المدى: الكنائس تصلي للسلام في قداس الميلاد اليوم وتصف 2012 بأصعب الأعوام

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 25, 2012, 08:10:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المدى: الكنائس تصلي للسلام في قداس الميلاد اليوم وتصف 2012 بأصعب الأعوام



برطلي . نت / متابعة
المدى/

تحيي الكنائس المسيحية صباح اليوم الثلاثاء، ميلاد السيد المسيح، بينما احتفلت بهدوء وبشكل غير علني بأعياد الكريسماس، مراعاة لمراسم أربعينية الإمام الحسين التي تتزامن منذ سنوات مع أعياد الكنيسة ورأس السنة.

وقال ساسة ورجال دين مسيحيون انهم لن

يحتفلوا بشكل علني وسيكتفون بقداس الثلاثاء احتراما للدين الإسلامي والطائفة الشيعية، لكنهم طالبوا العراقيين بمعاملتهم بالمثل واحترام طقوسهم كديانة عريقة ترسخت في العراق منذ نحو ألفي عام.

وقال رئيس كتلة الرافدين في مجلس النواب يونادم كنا "نحن نتأمل ان تكون أعيادنا سببا لخلق نوع من التلاحم بين مكونات الشعب، كونها احتفالات يشارك فيها جميع العراقيين"، مضيفا ان الوضع السياسي والامني يؤثر بشكل كبير في نوعية الاحتفالات، وأن قداس الكنيسة العراقية "يصلي من اجل السلام طيلة الأعوام الماضية".

واكد كنا في تصريح لـ"المدى" ان اكثر العوائل المسيحية "ستكتفي بالجلوس في منازلها، لسببين سياسي وامني، الى جانب تزامن العيد مع اربعينية الامام الحسين" مشيرا الى ان عام 2012 كان من اصعب الاعوام على العراق وقد تأثر المجتمع المسيحي بأزماته طبعا.

ويضيف يونادم كنا، ان الحكومة وعلى مدى الاعوام 9 الماضية "لم تنصف الطائفة المسيحية والظروف الاجتماعية والامنية تركت كثيرا من شبابنا بلا عمل ولدينا عوائل ضحايا بلا معيل، وبدون اي راتب حماية".

وعن هجرة المسيحيين اكد ان الاعداد في تزايد وان الامر يسوء عاما بعد عام، فظروف العراق "لا تبشر المكون المسيحي بأي بوادر جيدة" محملا الحكومة مسؤولية إهمال هذه الشريحة الكبيرة.

ويقول كنا وهو سياسي كان عام 2003 عضوا في مجلس الحكم الانتقالي المنحل، إن أكثر المسيحيين الذين يهاجرون من الكفاءات الجيدة، مطالبا الحكومة بتوفير مناخات آمنة لاستقطابهم وحمايتهم، "إذا كانت بحاجة إليهم".

ويتركز المسيحيون تاريخيا في مدن العراق الكبرى الموصل وبغداد والبصرة، لكن متغيرات السياسة والحروب جعلت غالبيتهم يتركزون في سهل نينوى شمالا وفي اقليم كردستان العراق، كما جعلت غالبية المسيحيين العراقيين يعيشون في اوربا والأمريكتين وباقي المهاجر.

ويقول كنا، ان البنية التحتية لإتباع الدين المسيحي في العراق لم ترمم، حيث "لا مدارس خاصة كافية للمسيحيين، ولا احترام من قبل المسؤولين لدين هو الثاني بعد الدين الإسلامي، وكل هذه العوامل تساعد على توسع ظاهرة الهجرة، حيث يرحلون تاركين مصالحهم ومنازلهم وتراثهم".

وفي هذا السياق يقول المطران لينكوا وهو رجل دين يرشد المصلين في كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت إلى نكبة مؤسفة قبل سنتين حين استهدفها تنظيم القاعدة، إن "الأوضاع في العراق متشنجة، وان احتفالاتنا التي بدأت مساء الاثنين محاطة بالحذر الشديد"، داعيا الحكومة الى توفير الامن للطائفة المسيحية.

وأضاف لينكوا في تصريح لـ"المدى" أن "على جميع مكونات الشعب العراقي احترام مناسباتنا الدينية، مثلما نبادلهم نحن مشاعرنا واحترامنا في مناسباتهم"، مبينا انه وللعام الثاني على التوالي "نرفض ان تكون احتفالات الكريسماس بشكل علني"، داعيا جميع العوائل والكنائس الى احترام مناسبة أربعينية الإمام الحسين.

ويستدرك لينكوا "الأجواء لغاية الآن آمنة إلا أن معلومات وردتنا من أصدقائنا، بوجود هجمات تنوي دعاة الطائفية شنها في هذه الأيام، كي يدخلونا مع المسلمين، وتحديدا الطائفة الشيعية في صراع طائفي، لكن من الواضح ان هذه الأساليب قد انكشفت، ولا يمكن أن تعود الحروب الطائفية بين أي من المكونات المتواجدة في العراق".

وتشكو الأقليات الدينية في العراق من التضييق على الحريات العامة، وتصبح المتضرر الأكبر حين تشن الحكومة حملات على النوادي الاجتماعية والفنادق ومحال المشروبات الروحية، لان الاقليات هي التي تتولى ادارة هذا القطاع الترفيهي. كما ان فرض قيود على طريقة الحياة وهو أمر تمارسه بعض الجماعات المتشددة بالتواطؤ مع جهات حكومية نافذة، ينعكس مباشرة على حياة الأقليات التي شهدت هجرة واسعة من العراق ولاسيما خلال الاعوام الاخيرة.

ويقول بطريس عمانوئيل وهو مسيحي من أهل بغداد، إن عائلته تستعد لهذه المناسبة، ولكن ولأنها تعيش في منطقة غالبيتها مسلمون، "قررنا ان تكتفي بالاحتفال في منزلنا، وبصوت منخفض احتراما لمشاعر المسلمين وذكرى أربعينية الإمام الحسين".

عمانوئيل طالب في الوقت نفسه المسلمين باحترام طقوس الاديان الاخرى وطريقة حياتها، وقال "كنت قبل 3 اعوام في المنفى وعدت الى بغداد قادما من احدى الدول الاوربية، على اعتبار ان الجميع اكد تحسن الوضع الاقتصادي والامني والاجتماعي هنا، الا انني مازلت اعيش على معونات اقاربي وانا احمل شهادة البكالوريوس، واليوم اجد نفسي اقرر ثانية ان اعود الى المهجر بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية والامنية، فلا شيء يجعلني اتأمل بناء مستقبل جيد لأولادي".