داعش يتلقى هزائم اعلامية كبرى تزامناً مع الميدانية

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, نوفمبر 21, 2014, 08:39:52 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

داعش يتلقى هزائم اعلامية كبرى تزامناً مع الميدانية


نينوى ـ خدر خلات:
تعتمد اغلب الحركات والتنظيمات الراديكالية في عموم العالم منهجاً اعلامياً شرساً وعنيفاً في حروبها النفسية ضد خصومها لزرع الرعب واليأس في نفوسهم من خلال نشر مقاطع فيديو وصور تصنف بغير المقبولة لدى الاوساط الاعلامية المعتدلة، لكن تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» تفوق على كل تلك التنظيمات المتشددة، على وفق خبراء ومتابعين لهذا الشأن، والذين بدأوا يشخصون ارتداد مفعول هذه القسوة على التنظيم نفسه وبدا يحصد نتائجها السلبية .
سمعة تنظيم داعش سبقته في احتلال واسقاط مدن وقصبات عديدة، بل اسقطت وحدات عسكرية مدرعة ومجهزة باقوى الاسلحة، وتساقطت مدن ومناطق عراقية كاحجار الدومينو امام زحف عناصر داعش في شكل اذهل داعش وقياداته قبل ان يذهل خصومهم، وسيطروا على نحو ثلث مساحة العراق من دون ان يخسروا شيئًا يستحق الذكر، قبل بضعة اشهر مضت .
يقول مراقبون ومتابعون لهذا الشأن، تابعتهم «الصباح الجديد» ان «اندفاع تنظيم داعش في نشر الصور القاسية والمشوهة لاشخاص مقطوعي الرؤوس مع نشر فيديوهات لعمليات النحر يرافقها تحذير من المشرفين على النحر ان هذا سيكون مصير كل من يقف في طريق داعش او يقع بقبضتهم، اسهم في بث الرعب والفزع الشديدين في نفوس خصومه ومناوئيه، مما فسح الطريق للتنظيم المتطرف في بسط سيطرته على مناطق شاسعة ومدن عديدة في وقت قياسي .
وعندما لا يستطيع تنظيم داعش تصوير اعمال القتل والذبح التي يمارسها، يتعمد في ان ينوب عنه بعض الضحايا في ايصال رسالته الدموية للاخرين .
قالت فتاة ايزيدية سمح لها داعش بالفرار، بعد ذبح الذكور البالغين من افراد عائلتها وبضع عائلات من اعمامها في اطراف قضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل) واغتصب الفتيات والنساء، ان تنظيم داعش قال لي «سنطلق سراحك لا لشيء بل لتحكي للاخرين ما شاهدته بنفسكِ». وفعلا اوصلت الفتاة البائسة رسالة داعش وقسوته ووحشيته الى وسائل اعلام عديدة، كما اراد ان يفعل ذلك.
ولان وسائل الاعلام العراقية الحكومية والمستقلة تلتزم ـ نسبياً ـ بالقوانين الدولية للنهج الاعلامي خلال الحروب من خلال الاحجام عن بث صور القتلى المشوهين او التعامل غير السوي مع الاسرى وغير ذلك، فقد خسرت المعركة الاعلامية مع داعش في بادئ الامر، لكن تصدى لهجمة داعش جيش من المناوئين لافعاله، كما يرى مراقبون، الامر الذي قلب الطاولة على التنظيم المتطرف وإعلامه المتوحش.
وعلى وفق تلك الرؤى، فان عشرات الالوف من العراقيين من رواد شبكات التواصل الاجتماعي في فيسبوك وتويتر، بدأوا ينشرون صوراً لجثث قتلى داعش والتنكيل بها، مع نشر صور ولقطات لاسراه وهم يتعرضون للاهانات والركل والضرب، مع نشر صور لجرحاه الذين يتلقون الاهانات والشتائم ناهيك عن الضرب المؤلم .
كما لم يتورع هؤلاء الناشطون العراقيون عن نشر لقطات فيديو تعرض عشرات القتلى من عناصر داعش، مع لقطات حية توثق اصطيادهم وقتلهم في عمليات قتالية، ويقول المراقبون ان الناشطين العراقيين يحصلون على هذه الصور ولقطات الفيديو من اقرباء لهم في ساحات القتال .
ويقول متابعون لهذا الشأن، ان عمل هؤلاء الناشطين غير النظامي، اضافة الى عرض لقطات الضربات الجوية لمواقع داعش من قبل القنوات الفضائية الموالية للحكومة العراقية والحيادية ايضا، اسهم في التصدي للهجمة الاعلامية الوحشية للتنظيم المتطرف، بل انه بدأ يخسر هذه المعركة مع تدخل حكومات غربية اقدمت على غلق الكثير من المنافذ الاعلامية لتنظيم داعش.
وبحسب متابعين لهذا الشأن، فان تنظيم داعش يقف عاجزاً امام عمل ضخم وكبير يقوم به الاف الناشطين الذين لا يلتزمون باية معايير اخلاقية اعلامية، اسوة بما يقوم به اعلامياً وميدانياً، الامر الذي انعكس على التنظيم بشكل سلبي، وبدأ يخسر معركته ميدانياً، وسط انباء عن تخلي المئات من عناصره عن مواقعهم والتواري عن الانظار هرباً من مصير محتوم ينتظرهم


http://www.newsabah.com/wp/newspaper/27231
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة