بعد مرور ثلاث سنوات على اختطافهما .. هل وراء اختطاف المطرانين يوحنا ابراهيم وبو

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, أبريل 28, 2016, 08:59:28 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

بعد مرور ثلاث سنوات على اختطافهما ..
هل وراء اختطاف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي دوافع سياسية




بهنام شابا شَمنّي

كثيرة هي عمليات الاختطاف التي حدثت لرجال دين مسيحيين في المناطق التي تشهد منذ سنوات اشد وأعنف موجة للصراعات الطائفية والمذهبية في منطقة الشرق الاوسط وبالتحديد سوريا والعراق .
وعند مراجعة كل عمليات الاختطاف تلك تجد انها قامت لسببين أثنين لا غير . الاول إثارة الرأي العام الغربي ، والذي في نظر الجهات القائمة بالاختطاف هو مسيحي والمتهم بان جميع مشاكل العالم هي بسببه ، هذا من جهة . ومعاداته للاسلام تحديدا من جهة أخرى باعتبار ان الجهات القائمة بالاختطاف هي تنظيمات أو جهات اسلامية متطرفة . ودائما ما كانت تقوم بعمليات الاختطاف هذه كردة فعل لقرار أو موقف أتخذ في العالم الغربي المسيحي الذي ليس لمسيحيي الشرق علاقة به بل يرفضونه كما يرفضه المجتمع الاسلامي الذي يعيشون معه . وتكون النتيجة وكأنتقام لهذا الموقف قتل الضحية وفي اكثر الاحيان تكون بطريقة بشعة ويتم الاعلان عنها رسميا من قبل الجهات المنفذة عبر تصوير مشاهدها كاملة وعرضها مباشرة أو بعد حين لتكون رسالة تعلن فيها عن الهدف من وراء الاختطاف وعندها يتم التأكد من مصير المُختطف .
اما السبب الثاني وهو كأحد مصادر التمويل لهذه الجهات وعادة ما تكون تنظيمات لها ايديولوجيات محددة ومعروفة وتتم المساومة بين الفريقين للحصول على فدية وتزيد وتنقص بحسب اهمية الشخصية الدينية المختطفة ليتم اطلاق سراحه ويعود الى حياته دون ان يتم الكشف عن تفاصيل العملية . أو يكون الاختطاف من قبل عصابة لا اهداف لافرادها غير الحصول على المال ، ولا يهمهم ان بقي الضحية على قيد الحياة او لا حتى بعد الحصول على الفدية . ولكن مع ذلك يتم العثور على الجثة ملقاة على قارعة الطريق أو في منطقة مهجورة . أو قد تكون ضمن صفقة لتبادل الاسرى أو السجناء وهذا ما حدث فعلا مع راهبات دير القديسة تقلا في معلولا .
لكن عند العودة الى قصة اختطاف المطرانين يوحنا ابراهيم مطران حلب للسريان الارثوذكس وبولس اليازجي مطران حلب للروم الارثوذكس نجد ان كلا الخيارين لم يحدثا ولم يتم الكشف عن مصيرهما حتى بعد مرور ثلاث سنوات على اختطافهما بالاضافة الى صمت عالمي مطبق تجاه قضيتهما وخصوصا من قبل الجهات المشاركة في دائرة الصراع أو التي لها تأثير على الجهات المتصارعة .
ومما كشف عن تفاصيل عملية الاختطاف ان المطرانين كانا في واجب انساني وهو اطلاق سراح كاهنين آخرين . وهي عمليات تمرس عليها خصوصا المطران يوحنا ابراهيم بالتفاوض لاطلاق المخطوفين ، وشارك في أكثر من عشرين عملية ناجحة معتمدا على شبكة من العلاقات كان يتمتع بها في المنطقة ، وأصبح محور قضايا الوساطات والخطف بحسب جريدة السفير اللبنانية . معنى ذلك ان حضوره في تلك المنطقة كان أمرا عاديا بالنسبة له .
ولا ندري ان كان الكاهنين المختطفين الذين كان المطرانان يتوجهان للقيام باطلاق سراحهم قد تم اخلاء سبيلهما من قبل الجهات المختطفة بعد اختطاف المطرانين أم لا . أي لو كانت لهذه الجهة يد في عملية اختطاف المطرانين لتم معرفة ذلك ومعرفة من هي هذه الجهة ايضا  . اما اذا كان مختطفوا المطرانين لا علاقة لهم بتلك وهو المرجح بعد ما روي من احداث عملية الاختطاف فاعتقد ان العملية لها دافع سياسي اكثر مما هو ديني أو مادي . سيما ونحن نعرف جيدا ان آراء المسيحيين في سوريا وهو ما يعلن عبر رجال الدين ، لا يؤيدون من يريد اسقاط النظام ، لكن يقفون بقوة مع مسيرة الاصلاحات ضد كل انواع الفساد والرشوة . فالسلام بالنسبة لهم أمرا مهما . وهذا ما اعلنه فعلا المطران يوحنا ابراهيم في بوردو في فرنسا في ايار 2011 . بالاضافة الى ان موقفه من الصراع الدائر في سوريا ومن اطراف هذا الصراع ، بانه أي الصراع عبارة عن مؤامرة خارجية يشارك فيها بعض البلدان في الشرق والغرب بل وصل الى تسمية هذه البلدان . وبالتأكيد ان هذه المواقف لا تسر الاطراف التي تدير الصراع ومن اجل اسكاتها كان الاختطاف .