رَدْ على جناب الأب الفاضل الأركذياكون خوشابا كوركيس المحترم/الجزء الأخير

بدء بواسطة موفق نيسكو, نوفمبر 20, 2014, 10:25:59 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

موفق نيسكو

بارخمور أبونا
اقتباس 4- ب- أين كان الانجليز عندما وصل الآشوريون إلى الصين واليابان مبشرين بالإنجيل؟
الجواب: إن الآشوريين لم يصلوا إلى الصين ولم يبشروا أحد، بل أن السريان أو السريان الشرقيين النساطرة هم من قام بذلك، وجميع كتب التاريخ تقول إن الكتابات في الصين هي سريانية ومنها الكتابان اللذان ذكرتهما في الجزء2، واليك الدليل من شخص زار النصب وكتب عنه وأسم المصدر والمؤلف موجود في الصورة للاختصار.

وترجمتها : لقرون كان العالم الغربي أكثر أو أقل وعياً وغموضاً عن النصب الحجري الموجود شمال الصين والذي أقامهُ السريان المسيحيين من المبشرين النساطرة الذين نشروا المسيحية هناك منذ أكثر من ألف سنة..الخ، كما ذكر أن اللغة هي السريانية.
ولكن أهم ما في الأمر أنه يُسمِّي الصينين المنتمين للكنيسة السريانية الشرقية (النسطورية) بالسريان الصينيين المسيحيين قائلاً: وسيذكر ماركو بول ذلك في زيارته للصين في وقت لاحق أنه وجد كنائس مسيحية سريانية، وعندما دخل الكاثوليك إلى الصين سنة 1292م واجهوا النساطرة، ولكن في أوقات لاحقة ومع تقلبات الزمن يبدو أن السريان-الصينيون المسيحيون فقدوا خصوصيتهم واندمجوا في المجتمعات الدينية المحيطة بهم.
اقتباس 4 -ج: وماذا تقول عن قصص الشهداء الآشوريين مثل مار قرداخ الأربيلي ومار بهنام الآشوري وأخته سارة ووالدهم الملك الآشوري سنحاريب.
الجواب: لا يوجد في التاريخ كتاب باسم الشهداء الآشوريين، والكتاب المتداول شهداء المشرق بالحقيقة هو من تأليف ماروثا الميافرقيني الذي حضر مجمع اسحق سنة م410، واسمه الصحيح أخبار أو أعمال الشهداء فقط، ولأنه يتحدث عن الاضطهاد الفارسي فيرد اسمه أحياناً شهداء الاضطهاد الفارسي، وقصص الشهداء على مر العصور أضيفت إليها روايات وأساطير كثيرة لأهداف إيمانية، وهذا ما يذكره أغلب كُتاب قصص الشهداء دائماً، وهي عموماً ليست مصدراً للتاريخ إلا إذا أُشير فيها إلى حوادث واضحة وثابتة ومنطقية تتفق مع التاريخ، ومع أن جنابك قُلتَ قرداغ الحديابي ولكن أعلم انك تقصد آشوري، ومع ذلك فإن قصة قرداغ في التاريخ السعردي ص113 لا يوجد فيها لا آشوري ولا آشور، وليس فيها تواريخ أو أسماء معينة، ويقول أنه من عظماء الفرس، كما وردت القصة واضحة ومنطقية مع التاريخ لمؤلف نسطوري عاش زمن الجاثليق عبديشوع+986م فهو يقول لئلا أكون مخالفاً للنسطورية، وكان شاهد عيان لأنه يقول أنا شاهدتُ في بغداد كذا وكذا، وفي هذه القصة أيضاً لا يوجد كلمة آشوري بل أنه يركز على فأرسيتهُ، فبالإضافة إلى قوله أنه كان من عظماء الفرس أيام بربعشمين وشابور، يضيف وعندما اعتنق قرداغ المسيحية تُرجم له الإنجيل بالفارسية (بطرس حداد، مختصر الأخبار البيعية ص199).
وتتفق القصة مع تاريخ وجود شابور الفارسي379م والجاثليق السرياني بربعشمين346م، ومنذ سنة 1915م انتشرت قصة قرداغ بإشكال كثيرة وصل بعضها إلى30 صفحة، أي ربما بعدد كل صفحات كتاب ماروثا الأصلي، ومعظم القصة أسطوري، فجعلوا قرداغ من سلالة نمرود، ولا علاقة لنمرود الحامي بآشور السامي في الكتاب المقدس، كما جعلوه وزيراً ولاعب كرة، وادخلوا أسماء مثل كوشنزدلد ودينكوشنسف وسيبرزاد ونكوركان وبورزمير اقتبسوها من هنا وهناك، وأن له ديراً في ألقوش، وغيرها، ويقول الأب جان فييه الدومنيكي في كتابه القديسون السريان ص218: إن سيرة قرداغ في قالبها الحالي تُعطي انطباعاً سيئاً جداً لدرجة أن اسم القديس مشكوك فيه، وإنَّ جعل نسبه إلى نمرود وسنحاريب قد ضاعف الريبة بشأنه، ويختتم قوله إن قرداغ ينطبق عليه ما قاله يوحنا المارديني بشأن مار بهنام (الذين يجل الناس اسمهم بحق، ولكن لا أحد يعرف سيرهم إلا الله وحدهً)، علماً إني أرى أن اسمه فارسي وقريب إلى الكردي وكان هناك قرية قرب عقرة اسمها بيت قرداغ أو قردغيا.
ومن جهة أخرى حتى لو كان اسمه أو اسم غيره الآشوري، فهذا يعني أحد الأسماء الجغرافية لمدينة الموصل وما جاورها، مثل نينوى/سومري (طه باقر، معجم الألفاظ الدخيلة172)، آشور/آشوري، نواردشير/فارسي، حصنا عبريا/سرياني، الموصل/عربي (وقيل يوناني)، أقُور، وخولان (المقدسي، أحسن التقاسيم 126)، ناهيك عن الحدباء والفيحاء وأم الربيعين..الخ، وأن استعمالها يعتمد على ما يفضله أو تعوَّد عليه الكاتب أسوةً ببخديدا/فارسي، قرقوش/تركي، الحمدانية/عربي، أو الكوفة، الحيرة، وعاقولا، أو اربيل، حدياب، أديابين، وحزة، علماً أن استعمال المؤرخين السريان الشرقيين لاسم آشور للدلالة على مدينة الموصل أقل من السريان الغربيين (ومستعد اثبتلك ذلك فرداً فرداً).
أمَّا بشأن مار بهنام فقبل أن أوضح الأمر ونقفل هذا الملف نهائياً أقول: إن هدف الكُتاب عن تاريخ قديس معين ليس التركيز على كلمة يفسرها البعض لغرض معين، وأن على الكاتب شرح الكلمة بالتفصيل، بل أنهم يركزون على مكانته التاريخية والإيمانية عموماً.
إن مار بهنام هو أحد شهداء الاضطهاد الأربعيني الذي قام به شابور الثاني الفارسي (339-379م)، واسم بهنام (به نام) هو فارسي معناه الاسم الحسن (جان فييه، القديسون السريان95، الخوري عبدال، اللؤلؤ النضيد13، وغيرهم)، وأحد أشهر السنة بالفارسية بهنام، وأحد مؤسسي الديانة الفارسية الستة اسمه بهنام، واسم آخته سارة هو شيرين وهو فارسي معناه الجميلة، وإن سنحاريب هو أمير فارسي لا آشوري، وهو أمير في الموصل وليس مدينة النمرود، وأن الذي تبرع بإنشاء دير مار بهنام هو ثري فارسي، أذن فما الذي حصل؟
إن جميع المؤرخين والكُتَّاب على الإطلاق استندوا في رواياتهم عن سنحاريب على تاريخ الرهاوي المجهول الذي يقول: في سنة359م استشهد بهنام وأخته سارة على يد أبيهم سنحاريب ملك اثور، ويضيف عن سنحاريب مستنداً على رواية الإمبراطور الروماني يوليانوس الجاحد (+363) في رسالته إلى القديس باسليوس: سوف اذهب وأدمّر سنحاريب ملك اثور، ثم يُعقِّب الرهاوي على أن سنحاريب يتصل بنسب داريوس الفارسي الذي عاش أيام الاسكندر الكبير، وأن شابور الملك كان مركزه بلاد الفرس السفلى. (ج1ص89-90)، وقد ذكرتُ أنا في إحدى ندواتي قبل سنين أني اعتقد أن المقصود بسنحاريب هو شابور مستنداً على أن يوليانوس الجاحد توجَّه وحارب شابور وقُتل قرب الموصل، وأن يوليانوس كان يعتقد أنه الاسكندر (ول ديوارنيت، قصة الحضارة ج12ص42)، ومعلوم أن الاسكندر هو من قتل داريوس في معركة كوكميلا سنة 331 ق. م، قرب اربيل وأنهى الدولة الأخمينية، ولكني لم أكن املك دليل قطعي، أمَّا اليوم وبجهود الأب المرحوم جان موريس فييه الدومنيكي الذي أعطانا دليلاً قاطعاً حيث اتضح جلياً أنه بعدما ترجم النص اليوناني المرقم letter xl..p.g. xxxxiii,col.343-344 لرواية يوليانوس ووجدها كالتالي: (يجب علي الذهاب إلى بلاد فارس في اقرب فرصة لأسحق شابور الذي هو من سلالة داريوس حتى يصبح تابعاً لي ويودي الجزية)، والرواية لا فيها سنحاريب ولا أثور، والرهاوي نقل اسم سنحاريب بدل شابور، ومنشئ الدير رجل فارسي مسيحي ماراً إلى القدس اسمه اسحق، (آشور المسيحية ج2 ص600-611) ويؤكد الأب جحولا أن اسحق الفارسي باني الدير، ويضيف أن المستشرق الفرنسي لابلاس الذي زار الدير سنة 1852م أكدّ على أنه مبني على أنقاض أثر ساساني، جحولا ص37) وانتهى الموضوع.
وكمعلومات إضافية فقط: حتى الخور فسقوفس فرنسيس جحولا رئيس دير مار بهنام وغيره يؤكد بعد أن يستعرض التاريخ ويقول إن مملكة آشور سقطت وانتهت، وأن سنحاريب (قبل الدليل الحالي) كان أميراً فارسياً، ويصل إلى الخلاصة ص15 (إن المملكة الفارسية ظلت مقسمة لقرون طويلة إلى إمارات أو ممالك صغيرة مستقلة، ولكل منها عامل أو ملك يعينه ملك الملوك الفارسي الأعظم، ويخضع له)، لذلك فإن بهنام هو ابن أحد أمراء الفرس في الموصل وخاضع لشابور الفارسي، وأن مار بهنام استشهد فعلاً في منطقة النمرود مكان الدير، ولكن لم يكن أبوه أميراً لمدينة نمرود لأن نمرود لم تكن قائمة آنذاك، ويقول الأب فييه مستنداً على كتب خاص بآثار نمرود: وبكل تأكيد إن نمرود ومنذ القرن الثاني قبل الميلاد لم يكن فيها أثر للحياة ولم يعثر العلماء على أي أثر للحياة أو ساساني فيها، وأن الآثاريين نزلوا إلى طبقات دنيا بآلات ومعاول كبيرة لاكتشاف الآثار الآشورية القديمة، ويؤكد أدي شير أن نمرود خرُبت قبل هذا التاريخ ب600سنة، وأن قصصاً كثيرة مشابهة لمار بهنام نسبوهم الكُتاب لملوك، ويستشهد بأمثلة (كلدو وآشورج2ص93)، ولدى تدقيقي شخصياً في دليل الآثار العراقية لم أجد إلاَّ مرة واحدة فقط ذكر لتل نمرود يعود للحقبة الآشورية القديمة، وحتى التل كان يسميه أهل المنطقة تل الراسم، بينما هناك عدة مرات ذكر لآثار في قرقوش وبرطلة وغيرها، كما إني دققتُ كتاب الآثار الآشورية لرويستين باريك (ف4 نمرود) ولم أجد إطلاقاً ذكر لأثر ساساني، كما أُضيف أن قصة مار بهنام لم ترد في كتاب ماروثا، وقصته الأصلية وردت مع قصة مار متى وكُتبتْ زمن مار متى أو خليفته زاكاي، وقد احرقها سنة 480م برصوم النصيبيني عندما هجم على الدير، والخلاف الوحيد بيني وبين الأب جان فييه هو أنه افترض أن اسم والدة بهنام هي شيرين، لكن رائي لا يحتاج إلى افتراض، لأن سارة هي شيرين واسمها واضح تماماً، واعتقدْ أن الأب فييه ربما قارن اسم سارة في الكتاب المقدس بالفارسية فوجده نفسه، لكنه لم يركز على أن معنى الاسم شيرين هو فارسي ويعني الجميلة، وهو مطابق لمعنى اسم أخيها، وورد هذا الاسم عند الفرس حيث كانت زوجة كسرى الثاني+590م التي سباها من سوريا اسمها شيرين، وأكيد أن اسمها الحقيقي هو سارة.
اقتباس 4-د: ألم تزر يوماً دير الشيخ متي في جبل مقلوب لترى بأم عينك سور الملك الآشوري سنحاريب والذي يحيط بالدير وهو شاخص لحد اليوم، أرجوك أن تزور الدير وتشاهد سور سنحاريب قبل أن تفجره داعش. أين كان الانجليز في ذلك الزمان ؟؟؟
الجواب: (أولاً) الحمد لله لم تصل داعش إلى الدير ولا إلى القرى الأربعة ولم تفجر السور، وأن المطران فقط وتحت إلحاح البيشمركة من باب الحرص عليه غادرها أسبوعين تقريباً ثم عاد وهو اليوم في الدير، كما لم يفارق الدير الرهبان وبعض كبار السن والمرضى.
(ثانياً) قد أكون باحث تاريخي اعرف باقي تاريخ الكنائس والأديرة عن طريق القراءة، أمَّا دير مار متى فلا استطيع استعمال كلمة زرتهُ لأن ذلك يتجاوز مئات المرات، ولذلك أنا مع دير مار متى والمنطقة بالذات لست كاتب وزائر أستند إلى مصدر فقط، بل أنا هو من يكتب بعض التاريخ لتنقله الأجيال عني، فأنا لا اعرف اسم السور فحسب، بل اعرف المنطقة من القلايات إلى أسماء عيون الماء وأسماء بعض الأشجار والأحجار الكبيرة في الجبل، وكذلك بعض أسماء مواشي الدير (الغنم والبغال والكلاب)، وأسماء ساكني أربع قرى رجالاً ونساء إلى سن88 سنة (عدا الصغار والشباب إلى عمر 25 تقريباً)..الخ، فاسم الجبل هو مقلوب أو الألفاف وهي كلمة سريانية تشير إلى ألوف الرهبان، واسم القرية ميركي من اسم أبرشية الكومل والمرج السريانية، ومعناها بالسرياني الأراضي الخضراء، والقرى الأخرى مغارة والألفاف والمحبة، واسم الطريق الحجري إلى الدير (الممشى) هو طبكي ومعناها سرياني المرتقى (طبويو، طبيوثو)، واسم عين الماء الرئيسية الجنينة، واسم الكهف قرب الدير الناقوط لأن الماء يقطر من سقفه، وهناك كثير من أسماء المناطق كردية، كلي دريش، كاني جرجيس، رزي شمي..الخ، ولا أحد يعرف سنحاريب وسورهُ، وكل ما في الأمر إنه استناداً للرواية التاريخية الخاطئة كما رأينا، فان سنحاريب أمر ببناء الدير، وهذا الأمر يقتصر على رجال الدين وبعض المثقفين فقط، أمَّا غالبية الناس البسطاء فلا يعرفون من هو سنحاريب، وهنا أريد أن أسجِّل مسألة كمثال بخصوص البعض وكيف يريد أن يصنع تاريخاً، وفيها طرافة، وكذلك خشية من يُكتب في المستقبل عن هذا الأمر: في منتصف أربعينيات القرن الماضي سكن قرية مغارة المجاورة للدير بعض العوائل التيارية النازحة لعدة سنين واعرف أسمائهم نقلاً عن الكبار، ويبدو أن بينهم من كان مثقفاً، فجعلوا كل شي في الجبل آشوري بما فيها شجرة كبيرة اسمها قتلة لوسية في الطبكي، والشجرة يربط الناس بها قطعة قماش للبركة، وفي سبعينات القرن الماضي رافقني إلى الدير أحد أصدقائي الآشوريين من الموصل واسمه يوناثان (أتمنى أن يكون موفقاً في حياته لأني من يومها لم اعد اعرف شيئاً عنه)، فوصلنا الشجرة وبدأ يربط قماش وقال لي إن هذه هي القديسة الآشورية لوسية زوجة الملك سنحاريب، فضحكتُ ضحكة عميقة وطويلة، فاستغرب وقال لي لماذا؟، فقلت له شكراً لك لأنك جعلتَ من (....) التي هي زوجة نيسكو قديسة وزوجة الملك سنحاريب، (أنا يومها استعملتُ كلمة قبل زوجة نيسكو!)، لأن لوسية هذه هي زوجة نيسكو وقُتلت هنا لأسباب دينية وسال دمها على الشجرة، وشيئاً فشيا أخذ الناس يتبركون بها، وبعد مدة رَويتُ لأحد أبناء نيسكو الكبار الأمر، فضحك وقال لي (هذا شغل يوسف) من قرية مغارة، وكان صديقي وهو كان يقول هذا الأمر دائماً، ويبدو أن القصة انتشرت، واسم لوسية الثلاثي هو لوسية اسطيفان كْرَّان، والحادث جرى سنة 1897م تقريباً.
وقبل أن نختم أقول:
1: إن أية كنيسة أو أُمة تريد أن تثبت وجودها واسمها وتراثها، على رجال دينها ومثقفيها أن يُثبتوا ذلك أولاً من مصادرهم التي كتبها آبائهم ومثقفيهم، ثم بعد ذلك أن أرادت أن تُعزز الإثبات فلا باس من اللجوء إلى كتب الآخرين من الضيوف والجيران كشواهد، أي أن أهل البيت يعرفون أسمائهم ولغتهم وتراثهم أكثر من الآخرين، أمَّا القفز إلى كتب الآخرين مباشرةً واقتناص كلمة هنا وهناك، فهذا دليل ضعف يبرهن على أن الكنيسة أو الأمة ليست موجودة وتريد أن تثبت وجودها من خلال الآخرين، وعدم الارتكاز على المصادر ألام واللجوء إلى المصادر العربية لن يحدث فرقاً في أن العرب اخترعوا اسماً للقوم أو الانكليز.
2: إن الاستشهاد من المصادر يجب أن يكون مبني للمعلوم وليس للمجهول وبصورة واضحة موثقة لأشخاص معلومين بمهنهم وتاريخ وفاتهم ولغتهم وكتبهم ورسائلهم وقواميسهم وشهورهم ..الخ، وفي مصادر التاريخ أخبار كثيرة عن أن الفلانيين شيدوا كنيسة أو أن كنيستهم اغتصبت أو احترقت، أو أن الخليفة الفلاني اصدر مرسوماً للبطريك الفلاني..الخ، أو حدثت مشكلة مع الطائفة الفلانية..الخ، وليس لكاتب كتب موضوعه بشكل عابر واعتمد على التسميات الجغرافية القديمة التي وردت في الكتاب المقدس لشهرتها والتي يبقى استعمالها فيما بعد، فهناك من الكُتَّاب إلى اليوم يسمي اللبنانيون فينيقيين والفلسطينيين كنعانيين والمصريين فراعنة..الخ  ولكن هل هناك على الأرض طائفة أو كنيسة تسمي نفسها الفينيقية أو الكنعانية أو الفرعونية، أو أنها تسند إلى رحالة وصل المنطقة قاصداً البصرة على فرس قبل مئات السنين حاملاً الكتاب المقدس في جيبه الأيمن فوصل الموصل واخرج دفتر مذكراته من جيبه الأيسر وكتب دخلتُ بلاد أشور، وبعد أيام وصل إلى الحلة، فكتب دخلت بلاد الكلدانيين، ثم وصل الناصرية فقال هذه ارض سومر.
3: إن الاستشهاد وخاصة من الآخرين كالعرب أو لرحالة ومبشرين هو مهم ولكن يجب أن يكون واضح ومفصل ولأشخاص معروفين وفي صلب الموضوع ومن ناس احتكوا بالقوم وسكنوا معهم وعاشروهم وسألوهم عن كل صغيرة وكبيرة من اسمهم، اسم كنيستهم، لغتهم، دينهم، تقاليدهم، مشاكلهم، وزاروا كنائسهم والتقوا مع رجال دينهم...الخ، فمثلاً هل يُترك كتاب جورج بادجر الذي عاش في المنطقة عدة سنين والتقى وعاشر البطريرك النسطوري وكتب كل شي بكتاب من 426 صفحة ذكر كل تسميات القوم الذين التقى بهم كشاهد عيان عدا الآشوريين الذين عاشرهم وسكن معهم؟، فذكر السريان والكلدان مئات المرات وحتى اليزيدين والأكراد ولم يذكر وجود الآشوريين إطلاقا، أو ترك الاستشهاد من جوستن بركنس الذي سكن ثمان سنوات بين النساطرة وألَّف سنة 1843م كتاب ثمانية سنين من الإقامة في فارس بين النساطرة وقال في ص175: في المحادثة مع أن مار يوحانون أسقف اروميا  قال له في الحديث الذي جرى بينهما بخصوص التسمية: إن الاعتراض على تسميتنا النساطرة ربما نشأ من الخوف بأن الإهانة قد رافقت هذا الاسم، وفي تقديرنا أن النساطرة دائما وصُموا من قبل البابويين (الكاثوليك) والطوائف الشرقية الأخرى بشكل صارخا جدا بأنهم هراطقة، وإن الناس عادة ما يسمون أنفسهم syrinee (سرياني)، وأحيناً اقل نصارني.
وهناك عشرات الشواهد الموثقة لدينا مثل هذه وأكثر، فهل تترك هذه الاستشهادات المبينة وغيرها، أو أهم كتاب على الإطلاق الذي عالج هذا الموضوع بشكل أكاديمي واضح مستنداً إلى جميع المصادر العالمية فضلاً عن أنه نسطوري وهو كتاب البرفسور جون جوزيف (الآشوريين الجدد في الشرق والأوسط ومواجهة البعثات الغربية)   the modern assyrians of the middle east encounters with western chrisian missons   
والذي لم يُترجم إلى الآن علماً أن كتاب أقل منه بكثير أهمية تُرجم من لغات أخرى، فهل يُترك هؤلاء ثم القفز إلى كتب عربية وأجنبية وردت كلمة هنا أو جملة هناك؟، والحقيقة إني قد أجبت سابقاُ على الكثير من الاسماء مثل سنحاريب وقرداغ وكثير من الاقتباسات الخاطئة وليس لدي وقت لتفنيد  ملاين الكلمات التي تأتي في الكتب بشكل عابر، ولكن بما أن هناك كتابان مشهوران يستشهد بهما مثقفين آشوريين معروفين دائماً مثل الأخ احيقر يوخنا وغيره، لذلك سوف أُفنّدْ هذين الكتابين بصورة واضحة وجلية لا تقبل الجدل ولأول مرة، علماً أن هذه ستكون المرة الأخيرة لتفنيد كلمة أو جملة أتت بشكل عرضي في كتاب ما، كما إني إلى جانب الأب الفاضل خوشابا سارد على الأخ العزيز أحيقر بخصوص هذين الكتابين، أذا أراد أن يعطي رأيه في تفنيدي.
الكتاب الأول: شرفنامة للبدليسي: حيث يقول المثقفين الآشوريين إن كتاب شرفنامة ذكر الآشوريين في التُرجمة العربية من الفارسية إلى العربية طبعة ثالثة 2007 ص614، حيث ذكر المترجم أن كلمة آسور= آشوريين، ولنرى الآن هل ذكر الآشوريين، وهذا هو النص الأصلي بالفارسي ص292.
- إن النص الأصلي لم يذكر كلمة أن كلمة سور= آشور، وإنما المترجم لم يعرف ما هي الكلمة فاعتقد أنها تعني آشور.
إلى هنا انتهى التفنيد، لا يوجد آشور ولا آشوريين، نقطة رأس السطر.
ولزيادة المعلومات فقط  للقاري الكريم عن كلمتي آسور وسيدفايان اقول:
- إن عشيرة (سيديافان) هي عشيرة أرمنية սետավեան ومعلوم أن أغلب الأسماء الأرمنية تنتهي (يان) اغاجان، بوغصيان، يرفيان ..الخ، ومقاطعة سيديافان أرمنية تقع قرب أرض روم شمال حكاري، وهي مقاطعة تركية اليوم لها عدة أسماء
Belencik,Belendzhik,Sadivn,Sadvan,Şadivan,Şadvan
- إن  كلمة آسوري هي كلمة أرمنية معناها الجبل، الجبلي  սարը وتُنطقsary  وهي مشتقة من الكلمة الأرمنية  جبل սար
وتُنطق sar، وايصورية أو آيسورية كانت ولاية بيزنطية كبيرة تشمل الكليكتيان الارمنية، واشتهر الآيسوريين في التاريخ كغزاة، وبوصول الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث الآيسوري Leo III the Isaurian (717 - 741م) استمر عشرة أباطرة منهم بالحكم إلى ليو الخامس 813-820م، وتسمى حقبة حكمهم فترة حكم الآسرة الايسورية، وهناك كتاب خاص بالأسرة الآيسورية اسمه الدولة البيزنطية في فترة حكم الأسرتين الأيسورية والعمورية، لنورا إبراهيم الداينالي، كما أن تاريخ المنطقة الكنسي واضح بأبرشياته وكنائسه وأديرته واسم الإقليم باليوناني والانكليزي هو واضح وهذه نبذة من موسوعة أنطاكية للأب متري هنري اثناسيو مج2
فالكلمة معناها عشيرة سيديافان الجبيلية الارمنية، وليس آشور وآشوريين، ولهذا  أطلب من السيد محمد جميل روزبياني مترجم كتاب شرفنامة للعربية أطال الله عمره إن كان حياً أن يُصحح خطأهُ بحذف كلمة آشور، وأن كان قد رحل لا سامح الله اطلب من المهتمين إذا أعيد طبع الكتاب تصحيح الخطأ وتسجيلهُ باسمي شخصياً.

الكتاب الثاني: رحلة الفرنسي هنري بنديه سنة 1885م والتي ذكرها أحد الكتاب أكثر من عشرين مرة ليدلل على وجود الآشوريين بالقول إن بنديه هو أول رحالة أوربي زار المنطقة وذكر مرة واحدة فقط في ص 8 الاثوريين، وهذا هو النص الأصلي
:
- أن كلمة اثوريين لم ترد في النص الأصلي، انتهى التفنيد، لا يوجد آشوريين، وإن مترجم الكتاب بالعربي المرحوم الأب يوسف حبي وضع كلمة اثوريين ثم (النساطرة)  بين قوسين. انتهى التفنيد، نقطة رأس السطر.
ولذلك على المثقف أن يتحرى الدقة بالاستشهاد من الكتب خاصة عندما يكون الموضوع متخصص، وعدم اقتناص الكلمات المتساقطة في الكتب كما ذكرها الأخ والصديق العزيز أحيقر مرة.
-ولزيادة المعلومات فقط فإن اسم الرحلة هي إلى كردستان في بلاد ما بين النهرين.
-إن هذا الرحالة ليس أول أُوربي وصل المنطقة كما يريد البعض بل هناك عشرات وصلوا قبله واحتكوا بالقوم وكتبوا عنهم.
- أذا افترضنا جدلاً أن هذا الرحالة أو غيره من المبشرين ذكر اسم الآشوريين، يجب أن يكون قبل سنة 1850م حيث راج الاسم الآشوري في انكلترا نتيجة وصول ألاف مؤلفة من الآثار الآشورية القديمة، أو كأقل تقدير من سنة  1876م  عندما شكَّل رئيس أساقفة كرنتربري بعثه إلى السريان الشرقيين النساطرة سمَّاهم بالآشوريين، وأن يكون الاستشهاد واضح وليس عابر.   
بارخمور
موفق نيسكو




[/size]