عملة داعش ميتة قبل ولادتها ومحكوم عليها بالفشل

بدء بواسطة jerjesyousif, نوفمبر 20, 2014, 05:18:55 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

عملة داعش ميتة قبل ولادتها ومحكوم عليها بالفشل
[/b]

   
وكالة اليوم الثامن
    19 نوفمبر 2014م
بغداد-((اليوم الثامن))

أثار إعلان تنظيم داعش عن سعيه لإصدار عملة خاصة به جدلا واسعا سلط الضوء على مساعي التنظيم الحثيثة لممارسة نشاطات اقتصادية على نطاق واسع.

وشككت تقارير دولية في فرص نجاح تنظيم داعش في توسيع رقعة أنشطته الاقتصادية ضمن تحركاته لنيل الشرعية من خلال امتلاك المقومات التي تتمتع بها الدول.

وكانت تقارير صحفية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن داعش تريد استعادة الدينار التاريخي، الذي كان يتم تداوله في الحضارة الإسلامية.

ويبدو أن دينار داعش المقترح مصنوع من خليط من المعادن، وهي خطوة أولى لإصدار عملات من الذهب والفضة الخالصة، استخدمت لأول مرة أيام خلافة عثمان بن عفان.

ويقول المحلل الاقتصادي جاستين درينان في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إن نجاح عملة جديدة يتطلب عدة عوامل يجب أن تتوفر أولا، قبل إصدارها.

وأضاف أن هناك حاجة لكي يقتنع الناس بأن هذه العملة هي وسيلة معاملات مستقرة، "وهو ما يعني أن كلا من المجتمع الذي قرر استخدام هذه العملة والهيئة التي أقدمت على إصدارها مستقران".

وأشار إلى أنه لكي تكون هناك رغبة في الحصول على تلك العملة لقاء بعض البضائع والخدمات، "ينبغي أن يقتنع الناس بأنهم يستطيعون أيضا مبادلتها بسهولة حين يرغبون في ذلك".

ولم يذكر التنظيم حتى الآن المكان الذي سيتم فيه سك العملة الجديدة، وهو ما يعكس من جانبه حزمة من المشكلات التي تأتي في مقدمتها بناء الثقة حول عملة تصدرها مجموعة إرهابية ترزح تحت حملة قصف جوي عنيفة، إلى جانب تورطها في عدة معارك أكثر ضراوة على الأرض في سوريا والعراق.

وأضاف درينان أن الناس العاديين يدركون أن المجتمع الدولي لن يسمح بأن تكون لتلك المنظمة تعاملات مالية على نطاق دولي، وهو ما سيكون له بالغ الأثر على تراجعها.

ويبدو أن المشكلات التي تواجه العملة الوليدة لا تتوقف فقط عند هذا الحد.

ويقول خبراء إنه لكي يعترف الاقتصاديون بشيء ما على أنه نقود فإن ذلك يتطلب أن تكون وسيلة للصرف ووحدة حساب ومخزن لقيمة ما.

ويوضح الخبراء أن عملة داعش من الممكن أن تكون مخزنا للقيمة، وذلك لأن التنظيم حاول أن يستمد قيمتها من ثمن المعدن (الفضة أو الذهب) المستخدم في سكها، وهو جانب إيجابي من الممكن أن يختفي فجأة إذا قرر الجناح الاقتصادي للتنظيم إصدار عملات ورقية.

لكن تغير الحدود اليومي تقريبا، وكذلك عدم وجود قابلية في الغرب للدخول في علاقات تجارية مع التنظيم، من شأنهما ألا يسمحان بأن يخرج نطاق استخدام العملة عن مناطق سيطرته، وهو ما سيجعل حتى غسيل الأموال القادمة من هناك أمرا صعبا.

ويقول بعض الخبراء إن الناس، في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، لن يكونوا قادرين على حساب القيمة الموازية للدينار (الداعشي) ومدى قدرته الشرائية، وما إذا كان مساويا لأي من البضائع المتداولة.

ويقول درينان إن عملة داعش لن تكون قادرة في أي وقت من الأوقات "على الوصول إلى الاستقرار والكفاءة التي تحتاجها أي عملة أو أي شكل من أشكال النقود التي تحظى بثقة الناس".

ويضيف "إذا تم إصدارها بالفعل، فستكون هذه العملة سببا في هدم الدولة التي يسعى إليها التنظيم".

وأكد أن قيمة الذهب كمعدن يمكن أن تكون مفيدة في تقدير قيمة العملة الداعشية، لكن الناس أصبحوا أقل حساسية تجاه قيمة المعادن النفيسة وأكثر اعتمادا على النقود.

وبحسب بيان أصدره تنظيم داعش في الأسبوع الماضي فإن إصدار العملة يهدف إلى البقاء بعيدا عن "النظام المالي الجائر" على حد تعبير البيان.

وقال إنه سيصدر بيانا في وقت لاحق لشرح قيمة صرف العملة، وأين يمكن توفيرها.

ويسيطر تنظيم داعش على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، ويسعى إلى تأسيس دولة الخلافة الإسلامية في الإقليم.

ونسبت قناة سي.أن.أن إلى مساعد وزير الخزانة الأمريكي السابق جيمي غورول قوله إن داعش "على عكس تنظيم القاعدة، الذي كان يتلقى تمويلا من الخارج، لديه تمويل ذاتي في الأساس."

وأضاف أن تمويلها يأتي من النفط، ومبالغ الفدية والضرائب والتحف المسروقة.

واشار إلى أن "الصعوبة بالطبع، في مثل هذا النوع من النقود، بأنه لا يمكنك مجرد وضع النقود في صندوق الأحذية أو تحت فراشك".


منقول نصا من موقع "اليوم الثامن" / جرجيس