تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

بين الطاولة والمنصة غصة!!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, يونيو 18, 2016, 09:08:40 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO


بين الطاولة والمنصة غصة!!   

متي كلو

"كم من ديك صدّق أن الشمس تشرق بصياحه"
تيودور فونتاني


الطاولة

ينظم كثير من  المسؤولين الحكوميين وشخصيات استرالية بارزة اخرى من برلمانيين ووزراء  لقاءات في  كافة الولايات الاسترالية ومنها ولاية فكتوريا وفي عاصمتها مدينة مالبورن، منهم وزراء العمل او التجارة  اوالمواصلات  مع المواطنين او مع الشركات المنفذة لمشاريعهم ،وكذلك وزراء الهجرة حول اللاجئين والقوانين الجديدة وخطة الوزارة، وغالبا ما تنظم هذه اللقاءات في قاعة واسعة معدة لمثل هذه اللقاءات وغالبا ما تكون الدعوات خاصة  ومنها التجمعات الاثنية، وهذه القاعات متعددة الاتساع، موزعة مقاعدها حول طاولات تتوزع في انحاء القاعة، وأمام كل مقعد اسم الشخص المدعو ببطاقة صغيرة على الطاولة، ولا يمكن تغير اي مقعد مكان الأخر او استصحاب احد غير مدعو "طفيلي" ،ويبدأ  برنامج اللقاء المعد من قبل سكرتارية الوزير او المسؤول كما مدون سلفا.
تخصص احدى الطاولات لرئيس الوزراء او الوزير او المسؤول وأحيانا يرافقه موظف او سكرتيرته، وغالبا ما تكون هذه الطاولة  مع باقي الطاولات وليس بالضرورة ان تكون في مكان مميز، وما يوضع من وجبة عشاء على طاولات المدعوين او الحاضرين لا يختلف عن ما يوضع على طاولة المسؤول، وتقدم له والمدعوين في وقت واحد وربما يكون عامل الخدمة لطاولات المدعوين اسرع من العامل المخصص لطاولة المسؤول في تقديم الاطباق،وهذا لا يسترعي انتباه المسؤول او سكرتيرته، ولا يمكن ان يطلب اكثر مما يقدم على طاولته او طاولات المدعوين.
وعندما يلقي كلمة، فلا يتجاوز وقت القائها عن اكثر من 10 دقائق، لان البرنامج تم وضعه بدقة احتراما للوقت والوقت عندهم مهم ومقدس، وفي الكلمة تعبير عما يدور في ذهن المدعوين من اسئلة، ولا يتطرق الى اي موضوع خارج اختصاص وزارته، لان المدعوين حضروا من اجل معرفة الاجابة وليس من اجل وجبة الطعام او من اجل المعجنات او الشاي والقهوة ، يجيب المسؤول على كافة الاسئلة بكل صراحة وبعيدا كل البعد عن الكذب والمراوغة ويطوف بين المدعوين مستمعا اليهم بكل هدوء وشفافية والابتسامة تعلو وجه، حتى لو كان السؤال نقدا لاذعا لعمله، وينتهي اللقاء ويغادر القاعة في الوقت المخصص لانتهاء اللقاء ويتوجه الى سيارته ليفتحها بنفسه ثم يستقلها الى مقر اقامته.

المنصة

ولكن نحن نختلف!!عندما تقام دعوة على"شرف" احد المسؤولين والقادم من الوطن فتشكل لجنة تضم مجموعة من"الوجهاء" فيتم حجز قاعة تليق بهذا "المسؤول" و يتم وضع مقاعد خلف طاولات (المنصة)بارتفاع يستطيع المسؤول ان يشاهد جميع الحاضرين، ويحيطه من الجانب الايمن عدد من "الوجهاء" وعلى الجانب الايسر"مجموعة اخرى من "الوجهاء" ايضا، واحيانا من الصعوبة ان تعلم  كم عدد كل جانب واتذكر في احدى الدعوات كان اكثر من ثلاثين  شخصا يحيط بتلك الشخصية على الجانبين وليس بالضرورة ان يكون عدد الجالسين على الشمال يساوي  لعدد الجالسين على اليمين لان بعد كل فترة قصيرة يحمل عامل  الصالة مقعدا  ويجري خلف احد "المشرفين" ليضعه على المنصة،ليجلس عليه احد"الوجهاء"الذي جاء متأخرا وكلما كان احدهم اكثر التصاقا بالمسؤول يعني ذلك بأنه شخصية مهمة ومتميزة بنظر  لجنة الاشراف الموقرة ووفقا للعشائرية المتخلفة! ويوضع على طاولات المنصة ما لذ وطاب من الماكولات و"المحشيات" وانواع العصائر تختلف عن ما يوضع على الطاولات المنتشرة في الصالة وهناك اكثر من عامل  مخصص لهذه المنصة، كما هناك البعض يتشنج ويبقى متجهم الوجه، لان طاولته كانت بعيدة عن " المنصة".
يبدأ حفل الاستقبال بعدة كلمات  ولابد من قصائد انفلاتية تمجد المسؤول القادم والتضرع الى الله ان يحفظه وعندما  يلقي "القادم"كلمته فلابد ان يسرد بطولاته المتعددة ونضاله السري!! اما برنامج الحفل ربما يتغير عدة مرات خلال فترة الحفل، لان فجأة يقدم احد الجالسين قصيدة كتبها وهو يتذوق بعض حبات العنب او حبة كبيرة من الفراولة في لحظات تامل، او يتغير المنهج لرغبة "احدهم" فجاة ايضا بإلقاء كلمة تليق بالقادم الضيف وهذا يعني ان وقت الحفل  اضيف عليه ساعة او اكثر، فيغادر القاعة البعض،  اما في نهاية الحفل لابد من الصورة الجماعية لكي تنشر على صفحات"الفيس بوك" مع عدد من صور العشاء الفاخر، الذي حضر من اجله "بعضهم، وعندما توجه اليه بعض الاسئلة فتكون الاجابة بوجه"عبوس ومتشنج" وبعد الانتهاء من البرنامج المتغير يخرج الضيف ومعه مجموعة من الوجهاء يتسابقون لفتح باب سيارته واغلاقها، بالرغم ان بعضهم يترنح  في مشيته لاسباب يعرفها القارئ الكريم.

الغصة

صورتان قلميتان مختلفتان، الاولى مشرقة  وحضارية، فيها احترام الوقت والمساواة بين الجميع  فتترك معاني كثيرة وأثرا جميلا في القلب، اما الصورة الثانية فهي قاتمة في كل شئ وتترك غصة في القلب والذاكرة.