الشاعر امير بولص يتحدث عن ما تضمنته مفكرته عن الانسان المهجّر في أمسية لاتحاد ال

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 19, 2015, 11:58:07 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الشاعر امير بولص يتحدث عن ما تضمنته مفكرته عن الانسان المهجّر في أمسية لاتحاد الادباء والكتاب السريان في عنكاوا




برطلي . نت / خاص
(من مفكرة الاديب المهجّر) هذا كان عنوان الامسية التي اقامها اتحاد الادباء والكتاب السريان مساء يوم الثلاثاء 18 / 8 / 2015 وفي قاعة المركز الاكاديمي الاجتماعي في عنكاوا وبحضور نخبة من الادباء والكتاب والمثقفين ومسؤولي وممثلي الانشطة السياسية والثقافية والاجتماعية في عنكاوا وسهل نينوى .

استهلت الامسية التي ادارها الشاعر نوئيل جميل بالوقوف دقيقة صمت ترحما على ارواح شهداء ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري . بعدها رحب مدير الجلسة وباسم اتحاد الادباء والكتاب السريان بالحضور ومقدما صورة لما ستتضمنه الجلسة من محاور يتحدث فيها اربعة من المفكرين والادباء والشعراء وهم : الاب الدكتور والمؤرخ بهنام سوني ، الاديب والقاص هيثم بهنام بردى ، الشاعر والقاص امير بولص ، الشاعر رمزي هرمز ياكو . كل بحسب ما احتوته مفكرته من احداث وشهادات ومآسٍ تستحق الذكر .

كانت البداية مع الاب الدكتور بهنام سوني و(نفائس تاريخية تضيع مع الهمجية) متحدثا فيها عن نفائس الكتب والمخطوطات والقطع الاثرية خصوصا تلك التي تحويها الكنائس والتي بقيت هناك لتكون طعاما للفئران او لتباع في الاسواق او ربما لتحرق او تتلف بحسب قوله ، واضاف كان بامكان المسؤولين وقتئذ ان ينقذوها وجلبها الى مكان آمن ، فسيارات الكنيسة والمسؤولين كانت تصول وتجول في بغديدا بيد اناس لم يفكروا بحمل هذه الكتب وجلبها على الاقل الى عنكاوا مثلا . ومجموع ما تحتويه كنائس بغديدا من المخطوطات (114) مخطوطة في كنائس السريان الكاثوليك و(84) مخطوطة في كنيسة السريان الارثوذكس ، ومثلما يقال عن بغديدا يقال عن برطلة وكرمليس ايضا .
ثم استعان بالتاريخ ليعطي مثالا لغيرة وحرص ابناء بغديدا على ارثهم ، يقول الدكتور سوني لقد جابهوا جيش طهماسب واحضروا كتبهم ومخطوطاتهم التي حملها جيشه الى بلدة القاضية .
واردف الدكتور سوني قائلا انا لا ابكي فقط على ما تحتويه تلك المخطوطات وانما اتألم على الجهد الذي بذله كتاب وخطاطوا ونساخوا تلك المخطوطات ، كم صرفوا من الوقت لانجازها وعلى ضوء شمعة ولحرصهم على اهميتها والاعناية والاحتفاظ بها كانوا يذيلون تلك المخطوطات بان يحافظ من تقع بيده هذه المخطوطة او صاحبها او من تصل اليه من الرطوبة في الشتاء ومن التلف وخزنها في مكان آمن وسيحضى بعناية الرب كل من يهتم بالكتاب او المخطوطة .
لا تقتصر نفائس بغديدا على المخطوطات فقط فهناك الرقم الحجرية وانية الكنيسة ومنها صليب منقوش ومكتوب عليه بالسريانية وحوله بالارمنية يسمونه في بغديدا بالصليب الحي ويستخدم دائما في الاحتفالات ويعود تاريخه الى القرن السابع عشر . 

في المحور الثاني تحدث القاص هيثم بهنام بردى في موضوع (متى نكتب تاريخ مدننا) ففتح صفحات مفكرته وكان قد سجل في صفحتها الاولى موقف للفنان الكبير عادل امام من احدى مسرحياته وهو يقول (يا أبيض يا اسود) فقرأ لوحات بالابيض والاسود في مدننا المستباحة . فجاءت اللوحة الاولى بالابيض وقال بردى : ان الكتابة كانت من نتاج الذاكرة الفذة لانسان ما بين النهرين ومنه انطلقت الى المعمورة وهذه اشارة الينا نحن احفاد العراقيين القدماء كأمناء للفكر والعلم ، واضاف جولة بسيطة في قاعات واروقة المتاحف العالمية نرى كثيرا من الشواهد التي تؤكد رفع الفكر العراقي القديم هذا بالاضافة الى ما ينتشر تحت غرين المسطحات المائية في مدن جنوب العراق وتربة سهول وتلال وسطه وفي  كهوف جباله ولهذا ظهرت الكتابات التي تؤرخ لاول مدرسة ولاول معادلة رياضية معقدة والقصيدة الاولى والحكاية الاولى والمكتبة الاولى وملحمة كلكامش مثال على تسيد الانسان العراقي القديم للفن السردي الكتابي الاسطوري .
اما لوحته بالاسود فجاءت بصيغة تساؤل هل نحن حقا احفاد اولئك الاقوام ؟ هل يمكن لتلك العقلية الفذة ان تنتج شعبا محبا للقتل والدم والحقد والكراهية لسكان البلد الاصليين وتهجيرهم والتنكيل بهم ، مؤيدا لما جاء به عالم الاجتماع العراقي الكبير علي الوردي من ان الانسان العراقي يعاني من التشتت في الانتماء العرقي والمذهبي والاثني .
وختم حديثه بسؤال ايده بثلاثة بياضات متى نكتب تاريخ مدننا المستباحة ؟ يقول سؤال طرق برأسي وهل نبقى اسرى ذكرياتنا واسرى لما حصل لنا ونبكي مدننا ، يجب ان نتجاوز كل ذلك وندون للتاريخ يومياتنا وقصصنا مستشهدا بروائع عالمية ، روايات كتبت واصحابها في عمق المأساة .

ثم جاء المحور الثالث و( الانسان المهجّر من الوجهة الثقافية) والشاعر والقاص أمير بولص مستعرضا فيه تفاصيل حياة المهجر اليومية ودور المثقف في رفع الروح المعنوية للانسان المهجر ، فبدأ حديثه بقراءة مقطع صغير من قصة كتبها حملت عنوان(صراخ الرحيل) . ثم قال الشاعر أمير بولص : لحظة التهجير كل الوجوه تشابهت و كل الاحاسيس تشابهت يا ترى ماذا بعد هذا التهجير .
ثم تابع الشاعر امير بولص حديثه ليعطي صورا من حياة المهجر ،  يوما في طابور للحصول على الحصة الغذائية ويوما آخر في طابور للحصول على المنحة المالية وآخر بحثا عن السكن ويوما اخر بحثا عن السكن في المدن الرصاصية الكرفانات . ومع كل هذه بدأ المهجر يفقد الامل . في البداية كان هناك بصيصا من الامل بالعودة ولكن بعد طوال الوقت اصبح هذا الامل مفقودا .
هكذا ايضا كان يعيش المثقف المهجر كما الانسان العادي ومع ذلك استمر المثقف المهجر في نشاطه الثقافي متحديا كل مآسيه بل واضعا اياها خلفه فكانت الامسيات الادبية والفعاليات الثقافية والتي من خلالها يحاول ان يرفع من معنويات الانسان العادي .
وختم الشاعر امير بولص حديثه بقوله . والان يعاني المهجر من ضغوطات نفسية وهذه ستكون نتائجها وخيمة لو لم يكن هناك وقفة من الجميع وقفة من المثقفين والادباء وقفة من الكنائس بتوحيد خطابها وقفة من الاحزاب السياسية بتوحيد مواقفها لايجاد مخرج لهذه الازمة . 

ختام الامسية كان مع الشاعر رمزي هرمز ياكو و(صور من واقع نزوح سكان سهل نينوى) فاستعرض مآسي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في التاريخ الحديث ابتداء من سيفو 1915 مرورا بسميل وصوريا وسيدة النجاة حتى التهجير من الموصل وسهل نينوى ، كما استعرض ما يتعرض له ابناء هذا الشعب الاصيل من عدم اهتمام ولا مبالاة من الحكومة والمنظمات الانسائية والهيئات الدولية سواء ابناؤه المهجرون داخل العراق او في دول الجوار . واشار الى ايام النكبة حيث القصف العشوائي على السكان الامنين في بغديدا بالهاونات مما ادى الى استشهاد وجرح عدد من ابنائها فكانت دماء هؤلاء الطاهرة انذارا لابناء بغديدا وسهل نينوى بترك كل شيء والنجاة بارواحهم . ورافق حديث الشاعر رمزي عرض لصور من يوميات شعبنا المهجر .

وبعد الانتهاء من عرض المتحدثين لمحاور الجلسة شارك الحضور بعدد من المداخلات اكدت جميعها الى ضرورة ايجاد مخرج من هذه الازمة وايجاد منطقة آمنة بحماية دولية تكفلها القوانين والمواثيق الدولية وبضمانات من الدول الكبرى وتساءل آخر ما هي اشكال هذه الحماية ولماذا لا تكون حماية ذاتية ، بل وصل بالدكتور يوسف قوزي بطلب ايجاد وطن قومي لسكان هذا البلد الاصليين على غرار ما وجد لليهود في سنة 1948 . ودعى آخرون لضرورة التواصل بهذه النشاطات وبطرق مختلفة حتى العودة الى الديار التي ينتظرنا بعدها الكثير اعادة بناء البنية التحتية ، مواجهة فكر داعش الذي يكون قد انتشر وغيرها فعلى النخب المثقفة يجب ان تأخذ دورها في التفكير ووضع البرامج للمرحلة المقبلة 










































المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "