السريان في تركيا حضور تاريخي وحاضرٌ بأقلية صغيرة ولغة سريانية مهددة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 29, 2016, 11:50:50 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  السريان في تركيا حضور تاريخي وحاضرٌ بأقلية صغيرة ولغة سريانية مهددة     




برطلي . نت / خاص
في حي من أحياء اسطنبول القديمة في منطقة "بي أوغلو" وداخل زقاق يعرف بزقاق "كارة كوروم" في "طارلا باتشي" تقع كنيسة "الأم مريم" .
خرجت لتوها السيدة "ديانا" من الكنيسة مع عشرات آخرين من السريان الذين دأبوا على حضور قداس الاحد في هذه الكنيسة السريانية .




"ديانا" سريانية من ماردين (جنوب شرق تركيا) ، وُلِدت في بيروت وعاشت فيها ثم عادت لتتزوج في تركيا من سرياني من مدينة دياربكر (آمد) يسكن اسطنبول ليستقر بهم المقام في هذه المدينة .
هذا التنقل المكاني لهؤلاء الناس (السريان) يوحي للقاريء لا بد من انهم تعرضوا الى حملات اضطهاد وتهجير اضطروا بسببها لترك مدنهم وقراهم في مناطقهم الاصلية في جنوب شرق تركيا والانتشار في بلدان المنطقة ولاحقا في بلدان العالم الاخرى .
وفقا للمصادر التاريخية يعود الوجود السرياني في تركيا الى 5500 سنة وكانوا ينتشرون في جنوب شرقها التي هي امتداد لبلاد ما بين النهرين كانوا يسكنون في مدن آمد ونصيبين وماردين وفي العشرات من القرى في طور عبدين التي تعتبر الموطن الاصلي للسريان في تركيا حيث تنتشر فيها الاديرة والكنائس وأشهرها دير الزعفران ودير مار كبرييل . ووفقا للاتحاد السرياني الاوربي كان عدد السريان في هذه المنطقة قبل قرن من الزمان 200 ألف  لم يبقى منهم الا القليل بسبب المذابح التي ارتكبت بحقهم في الحرب العالمية الاولى وما بعدها وهجرة من نجا من تلك الحرب الى بلدان اوربا وأمريكا . ويبلغ تعداد السريان في تركيا الان بحسب معاون رئيس الجماعة السريانية باسطنبول كنعان غوردال 25 ألفا يقيم أكثر من 85%  منهم في اسطنبول . يتحدثون التركية وبعضهم يتقن السريانية لغتهم الام وبعضهم العربية والكردية .
"ديانا" لا تجيد السريانية ولكن والداها اللذان هاجرا من ماردين الى بيروت يتحدثان بها ، فهي بحكم ولادتها وتربيتها في لبنان تتحدث العربية بالاضافة الى التركية التي تعلمتها بعد زواجها واستقرارها في اسطنبول . ديانا ليست وحدها لا تجيد السريانية بل تقول كل العوائل التي تعيش معهم في العمارة (تعود ملكيتها الى دير الزعفران) وهم من السريان لا يجيدونها ايضا الا القليل منهم .





"برهان" سرياني اصوله تعود الى مدينة ديار بكر حضر صغيرا مع عائلته الى اسطنبول . يقول برهان بحكم تربيتنا في وسط مجتمع يتحدث فقط التركية اصبحت هي لغتنا الرئيسية ، ويضيف ولكن اهلنا في ماردين وديار بكر يتحدثون السريانية .
وبحسب المهتمين من السريان ان سبب تراجع هذه اللغة ايضا يعود الى القوانين التركية التي لم تكن تسمح للسريان حتى وقت قريب باقامة مؤسسات خاصة بهم كالمدارس مثلا لتعليم النشىء الصغير اللغة السريانية ، وبحسب هؤلاء ايضا يعود تاريخ إغلاق آخر مدرسة سريانية الى سنة 1928 حيث حُضِرت عليهم إنشاء مؤسسات خاصة بهم باعتبارهم مواطنين أتراك يتمتعون بكافة حقوق المواطنة مثل المسلمين .
برهان يفتخر بكونه سرياني ويُحضر اولاده باستمرار الى الكنيسة ويصلّون بالسريانية ويشجعهم لتعلمها لانها لغة آبائهم وأجدادهم ويجب ان يحافظوا عليها .
وبالرغم من هذا لكن السريان في تركيا وبعكس ما يُشاع فهم يتمتعون بحرية هذا ما ذكرته السيدة ديانا التي تقول ان زوجها في العمل لا يشعر بأي فرق بل بالعكس يحبون المسيحيين وبالأخص السريان منهم .
يؤكد ذلك السيد برهان ايضا : لا نشعر باية مضايقات من المجتمع الاسلامي الذي نعيش فيه وفي أماكن يكون السرياني مقدر ومحترم لأنهم يثقون به ، فلا يغش ولا يكذب .
"ديانا" تضيف لكننا نضطر ان نسايرهم في بعض الحالات مثلا في شهر رمضان نقدر مشاعرهم ولكن في الحقيقة نحن نعيش بحرية .
"ديانا" سمعت عن مذابح السريان أيام تركيا العثمانية والشعب التركي يعلم جيدا ان مذابحا مورست بحق شعوب مثل السريان ولكن الاتراك يقولون تقول ديانا كانت هذه في زمن ليس لهذا الجيل ذنب له فيها فلماذا نعود ونتقاتل ثانية .
وتزيد "ديانا" الدولة هنا علمانية والناس اصبحوا يفكرون بعقل متحضر وينظرون الى الامور بانسانية وهم لا يلتفتون الى الامور الدينية . كما أنها لا تفكر في الانتقال الى أي بلد آخر ما دام ليس هناك ما يضايقها ولا وجود لاية ضغوطات الان .
يتألم برهان لما يحدث في العراق وسوريا وللمسيحيين خاصة من قتل وتهجير ويتابع ذلك عبر الاعلام ولكن ليس لديه أية معرفة عن المدن والبلدات والقرى المسيحية في العراق . 
بقي أن نقول ان كنيسة "الام مريم" أو ( أنيه مريم ) بالتركية بنيت في سنة 1963 على أرض تم شراؤها من قبل الجماعة السريانية في القرن التاسع عشر الميلادي . ملحقة بها مبنى للادارة ومدرسة وهي مقر للابرشية ومطرانها مار فلكسينوس يوسف جيتين . كانت المنطقة التي بنيت فيها الكنيسة مركزا لتجمع العوائل السريانية والجماعات المسيحية الاخرى ولكن بمرور الزمن انتقل سكانها الى مناطق أكثر رقيا .















المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "