تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

إقليم الله المختار

بدء بواسطة صائب خليل, نوفمبر 21, 2014, 08:26:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل


تحدثنا عن الإتفاق النفطي بين عادل عبد المهدي وكردستان في المقالة السابقة(1) ودعونا نلقي نظرة ثانية عليه، ثم نتطرق لأخطر نتائجه على العراق في تصورنا.

حساب الأرباح والخسائر في ا لإتفاقية

أنه قبل كل شيء، لا يشبه اتفاقاً في شيء، فهو أولاً اتفاق شفهي غير موقع! ولعل ذلك أما لكي يمنح الحكومة فرصة التراجع إن أحس الناس بما يضمره الإتفاق من مؤامرة، أو أنه يمنح كردستان فرصة أفضل للتهرب من الإتفاق، ولو أن كردستان أثبتت مراراً أن الكتابة والتواقيع لا تعيقها عندما تريد التراجع.
ومن ناحية أخرى فنحن لا نستطيع حتى مقارنة "مكاسب" الطرفين في هذا الإتفاق، لأن أحداهما يحصل على مبلغ من المال، والثاني حجم من "التدفق" الذي لن نستطيع حساب كميته إلا بتحديد المدة الزمنية التي يستمر فيها، لنرى كم سيجمع من النفط مقابل ذلك المبلغ، لكن الإتفاقية لم تحدد ذلك. فلم يذكر الإتفاق هل ستعتبر الـ 500 مليون قد أوفيت بعد شهر أو بعد أسبوع من ضخ النفط؟ أم سيترك الأمر مفتوحاً لإتفاق ثان؟ وإن لم يتم الإتفاق الثاني، كيف ستستعيد بغداد بقية دولاراتها؟

ومن ناحية أخرى هل بقي أحد في العراق يتخيل أن كردستان يمكن ان تعيد دولاراً واحداً إلى الحكومة إن هي لم تكمل المتفق عليه؟ إنها ببساطة تتصرف مع العراق وكأنه بيت محروق لعدو، وكل ما ينهب منه  "شعراية من جلد خنزير". ويبدو أن هذا الموقف يلقى تأييداً شعبياً في كردستان، فلم يسبق لي أن قرأت لأي كردي أي اعتراض على أية نهيبة للعراق وما أكثرها. دعونا من المجاملات.

لم يخبرونا بمدة الإتفاق وضخ النفط، فتعالوا نحسبها بأنفسنا، لنعرف متى يتساوى الجانبان. بالأسعار الحالية 80 دولار للبرميل الواحد ونسبة 17% والتي تتحول إلى حوالي 10% بعد احتساب الكلفة السيادية، حسبت أن بغداد ستكون بحاجة إلى أن يستمر التدفق 420 يوما، اي سنة وشهرين اي حتى منتصف كانون الثاني لعام 2016. فإذا "حدثت" مشكلة وأوقفت كردستان الضخ كلياً أو جزئياً في أي وقت قبل ذلك الموعد، فأن ذلك يعني أن كردستان قد حققت سرقة جديدة على العراق، تتناسب مع طول الفترة الباقية. وفي أحسن الأحوال، إن التزمت كردستان باتفاقها كاملاً (وهو ما لم تفعله أبداً في الماضي) واستمرت بالضخ الكامل حتى ذلك الموعد، فسيستعيد العراق مبلغ الإتفاقية فقط بدون أية استفادة، وتكون الإتفاقية عبارة عن قرض من بغداد، يعاد بالتقسيط المريح، وبدون أرباح، لشريك غير مأمون ولا مضمون ابداً. وفي هذا الظرف لا نرى بغداد بحال يتيح لها أن تقرض مثل كردستان مثل هذا القرض، فكل مفصل من العراق يئن من العوز أكثر من كردستان بمئة مرة، بفضل سلسلة المنبطحين من مختاري العصر الذين تولوا السلطة في بغداد. ورغم ذلك فأن صوت كردستان بالشكوى هو الأقوى، بفضل الإعلام الأمريكي الذي في العراق، والكثير ممن اشترتهم كردستان من ساسة وإعلاميين يساراً ويميناً.

إذن سنأمل أن يتم الضخ لمدة 420 يوماً (أرجو أن تحفظوا هذا ا لرقم)، لكن يجب أن لا يأخذنا الوهم بأن كردستان تنوي التعامل بعدالة. لذلك فالطبيعي هو ان يقدم هذا المبلغ بشكل دفعات، ربما 10 دفعات من 50 مليون دولار في المرة الواحدة. لكني لا أعتقد أن هذا الطبيعي سيحدث، فالقضية كلها مؤامرة، وقد بدأت التصريحات التي تكشف حقيقة المؤامرة، وأن بغداد لا تنوي أصلاً استعادة المبلغ من خلال النفط.

وزير النفط الأسبق ابراهيم بحر العلوم، وهو من كتلة المواطن والتي هي بمجملها عصابة من القطط السمان التي لم تتخذ يوماً موقفاً وطنياً واحداً ولم ترفع يدها بأي اعتراض على كردستان وأميركا، وهي ايضاً التي ينتمي إليها عادل عبد المهدي، وزير النفط الحالي وصاحب فضيحة السطو على بنك الزوية وفضائح أكبر كتبنا عنها في الماضي. لذلك لا بد أن بحر العلوم يعرف الكثير من الأسرار. إنه يقول بأن "المبلغ الذي سيدفع للأقليم هو ليس مقابل ال 150 الف برميل"!! مقابل ماذا إذن؟ يقول لنا: "هو البداية لحل المشكلات بين المركز والأقليم"!! (2)
نصف مليار دولار مقابل كلام عام فارغ لا تمسك منه أي شيء! طارت فلوسك يا صابر!

دعونا من الحسابات لاحظوا الإذلال في الإتفاق وفي كلام بحر العلوم: لكي نحل مشاكلنا معكم، والتي هي عبارة عن عمليات سرقة متواصلة من قبلنا لأموالكم وأراضيكم ونفطكم ومعداتكم، ورفضنا تقديم حصتنا من النفط، ولا وصولات المستحقات التي سلمتمونا إياها وإصرارنا رغم ذلك على استلام حصتنا من الميزانية - ، لكي "نبدأ" بحل هذه "المشاكل"، يجب أن تدفعوا لنا نصف مليار! ولكي نعكر المياه فلا يكتشف انبطاحكم بسهولة لشعبكم ولكي تعبر الإتفاقية بلا مشاكل، فسوف نضع بالمقابل لكم شيئاً رمزياً لا قيمة له يمكننا وقفه متى ما نقرر!

هذه الصورة تختلف تماماً عن الصورة الوردية التي حاول عادل عبد المهدي تسويقها في مجلس النواب العراقي عن أهمية اتفاقه البائس مع كردستان، وتختلف عن الصورة التي دافع عنها بحر العلوم أو بيان جبر، أو وصف العبادي لها وحديثه عن "النيات الحسنة" التي يؤكد وجودها، ولا ندري من أين له ذلك.  كلها أكاذيب وقحة صلفة ضرورية لمؤامرة دنيئة تكمل سلسلة طويلة من المؤامرات الكردستانية على العراق، وكل من دافع عن الإتفاق إنسان عديم الضمير، ولا توجد أية فائدة للعراق سوى السماح له باستعمال أنبوبه الذي استولت عليه كردستان، لتصدير نفطه ثانية، وحتى هذا لن يكون ذلك قريباً لأن الأنبوب عاطل، ولا علاقة له بميزانية 2015 كما يريد بحر العلوم وغيره من المدافعين عن الفضيحة إقناعنا.

الناحية غير المادية – ما خفي كان أعظم!

هذا من الناحية المادية والأخلاقية للإتفاقية، لكن السؤال الأكثر خطورة بما لا يقاس، ليس قيمة ما يقدمه الطرفان لبعضهما، وإن كانا متساويي القيمة أم لا، بل فيما "لا تتكلم عنه الإتفاقية" ولم يأت ذكره فيها! فنحن نعلم أن التقدير الرسمي الكردستاني لاستخراج النفط (لحقول كردستان والحقول التي استولت عليها معاً) سيكون بتقدير كردستان نفسها 400 الف برميل في اليوم، فأين ستذهب الـ 250 الف برميل الباقية بعد تسليم بغداد الـ 150 الف؟؟ وما مكان الـ 250 الف من الإتفاق؟؟ هذا هو الجزء المخفي من الإتفاق وهو الأخطر والأعظم. ليس لأنه الأكثر كمية، وإنما لأنه ترك ليسحب بقية الأوراق التي مازال المركز يحتفظ بها للدفاع عن نفسه وعن بعض العدالة في علاقة الشراكة المريضة تلك، ويشرعن علاقة الإبتزاز الحالية بين المركزين، ليتمكن اللص من بيع نفط الشراكة في السوق الإعتيادية بعد أن فشل في بيعه في سوق اللصوص!

الإتفاق الذي نشره عادل عبد المهدي على صفحته في الفيسبوك، لا يذكر شيئاً عن تلك الـ 250  الف برميل في اليوم! وفي تقديرنا وتقدير من سألناهم عن الموضوع أن اتفاقاً ضمنياً أو سرياً مكتوباً لا بد أن قد حدث حولها، وأنها هي مركز القضية، فلا بغداد بحاجة ماسة إلى استعادة 150 الف برميل هي جزء بسيط من الكميات المسروقة من نفطها، ولا كردستان بحاجة ماسة إلى نصف مليار دولار، فيستطيع أي من لصوصها الكبار إقراض المبلغ لحكومتها دون أن تؤثر عليه. والمتوقع الذي سترونه هو أن مجرد قيام كردستان بتوقيع اتفاقية مع بغداد حول جزء من النفط، يعني إطلاق يدها في بقية النفط الذي لم تستطع تسويقه، وبقي عائماً في المحيطات، لأن اللصوصية التي تتطلبها مشاريع كردستان ليست متوفرة في سوق النفط بشكل كاف. وما أن ترفع بغداد اعتراضاتها على النفط المسروق العائم، حتى تتحقق الفائدة من الإتقافية، وعندها لن يكون هناك داع حتى لاستمرار ضخ الـ 150 الف برميل, فالهدف المركزي في الإتفاق هو: شرعنة السرقة!

ماذا سيحدث للعراق

السؤال الكبير الذي يقض مضاجع العراقيين الآن هو: ماذا سيحدث للعراق إن تم تنفيذ ذلك الإتفاق؟ فالدستور لا يذكر الإقاليم إلا وذكر معها عبارة "...والمحافظات التي لا تنتظم في أقاليم" أي أن من حق كل المحافظات أن تفعل ما يتاح لكردستان أن تفعله. ولا أتصور أن هناك محافظة يرضى فيها الناس أن يعتبروا أنفسهم في منزلة بشرية أدنى من الكرد. وهناك في كل محافظة واوية تنتظر اللحظة المناسبة لإعلان الإقليم وثم الإنفصال، فماذا سيفعل رئيس وزراء العراق عندما تطالب بقية المحافظات بمعاملة بالمثل؟

الحقيقة أن عادل عبد المهدي ، قد واجه هذا السؤال، ليس في  البرلمان من النائب حنان الفتلاوي فقط، وإنما فور نشره "اتفاقية السطر الواحد" على صفحته، فكتب له أحد المعلقين: (3)

معالي الوزير المحترم ، بعد التحية
هل ستعاملون البصره بذات النفس (الوطني)، علما ان البصره تصدر مليونين واربعمئة الف برميل يوميا وليس ١٥٠ الف فقط ؟؟!!!
يا ممثليين الجنوب في البرلمان والحكومة هل ستعاملون البصره والناصرية والعماره والكوت وهي محافظات مصدره للنفط بنفس الطريقة أم تحرمونهم حتى من مبالغ البترودولار ؟؟!!
اتمنى ان لا تستغلون صبر وحلم شعوب هذه المحافظات وسكوتها عنكم
واحذر من الحليم المظلوم اذا غضب

وطبعاً من الواضح أن البصرة مستعدة أن تعطي الحكومة وبدون مقابل، ليس فقط 150 الف برميل بل مليون برميل، مقابل أن  أن يسمحوا لها أن تصدر بقية نفطها بنفسها وتأخذ فلوسه كما يفعل لصوص كردستان! وعندها تكون نهاية العراق!
كيف سيحلها "رجل المرحلة" الجديد الذي بدأ طبالوه بالتشهير بكل من يعترض عليه وعلى المخططات الرعناء التي جيء به من أجلها؟

الفتلاوي سألت عبد المهدي ذات السؤال المحرج: هل سوف يسمح للبصرة أن تعطي الحكومة الإتحادية 50% من انتاجها النفطي وتصدر الـ 50% لحسابها الخاص كما تريد حكومة كردستان أن تفعل؟"(4)
وقالت الفتلاوي على صفحتها في الفيسبوك أن الإتفاق "نكبة وطنية" وشكت من أنها منعت من إكمال مداخلتها، ونبهت إلى عدم توازن جانبي الإتفاقية وتساءلت عن مصير نفط المناطق المتنازع عليها وباقي النفط الذي يصدره الإقليم(5)

وتتعرض الفتلاوي بسبب هذه الأسئلة وكذلك لفضحها التفاصيل المرعبة عملية الإستيلاء على السلطة،(6) ليس فقط إلى إهمال الإعلام بل ايضاً إلى محاولات إسكات وحملة إعلامية تشهيرية شعواء من العبادي وطباليه على السواء، كان آخرها تضمين العبادي إسم شقيقها ضمن قائمة الضباط الذين قام بإحالتهم على التقاعد (كعقوبة)، لكنها كشفت أن أخيها كان قد تقاعد بطلب منه قبل أن يأتي العبادي إلى السلطة! ويقصد العبادي بالطبع أن يسيء إليها من خلال الإيحاء بإساءة شقيقها. وطبعاً فأن "مختار العصر" لن يساعدها ولن يقول لنا حتى رأيه في الإتفاق فهو يتعرض إلى حملة ترهيب قوية، فترك المرأة التي دافعت عنه وانشغل باللطم.

علامات الطريق على الإنهيار العراقي

الوزير الكردستاني السابق محمد إحسان لم يقل الكذب، لكنه لم يكن دقيقاً حين قال أن "اللعبة انتهت"، فهذه اللعبة مستمرة والإبتزاز والتوسع مستمر، وبخطوات دقيقة. حيث يلعب كل ابتزاز جديد دوره في إجبارك على نسيان الإبتزاز الذي قبله، وقبوله كأمر واقع. فمن له الطاقة العصبية اليوم لتذكر موضوع الكمارك، والـ 17%، والأراضي المحتلة تباعاً في سهل الموصل؟ العراقي لم يعد يدري أين يلتفت من الصفعات السريعة، والصفعات التالية جاهزة: حق تصدير النفط للإقليم، وما ينتجه من سلسلة لا حل لها من المشاكل مع المحافظات... رواتب البيشمركة التي لا يعرف أحد عددها أو رتبها ولا يستطيع القائد الأعلى للقوات المسلحة حتى أن يصل إلى مناطقها ..وسيطرح حق التصدير لإسرائيل.. ثم حق التعاقد مع إسرائيل في أمور أخرى.. وربما إلغاء الفيزة رسمياً بين كردستان وإسرائيل.. اتفاقية لتبادل العلومات الأمنية مع إسرائيل لمحاربة "الإرهاب".. قنصلية إسرائيلية في اربيل.. مناورات عسكرية مشتركة بين البيشمركة وجيش الدفاع الإسرائيلي...هجوم تدريبي مشترك بين جيش الدفاع الإسرائيلي والبيشمركة على غزة أو بيروت..

هل تتصور أن في الأمر مبالغة، وأن كردستان ستتوقف في مكان ما لأنها تخشى ردة فعل حكومة بغداد وإحراجها؟ ومتى أحرجت كردستان؟ ألم يقل برلمان كردستان أن نسبتهم 12.6%؟ فهل أحرجت تلك "الحقيقة" كردستان ومنعتها من استمرار ابتزازها لـ 17% من حصة النفط؟ ألم تمنحها الحكومة دفعتين من المستحقات بدون وصولات؟ فهل قدمتها وهل توقفت عن المطالبة بـ "المستحقات"؟ ألم ترفض إعادة الأسلحة التي تعترف بأنها استولت عليها من الجيش؟ ماذا فعلت الحكومة؟ ذهب "ولي الدم" مهرولا ليلغي الشكوى القضائية التي أقامها وزير الدفاع ضدها! الم يكشف تقرير مصور لللبي بي سيي أن إسرائيليين دربوا مجموعات مجهولة في كردستان؟ فما كان رد الفعل وهل حققت الحكومة في الموضوع ولو بشكل شكلي أو كان هناك من طرح أية أسئلة؟
وهذا هو التقرير الأمني الروسي الذي كشف أن داعش تعتمد على كردستان في تسويق نفطها داخل وخارج كردستان وكذلك على غسيل الأموال المستحصلة(7) مقابل ما نعرفه من تسهيل احتلال كردستان للمدن بحجة حمايتها من داعش. ونشرت وكالة "لفين بريس" قائمة بأسماء ادعت أنهم من يتعامل مع داعش من الشخصيات الكردية الكبيرة(8) فماذا حدث؟ ماذا كان الرد؟ لا شيء!

ولذلك أقول أنه ليس هناك سبب لأن تخشى كردستان شيئاً عندما ستعلن يوماً أن البيشمركة سيشارك للتدريب، في عملية عسكرية إسرائيلية أو عملية اغتيال في لبنان أو سوريا أو غزة لبعض العرب الذين لا يرضون ذل إسرائيل! كل شيء يتقدم نحو هذه النتيجة، وكل شيء يبشر بالعار الأقصى والفقر الأقصى، ويسير وفق الخطة "مثل الساعة"، والقطيع يسير في طريقه إلى المسلخ بهدوء تام، وأقصى ما يحدث هو أن يصيح أحدهم "مااااء" حين يزداد الوجع، ثم يسكت ويسير مع السائرين.. لا أحد يكتب عن هذا لكن ومثلما كان للمالكي جيش من المتملقين فأن جيش متملقي العبادي قد بدأ حملته، وبدل مختار العصر، سيكون العبادي "مانديلا العصر"!(9) فلدى البعض بلغ حد كراهية العراق أن كل من يسهم في تدميره يصبح بطلاً معشوقا، أما من يحب العراق فيخيم عليهم صمت القبور..

انعدام رد الفعل

يجب أن نفهم أن الخطأ في الكارثة القادمة ليس في كردستان، ولم يكن العبادي أول المنبطحين وإن فاق رفاقه كثيراً. فذات الإبتزاز حدث مع الأردن ومع الكويت في عهد ولي الدم إضافة إلى ابتزاز كردستان، ولم يكن هناك رد فعل لا حكومي ولا جماهيري كاف. وحتى حين ألقي القبض على بريطانيين يزرعان العبوات الناسفة في البصرة في ولاية الجعفري، وقاما بقتل شرطيين ثم سجنا وتم تصويرهما (وما زالت الصور على النت)، فقام الجيش البريطاني باختراق السجن بالدبابات وإطلاق سراحهما ، فما الذي حدث للعلاقات العراقية البريطانية؟ هل استننتج سياسي عراقي شريف واحد، شيئاً عن علاقة بريطانيا ودول التحالف بالإرهاب؟ هل كتب صحفي عراقي شريف عن هذا الإكتشاف الجلل؟ (عداي)

الجعفري طيب خاطر بريطانيا بدلا من محاسبتها، وبرهن لهم أنه نصف رجل أيضاً. وهاهي بريطانيا تستدعى اليوم للمساعدة في محاربة الإرهاب، ويزورها رئيس الحكومة الجديد قبل استلامه الحكومة ببضعة أيام! ويمكنني أن أسرد لكم أيضاً حوادث وجرائم وفضائح قام بها ساسة العراق، فلم يحدث لهم شيء وأعيد انتخابهم، فهل من عجب أن يحدث لنا ما يحدث من كردستان أو غيرها؟ فكردستان والأردن وغيرها تقرأ هذه الأحداث وتعلم جيداً أن ليس لديها ما تخشاه إن أرادت الإضرار بنا، وأن "غضب الحليم" لن يأت! 

كردستان تغمز للبصرة

كردستان التي توجه اللطمة تلو اللطمة لبغداد، تغمز اليوم للبصرة والعمارة وغيرها بأن الطريق سالكة لمن يتجرأ السير في طريق الرذيلة بخطوات حاسمة وصلفة بما فيه الكفاية لردع الرد، وكل تعاملات كردستان مع بغداد ونتائجها تصلح أمثلة موثقة ودروس لهذه القاعدة لمن يشاء التعلم من المحافظات. وبذلك تكون كل الحجج قد قدمت لمدير قناة الفيحاء محمد الطائي – أحد اعمدة الإعلام الأمريكي في العراق، والذي تفرغ لفصل البصرة عن العراق وهو يمتدح اليوم الإتفاق غير مصدق عيناه ويدعو فوراً لتطبيقه فعلا على البصرة. وكذلك اثيل النجيفي المكلف بفصل الموصل، الذي كال المديح أيضاً للعبادي لذات الأسباب، ولدعاة الإنفصال من أرباب داعش في الأنبار. وهكذا وفر هذا ا لإتفاق مع كردستان القاعدة النفسية والإعلامية لكي ينجح في مسعاه كل من زرعته أميركا لغماً في محافظته. فإن منحت كردستان حق التصدير ورفع عنها الحظر، فلن يبق بصراوي أو مصلاوي أو أنباري أو عمارتلي واحد لا يؤيد تكوين الإقليم بأمل أن يبتز بغداد كما تفعل أربيل، وإن قاومت بغداد الإبتزاز، فالإنفصال!

وهكذا سينتهي العراق وتدفن خمسة ألاف عام من التاريخ الثري على يد كردستان والعبادي وعبد المهدي والطائي والنجيفي، ويتحول إلى كانتونات تدار من العاصمة أربيل لحساب الإقطاعي الكبير، وتوضع فيها القوانين التي تميز "طبقات المجتمع" القومية عن بعضها البعض، ويكتب على بعض المطاعم والنوادي أن العرب ممنوعون من دخولها وتخصص لهم كراسي حديدية في الجانب الخلفي من الحافلات والقطارات. هكذا سيعيشون حتى ينتهي نفطهم، ومثل بقية جماعتهم في الدول الأخرى، سوف ينبذون مع اطفالهم إلى الصحراء لتقضي بالجوع والعطش والإنتحار على اعدادهم الكبيرة التي لا تتحملها بيئتها، ويبقى أنفار قليلة منهم تدور في الخيام وترعى الماعز أيام الربيع.. أما "إقليم الله المختار" فسيكون قد سمح له أن ينفصل في دولة مستقلة بعد أن أكمل المهمة المكلف بها من إسرائيل.. عندها فقط يمكننا أن نقول مع الوزير الكردي السابق محمد إحسان، أن "اللعبة أنتهت"!

ملاحظة ملحقة: قبل نشر المقالة وجدت خبرين يتعلقان بالمقالة، الأول اعلن عن وصول وفد كردستان للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي اليوم! (10)

والخبر الثاني يعلن بأن الـ 500 مليون دولار قد تم صرفها لكردستان فوراً وبكاملها وليس بالأقساط كما توقعنا بالضبط وليس كما اقترحنا، وبسرعة فاقت كل تصوراتنا، من قبل وزير المالية هوشيار زيباري. وأنه قال أن هذه دفعة أولية وسوف تعقبها دفعات أخرى لمستحقات الإقليم! (11)

فلماذا دفعت كلها ولم تقسط؟ ولم لم تؤجل الدفعة ولو لبضعة أيام لما بعد المفاوضات؟ ..لأنهم واثقين من الوصول إلى اتفاق.. لأنهم عصابة واحدة، ولا توجد أية مفاوضات!.

دعوني أهدي لكم هذه الصورة التي تشرح كل شيء أفضل من مقالتي وباختصار!:




(1) صائب خليل - مقالات: اتفاق النفط – غسيل أموال النهب الكردستاني للعراق
http://saieb.blogspot.nl/2014/11/blog-post.html
(2) وزير النفط الاسبق: الاتفاق بين بغداد وكردستان سيفضي لإنهاء شامل للخلافات
https://newhub.shafaqna.com/AR/IQ/7126898
(3) عادل عبد المهدي تعليق على فيسبوك
https://www.facebook.com/Adil.Abd.Al.Mahdi1?fref=ts
(4) الفتلاوي: اتفاقنا مع الاكراد نكبة وطنية
http://alghadpress.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=23330
(5) على صفحة فيسبوك الفتلاوي
https://www.facebook.com/595117743944393/photos/a.607222259400608.1073741829.595117743944393/618839268238907/?type=1&relevant_count=1
(6) لحلقة الكاملة - حنان الفتلاوي تنفجر بعد تكليف حيدر العبادي برئاسة الوزراء -
https://www.youtube.com/watch?v=igd0v_ff_mQ
(7) تقرير لجهاز مكافحة الأرهاب الروسي" يفضح " طرق دعم تنظيم داعش التكفيري
http://www.manar.com/page-19329-ar.html
(8) وكالة كردية تنشر أسماء مسؤولين اكراد متورطين بصفقات نفطية مع عصابات "داعش !
http://www.albadeeliraq.com/article24362.html
(9) د. حبيب تومي: هل يصبح حيدر العبادي نيلسون مانديلا العراق ؟ -
http://www.akhbaar.org/home/2014/11/180281.html
(10) للتوصل إلى اتفاق نهائي.. اليوم وفد إقليم كردستان في بغداد - Akhbaar.org الأخبار
http://www.akhbaar.org/home/2014/11/180314.html
(11) زيباري يعلن صرف 500 مليون دولار الى الاقليم ويوضح الاتفاق الاخير بين بغداد وأربيل -
http://www.akhbaar.org/home/2014/11/180336.html