تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

انظروا ماذا فعلت " الأسلمة " ‏

بدء بواسطة متي اسو, سبتمبر 26, 2016, 08:23:43 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


انظروا ماذا فعلت " الأسلمة " ‏
يمكن ان يتحوّل الانسان السييء الى انسان جيد بين ليلة وضحاها ، بل ربما  في ‏لحظة او نتيجة موقف واحد يضعه على المحك لينهض ضميره الذي كان دائما ‏ينازعه كثيرا على اخطائه ... ولنا في ذلك  الكثير من الامثلة  ... اما الذي مات ‏ضميره وعمل هو على دفنه ، فإن امر إصلاحه يكاد يكون معدوما .‏
لكن من الصعب جدا ان يتحول الانسان الجيّد الى انسان سييء فجأة ، بل يكاد   ‏الأمر ان يكون مستحيلا في كثير من الأحيان ، فالذي لا يسرق ولا يقتل يكون ‏مستعدا ان يموت جوعا وكمدا دون ان يخطر على باله أن يرتكب سرقة او قتل .‏
هل تحول العراقيون ( وعرب الربيع العربي ) الى وحوش مفترسة فجأة ؟ يقتلون ‏ويتقاتلون وينهبون ويغتصبون ويهجّرون ؟  ... وليسأل كل واحد منا نفسه نفس ‏السؤال : " هل باستطاعته ان يتحول فجأة الى وحش كاسر ينهب ويسرق ويسفك ‏الدماء مهما تبدّلت الظروف ؟ " .... عندما يجيب على هذا السؤال الموجّه الى نفسه ‏يكون قد فهم ما حدث .‏
خابرت صديقي في بغداد لأطمئن عليه بعد سقوط الدكتاتور ، قال لي ببالغ الحزن ‏والأسى : " لم اكن اعرف ان العراقيين بهذا السوء " !!! ... لم تكن " القلّة " القليلة ‏التي انطلقت تمارس الاجرام ... لو كانت قلّة ، لتصدّت لها غالبية الشعب وقمعتها ‏كما فعلت شعوب اوربا الشرقية عندما ارادت المافيات الاجرامية ان تعيث في بلدانها ‏فسادا بعد سقوط الانظمة الاشتراكية فيها .... لكن يبدو انها كانت الاكثرية في بلداننا ‏‏!!!!‏
لم تتحوّل اخلاق الناس فأصبحت سيئة فجأة بعد التغيير ، إنما كانت قد تغيّرت على ‏مدى سنوات طويلة  وأجيال من السيطرة الدكتاتورية في جميع الوطن العربي ‏والاسلامي . عانت فيها هذه المجتمعات من الفقر والمرض والجهل والحروب ‏وغياب حرية التعبير،  فتشوّهت الصفات التي كانت تحملها لتحل محلّها الانتهازية ‏والنفعية والوصولية بأي ثمن فكان الطريق الى خراب النفوس   ... وعند غياب ‏السلطة القمعية والأمن ، جاهرت بحقيقتها التي كانت مكبوتة لتنفجر على نحو ‏عشوائي . ‏
كانت " الاسلمة " في المجتمعات العربية والاسلامية قد غزت البيوت والعقول ، ‏بسلاح " أموال الخليج وتطرّف شيوخه " ، وبمباركة أو " غض الطرف " من ‏الحكومات الدكتاتورية التي وجدت في أسلمة المجتمع " دواءً ناجعا " للقضاء نهائيا ‏على الافكار العلمانية  واليسارية . كان كل ما يهم الدكتاتور ( في كل بلد عربي او ‏اسلامي ) هو إحاطة نفسه بالانتهازيين والنفعيين من كل حدب وصوب ، وتقوية ‏جهازه القمعي  للحفاظ على كرسي الحكم  فقط .... له ولأولاده من بعده ..... ووجد ‏ان ركوب " الموجة الاسلامية " ، او مجاراتها ، مفيد في مثل هذه الاحوال .  ‏
كيف تمّت أسلمة المجتمع المصري ؟ ، وماذا عن شمال افريقيا والسودان ؟ لماذا ‏يفوز الاسلاميون في الاردن ؟ ، كيف يسيطر الاسلاميون على الوضع السياسي في ‏لبنان ؟ كيف تفشّت " الأسلمة " في العراق وسوريا  بمباركة الحكومتين البعثيتين ؟ ‏ما الذي حدث في افغانستان وفي باكستان بعد إنقلاب محمد ضياء الحق ؟ ،  ما الذي ‏جعل المسلمين في جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا وفي البانيا والصرب ان ‏يتحوّلوا من اناس علمانيين الى مسلمين متطرفين  ؟..... اني لا أتحدث هنا عن ‏السعودية ولا عن ايران..... الدولتان اللتان لا زالتا  تعملان على النهوض بـ " ‏الأسلمة " وتصديرها  رغم كل البشاعة والمآسي التي ولّدتها ...‏
ان تحوّل الناس من مسالمين حالمين بِغد أفضل الى متطرفين يحلمون بتفجير انفسهم ‏وسط ابرياء لينالوا " جنة الحوريات " في ألآخرة  لم يحدث فجأة ، إنما " الأسلمة " ‏هي التي صنعته على مدى اكثر من خمسين عاما ... وها نحن نحصد نتائجه ... ان ‏تحوّل الانسان الاعتيادي الى ارهابي في هذه الدول حدث بطريقة " سهلة " الى حد ‏ما ... لقد إستطاعت " ألأسلمة " ان تضيف مسحة " القداسة " على العمليات ‏الجهادية التي أصبحت مرادفة للعمليات الارهابية . تقبلها عدد كبير من المسلمين ‏الذين عانوا من الحكومات الفاسدة  بـ " ضمير مرتاح " و متفائل الى حد ما !!! . لقد ‏وجدوا فيها " الحل " لمشاكلهم المزمنة ، ولو بالآخرة !!! .‏
إن قاتل الدكتور فرج فودة عام 1992 كان أميا  ، قتله بعد ان  شنّت "جبهة علماء ‏الأزهر " هجوما كبيرا عليه ثم أصدرت بيانا بتكفيره .‏
لكن " الأسلمة " لم تقف عند حدود تجنيد " الأميين " ..  ولكي يسهل عليها تجنيد ‏الشباب المتحمس ، كان يجب عليها ان تجند متعلمين يحملون شهادات جامعية او ‏درجة دكتوراه ، واستطاعت ان تعثر على اولئك المتعلمين  الذين وجدوا في ركوب ‏الموجة الاسلامية اقصر الطرق لـ " الوصول" !!!   .. في السعودية الكثير منهم .. ‏وفي ايران كذلك ... وفي الحكومة العراقية أيضا وكذلك في المعارضة  ...: هؤلاء ‏الاسلاميون الذين يحملون  شهادات دراسية عالية " هم الأخطر ... لأن تجنيد الاميين ‏يحدث بسبب تنظيراتهم  وقابلياتهم في التمويه والكذب والتخطيط . ‏
قاتل الدكتور فرج فودة كان شابا فقيرا وأميا ...‏
لكن قاتل المرحوم ناهض حتر يحمل شهادة جامعية في " الهندسة " وفي التاسعة ‏والاربعين من عمره .‏
لكني رغم كل ذلك متفائل ، الاسلام السياسي ظهر على حقيقته  وفضح نفسه ، وهو ‏في طريقه للزوال عاجلا ام آجلا ... غدا سيتعافى الجيل الصاعد وينفض غبار ‏الماضي العفن عنه .‏



