المرأة المهجرة .. تهجير قسري وعنف أسري

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 23, 2015, 12:39:46 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المرأة المهجرة .. تهجير قسري وعنف أسري





برطلي . نت / خاص
بعد مرور ما يقارب من السنة والنصف على التهجير باتت العوائل المسيحية النازحة سواء التي تسكن في مجمعات النزوح أو تلك التي تعيش في بيوت مؤجرة رهن واقع جديد فُرِض عليها أن تعيشه مجبرة . وبدأت تمارس حياتها في ظل ظروف صعبة جعلت أفراد العائلة يتنازلون عن الكثير من متطلبات الحياة الضرورية والحاجات الشخصية . ومن أكثر افراد العائلة تأثرا بهذا الواقع المرير هي المرأة ، التي تغاضت عن الكثير من حقوقها الشخصية من أجل الحفاظ على كيان العائلة وتماسكها حتى أهملت نفسها ، مما جعلها في كثير من الاحيان  ان تقبل  حتى بالعنف من قبل الرجل .
أطلقت الامم المتحدة وبمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يصادف في 25 تشرين الثاني من كل عام ، حملة لانهاء العنف ضد النساء والفتيات تحت عنوان ( لون العالم برتقاليا ) . ولم تكتفي بهذا اليوم فقط بل مدت حملتها هذه السنة الى العاشر من كانون الاول لنشر الوعي بشأن انتهاك حقوق المرأة . وفي العراق واقليم كوردستان أقيمت عدة ندوات وورش عمل بخصوص ذلك .
جهل النساء في معنى العنف ضد المرأة
أجمعت كل النساء التي تم اللقاء بهن واللاتي اشترطن عدم تصويرهن وعدم ذكر الاسم الكامل أو الاكتفاء باسماء مستعارة على حصر معنى العنف ضد المرأة بالاعتداء عليها بالضرب من قبل الرجل ، أوتوجيه كلمات نابية بحقها مثل السب والشتم وما الى ذلك ، متناسين ان حتى شرطهن هذا يدخل ضمن العنف ضد المرأة .
تقول رائدة متي المشاركة في مسوحات ميدانية حول العنف ضد المرأة . أن المرأة العراقية عموما تجهل الكثير من حقوقها وعن العنف ضدها الذي تدخل في تصنيفاته أكثر من عشرين حالة تعتبر عنفا ضد المرأة منها : منع خروجها من البيت دون أذن ، منعها من زيارة أهلها ، التصرف بمصوغاتها الذهبية رغما عنها ،  منع استخدام الموبايل ، حصر دخل البيت في يد الرجل فقط ، الانجاب المستمر والمعاشرة الزوجية الاجبارية بالاضافة الى الضرب والايذاء بالكلام وغيرها كثير . وتضيف السيدة رائدة . يغيب على المرأة العراقية ان العنف لا يقع على المرأة المتزوجة فقط وانما يقع على المرأة العازبة ايضا مثل منع الفتاة من الدراسة ، منعها من الذهاب في نزهة مع المدرسة او مع زميلاتها ، منعها من التوظيف ، اجبارها على الزواج من شخص ترفضه ، اجبارها على الزواج في سن مبكرة والاعتداء عليها بالضرب من قبل أخوتها وغيرها .
مسببات العنف ضد المرأة
تقول السيدة (و . ج) ان الوضع الاقتصادي الغير الجيد للعائلة بسبب البطالة وقلة العمل والوارد المادي القليل لرب العائلة هي من الاسباب الرئيسية التي تواجهها العائلة النازحة والتي تنتهي بمشاكل عائلية تنعكس تأثيراتها على المرأة خصوصا اذا ما انتقد رب العائلة من قبل الزوجة ليقوم الزوج بالاعتداء عليها ضربا .
اما السيدة (هـ . ص) فتقول مشاكل عائلية كثيرة تحدث هنا ، استمع الى اعتداء الرجل على زوجته والاسباب تعود الى عدم وجود تفاهم بين الزوجين واختلاف في وجهات النظر واحيانا فقدان الثقة  وكل هذه بسبب الوضع الراهن الذي نعيشه .
اما السيدة ( س . ص ) فتقول وبحسب وجهة نظرها ان الزوجة يجب ان تكون المبادرة وتتنازل عن موقفها حتى وان كانت هي على صواب ، لان العرف الاجتماعي وثقافة المجتمع الشرقي يحتم عليها ان يكون هذا هو تصرفها .
  حكايات عن العنف ضد المرأة النازحة
( ف . ش ) سيدة مهجرة تقول لقد تعودت على العنف ، بل عاش العنف معي في داري حتى اصبح جزءا من حياتي . وانتقل الان معي في تهجيري والسبب رجل سكير تخلى عن واجباته كرب للاسرة ، عاطل عن العمل ، لا يرضى عن اي شيء . اتعرض للضرب كل يوم ، اخجل من نفسي ان أخرج خارجا واطلب النجدة ، واذا ما علم باني قمت بذلك أو تحدثت لاحد بخصوص ما جرى لي ، فهذا يعني ان ابقى الليل كله متيقضة أرجف من الخوف ، لذا فقد رضيت بمصيري .
( هـ . أ ) تحكي لنا قصة جارتها وتقول الصراخ يكاد يُسمع من كرفانهم بشكل يومي وكل من الزوج والزوجة يكيل التهم على الاخر والسبب تدخل اهل الزوج في حياة العائلة الخاصة مما يثير غضب الزوجة لينتهي الامر بالاعتداء عليها .     
لمن الشكوى
تقول ( ف . ش ) كنت اشكو مشكلتي الى اهلي وبالتحديد الى شقيقتي التي كانت تتألم من أجلي . كنت اشكوها لا لأجل ان تجد حلا لمشكلتي ولكن فقط لأخفف عن نفسي . تقول ليس لها معرفة بوجود منظمات او مراكز خاصة تتلقى الشكاوي وتساعدها في الدفاع عنها .
( و . ج ) ترى من الافضل ان يتم اعلام الكاهن بالمشكلة ويساعدنا في ايجاد الحل وحتى الدفاع عنا ، بينما زميلتها ( س . ف ) ترى ان يتم حل المشكلة داخل العائلة بين الزوجين .
الاخ باسم رجل الدين المسؤول في احد مجمعات النازحين يقول نادرا ما اتلقى شكاوى تخص العنف الاسري التي يعتقد انها قليلة . وهو يؤيد ما جاء في حديث النسوة عن سبب العنف ضد المرأة بان اغلبها يعود الى سببها الى الرجال الذين يدمنون على الكحول ، أو الذين لا يتواجدون في بيوتهم الا للنوم فقط ، وهم في تقديره فاشلون لا يقومون بواجباتهم تجاه عوائلهم . فيأتي ليغطي على فشله ويثبت رجولته من خلال الاعتداء على الزوجة او الابناء .
اقيمت ندوة واحدة حول العنف ضد المرأة في مجمع هؤلاء النسوة ، ولكن الامر والظروف التي تعيشها المرأة النازحة لا تكفيها ندوة واحدة وانما متابعة مستمرة خصوصا وهي تحت تأثير صدمة قوية هي فقدانها لبيتها واستقرارها العائلي وتحملها تحديات التهجير المختلفة .



المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "