.. تشتُم ُ دفئا ً لا يدخُلها
مذودُ الميلادِ لهذا العام ...
جلجثة ... حجارةُ أرضيتَها تتحولُ لأنصالِ سيوف ٍ
تعشق ُ دم الحياة ... لتواصلَ عودتَها نحو عمق الماضي
رائحةُ الليل تكتبُ تأريخ اللحظة ِ...
حيواناتُ المذودِ ... ترفسُ الأرض ..
كأن من الأرضِ تخرجُ أفاعي التفاحة ِ...
الرعاة أضاعوا نجمتهُم ...
النجمةُ تائهةً بين مغارةَ بيت لحمٍ وخيمةٌ للمشردين ..
الهدايا سرقَها لصوصُ الطرقات المظلمة ليبيعوها في أسواقِ متعهِم .
مهد الطفل صليب ممدد ٌ.. ... اعتلى مساميرهُ وجع النجارِ..
الأم تمسحُ دماء الطفلِ المتقاطرة من يديه وقدميه ...
كما فعلت عندما ارتقى الصليب
الأثني عشرَ بلا يهوذا يهرولونَ نحو المذودِ ..
الطريقُ طويل من جلجثةِ الصليب ِ إلى مذودِ الميلادِ ...
يتوقونَ شوقا ً لرؤيةِ المسيحِ طفلاً في مذودِ ...
تحاصرهُم نظرات المشردين .... يحملونَ أيقوناتَ وجعِها للطفلِ الوليدِ..
عصيَّهم تثقبُ الطريق نحو جلجثةِ الميلادِ ...
تتسارعُ خطواتَهم ... ربما لا يلحقونَ الحدث ...
المولود .. يغادرُ مهدهُ الصليب
يبحثُ عن اطفالٍ مشردين ..
يحلقونَ كالفَراشِ حولَ عليقة تشتعل ..
قربُها ألواحٌ طينية بحروف ٍ قديمة ..
يرنمونَ ... المجدُ لله في العلا وعلى الأرضِ السلام
يرنمُ معهُم ..
يرونَهُ طفلا ً تُخَضب الدماء ثوبهٌ الأبيض ...
كل قطرةٍ من تلك الدماء...
عليها صورةُ احدهم ...
يأخذونه حيث وجعهُم المغطى بطفولتهِم ...
تحدثوا إليه ..كأنهم عَرفوه .. في ليلةِ الميلادِ طفلا ً...
في مساءِ الصلب ِ مصلوبا ً
هنا ... خيمة لعبنا فيها لعبة التشرد
هنا ... أرصفة تقاسمنا عليها نومنا
هنا ... صَفرت الريحُ في جيوبِنا الخاويةِ إلا من الوجعِ ونحن نلعق ُ وهم العودة
هناك ... تركنا نواقيسُ صلاتَنا تبكي رحيلنا القسري
هناك ... تركنا ذكرياتَنا الملونة بألوانِ قوسِ قزح ٍ
هناك ... تركنا حقائبنا المدرسية تصرخُ ألما ًمن لدغةِ افعى ...
وبين هنا وهناك ....
الخيمُ الحزينة ... تفرحُ بإبتسامةٍ منهُ
الأرصفةُ الباردة ... تلتحفُ بدفءِ كفيه ِ
المنازلُ العارية ... تستعيرُ قطعا ً من ثيابهِ لتدفئ عريِّها ..
يلوح ُ بألفانِ واربعةَ عشرَ منديلا ...
بألفان وأربعة عشر لونا ً...
صدى من السماءِ يهطلُ كالمطرِ
يعانقُ ترانيمُ الميلاد ...
في ليلةٍ كانونية لا مثيلَ لها ...
عرف َ المشردون ..
بأن المسيحَ معهم في تشردهِم
وبأنهم مع المسيحِ ... في مذودِ الميلادِ
ومعه على صليبِ السلام ِ

أمير بولص عكو