‏   ‏

متي اسو

اود هنا ان اعطي بعض الامثلة لما حصل :
من الاكاديميين المصريين الذين ركبوا الموجة الاسلامية بعد ان كانوا يساريين :‏
‏ سيد قطب خريج دار العلوم ، كان ليبراليا ينتمي الى حزب الوفد ، ثم ليصبح منظرا ‏اسلاميا متطرفا يطالب بتطبيق الشريعة ( اعدم في زمن عبد الناصر .  ،
‏ المستشار طارق البشري ، ذاع صيته عبر مقالاته التي نشرها في المجلة اليسارية الشهيرة ‏‏"الطليعة" ودافع ‏فيها عن تصوراته اليسارية . عام 1980 يظهر البشرى تحوله إلى الفكر ‏الإسلامي خلال مؤتمر "القومية ‏العربية والإسلام .‏
الدكتور محمد العمارة ‏ ‏ ،  بدأ حياته اشتراكيًا حتى صار فيلسوف الاشتراكية المقدَّم، وبينما ‏الاشتراكيون فرحون به، تحول عن الفكر ‏الاشتراكي لينضم إلى الركب الإسلامي وليصبح ‏المنظًر للحركة الإسلامية . بلغ به التطرف الى إهانة المسيحية والمسيحيين . في كتاباته .‏
الكتور عبدالوهاب المسيري ‏، بدأ حياته لفترة قصيرة منتميًا لجماعة الإخوان المسلمين، ثم ‏انتمى إلى اليسار المصري وتحديدًا للحزب ‏الشيوعي، وفي 2004 انضم لحزب الوسط ‏الإسلامي ليصبح من أوائل المؤسسين له !!!.‏
المحامي محمد الدماطي ‏ ، المعروف بميوله الماركسية اليسارية اتهمه اليساريون بالتخلي ‏عن مبادئه وأفكاره والاتجاه ‏إلى جماعة الإخوان، وظهر جليًا بعد انضمامه لحملة الدكتور ‏محمد مرسي لانتخابات الرئاسة ودفاعه ‏المستميت عنه، ولم يتوقف الأمر على ذلك بل اتجه ‏إلى الدفاع عن مرسي بعد عزله يوم بالإخوان عام ‏‏2008 حين تم ترشيحه على قوائم ‏الإخوان في نقابة المحامين.‏ .‏
اما إذا اتينا الى العراق فسوف نجد ان معظم جنوب العراق كان يساريا في زمن المرحوم ‏عبد الكريم قاسم  قبل ان تخطفه الموجة الخمينية في نهاية السبعينات .


، ، ، ‏