لا للعنف..... نعم للديموقراطية كلمة نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 22, 2012, 09:04:47 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

لا للعنف..... نعم للديموقراطية



برطلي . نت / بريد الموقع

  كلمة نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب / سورية، ألقيت في : مؤتمر الحوار الوطني السوري
تحت شعار : لا للعنف .. نعم للديموقراطية والإرادة الشعبية، المنعقد في قاعات فندق الاستقلال / طهران ـ إيران،  بدعوة من معالي وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور علي أكبر صالحي يومي 18 و19/تشرين الثاني/2012

معالي وزير الخارجية الإيرانية 
الدكتور على أكبر  صالحي
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
لقاؤنا هذا المعنون بـ  : مؤتمر الحوار الوطني السوري، لا للعنف.. نعم للديموقراطية والإرادة الشعبية في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبدعوة كريمة من وزير الخارجية الإيراني الدكتور علي أكبر صالحي وبحضوره الشخصي، يحف به أركان الوزارة، هذا اللقاء له معان كثيرة، وأرجو الله تعإلى أن يكون له أبعاد إيجابية في كل المجالات الوطنية المطلوبة، لهذا فالشكر موصول إلى أصحاب الدعوة  وكل القيمين على نجاحه.
عنوان اللقاء واضح لا يحتاج إلى شرح أو اجتهاد، إنه مؤتمر " الحوار الوطني السوري " وهو يضم ممثلي كل الأطياف والشرائح الذين جاءوا ليقولوا بصوت عال ومدو لا للعنف.. نعم للديموقراطية، ونحن هنا من نمثل من مكونات سورية الوطن المنكوب، ومن يتطلع إلينا من أبناء شعبنا الجريح نوجه رسالة إلى العالم كله، الدول التي تقف مع سورية أو هي ضدها، ونعلن فيها بأن الحالة الراهنة لا تعبر عن مكنونات السوريين، فالأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا هي ضد العنف بكل أشكاله، العنف المعنوي أو المادي، العنف الذي يؤدي إلى إقصاء الآخر، وقتله ودفنه مع طموحاته ورؤاه المتجهة نحو الخير والعطاء الصالح، وفي الوقت ذاته نناشد كل الأطراف المتنازعة اليوم،  والمتصارعة على ساحة الوطن ونحثها لتعمل معاً من أجل ترسيخ مفاهيم الديموقراطية والتعددية والتنوع في المجتمع السوري ..بعيداً عن المجاملات التي اعتدنا عليها في الماضي، والخطاب الإنشائي الذي لا جدوى له، يتوق شعبنا العطشان اليوم إلى أن يرتوي من ينابيع الأمن والأمان والسلم والاستقرار، ولا يرى المخلصون من أبناء شعبنا بديلاً عن المواطنة كسقف يستظل تحته كل المواطنين، لهذا فثقافة المواطنة وترسيخها في أذهان السوريين هي الخطوة الأولى للإنطلاق لبناء الوطن وتحصينه من كل الثغرات ليواجه التحديات مهما كانت خلفياتها، والمواطنة تشعر المواطنين السوريين بأنهم متساوون أمام القانون، ويضمن الدستور لهم حقوقهم كاملة وهم يدركون واجباتهم على أكمل وجه، ولا فرق بين المواطنين مهما كانت خلفياتهم سواء كانت اثنية أو لغوية، ثقافية أو دينية.
إن السوريين كافة، بعد هذا الحراك الشعبي الذي دام سنة كاملة وثمانية أشهر،  يتطلعون إلى زيادة مساحة التعاطي مع الحريات العامة، فالوطن لا يشعر بمكانته السامقة  إلا إذا كان سيداً، حراً، كريماً، مستقراً، ووفر لمواطنيه التشاركية في الممارسة الديموقراطية لحرية المعتقد، وفسح المجال للتعبير عن هواجسه ومكنوناته التي هي كفيلة لتحقيق المزيد من الكرامة والمواطنة المنشودة.
المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن نقف نحن المواطنين معاً، وندافع عن العدالة الاجتماعية، ونبقى مع سيادة القانون، ونحمي السلم الأهلي، ونتغنى بالوحدة والعيش معاً ...
إن كل سوري يدرك أن سمات سورية لعقود طويلة مثل : الوحدة  الوطنية، والعيش المشترك،  والإخاء الديني، أصبحت جزءاً من تراث هذا الوطن، لهذا يتمسك المواطنون بالسمات الوطنية السامية، ويرفضون أن تزعزع الفوضى ترابط النسيج الوطني السوري، ويقفون صفاً واحداً لمواجهة كل التحديات التي تقف حجر عثرة في طريق خلاص الوطن من آلام الانقسامات الداخلية، منها : المخططات الوافدة من جهات غربية مشبوهة  تهدف إلى النيل من ضمانة مستقبلنا، دعوني اكون صريحا معكم، وأنا أتكلم بكل شفافية بإيمان وثقة وأمل، بأن مؤتمرنا هذا يجب أن يكون فاتحة خير لجميعنا، ولكن قبل أن نستنكر مخططات الغرب الذي يلوح بالحرب الأهلية، ويدعو إلى التقسيم والتفتيت لسورية الوطن الواحد، ويهلل للتدخل الخارجي، علينا أن ننقي رؤانا من كل المقترحات، ونتجه إلى شعبنا المصلوب على خشبة الآلام والأوجاع لسنة ونيف، بعد أن خلقت هذه الحالة الشاذة في الوطن جواً كئيباً في مجتمعاتنا، ومدننا، وقرانا، وحاراتنا، وبيوتنا، وصرنا نخاف من الخوف، وندهش للأرقام الكبيرة للشهداء والضحايا، والجرحى والمصابين، والمعتقلين والأسرى، والأرامل والأيتام والشيوخ، ونقرف من صور الدمار والخراب والفساد التي عمت في كل أرجاء سورية، ونتطلع بأمل ورجاء إلى أن يعود الوطن إلى بهائه وألقه وجماله التي كان عليه قبل الأحداث المريرة.
أناشدكم باسم أولئك جميعاً، بل باسم كل الشرفاء والأوفياء والمخلصين من أبناء شعبنا السوري الأبي، وبخاصة باسم من يؤمن بغنى تاريخ الوطن وتراثه وعطاءاته، بأن لا نضيع الفرصة المتاحة لنا اليوم، بل نعمل من أجل سورية الغد، وها أنا أقدم اقتراحاتي، أرجو أن تلقى آذاناً صاغية منكم، ونبدأ بعجلة البناء في كل الاتجاهات.
1-   وقف العنف بكل أشكاله، وهذا يعني وقف إطلاق النار بشكل فعّال ودائم، أي وقف نزف الدم، والتخفيف من آلام الناس وبالتالي وضع  حد للأحقاد والضغائن التي  دخلت وعشعشت في قلوب مئات الآلاف من السوريين.
2-   السماح بدخول المساعدات الانسانية بكل أنواعها إلى كل مكان فيه معوز ومحتاج وفقير، وقد كبرت أعدادهم في كل المجتمع السوري، وفي الوقت نفسه معالجة جميع المرضى والجرحى والمصابين ومشوهي الحرب.. ومؤاساة القلوب المكلومة بالتعويض المعنوي والمادي بالقدر المستطاع، وإعادة المقتلعين من ديارهم إلى بيوتهم،  وفتح المدارس والجامعات ودعوة الطلبة من الجنسين ومن كل الأعمار إليها، لتستمر الحياة التربوية والثقافية والعلمية في  كل جوانب الوطن.
3-    الدعوة إلى طاولة المفاوضات تحت رعاية تضمن حقوق جميع المشاركين ومن كل الأطراف من الوطن وخارجه دون أي استثناء، ووضع أجندة مدروسة تكفل إعادة الثقة بين كل المواطنين من جهة، وبينهم وبين الوطن من جهة أخرى.
4-    وأخيراً اعتماد مبدأ قبول الآخر في التعامل بين المواطنين كافة، فكل مواطن يؤمن بالوطن، ويعمل من أجل مستقبله، يقبل في أحضان الوطن. ولا يقبل الغريب وغير المواطن الذي شارك في القمع والخطف والإرهاب، وساهم في دمار الوطن وخرابه ونشر الفساد في أرجائه.
لتحقيق هذه المقترحات أرى أننا بحاجة إلى لجنة متابعة لتنفيذ أي قرار يتخذ هنا ويمكن تطبيقه على أرض الواقع.
أرجو لمؤتمركم النجاح والفلاح وأن يسمع العالم كله بأن سورية ستبقى للسوريين فقط، وهم في الداخل والخارج يعلنون وبإيمان راسخ وثقة كبيرة لا للعنف.. نعم للديموقراطية .