مشاكســـة ..ماســـح الاحذيـــة رئيســــا / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 19, 2014, 10:00:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســـة    
ماســـح الاحذيـــة رئيســــا


برطلي . نت / بريد الموقع
 

مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@ yahoo.com
   
هربا من الصداع الحاد وارتفاع ضغط الدم والانفعالات الاخرى العنيفة التي تسببها لي نشرات الاخبار (الســعيدة) عبر فضائياتنا المجيدة، وهي ما تفتأ على مدار الساعة تنهي خبرا مأساويا حتى تنقل تفاصيل كارثة اخرى وتصول وتجول بين المفخخات والانهيارات والاختطافات والتهجيرات والفساد والسرقات وهيمنة الميليشيات وتهريب المليارات والبطالة وغياب الخدمات وجرائم الذبح والسبي والسلب والنهب من قبل عصابات داعش وبيع النساء والفتيات، حتى باتت نشرات الاخبار، مع الاعتذار للمذيعين والمذيعات ولمسؤولي هذه النشرات من المعدين والمشرفين والمعدات والمشرفات في مختلف الفضائيات، حيث لا دخل لهم بهذه الكوارث والنائبات، اشبه بنشرات المآتم والكوارث والعزاء وعدساتهم تستعرض الجثث والدماء واشلاء الضحايا الابرياء. تشاغلت عن الاستماع لاحدى نشرات العزاء بالغرق في تصفح المواقع الالكترونية ذات مساء ، هربا من ماسينا الوطنية، لاتوقف صدفة وبمنتهى حسن النية ازاء واحدة من اروع التجارب الانسانية التي جعلت من ماسح احذية رئيسا قلب موازين الحكم راسا على عقب واخرج، بلاده بعيدا عن النظريات والستراتيجيات والفساد والصفقات المشبوهة والعمولات، من ضائقتها المالية ليضعها على طريق الرفاهية، وليترك كرسي الحكم رغم تشبث الشعب به وتوسلاته إليه بالبقاء وفي خزانة بلاده فائضا ماليا قدره (200) مليار دولار، في الوقت الذي تحولت فيه بعض الدول الغنية ومنها دول نفطية، الى دول (لفطيـــة) اتى حكامها بشراهتهم (الوطنيــــة) على الاخضر واليابس بستراتيجياتهم (العبقريـــة) التي لا تعرف للاموال والواردات والميزانيات والتخصيصات الا طريقا واحدا لاطريقا سواه يصل بين الخزائن الحكومية ليصب في حساباتهم الشخصية، ولو قدم بعض السياسيين والوزراء والبرلمانيين ورؤساء الحكومات ورؤساء الدول والمستشارين كشفا حقيقيا الى برلماناتهم وشعوبهم حول اموالهم وشركاتهم وعقاراتهم وارصدتهم التي جنوها (بالطـــرق الشرعيــــة) بعد ان (شـــرعنوا) مختلف اساليب الفساد، لاهتزت، ربما، بناية الامم المتحدة في نيويورك جراء الصدمة ولانهارت كانهيار برجي التجارة العالمية في واشنطن.
اما ذلك الرئيس الذي رفعته انسانيته وحرصه ووعيه ونزاهته من ادنى مستويات العمل المهني لتضعه بجدارة على مقعد رئاسة البلاد، فهو الرئيس البرازيلي (لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ) الذي ولد في تشرين الاول عام 1945 وسط عائلة معدمة بمعنى الكلمة، وكانت طفولته قاسية، فقد كان طفلا لأسرة مكونة من 7 أولاد وبنات، سافر أبوه مع ابنة عمه بعد أسبوعين فقط من مولده للبحث عن عمل في سان باولو ثم انقطعت أخباره لتكتشف زوجته أن زوجها تزوج من ابنة عمه بعد أن عاشا قصة حب سرية. ولذلك اضطرت أن تسكن في غرفة واحدة في منطقة فقيرة
بدأ لولا دا سيلفا مشواره التعليمي في سن مبكر، ولكنه توقف عن التحصيل الدراسي في سن العاشرة عندما كان في السنة الخامسة من الدراسة الابتدائية بسبب الفقر الشديد والظروف الصعبة التي كانت تمر بها العائلة.
وقد اضطرته ظروفه الصعبة تلك للعمل كماسح للأحذية لفترة طويلة في الشوارع وكصبي في محطة وقود، ثم حرفيا في ورشة، وبعد ذلك ميكانيكيا لإصلاح السيارات، وبائع خضروات لكن كل تلك الظروف جعلت منه رجلًا قويًا. وانتهى به الحال كمتخصص في التعدين بعد التحاقه بمعمل (فيس ماترا) حيث نجح في الحصول على دورة تدريبية لمدة 3 سنوات من هناك ثم انتمى لنقابة عمال الحديد واصبح رئيسا لها وواصل مشواره حتى انتخب رئيسا للبلاد. ..
حظي الرئيس لولا دا سيلفا بشعبية كبيرة في وخاصة لدى الطبقة الفقيرة وأطلقوا عليه لقب (بطـــل الفقــــراء) نظرًا لعمله البطولي من أجل فقراء البلاد حيث استطاع اقناع العديد من رجال الاعمال والطبقة المتوسطة بالالتفاف حول الفقراء. كما قام بوضع العديد من البرامج الإجتماعية التي أسهمت إلى حد كبير في التقدم الذي حدث في البرازيل. ولم تقتصر شهرته على البرازيل وحسب بل وصلت إلى العالم أجمع حيث قال عنه الرئيس اوباما ( لولا أكثر شعبية منى إنه أكثر شعبية من كل الكرة الأرضية).
عندما فاز دا سيلفا أول مرة برئاسة الجمهورية كانت البرازيل على شفا هاوية ازمة مالية واقتصادية ، وهى الآن اصبحت تتمتع بفائض نقدي يزيد عن 200 مليار دولار واصبحت صاحبة أقل نسبة غلاء من بين دول العالم الثالث.
بفضل المنهج الذي سار عليه لولا دا سيلفا، اصبحت بلاده تحتل المرتبة الثامنة كأكبر اقتصاد على مستوى العالم كما استطاع اخراج أكثر من 20 مليون شخص من تحت خط الفقر وتحسين حالتهم المادية واطلقت عليه مجلة تايم الامريكية لقب (الزعيم الاكثر تأثيرا في العالم).
اخيرا، رفض هذا الرئيس المثالي تعديل الدستور للاستمرار بحكم البلاد لولاية ثالثة رغم الحاح الشعب عليه قائلا لهم والدمع يترقرق في عينيه (كيف اسمح بعودة الدكتاتورية وانا قد ناضلت ضدها؟ ساكون دائما في الشوارع بينكم) .
ترى كم من الدول المنهوبة والمسلوبة، والمتسولة والمتوسلة، بحاجة الى ماسح احذية مثل لولا دا سيلفا ليكون رئيسا لها، وينهي ازماتها ومآسيها وينصف فقراءها ومعدميها ؟