التفوق حليف الطلبة النازحين رغم ظروف التهجير الصعبة . (ساندي ساجد كلو) نموذجا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 17, 2015, 10:41:13 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

التفوق حليف الطلبة النازحين رغم ظروف التهجير الصعبة . (ساندي ساجد كلو) نموذجا




برطلي . نت / خاص
لم تمنع ظروف التهجير الصعبة التي يمر بها النازحين من مواصلة الدراسة والتفوق . لا الازدحام في الصفوف التي لم تكن صفوفا نظامية وانما غرف في دور سكنية أُجِّرت من قبل مديرية تربية الحمدانية او الكنيسة لاستخدامها كمدارس ، ولا التأخر في البدء بالدراسة في هذه المدارس ، ولا قلة الكادر التدريسي والمناهج الدراسية ، ولا توفر الظروف الدراسية بابسط صورها للطلبة لمواصلة الدراسة ، بسبب عدم توفر سكن ملائم فالازدحام داخل المنزل الواحد الذي تسكنه عدة عوائل للتقليل من كلفة الايجار ولا الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العائلة بسبب قلة العمل وتأخر صرف رواتب الموظفين منهم مما كان سببا مضافا لعدم تمكن العائلة من توفير المناهج المساعدة للطالب في دراسته . رغم كل هذه الظروف الا ان العديد من الطلبة استطاعوا ان يتجاوزوها ويواصلوا تفوقهم .
( ساندي ساجد كلو ) احدى الطالبات التي استطاعت ان تحصل على معدل 98% في المرحلة الاعدادية الفرع العلمي ليؤهلها هذا المعدل لدخول اية كلية تختارها .
تحكي ساندي لنا قصة تفوقها وتقول لم يكن الامر سهلا ، لكن اصراري على مواصلة الدراسة بالاعتماد على ما توفر لي من ظروف استطعت تجاوز مشكلة التهجير ، رغم ان المأساة التي حلت بنا لم تكن تفارق فكري كلما استطاعت ان تجد فرصة وتقتحم تفكيري وقت انشغالي بالدراسة لترسم صورة سوداوية عن المستقبل خصوصا وفترة التهجير قد طالت . كنت احيانا اضع الكتاب جانبا واستسلم لهذه الافكار ، لكنني اعود للقراءة ثانية اكثر تحديا واكثر شوقا للقراءة وللتفوق .
ساندي يتيمة الاب وهي الابنة الخامسة لثلاثة شقيقات أخريات وشقيق يكبرها لازال طالبا في المرحلة الرابعة في كلية الطب ، دعته ظروف التهجير والوضع الاقتصادي الغير الجيد للعائلة الى العمل حتى اثناء الدوام في احد فنادق المدينة ليؤمن جزءا من مصاريف العيش والايجار لعائلتهم ، وبسبب ذلك تقول ساندي انها لم تستعين بالدروس الخصوصية التي باتت حاجة ملحة لا يتغاضى عنها الطلبة ولا حتى بالمناهج المساعدة التي يُحصل عليها من الاسواق .
ساندي المتفوقة دائما تحدت كل ظروف التهجير الصعبة وواصلت الدراسة وسط اربعة عوائل تسكن دارا واحدة ومتنقلة بين عدة دور لاقاربها بحثا عن اجواء مناسبة للدراسة ولكن ظروف جميعها لم تكن افضل حالا من ظروف عائلتها فالازدحام في هذه الدور وانقطاع الكهرباء المستمر لم يثنها عن عزيمتها حتى جعلها تقرأ ليالٍ على ضوء مصباح من ذوات الشحن .
تقول ساندي في تلك الليالي التي صادفت ان تنقطع الكهرباء نهائيا لعدة ايام بسبب عُطلٍ في المحطة الرئيسية ، كنت اقترب اكثر شيئا فشيئا نحو مصباح الشحن هذا كلما انخفضت شدة ضوئه علّني احصل على أضاءة أكثر تساعدني في القراءة .
اما حرارة الجو فحدث عنها ولاحرج ، تبتسم ساندي وتقول كنا نتجمع عوائل الدار جميعها في غرفة واحدة حيث مبردة الهواء الوحيدة ، ترى اجسادا منهكة ممددة على الارض متراصة ، كنت اختار انا احدى زوايا الغرفة لاجلس واتابع الدراسة ، فالوقت يمر بسرعة ولا خيار لي غير السباق مع الزمن .
ولكن تقول ساندي أخشى ان تذهب كل جهودي هباء بسبب عدم الاستقرار في مواقع الجامعات والكليات التابعة لمحافظة نينوى والتي اختيرت لها مواقع بديلة في كركوك والتدريس فيها لا زال متعثرا هذا بالاضافة الى انه لا يحق للطلبة النازحين التقديم الى جامعات اقليم كوردستان .
من المعروف ان العديد من طلبة جامعات محافظة نينوى لم يحظى بمواصلة دراسته في السنة الماضية 2014 بسبب عدم دوام الجامعة وعدم قبول استضافتهم في جامعات الاقليم وحتى الجامعات الاخرى او لعدم وجود اقسام مشابهة في هذه الجامعات او لاختلاف الدراسة فيها .




المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "

لؤي كلو

#1
من حقها برطلي ان تفتخر بابناءها المتميزين ... ولنا كل الفخر بك يا عزيزتنا الغاليه ساندي ... لقد اشعلت شمعة في هذا الظلام الذي يحيط بالنازحين والمهجرين ليعطيهم ويعطينا جميعا الامل باننا شعب لا يموت مهما قست الظروف ومهما اشتدت الصعاب .. بوركت وبارك كل من تحمل معك وشجعك لتحقيق هذا الانجاز الرائع..
تحية لك من الاعماق .. والشكر كل الشكر لموقع برطلي نت وبالاخص الاخ بهنام لتسليطهم الضوء على هذه المواهب

لؤي سليمان / بلجيكا


ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة