الهجرة تُلقي بظلالها على بطولة عشائر السريان الكروية والمقامة في عنكاوا

[برطلي دوت نت]

الهجرة تُلقي بظلالها على بطولة عشائر السريان الكروية والمقامة في عنكاوا     

*الهجرة لم تتوقف عند الكفاءات الرياضية فقط

برطلي . نت / خاص
ترقبٌ وأعصابٌ مشدودة وأنظارٌ تتنقل يمينا ويسارا مع تحركات الكرة التي تتقاذفها ارجل اللاعبين ، تعلو الهتافات ويشتد التصفيق وتُسمع كلمات التشجيع مع كل لعبة جميلة والكل منسجم مع المباراة حتى نهايتها ، هذا المشهد بات يتكرر يوميا هنا في عنكاوا وعلى ملعب نادي أكاد في بطولة عشائر السريان بكرة القدم .

كانت قد انطلقت قبل ايام في عنكاوا بطولة عشائر السريان الرابعة بكرة القدم المصغرة ( السباعي ) والتي يقيمها نادي برطلي الرياضي بالتعاون مع مجلس عشائر سريان برطلي وكنيسة برطلة بمشاركة سبعة عشر فريقا يمثلون عدد من العشائر التي تكون المجتمع البرطلّي . والعشيرة هنا يُقصد بها العائلة الكبيرة التي تتكون من عدد من العوائل الصغيرة التي ترجع الى جد واحد والذي منه تاخذ العشيرة لقبها .

يخرج رئيس فريق عشيرة اليوناني منزعجا بعد خسارته في مباراته الاولى ليس بسبب النتيجة لانها كانت متوقعة فقد اشترك فريقه بالخط الثاني من اللاعبين كون جميع اعضاء الفريق الاساسيين السبعة قد هاجروا الى خارج البلاد فليس من الغريب ان تأتي النتيجة بهذه الصورة .

رئيس فريق عشيرة ال شعانا يقول بات فريقه من الفرق الضعيفة في البطولة بسبب هجرة ثلاثة من لاعبيه الاساسيين والمتميزين في البطولات السابقة علما انه كان قد حصل على المركز الثاني في البطولة السابقة .
وكذا الامر يقال على فريق آل شمنّي وال بتّي والذي خسر كل منهما ثلاثة من لاعبيه الاساسيين وبسبب الهجرة ايضا وهكذا الامر يقال عن فرق ال شعيا وال سبتي كلّو وال هدايي وباقي الفرق الاخرى التي هاجر لها ثلاثة لاعبين واربعة وخمسة .

السيد رافع اسحق احد اعضاء اللجنة المنظمة للبطولة يقول . لقد فعلت الهجرة فعلتها في البطولة فبعد ان كان عدد الفرق المشاركة في البطولات السابقة يصل الى 36 فريقا واكثر نجد الان ان عدد الفرق المشاركة لم يتجاوز السبعة عشر فريقا اي نصف العدد وكل هذا بسبب هجرة الشباب من ابناء هذه العشائر . وحصل هذا كله بعد التهجير .

الهجرة لم تطل الكفاءات في الرياضة فقط وانما جميع المجالات والانشطة الفكرية والعلمية والفنية والحرفية ....والخ .

يحدثني احد اعضاء الهيئة التدريسية في احدى مدارس سهل نينوى ان من بين عشرين مدرسا من اعضاء الهيئة التدريسية في مدرستهم ، هناك ستة منهم قد هاجروا الى خارج البلاد . ويقول صديقه الموظف في احد المراكز الصحية في سهل نينوى ايضا ، أن ثمانية من الكوادر الصحية من موظفي مركزهم الصحي قد هاجروا ايضا الى الخارج اثنان منهم من الاطباء .

والملفت للنظر في هاتين الشريحتين ان موظفوها يتقاضون رواتبا تؤمن لهم موردا اقتصاديا جيدا قياسا بالشرائح الاخرى . ومع ذلك نجد ان هؤلاء فضلوا الهجرة على المدخول الجيد .

هجرة المسيحيين من العراق ليست وليدة الازمات في السنوات الاخيرة وانما بدأت منذ الخمسينيات من القرن الماضي وربما قبلها وتصاعدت وتيرة الهجرة بعد 2003 وبنسب باتت تؤثر على الوجود المسيحي في العراق . لكن التهجير القسري الذي حدث لسكان الموصل وسهل نينوى في 2014 كان الحد المفصلي في استمرارية وجود المسيحيين في العراق بل ان هذه الهجرة دقت جرس الانذار في ذلك . 

البطولة الكروية هذه هي فرصة للقاء الاقارب والاصدقاء والزملاء والمعارف وقضاء اوقات جميلة غيرت جزءا من الروتين اليومي الذي يعيشه المهجرين . وفي نفس الوقت فرصة لمعرفة من بقي منهم ومن هاجر . 

المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "